فائدة للغرب من انضمام مصر والسعودية والإمارات لبريكس.. ما هي؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
قال مارك كاتز، أستاذ السياسة في جامعة جورج ماسون بالولايات المتحدة، إن الغرب ربما يستفيد من انضمام كل من السعودية والإمارات ومصر إلى مجموعة "بريكس" المناهضة للدول الغربية.
وفي 24 أغسطس/ آب الجاري، اختتمت قمة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أعمالها في جوهانسبرج بدعوة 6 دول للانضمام إلى المجموعة بداية من مطلع العام المقبل، ووهي 4 دول شرق أوسطية: مصر والسعودية والإمارات وإيران، بالإضافة إلى كل من إثيوبيا والأرجنتين.
كاتز تابع، في تحليل بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "بالنسبة لمصر والسعودية والإمارات، فإن الانضمام إلى بريكس هو بيان بأنه على الرغم من تعاونهم مع الولايات المتحدة والغرب، إلا أنهم يتعاونون أيضا مع روسيا والصين، ويجب على الغرب أن يقبل ذلك".
وأردف: "لعل انخراطهم في بريكس يفيد الولايات المتحدة والغرب، ففي حين أن المجموعة تميزت دائما عن الغرب، فإن إضافة الدول العربية الثلاث إلى صفوفها يعزز أصوات الأعضاء الحاليين، البرازيل والهند وبدرجة أقل جنوب أفريقيا، في مجادلات الأعضاء الأكثر مناهضة للغرب، وهم روسيا والصين والآن إيران".
وأضاف أن "التعاون مع الغرب في بعض المجالات أمر مرغوب بالنسبة لهم (الدول غير المناهضة للغرب). ربما يمكنهم على الأقل منع موسكو وبكين وطهران من تحويل بريكس إلى مجموعة معادية تماما للغرب، وهذا أمر ينبغي للدبلوماسية الغربية تشجيعه".
كاتز قال إن "بريكس ليست ميثاقا أمنيا جماعيا ضد التهديدات الخارجية، والخطاب الصادر عن قمم المجموعة غالبا ما يكون معاديا للغرب، وخاصة من المسؤولين الروس والصينيين الذين حثوا مؤخرا بريكس على العمل ككتلة مناهضة للغرب.. لكن الأعضاء غير ملتزمين بالدفاع عن بعضهم البعض".
وزاد بأن "بينما أحد الأعضاء الجدد في بريكس من الشرق الأوسط، وهي إيران، على خلاف شديد مع الغرب، فإن مصر والسعودية والإمارات تواصل الانخراط في تعاون أمني واسع النطاق مع الولايات المتحدة على الرغم من بعض الاختلافات المهمة معها".
اقرأ أيضاً
لماذا غابت الجزائر عن الدول المنضمة لـ”بريكس”؟
4 دول
و"المخاوف والأصوات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبدو وكأنها ستلعب دورا أكثر أهمية في مؤتمرات القمة المستقبلية"، بحسب كاتز.
واستدرك: "لكن في حين حصلت 4 دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على القبول في بريكس، خابت آمال دول أخرى شرق أوسطية هي الجزائر والبحرين والسودان وسوريا، وتركيا، والتي يقال إن جميعها سعت إلى الانضمام للمجموعة".
وتابع: "نظرا لأهمية الجزائر كمصدر للغاز والدور المتنامي الذي تلعبه تركيا كقوة إقليمية في جوارها وخارجها، يبدو أن كليهما كانا مرشحين أكثر قابلية للالتحاق بعضوية بريكس من إثيوبيا التي مزقتها الصراعات".
كاتز قال إنه "إذا أمكن الحفاظ على العلاقة التي تحسنت مؤخرا بين إيران من ناحية والسعودية والإمارات من ناحية أخرى، فإن اتفاقهما يمكن أن يقنع أعضاء بريكس الآخرين بقبول دول إضافية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
واستدرك: "ولكن إذا عادت العلاقات الإيرانية السعودية و/أو الإيرانية الإماراتية إلى حالتها العدائية المعتادة، فقد لا يتمكنون من الاتفاق على أي أعضاء جدد من المنطقة".
اقرأ أيضاً
بريكس أصبحت بحجم فريق كرة قدم.. 8 خبراء بالمجلس الأطلسي يحللون المشهد
تمويل خليجي
ومع ذلك، فإن "توسيع عضوية بريكس لن يكون البند الوحيد على جدول أعمال الأعضاء القدامى والجدد. فقد كانت الوظيفة الأساسية للمجموعة تتلخص حتى الآن في العمل كمنتدى حواري للحكومات المهمة غير الغربية، تماما كما تشكل مجموعة السبع منتدى حواريا بالغ الأهمية للحكومات الغربية المهمة"، وفقا لكاتز.
وأردف: "كما تولت بريكس مهمة التنمية الاقتصادية عبر مخططات مختلفة لإقراض الأموال والاستثمار في بعضها البعض وكذلك في الاقتصادات النامية الأخرى".
وأوضح أنه "حتى الآن، جاءت الأموال المخصصة لهذه المخططات بشكل رئيسي من الصين، بينما عانت اقتصادات البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا من الركود خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتلك الدول بحاجة إلى الأموال وليست في وضع يسمح لها بتوفيرها".
و"مع ذلك، فإن إضافة السعودية والإمارات إلى بريكس، يمكن أن يبشر بتدفق الأموال منهما إلى أنشطة تنمية المجموعة، بينما لا يبدو أن مصر بمشاكلها الاقتصادية المزمنة ولا إيران التي تعاني من عقوبات (غربية) شديدة، في وضع يسمح لها بإضافة الكثير إلى هذا الجهد، لكن من المرجح أن تسعى للحصول على التمويل بدلا من ذلك"، كما أضاف كاتز.
وزاد بأنه "يبدو من المشكوك فيه ما إذا كانت السعودية والإمارات على استعداد لتقديم الكثير من التمويل لإيران، وبالطبع، إذا ساءت علاقاتهما مع طهران، فلن تقدما أي شيء".
وتابع: "مهما كانت الأغراض التي تخدمها بريكس، سواء كمجموعة من 5 أو 11 دول، فمن غير المرجح أن تكون قادرة على حل النزاعات بين أعضائها. وعلى الرغم من عضويتهما المشتركة في بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، فإن الصين والهند لا تزالان على خلاف بشأن حدودهما المشتركة".
واستطرد: "وبالمثل، يبدو من غير المرجح أن تساعد عضوية بريكس طهران من ناحية والرياض وأبوظبي من ناحية أخرى على حل مشاكلهم. ولن ترغب موسكو وبكين ونيودلهي في الانحياز إلى أحد الجانبين بعد انضمامهم إلى المجموعة".
اقرأ أيضاً
بوتين: مستعدون للعمل مع الأعضاء الجدد في بريكس
المصدر | مارك كاتز/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بريكس الغرب مصر السعودية الإمارات إيران مصر والسعودیة والإمارات السعودیة والإمارات الشرق الأوسط فی بریکس من ناحیة
إقرأ أيضاً:
«تنفيذ مشاريع ضخمة».. بوتين: التبادل التجاري بين دول بريكس تجاوز تريليون دولار
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الاقتصاد العالمي يشهد أكبر عملية تحول منذ عقود، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تزايد تأثير دول بريكس، حيث ارتفعت حصتها من 20% في مطلع القرن إلى 40% من الاقتصاد العالمي اليوم.
تبني نموذج عالمي جديدووفقًا لما نشرته شبكة «TV BRICS» الإعلامية الدولية، الشريك الإعلامي لـ «صدى البلد»، فإن الرئيس بوتين، أكد خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن قمة بريكس في قازان عام 2024 شهدت تأكيد 35 دولة على ضرورة تبني نموذج عالمي جديد، لافتًا إلى أن دول المجموعة بالفعل تنفذ مشاريع ضخمة في مجالات الطاقة النووية، والذكاء الاصطناعي، والطيران، وتكنولوجيا المعلومات، كما تجاوز حجم التبادل التجاري بين هذه الدول تريليون دولار أمريكي.
تحقيق تنمية مستقرة للعالموأضاف بوتين: «روسيا تدعو شركاءها للمساهمة في بناء نموذج عالمي جديد للنمو، وضمان ازدهار دولنا وتحقيق تنمية مستقرة للعالم بأسره لسنوات طويلة قادمة».
المرونة التكنولوجيةولفت إلى الاتجاهات الرئيسية للتغيرات الهيكلية في الاقتصاد الروسي، مؤكدًا أهمية المرونة التكنولوجية وسرعة تطبيق الحلول الجديدة.
من جانبه، أكد نائب رئيس جنوب إفريقيا، بول ماشاتيل، أن موضوع التعددية القطبية يحتل موقعًا مركزيًا في ظل عالم متغير، مشيرًا إلى التعاون النشط بين روسيا وجنوب إفريقيا في إطار بريكس ومجموعة العشرين، واعتبر ماشاتيل روسيا لاعبًا رئيسيًا في مجالات مثل الطاقة، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والفضاء.
شراكة تقوم على المساواةوألمح ماشاتيل إلى تزايد دور إفريقيا، خصوصًا من الناحية الديموغرافية والصناعية، قائلاً: «إفريقيا تسعى إلى شراكة تقوم على المساواة، وتكافؤ الوصول إلى رؤوس الأموال والمعرفة والتقنيات، ولهذا تكتسب منصات عالمية مثل منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي أهمية خاصة بالنسبة لنا».
إنشاء منطقة تجارة حرةوأشار ماشاتيل إلى أن سكان القارة الإفريقية سيتجاوزون 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، مؤكدًا تطلع إفريقيا إلى التحول الرقمي، والتكامل الإقليمي، وإنشاء منطقة تجارة حرة.
تعزيز سياسة الانفتاحبدوره، صرّح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، دينغ شيويشيان، بأن بلاده ستواصل تعزيز سياسة الانفتاح وتكثيف التعاون الاقتصادي مع الدول النامية. وأضاف: "حضارات العالم يجب أن تتطور من خلال الإثراء المتبادل القائم على أساس المساواة والحوار واحترام التنوع. لكل شعب الحق في اختيار طريقه وتحقيق قيمه الخاصة".
أهمية الحوار مع الرئيس بوتينومن جهته، وجّه مستشار ملك البحرين لشؤون الأمن الوطني، ناصر بن حمد آل خليفة، شكره لروسيا على دعوتها للمشاركة في المنتدى، مذكرًا بزيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى موسكو في مايو 2024، حيث أكد أهمية الحوار مع الرئيس فلاديمير بوتين.
تطوير القطاعات الاستراتيجية للاقتصادوأشاد الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالسياسة الاقتصادية الروسية، خاصة في مجالي الصناعة والطاقة، معتبرًا أن هذه السياسة تساهم بشكل كبير في تطوير القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد وتنعكس إيجابًا على مناخ الاستثمار الدولي، مضيفًا أن روسيا تعزز علاقاتها الاقتصادية مع دول المنطقة وغيرها من الدول.
وأكد مستشار ملك البحرين لشؤون الأمن الوطني، أن بلاده تهدف إلى توسيع الشراكات الدولية، بما في ذلك مع روسيا.
تعاون وتبادل إعلاميوكانت شبكة «صدى البلد» الإعلامية، قد وقعت نهاية العام الماضي، اتفاقية تعاون وتبادل إعلامي مع شبكة «TV BRICS» الإعلامية الدولية، لتعزيز مكانة وحضور مصر في فضاء الإعلام الدولي خصوصاً في دول بريكس وبريكس+، واطلاع الجمهور في دول بريكس على أحدث الإنجازات في المجالات العلمية الثقافية والاقتصادية في مصر دول بريكس الأخرى.