يمانيون:
2025-06-25@16:25:13 GMT

ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن

محمد عبدالمؤمن الشامي

في عالم تسوده الهيمنة والاستعمار، في زمن تتشابك فيه خيوط السياسة والاقتصاد مع دماء الشعوب، يتساءل الكثيرون: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ سؤال تتردد أصداؤه في آذان كل من يبحث عن العدالة، وكل من يرنو إلى الحرية. في ذكرى الصرخة، التي أطلقها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، يتأكد لنا مرة أخرى أن واقع الأمة لا يمكن تغييره بالاستجداء، ولا بالتوسل لأعداء الحرية.

في تلك اللحظة التاريخية، اختار السيد حسين بدر الدين الحوثي أن يطلق صرخته في وجه المستكبرين، ليكون بذلك نقطة تحول في تاريخ الأمة، من مجرد شعار إلى موقف، ومن موقف إلى مشروع مقاومة حقيقي. لقد كانت الصرخة في ذلك اليوم إعلانًا جريئًا ضد الظلم والاستبداد، ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية التي كانت، ولا تزال، تسعى إلى تقسيم الأمة، وتمزيق هويتها. “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، كان هذا هو الشعار الذي حمله الشهيد، وهو الشعار الذي أصبح ركيزة للمشروع القرآني، الذي يعكس إرادة الأمة في الوقوف ضد الطغيان.

لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، يظل السؤال مطروحًا: ماذا يمكن أن يفعل لنا مجلس الأمن؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يُذبح يومًا بعد يوم؟ ماذا يمكن أن يفعل لهذا الشعب الذي يتعرض للعدوان، حيث تُدمر المنازل، ويُستهدف الأطفال، وتُمحى الحضارة؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي طالما كان أداة لخدمة مصالح القوى الكبرى، أن يوقف هذا العدوان؟ هل يمكن لمجلس الأمن، الذي يتجاهل تضحيات الشعوب ويأخذ قراراته تحت تأثير القوى الغربية، أن يقدم لنا العدالة؟ الجواب واضح: لا شيء. لا شيء على الإطلاق.

إن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بشكل خاص، لم يكونا يومًا إلا أداة للتغطية على الجرائم التي ترتكبها القوى الاستعمارية الكبرى. في كل مرة يتحرك فيها العدو الإسرائيلي لتدمير غزة أو تهويد القدس، نسمع صرخات الاستنكار والتنديد، لكن ما من فعل حقيقي، ما من خطوة جادة تتخذ لإيقاف آلة الحرب. في هذا الواقع، يصبح السؤال الذي طرحه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة أكثر إلحاحًا: ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن؟ هل يمكن له أن يوقف العدوان الذي يدمّر أرضنا ويقتل أبناءنا؟ الإجابة واحدة، ومؤلمة: لا، لا شيء.

لكن في الوقت ذاته، لا يمكن للأمة أن تستمر في انتظار الحلول من الخارج، لا يمكن لها أن تبقى مكتوفة اليدين أمام هذا الواقع المظلم. يجب أن نفهم اليوم أن الأمل لا يأتي من القوى الدولية، ولا من مجلس الأمن الذي يعكس مصالح القوى الاستعمارية. الأمل يأتي من إرادتنا، من صرختنا، من مقاومتنا. الأمة التي تبحث عن الحلول في الغرب، يجب أن تدرك أنها بذلك تقبل الذل والهوان. لا يمكننا أن ننتظر من مجلس الأمن أن يحقق لنا العدالة، بل يجب أن نتحرك نحن، يجب أن نكون نحن من يقود المقاومة.

السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي سار على نهج الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، يحمل اليوم لواء المقاومة، ويدافع عن حقوق الأمة التي يُراد لها أن تكون مستعبدة، ضعيفة، غير قادرة على الفعل. في كلمته الأخيرة حول ذكرى الصرخة، أكد على هذه الحقيقة المؤلمة، لكن في الوقت ذاته دعا الأمة إلى النهوض، إلى أن تكون في موقع الفعل لا رد الفعل، في موقع المقاومة لا الاستسلام.

اليوم، كما في الماضي، اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يقف بكل قوة في وجه العدوان، ويقدم المثال في كيفية الدفاع عن الحق مهما كانت التحديات. إن صرخة السيد حسين بدر الدين الحوثي في 17 يناير 2001م، التي بدأت كرسالة ضد الاستكبار، أصبحت اليوم رمزًا للمقاومة التي لا تعرف الاستسلام. الصرخة التي بدأت بتوجيه أصبع الاتهام ضد أعداء الله وأعداء الأمة، أصبحت اليوم نداء لكل الأحرار في العالم للوقوف ضد الهيمنة والاستعمار.

لا ننتظر إذن من مجلس الأمن أن يحل مشاكلنا، بل ننتظر أن نكون نحن من يفرض الحل. المقاومة هي الطريق الوحيد الذي سيعيد لنا كرامتنا، الذي سيعيد لنا عزتنا، الذي سيعيد لنا قضيتنا. ومهما كان الضغط الدولي، ومهما كانت التحديات، فإننا في اليمن، كما في غزة، كما في أي أرض من أراضي الأمة المستهدفة، سنستمر في المقاومة، وسنصرخ بأعلى صوتنا: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.t

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حسین بدر الدین الحوثی مجلس الأمن لا یمکن یجب أن

إقرأ أيضاً:

الأمن الوطني يتعبئ لمكافحة الجرائم البيئية التي تستهدف الثروة الغابوية

أكد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، أن المديرية العامة تولي أهمية خاصة لتعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للجرائم الماسة بالثروة الغابوية، في ظل التهديدات البيئية المتزايدة.

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الشرطة القضائية، محمد الدخيسي، خلال لقاء نظم بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، شدد حموشي على ضرورة تضافر الجهود بين المصالح الأمنية ومختلف الهيئات الإدارية والمؤسسات المعنية لمواجهة هذه الجرائم المستجدة والمتطورة.

وأوضح المسؤول الأمني أن المديرية العامة للأمن الوطني تعمل على توظيف الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة في مجال البحث والتحري، إلى جانب تعزيز قدرات الأطر الأمنية من خلال برامج تكوين متخصصة لمواكبة التحديات البيئية وتعزيز حماية الموارد الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد
  • الأمن الوطني يتعبئ لمكافحة الجرائم البيئية التي تستهدف الثروة الغابوية
  • مجلس الأمن يبحث اليوم تصاعد الانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • أمن المحويت ينظم فعالية خطابية إحياءً ليوم الولاية وذكرى الهجرة النبوية
  • الطبلقي: «تيته» ستصر أمام مجلس الأمن اليوم على لجنة الحوار الجديدة
  • الملف النووي الإيراني على طاولة مجلس الأمن اليوم
  • ماذا قال أهالي دمشق عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: إيران لا يمكن أن تتمتع بسلاح نووي