القمامة و صندوق النقد الدولي : حوارات جادة.
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
بقلم: د. مظهر محمد صالح ..
انتهى الربيع العربي وانتهت معه ذئاب الذكريات الطاحنة وطوت شعوب المشرق العربي بعد مغربها حزن غدها في كفن امسها وهي ترى في نسيان الماضي مسارات تبهج الحاضر، ولكنها لم تتوقع بانها سترسم قبورا من البؤس ومدن من القمامة من الاخطاء و اللامبالاة، ما لا يجدي معه الاعتذار.
حدثني ممثل صندوق النقد الدولي على هامش المشاورات الدورية معهم في ربيع العام ٢٠١٢، بان العاصمة صنعاء تتعرض لكارثة بيئية جراء تكدس الازبال او القمامة الى حد لا يمكن تحمله منذ اندلاع الثورة الشعبية في العام 2011 والتي انتهت برحيل الرئيس وبطانته، مع اصرار عمال النظافة في العاصمة على اضرابهم عن العمل مطالبين تثبيتهم على الملاك الوظيفي الدائم، بدلا من الاجر اليومي المنخفض!.
ومن هنا قررت رابطة الزبالين التوجه الى وزير المالية الجديد لاجراء المشاورات والتفاوض مع الحكومة، مؤكدين في الوقت نفسه ان مسامير الحياة لا تدق الا بثبات وان غضبهم صار كنارالحداد، لا تحرق الا بقوة، فلم تهن لهم عزيمة ولا يدركهم الكلل!.
توجهت جموع رابطة الزبالين الى مكتب وزير المالية، ولم تجد امامها الا بعثة صندوق النقد الدولي في طابور الانتظار، وهو الامر الذي لم يشغلهم كثيرا، وهم في لقاء عمل شاق ومهم للغاية مع الوزير الجديد.
وقد طال انتظار بعثة الصندوق المذكور والعمال مصرّون بانهم لم يغادروا غرفة الوزير حتى تتحقق مطالبهم العادلة في ضمان الاجر والتعيين الدائم. ولما ساْلت بعثة صندوق النقد الدولي عن سبب تاخر الوزير في الالتقاء بهم، قالوا لهم ان الوزير منشغل في مباحثات مع ممثلي عمال التنظيف المسؤولين عن الاضراب والمستمرين في اضرابهم منذ الربيع العربي وهزيمة الرئيس القديم للبلاد، ومجيء الرئيس الجديد وحتى اللحظة!، وانهم لم يكفوا عن اضرابهم!.
وهكذا وصلت المشاورات بين الوزير ورابطة عمال الزبالة الى طريق مسدود بسبب القوة التفاوضية للعمال واصرارهم بما يتناسب وتلال القمامة التي امست تهدد العاصمة بيئيا.
خرج ممثلو العمال من حيث اتوا، والتقى الوزير فور ذلك ببعثة الصندوق وهو يتنفس الصعداء ويعتذر عن طول مدة انتظارهم لساعات في مكتبه!.
وحدثهم عن مطالب عمال نظافة العاصمة صنعاء، حيث اوضح الوزيرالجديد للعمال ومن معرض كلامه بان الموازنة العامة للبلاد لا تتحمل وظائف جديدة، وان صندوق النقد الدولي قد وضع شروطا على التوسع في النفقات الحكومية لتخفيض العجز في الموازنة وتعظيم مواردها، فكان جواب رابطة الزبالين قبل مغادرة مكتب الوزير:
نحن مستمرون بالاضراب ولندع صندوق النقد الدولي يتولى تنظيف العاصمة صنعاء بنفسه!.
استعانت عاصمة بلادي مضطرة وقت ذاك بشركة تنظيف من احدى دول الجوار!، وكان الحوار بين عمال التنظيف الاجانب والقمامة البغدادية اشبه بحوار الطرشان، فالغرباء لا يتكلم بعضهم لبعض!.
ختاما: تساءلت عن هموم رئيس رابطة الزبالين في العاصمة صنعاء، فأجابني احدهم: انه استمر يقرع قاع الهاوية في تلك التلال من القمامة ولم يجد الا مواء القطط وجموع الذباب وهي تهتف بالسعادة التي وفرتها البيئة الجديدة قائلة: ان الصبر على ما نلقى خير من التسكع بين غرباء سيكرهونا!.
*اكاديمي ونائب محافظ البنك المركزي العراقي الأسبق
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات صندوق النقد الدولی العاصمة صنعاء
إقرأ أيضاً:
ليلى عز العرب: أحمد زكي كان حاسس إن فيلم معالي الوزير مش من قيمته
كشفت الفنانة ليلى عز العرب تفاصيل خاصة من كواليس فيلم "معالي الوزير" الذي جمعها بالفنان الراحل أحمد زكي، مؤكدة أنه كان متقمصًا للشخصية بشكل كامل حتى خارج أوقات التصوير.
وأوضحت ليلى عز العرب، في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان، ببرنامج سبوت لايت، المذاع على قناة صدى البلد، قائلة: "أحمد زكي كان متضايق أوي، لأنه حاسس أنه نزل درجة، درجتين كمان"، لافتة إلى أن السبب في ذلك هو انتقاله من تجسيد شخصية الرئيس السادات في عمل سابق إلى شخصية وزير.
وأضافت ليلى عز العرب، قائلة: "هو كان لا يقبل إنه يتنادي له أحمد، يتنادي له بالشخصية، وطول ما هو بيصور بيتنادي باسم الشخصية، وأعتقد في البيت أيضًا، وعشان كده هو كان بياخد وقت عشان يطلع من الشخصية"، مؤكدة على أن هذا الأمر كان يرهقه نفسيًا بشكل كبير.
وتطرقت ليلى عز العرب للحديث عن أجرها بفيلم "معالي الوزير"، قائلة: "أجري كان 150 جنيه الحمدلله، اشتريت بيهم سندوتشات، ووزعت على الناس"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ كان أول أجر تتقاضاه في مجال الفن، وثاني أجر كان قرابة الـ 500 جنيه، لافتة إلى أن من حولها كانوا يظنون أنها مع دخولها الفن ستبدأ في استثمار أموالها.