صراحة نيوز ـ المهندس عبدالحكيم محمود الهندي

وأنا أقرأ خبراً عن توجه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد حفظه الله ورعاه، إلى اليابان، خطرت ببالي تلك الجلسات المتكررة التي تشرفت فيها بلقاء “سيدي حسين”، كنت دائما ألمس أنني أجلس بمعية شبلٍ هاشمي، فسموه من يعود بنسبه الشريف إلى كل أولئك الرجال الذين سطّروا مجداً مُخلًداً على صعيد الأمتين العربية والإسلامية وفي وطننا العربي وفي العالم، وفي وطننا الغالي الأردن، لن ينساه أيٍّ كان، ولن يعطه حقه إلا جاحد متنكر لتاريخ عريق حفرته الأسرة الهاشمية في ذاكرة الوطن العربي، وفي ذاكرة الأمة، فليس من الهيّن بمكان أن يعطي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، كل تلك المسؤولية لولي عهده بأن يتحرك في العالم، وأن يزور عواصم الدنيا ويلتقي رجالاتها، فجلالته يعلم بأن تلك البذرة الشريفة لهي إلّا امتدادٌ لكل ذلك الجهد الذي ما فتئ الهاشميون يخلصون بأدائه وهم يُعلون من شأن الأردن ويصلون الليل بالنهار، واللحظة باللحظة ليبقى الأردن قوياً منيعاً، والكرامة دوماً تعتلي جباه الأردنيين كما كانوا، وسيبقون بإذن الله، أينما حلوا.


ما أعلمه تماماً هو أن سيدي ولي العهد يحمل في ضميره الشباب الأردني أولاً، فهو شاب، ويتطلع إلى الحاضر والمستقبل بعين “إخوانه” شباب وشابات الأردن، فجل هدفه، كما أباه وأجداده وملوك بني هاشم من قبله، أن يرى دائماً أردناً متطوراً متعافياً، وقادراً على أن يواجه تلاطم موج هذا العالم وهو متسلح بالقوة التي تمكنه من التقدم في كل القطاعات، وأما من يقود هذا التطور، فهم الشباب، فتجد الأمير في كل جلسة يركز على الشباب ويقول إنهم المستقبل الذي سيحمي هذا الوطن ويحافظ عليه، كما حافظ عليه الآباء والأجداد. أتذكر جيداً تلك اللحظة التي كان فيها جلالة الملك يزور الأردن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ليطمئن على أحوال شعبه والحسين دائماً إلى جانبه، وعندما التقى الملك بأحد المواطنين وكأي أردني، قدم له الحسين وقال له بالحرف “هذا ابني حسين”، نعم هكذا كان الهاشميون دائما مع الشعب وبين الشعب وللشعب، فلم يكونوا يوما ساكني القصور البعيدة المقفلة بإحكام والمسورة بأسوارٍ تفصلهم عن الناس، بل كانوا، وما زالوا، يحطمون كل الأسوار ويلتقون بالشعب واحداً واحداً حتى يبقوا على تواصل مع الناس، وقربهم. ولطالما كان جلالة الملك، ومن خلال سلطاته الدستورية، وبحكم أنه رئيس كل السلطات، يوجه بأن تعمل كل السلطات، على سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تكفل تحقيق العدالة في كل بقعة من الوطن، والتي تكفل بأن يبقى الأردن دائماً على مسار التحديث والتطوير والتقدم، بل والتألق، في كل القطاعات.
الحسين بن عبدالله الثاني شاب أردني يتقدم الصفوف في عواصم الدنيا ليقدم للعالم نموذج الأردن المتطور، الأردن المتجدد دوماً، وهو الأردن الذي يؤمن أبناؤه بأنه سيكون دائماً رقماً صعباً على خارطة كل القطاعات من صناعة وزراعة وسياحة وغذاء وغيرها، فلا أوطان بدون الإنسان، ولا إنسان كريم بدون وطن كريم، وهذه أمانة هي الأغلى يضعها جلالة الملك بين يدي ابنه، ابن الأردنيين جميعاً، الحسين بن عبدالله الثاني، وأحسب أنها أمانة لا تقدر على حملها الجبال، فولاية العهد لملكٍ بحجم “سيدنا” هي أمانة ثقيلة، لكن الحسين ابن عبدالله الثاني، وكما أسلافه، على قدر “أهل العزم”، ولعمري أنه يحملها بجد وباجتهاد وبضمير، وبرجولة.
ونحن على أعتاب الاحتفال باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يجب أن نتذكر دائما بأننا في دولة سيدة برأيها وقرارها، وبأننا في دولة لطالما تجاوزت كل الصعاب والمحن حتى يكون الأردن على ما هو عليه الآن، الأردن القوي، الأردن المطمئن، الأردن الثابت بقيادته وبجيشه وبأجهزته الأمنية وبمؤسساته الحكومية والأهلية، وفوق هذا كله بشعبه الذي اختار أن يكون في بلد سيد نفسه، ومع حاكم وولي عهدٍ من أشرف السلالات البشرية، واكرمها.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الحسین بن عبدالله الثانی جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: هل فعلًا السفر "كاشف" !!



هل حقًا ما قاله المرحوم "عبد الحليم حافظ" عن الصديق الذى لم تسافر معه فإنك لا تعرفه.
نعم للسفر ثقافة، وربما كتُبَ في ذلك كثير من كُتَابَّنا وأشهرهم أستاذنا "أنيس منصور" "رحمه الله رحمة واسعة"، وهو أدب الرحلات، (حول العالم في 200 يوم)، من أشهر ما كتب في هذا الإتجاه، وللسفر فوائد جمة، ويقال قديمًا (للسفر سبع فوائد)، وإن كنت أعَدْتُ تعدادِها فوجدتها أكثر من مائة !! 
ويقال أيضًا أن "عبد الحليم حافظ " سأل صديقًا (هل تعرف فلان؟) قال الصديق (نعم) قال (هل سافرت معه؟) أجاب الصديق (لا) قال "عبد الحليم " (كأنك لا تعرفه !!) ففي السفر تتغير صفات الناس وهذه ثقافة السفر !!. 
حتى عملية الإنتقال من بلد إلى بلد أخر سواء بالطائرات، أو البواخر، أو حتى السيارات إن كانت الحدود مفتوحة بين الدول كما هو الحال في "أوربا"، أو في (أمريكا) بين الولايات) فإن ثقافة السفر تنشأ وتتراكم، وتتطور طبقًا لجدول سفرياتك، أو عدد رحلاتك وتنوعها بين الدول!. 
فلا شك بأن الوصول إلى مطار (فرانكفورت ) لكي تلحق بطائرة أخرى تنقلك إلى (أمريكا)، هذا شئ من "الخيال العلمي" إن لم تتدرب عليه، أو يقودك حظك العثر إلى أن تفقد الطائرة التالية فتمكث في المطار ليلة، وخاصة إن لم يكن في حوزتك فيزا (تشنجن) تسمح لك بالخروج إلى (فرانكفورت) لتقضي فيها يومًا أخر حتى موعد الطائرة التالي!! 
ولا شك أيضًا أن وصولك إلى مطار (هيثرو) فى لندن لكي تستطيع أن تأخذ مسارك عبر نقاط التفتيش وخلعك "لحذئك وحزامك"، وكل ما يشع في (جيبك) من معادن، أو حتى (عملات ورقية) كل هذا يتطلب ثقافة للسفر!!
حتى إبتياعك لإحتياجاتك  وأسرتك  من (السوق الحرة) في المطار أو من الأسواق في تلك المدن، أيضًا تحتاج لثقافة، وفي إحدى رحلاتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية (لأطلانطا –جورجيا)، مرورًا بمطار (هيثرو- لندن) وطول ساعات الإنتظار بين الطائرة القادمة من أمريكا، وقيام الطائرة الأخرى إلى مصر، أكثر من (سبع ساعات ) ورغم أن إستراحة ( الفاست تراك) أو الدرجة الأولى، يعمها الراحة و(الدلع) كله، فمن حجرات للنوم (Kapins) إلى مطعم رائع إلى كافيه متعدد الأغراض إلى SPA، متعدد الأنشطة بما فيها (المساج) الذى تتقدم إلى موظفة الخدمة لتحدد لك موعدًا  ،كل ذلك على حساب (تذكرة سفرك) ،فهذا متوفر (مجانًا) إن لم يكن لديك ثقافة السفر !! فسوف تخسر تلك الخدمات!!.
فربما سماعك عن حجرة للراحة ،وحمام خاص، وحجرة (للتدليك) سوف يكلفك الشيىء الفلانى!! 
ولكن بثقافة متراكمة ،ستجد أن هذا (حقك) مجانًا !!على تذكرة سفرك المدفوعة في بلدك، دون أخذ رأيك إن كنت تفضل (المساج) أو في عقيدتك هذا (شِرْكْ) وحرام، ومدعاة للفتنة (أستغفر الله العظيم) !! فلا داع للخطيئة ،وخاصة ونحن على سفر!! كما أن هذه الفترات الطويلة التى نمكثها في مشاهدة الأخرين، حيث كل من يتحرك في تلك المطارات لعشرات ومئات الرحلات، من كل الأجناس، تدعوك للتأمل وحينما "تُكِثْرْ من التأمل تصل إلى حالة من التصور" بأن وراء كل مسافر قصة ،وحدوتة، ومقصد، وتلك الوجوه العابثة أو الضاحكة أو(المِبلَمَةْ)كلها لا تعبر عما ورائهامن أحداث ومشاكل، ولكن يجمع الجميع ثفافة السفر، والجميع يعلم إلى أين ومتى يتحرك، وكيف؟ داخل تلك التجمعات (النملية) فالحركة فى إتجاهات مختلفة، مثل خلية نحل أو أدق وصف (بحركة النمل)!! سبحان الله فى شئون عباده!!

مقالات مشابهة

  • استاد الملك عبدالله الثاني يستضيف مواجهة الأحمر وفلسطين
  • “الملك الحسين للأعمال” يطلق مراحل تطوير جديدة ويوقع اتفاقيات لإنشاء شقق فندقية
  • العيسوي: الأردن بقيادة الملك ووعي شعبه محصّن بالوحدة والعزيمة في مواجهة التحديات
  • ملك الأردن عبدالله الثاني يلتقي بالسياسية الأمريكية من أصل أردني جوليا نشيوات
  • مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة تختتم فعالية “عالم مشكاة” وسط تفاعل واسع
  • د.حماد عبدالله يكتب: هل فعلًا السفر "كاشف" !!
  • الطباطبائي الحكيم: ندعو “الحسين” ان تنجح المفاوضات الإيرانية الأمريكية
  • “التعاون الإسلامي” تُدين الاعتداء على المرافق الحيوية والبنية التحتية في بورتسودان وكسلا بالسودان
  • العيسوي: الأردن بقيادة الملك قوي بتماسكه وراسخ في مبادئه