المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : الحسين بن عبدالله الثاني .. الأمانة “الثقيلة” والعزيمة “القوية”
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ المهندس عبدالحكيم محمود الهندي
وأنا أقرأ خبراً عن توجه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد حفظه الله ورعاه، إلى اليابان، خطرت ببالي تلك الجلسات المتكررة التي تشرفت فيها بلقاء “سيدي حسين”، كنت دائما ألمس أنني أجلس بمعية شبلٍ هاشمي، فسموه من يعود بنسبه الشريف إلى كل أولئك الرجال الذين سطّروا مجداً مُخلًداً على صعيد الأمتين العربية والإسلامية وفي وطننا العربي وفي العالم، وفي وطننا الغالي الأردن، لن ينساه أيٍّ كان، ولن يعطه حقه إلا جاحد متنكر لتاريخ عريق حفرته الأسرة الهاشمية في ذاكرة الوطن العربي، وفي ذاكرة الأمة، فليس من الهيّن بمكان أن يعطي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله ورعاه، كل تلك المسؤولية لولي عهده بأن يتحرك في العالم، وأن يزور عواصم الدنيا ويلتقي رجالاتها، فجلالته يعلم بأن تلك البذرة الشريفة لهي إلّا امتدادٌ لكل ذلك الجهد الذي ما فتئ الهاشميون يخلصون بأدائه وهم يُعلون من شأن الأردن ويصلون الليل بالنهار، واللحظة باللحظة ليبقى الأردن قوياً منيعاً، والكرامة دوماً تعتلي جباه الأردنيين كما كانوا، وسيبقون بإذن الله، أينما حلوا.
ما أعلمه تماماً هو أن سيدي ولي العهد يحمل في ضميره الشباب الأردني أولاً، فهو شاب، ويتطلع إلى الحاضر والمستقبل بعين “إخوانه” شباب وشابات الأردن، فجل هدفه، كما أباه وأجداده وملوك بني هاشم من قبله، أن يرى دائماً أردناً متطوراً متعافياً، وقادراً على أن يواجه تلاطم موج هذا العالم وهو متسلح بالقوة التي تمكنه من التقدم في كل القطاعات، وأما من يقود هذا التطور، فهم الشباب، فتجد الأمير في كل جلسة يركز على الشباب ويقول إنهم المستقبل الذي سيحمي هذا الوطن ويحافظ عليه، كما حافظ عليه الآباء والأجداد. أتذكر جيداً تلك اللحظة التي كان فيها جلالة الملك يزور الأردن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ليطمئن على أحوال شعبه والحسين دائماً إلى جانبه، وعندما التقى الملك بأحد المواطنين وكأي أردني، قدم له الحسين وقال له بالحرف “هذا ابني حسين”، نعم هكذا كان الهاشميون دائما مع الشعب وبين الشعب وللشعب، فلم يكونوا يوما ساكني القصور البعيدة المقفلة بإحكام والمسورة بأسوارٍ تفصلهم عن الناس، بل كانوا، وما زالوا، يحطمون كل الأسوار ويلتقون بالشعب واحداً واحداً حتى يبقوا على تواصل مع الناس، وقربهم. ولطالما كان جلالة الملك، ومن خلال سلطاته الدستورية، وبحكم أنه رئيس كل السلطات، يوجه بأن تعمل كل السلطات، على سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تكفل تحقيق العدالة في كل بقعة من الوطن، والتي تكفل بأن يبقى الأردن دائماً على مسار التحديث والتطوير والتقدم، بل والتألق، في كل القطاعات.
الحسين بن عبدالله الثاني شاب أردني يتقدم الصفوف في عواصم الدنيا ليقدم للعالم نموذج الأردن المتطور، الأردن المتجدد دوماً، وهو الأردن الذي يؤمن أبناؤه بأنه سيكون دائماً رقماً صعباً على خارطة كل القطاعات من صناعة وزراعة وسياحة وغذاء وغيرها، فلا أوطان بدون الإنسان، ولا إنسان كريم بدون وطن كريم، وهذه أمانة هي الأغلى يضعها جلالة الملك بين يدي ابنه، ابن الأردنيين جميعاً، الحسين بن عبدالله الثاني، وأحسب أنها أمانة لا تقدر على حملها الجبال، فولاية العهد لملكٍ بحجم “سيدنا” هي أمانة ثقيلة، لكن الحسين ابن عبدالله الثاني، وكما أسلافه، على قدر “أهل العزم”، ولعمري أنه يحملها بجد وباجتهاد وبضمير، وبرجولة.
ونحن على أعتاب الاحتفال باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يجب أن نتذكر دائما بأننا في دولة سيدة برأيها وقرارها، وبأننا في دولة لطالما تجاوزت كل الصعاب والمحن حتى يكون الأردن على ما هو عليه الآن، الأردن القوي، الأردن المطمئن، الأردن الثابت بقيادته وبجيشه وبأجهزته الأمنية وبمؤسساته الحكومية والأهلية، وفوق هذا كله بشعبه الذي اختار أن يكون في بلد سيد نفسه، ومع حاكم وولي عهدٍ من أشرف السلالات البشرية، واكرمها.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الحسین بن عبدالله الثانی جلالة الملک
إقرأ أيضاً:
سفير السودان في الأردن “سوار الذهب” يحاضر عن الثقافة زمن الحرب في اتحاد الكتاب
صراحة نيوز- وسط حضور لافت من الأدباء والكتاب والاعلاميين والسياسيين تناول سفير جمهوية السودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية سعادة الأستاذ حسن صالح سوار الذهب في ندوة نظمها إتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وإدارها رئيس الاتحاد عليان العدوان مرحبا بالحضور الجماهيري الكبير.
وتطرق إلى مآسي الحروب على الثقافة الشعبية وعلى مجموعة القيمة الإنسانية والاعتداء على الآثار والترات وعلى هوية الأمة وأمثلة ذلك ماحصل في العراق وسوريا وقطاع غزة وطمس المعالم الحضارية التاريخية وضرب الحائط بمجموعة القيم والعادات والتقاليد
أقيمت هذه المحاضرة الهامة في العاصمة عمّان ،وتطرق سعادة السفير حسين سوار الذهب للأثر العميق الذي خلّفته الحرب على الثقافة السودانية ، مستعرضاً ثلاثة مسارات بدت كأنها ثلاث ندوب محفورة في جسد وطن بأكمله.
أول الندوب: محو الذاكرة وتجريف التراث
أوضح السفير سوار الذهب، أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 لم تكن مجرد اشتباك عابر بل كانت هجوماً منظماًعلى الذاكرة الجمعية للسودانيين.
ولفت ، السفير، أن الميليشيا المتمردة لم تكتفِ بإزهاق الأرواح بل اتجهت مباشرة إلى أكثر نقاط السودان حساسية: تراثه الذي يسبق ميلاد كثير من الحضارات الحديثة.
وتابع ، فُتحت أبواب المتحف القومي على نهب غير مسبوق سُرقت خلاله قطع كوشية ومروية لا تقدّر بثمن، وتعرّضت أكثر من مئة ألف قطعة أثرية للتدمير والنهب والتهريب، مضيفا أن متاحف بيت الخليفة والفاشر ، والمواقع المدرجة على قائمة اليونسكو مثل النقعة والمصورات نالها ما نال غيرها ، ولم تنجُ من ميليشيات الدعم السريع ، أمّا الفجيعة الأكبر فكانت العبث بالأرشيف الوطني ومكتبة السودان بجامعة الخرطوم ، وكأن اليد العابثة أرادت سحق شريان الذاكرة قبل أي شيء آخر.
ثاني الندوب: شروخ الروح وتفكك المجتمع
انتقل السفير إلى الجرح الثاني ذلك الذي لم يضرب الحجر بل ضرب القلوب، الحرب لم تكتفِ بتدمير المباني بل زعزعت القيم التي عُرف بها السودانيون عبر تاريخهم: التعايش التسامح وراحة النفس في اختلافاتها.
اشتعلت النعرات القبلية وتحوّلت رموز ثقافية كانت تُستخدم للإصلاح وبث الحكمة—مثل الحكّامة والهدّاي—إلى أدوات تحريض تُحركها الميليشيا. تصدّعت الثقة وظهرت صدمات نفسية متراكمة: اكتئاب اضطرابات ما بعد الصدمة وخسارات لم يعد ممكناً إحصاؤها.
توقفت الحياة الثقافية أغلقت الجامعات والمدارس وتحولت بعض منها إلى ثكنات… وكأن الزمن توقف عند لحظة لم يحبّ أحد أن يعيشها.
ثالث الندوب: مقاومة الجمال… حين يصبح الفن درعاً أخيراً
ورغم اتساع حجم الخراب لم تُطفأ روح السودان. ظهر الفن فجأة كأقوى ما يستطيع الإنسان التمسك به. الرسامون صاروا شهوداً على الجرح، ينقلون الخراب على اللوحات كي لا يُنسى.
الأدباء في المنافي كتبوا “الحكايات الصغيرة” التي تُنقذ ذاكرة يوم عادي نجا من الرصاص.
الموسيقى بدورها ارتفعت فوق أصوات البنادق أغنيات تُذكّر بالوطن وتحثّ على صونه… وكأن الفن بأكمله تكفّل بمهمة حماية روح السودان حين عجزت السياسة والسلاح.
بهذه المحاور الثلاثة، رسم السفير سوار الذهب لوحة وطن يقاوم الفناء وطن قُطِعت عنه الكهرباء والماء لكنه أبى أن تُقطع عنه قصته.
فالذاكرة تتعرّض للمحو… والروح تُستنزف… لكن الثقافة السودانية تظل واقفة ترفع رأسها في وجه الحرب وتُعلن أنّها آخر ما سيُهزم. وفي نهاية المحاضرة أجاب سعادة السفير السوداني على كافة أسئلة ومداخلات الحضور ، قدم وقدم الاستاذ عمر العرموطي موسوعة عمان. والدكتور محمد النجار مجموعة من نتاجه الثقافي وتشرفة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين الشاعر عليان العدوان بتقديم شهادة تكريمية لسعادة السفير حسن سوار الذهب تقديرا لجهوده في خدمة الثقافة ، كما تم التقاط الصور التذكارية، لهذه المحاضرة القيمة .