ندوة بالجامع الأزهر توضح دور الأمهات في التعرف على الإعاقة السمعية
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من البرامج الموجهة للمرأة بعنوان"التدخل المبكر للإعاقة السمعية واضطرابات النمو عند ذوي الهمم وتدريب الأمهات على التعرف عليها والتعامل معها".
وتحدث في الندوة، كل من: د. دينا محمد عبدالفضيل القوصي، استشاري طب الأطفال وإعاقات الأطفال بمركز معوقات الطفولة جامعة الأزهر، ود.
استهلت د. دينا محمد القوصي، حديثها ببيان مراحل نمو الطفل وتطوره، ومفهوم اضطراب النمو الشامل، وأكدت على ضرورة الزيارات الدورية والمتابعة الشهرية للطفل عند الطبيب للتأكد من متابعة تطور نمو الطفل من خلال تسجيل قياسات الوزن والطول ومحيط الرأس ومقارنته بالطبيعي، وكذلك ملاحظة تطوره الفسيولوجي واللغوي والاجتماعي.
ونصحت الأمهات بضرورة متابعة حركة الطفل باستمرار لتفادي أي مشاكل قد تظهر عليه ويتم علاجه بشكل سريع.
وأوصت استشاري طب الأطفال الأمهات بالرضاعة الطبيعية، موضحةً أثرها على نمو الطفل ودورها في تقوية عضلات الفم.
كما أكدت على أهمية التفاعل مع الطفل منذ الولادة، وحذرت من الحرمان البيئي الذي يؤثر على التأخر اللغوي.
من جانبها بينت د. سهير محمد المقصود بالإعاقة السمعية وأسبابها، ودرجات الفقدان السمعي، وصنفت الإعاقة السمعية إلى: صمم ما قبل ٱكتساب اللغة، وصمم ما بعد ٱكتسابها.
وذكرت أشكالًا مختلفة للإعاقة السمعية منها: فقدان سمعي توصيلي، وحسي عصبي.
وأشارت إلى طرق الوقاية لمنع تفاقم الضعف السمعي، من التدخل المبكر بٱستخدام المعينات السمعية، وبرامج التعلم القائمة على طريقة اللفظ المنغم (فربوتونال)، وزرع قوقعة للأطفال الصم، وتأهيلهم جيدًا من خلال توجيه أسرهم.
وأوضحت الأماكن المختصة برعاية وتأهيل هذه الفئة في سن ما قبل المدرسة وفي سن المدرسة وأكدت على أهمية المتابعة في المنزل.
في ذات السياق أوضحت د. سناء السيد خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل، فالأطفال تربة خصبة، وكل ما يزرعه الآباء يحصدونه ولو بعد حين، والانفعالات التي يتعرض لها الطفل تترك أثرا فيه يظهر بوضوح عند الكبر، فشخصية الطفل وسلوكه، ٱنعكاس لطريقة تربيته.
وأضافت أن الأطفال يحتاجون إلى اللطف والرفق والحنان، والرحمة والأنس، غير أن هناك من الآباء والأمهات من لا يفهم هذه الطبيعة فيصرخون في الأطفال ويقسون عليهم، ولو شاءوا لقيدوهم حتى لا يتحركوا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر البرامج الموجهة للمرأة
إقرأ أيضاً:
د. هبة عيد تكتب: دمعة لا تجد سؤالًا صادقًا
في عالمٍ يبدو فيه كل شيء واضحًا للكبار، نجد هناك طفلا صغيرا يعيش داخله صمتًا أكبر من عمره. فالطفل الذي يتعرّض للتحرّش لا يصمت لأنه قوي، أو لأنه لا يشعر بالألم، بل لأنه لم يجد حتى الآن سؤالًا واحدًا صادقًا يطمئنه بأن صوته سيُحتضن لا يُدان. فالصمت عند الطفل ليس ضعفًا، بل هو محاولة فطرية لحماية نفسه عندما يشعر بأن الأمان غير مكتمل، في البيت أو المدرسة أو بداخله.
فعندما يمرّ الطفل بتلك التجربة لا يملك من الكلمات القدرة على وصفها. جسده يخبره أن هناك شيئًا خاطئًا، لكن عقله لا يستطيع تفسير ما يحدث. ويشعر بالخوف، بالارتباك، وبالعار الذي لا يعرف مصدره. هذا المزيج من المشاعر يجعله يظن أنه قد يكون جزءًا من الخطأ، فيؤدي ذلك إلى شلل نفسي يمنعه من الكلام. ويبدأ الطفل في مراقبة ردود أفعال الكبار، ويستعيد كل لحظة بكى فيها ولم يُسأل عن السبب، وكل مرة خاف فيها وقيل له “عيب”، وكل مرة حاول أن يحكي فقوبل باللوم أو تجاهل مشاعره. ومع تكرار هذا النمط، يتراجع صوته خطوة…تلو أخرى… حتى تختفي جرأته على البوح والتعبير.
وتصبح القضية أكثر تعقيدًا. ففي بعض البيوت، تُعامل مشاعر الطفل كأمور بسيطة، ويُنظر إلى خوفه كدلال أو نوع من المبالغة. وفي المدرسة، قد يشعر الطفل أن الشكوى قد تجلب له عقابًا، أو سخرية من زملائه، أو تشكيكًا من معلمه. وحين يفقد الطفل الثقة بأن الكبار سيصدّقوه أو يفهموه، يصبح السر ثقيلًا على قلبه الصغير، لكنه يفضّل حمله وحده بدلًا من مواجهة عالم غير مستعد لسماعه.
ولأن حماية الطفل لا تبدأ بعد وقوع الأذى، بل قبله، تصبح مسؤولية البيت والمدرسة مشتركة. ففي البيت، يجب أن يكون الحوار جزءًا من الحياة اليومية مثل أسئلة بسيطة، كلمات مطمئنة، مساحة آمنة لكي يحكي دون تهديد أو عقاب. يحتاج الطفل أن يتعلم أن جسده ملكه، وأن اللمس غير المريح ليس سرًا، وأن أهله أقرب إليه من أي خوف. أما في المدرسة، فيجب أن يحمل المعلمون حساسية عالية تجاه الإشارات النفسية التي تظهر على الأطفال مثل الانطواء المفاجئ، الخوف من شخص بعينه، تغيّر السلوك بلا سبب واضح. والسعي لوضع آلية واضحة وسرية للإبلاغ، والعمل على التثقيف المستمر للأطفال بصورة مبسطة ، لكي تنشأ بيئة تعليمية لا تُسكت الخوف بل تعالجه… كل هذا يصنع فرقًا حقيقيًا.
وحين يعمل البيت والمدرسة معًا، يتحوّل صمت الطفل إلى لغة يستطيع التعبير بها. ليصبح الطفل قادرًا على أن يقول “أنا مش كويس”، دون خوف من اللوم، ودون شعور بأنه سيُتّهم أو يُساء فهمه. فهو يحتاج قلوبًا تسمع قبل أن تحكم، وتشعره بأن سؤاله مهم، ودمعته ليست شيئًا يتم تجاهله.
ومع ذلك، يبقى هناك عدد من الأطفال يعيشون ألمهم في الظل… يبكون دون أن يجدوا سؤالًا واحدًا يقترب من دموعهم.
يحملون خوفهم بمفردهم لأنهم لم يجدوا أحدًا يسألهم: “إنت كويس؟ إحكي لي… أنا جنبك”. وتتحوّل دموعهم إلى صمتٍ ثقيل، ووجعٍ لا تفسير له.
وفي النهاية، تختصر الحقيقة كلها في جملة واحدة تعرفها كل روح تُنصت لوجع الأطفال أن هناك دائماً دمعة لا تجد سؤالاً صادقاً.