شهد جسر ميناء سيدني، واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة لفلسطينيين في أستراليا، حيث تجمّع عشرات الآلاف من المتظاهرين في ظل ظروف جوية صعبة، مؤكدين دعمهم لغزة وسط تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على الأهالي في القطاع المحاصر.

ويعتبر جسر ميناء سيدني، الذي يربط بين وسط المدينة وضواحيها الشمالية، رمزًا للمدينة وموقعًا بارزًا للعروض والاحتفالات الكبرى، ولكن هذه المرة، أصبح منصّة للتعبير السياسي، حيث سار عبره ما يناهز 90 ألفًا حسب تقديرات الشرطة، ووصل عدد المشاركين إلى 300 ألف حسب المنظمين، حاملين مظلات وأعلامًا فلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.



وجاء هذا الحدث بعد سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة التي كانت تنظم كل أسبوعين، منذ بداية الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة في عام 2023، والتي بدأت تأخذ زخمًا أكبر مؤخرًا في أستراليا، حيث يعبّر المواطنون عن غضبهم وحزنهم تجاه ما يرونه من معاناة إنسانية واسعة في القطاع المحاصر.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، إنها لم تفاجأ بحجم المشاركة الكبير، معتبرة أن هذا التعبير الجماهيري يعكس "قلقًا متزايدًا في المجتمع الأسترالي تجاه الأوضاع في غزة".

مسيرة حاشدة في كانبرا عاصمة أستراليا تضامنا مع فلسطين pic.twitter.com/jrZVoPOLWe — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 9, 2025
من جانبه، أكد جوش ليز، من منظمين الاحتجاجات وممثل مجموعة العمل الفلسطينية، أنّ: "اختيار جسر ميناء سيدني كمنصة للاحتجاج كان مقصودًا ليعبر عن: وقفة جريئة تلتقط خيال كل من تابع الأحداث الأليمة في غزة".

وأضاف ليز: "لقد استمدنا دعمًا واسعًا من مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك النقابات والجماعات الكنسية وأعضاء البرلمان، مما يعكس اتساع قاعدة الدعم لقضيتنا".

وفي السياق نفسه، أشار ليز إلى أنّ: "الاحتجاج، الذي تم تنظيمه في أقل من أسبوع، رغم الظروف الجوية السيئة، يعكس إصرار الأستراليين على إرسال رسالة واضحة لحكومتهم بأنّ عليهم اتخاذ موقف فاعل لإنهاء ما وصفه بالإبادة الجماعية في غزة".


ويأتي هذا التحرك الجماهيري في أستراليا في سياق عالمي يشهد تضامنًا متزايدًا مع القضية الفلسطينية، مع ظهور أصوات جديدة في السياسة والفن، مثل دعم بعض الفنانين المؤيدين للفلسطينيين في مهرجان غلاستونبري البريطاني، وانتخاب مرشحين في الولايات المتحدة ينتقدون سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الصراع على كامل قطاع غزة المحاصر، تعكس هذه المظاهرة ما وصف بـ"قوة التأثير الشعبي والدولي الذي يمكن أن يمارسه المجتمع المدني في دعم حقوق الفلسطينيين وفضح الممارسات غير الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات أستراليا الاحتلال غزة قطاع غزة أستراليا غزة قطاع غزة الاحتلال المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی أسترالیا

إقرأ أيضاً:

الكلفة الإنسانية للجوع في غزة.. عندما تُصبح الأم درعًا والأطفال وقودا

تحت لهيب الشمس ونيران القصف، وفي خضمّ حصار خانق وظروف إنسانية كارثية لم تعد الكلمات قادرة على وصفها، يقطع المدنيون في غزة، مسافات طويلة، على أمل الحصول على كمية قليلة من المعكرونة أو كيس طحين؛ وفي كل مرة، يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر قد لا يعودون منها، حيث تحوّلت نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت حقيقية.

في غزة، لم يعد الرّجال لوحدهم من يخوضون المخاطر، بل كذلك النساء والأطفال، يجازفون بحياتهم، ويقطعون الطرق الخطرة، سعيا للحصول على لُقمة عيش تسد رمق الجوع المستعصي.


وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في 20 تموز/ يوليو الجاري، فإنّ إجمالي ضحايا انتظار المساعدات بلغ 922 شخصا وأكثر من 5861 إصابة.



أمومة تحت النار
فيما تدور عجلة الحرب الهوجاء التي انتُهكت فيها كافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، تدور معها عجلات عربات التسوّق الفارغة أو المُلتهبة بالغلاء الذي مسّ كل المواد الأساسية (إذا ما توفّرت)، أو رحلات طويلة محفوفة بالمخاطر، للحصوص على أكل متناثر على الأرض لسد رمق الجوع المُميت، في مشهد يختزل مأساة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم. 

حنان، 33 عاما، هي نموذج حي لمعاناة سكان غزة. مصابة بمرض السكّري في مراحله المتقدمة، إلى جانب إصابة في يدها اليُمنى، تُكافح بشكل يومي من أجل محاولة تأمين طعام يسد جوع أطفالها الثلاثة، عقب استشهاد زوجها.

تقول حنان، في حديثها لـ"عربي21" والدموع تملأ عينيها: "أقاتل كل يوم على أمل الحصول على وجبة واحدة على الأقل نقتسمها، تجعلنا قادرين على الاستمرار، ومُقاومة الوجع الذي يحيط بنا من كل جانب".

وتضيف: "رحلتي لمناطق توزيع المساعدات، أعرف أنها رحلة خطرة، وكأنّها وجهة مباشرة نحو الموت، لكن لا بديل لنا؛ البعض تستدعي ساعات مشي طويلة، وأخرى استقلال عربة كارو"، مبرزة: "يرافقني ابني الكبير ذو 15 سنة، وبناتي الصغار أتركهن في الخيمة، وأنا أتمزّق من الخوف".

وتتابع: "من أجل أن نحتمي من الرّصاص، فإنّنا نستلقي طويلا على الأرض؛ ولكي نصل للمساعدات أو بالأحرى بصيص منها، فإننا حرفيا نتغطّى بالدماء"، مردفة: "بعد كل هذه المعاناة والتعب الطويل، إن حالف الحظ يومنا فإنّنا نحصل على بقايا الطعام المتناترعلى الأرض؛ أو إن البعض قد يعطينا القليل ممّا حصل عليه".



وفي أسواق قطاع غزة المحاصر، والذي يعيش قسرا على إيقاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر، منذ العامين، لم تعد الطماطم أو البطاطا أو الباذنجال.. مجرّد خضار، بل باتت حلما بعيد المنال. أمام دكاكين شبه خاوية، أصبح الغزّيون محاصرين مرتين: مرة بويلات العدوان الذي لم يرحم بشرا ولا حجرا، ومرة بأسعار خيالية تُحوّل لقمة العيش إلى رفاهية. 

إلى ذلك، أورد برنامج الأغذية العالمي (في 21 تموز/ يوليو الجاري)، أنّ ما يناهز 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية في قطاع غزة.


طفولة مُؤلمة
ما يمرّ به الأطفال في غزة، خلال رحلتهم للحصول على الطعام، لا يقل ألما ولا وجعا ممّا يحصل للكبار، بينهم محمد، ذو 15 عام، وهو الابن الأبكر لحنان، جرّاء تدافع حصل لأجل الحصول على كيس طحين، قبل ما يناهز ستة أشهر، كان قد جُرح في رجله، واضطّر لاستحمال خياطة الجرح، دون مخدّر.

على غرار محمد، أطفال كثر يكافحون من أجل الحصول على لقمة عيش بسيطة، يسدون بها جوع أسرهم؛ فتجدهم يقطعون كيلومترات طويلة وسط الزحام، والقصف، للحصول على كميات ضئيلة من الطعام. وبعضهم يتعرّض للسرقة بعد حصوله على كميات قليلة جدا من الطحين أو الأرز أو العدس.



إلى ذلك، في قلب قطاع غزة المحاصر، لم يعد الجوع مجرد شعور قاتل، بل بات معركة يومية بين الحياة والموت. قصص كثيرة مثل حنان ومحمد وغيرهم، تعكس حجم الكارثة المُتفاقمة، التي فاقت في قسوتها كل الحدود، فيما يقف العالم أمام مأساة إنسانية تتطلب تحركا عاجلا، لا شعارات ولا إدانات فارغة.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، كشفت في 22 تموز/ يوليو الجاري، أنّ العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية هي: 101 حالة وفاة بينهم 80 طفلا.


ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية في كامل قطاع غزة المحاصر، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد من سكان القطاع.

مقالات مشابهة

  • اليونان تنتفض في وجه إسرائيل دعما للقضية الفلسطينية
  • دعمًا لفلسطين ورفضًا لجرائم الاحتلال.. اليونان تنتفض في وجه إسرائيل
  • وقفة بأكادير المغربية دعما لفلسطين ورفضا للتجويع الإسرائيلي بغزة
  • بالأعلام الفلسطينية.. العواصم الأوروبية تتظاهر دعما لغزة
  • غزة من الهجوم إلى الاحتلال| خطة شريرة ضد القطاع المحاصر.. وخبير يكشف جرائم إسرائيل
  • الكلفة الإنسانية للجوع في غزة.. عندما تُصبح الأم درعًا والأطفال وقودا
  • مسيرات جماهيرية حاشدة في الجوف دعماً لغزة وتنديداً بجرائم الاحتلال
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للمخطط الإسرائيلي لاحتلال غزة.. أستراليا وبريطانيا تحذّران
  • أستراليا: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.. ويجب وقف القتال في غزة