كاتب إسرائيلي: شهر العسل بين نتنياهو وترامب انتهى قبل الموعد المحدد
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
هآرتس- الرؤية
قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي فيرتر إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستظل معلقة لحين اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات.
وذكر أن الرئيس ترامب سيزور منطقة الخليج التي تقوم بدور ريادي سياسيا واقتصاديا، مبرزا أنه في هذا السياق يمكن فهم مواجهات هذا الأسبوع مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.
ووفقا لتحليل فيرتر، فإن ترامب شعر -منذ إحداثه هزة في الاقتصاد العالمي- أنه بحاجة إلى إظهار بعض الإنجازات، ويبدو أن إزالة تهديد الحوثيين للتجارة البحرية الأميركية أمر مهم يسعى ترامب لإبرازه.
وفي تقدير المحلل الإسرائيلي فنتنياهو يجد نفسه في مأزق سياسي، ولا غرو في ذلك، إذ من الصعب حصر السيناريوهات العديدة التي يمكن أن تنبثق عن هذه الزيارة، سواء كانت صفقات اقتصادية أو اتفاقيات سياسية.
والسؤال الجوهري -من وجهة نظر الكاتب- هو ما إذا كانت الزيارة ستدفع نحو إبرام اتفاق لإطلاق الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهل سيجبر نتنياهو على الموافقة على ذلك، أو أن الأمر برمته قد يُنحى جانبا حتى إشعار آخر؟
فإذا كان تأجيل مثل هذا الاتفاق -يتابع فيرتر- هو ما ستتمخض عنه الزيارة، فإن تحقق أوهام وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش -الذي يصفه المقال بالفاشي المتطرف- ستقترب من الواقع أكثر من أي وقت مضى، بمساعدة وتحريض من نتنياهو، الذي وصفه بكونه "خادمه المطيع".
ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب -في مقاله- أن نتنياهو كان أول زعيم أجنبي يدعوه ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن تبين أن هذا "الشرف العظيم" لم يكن سوى طُعم ودعاية تسويقية.
كما وجّه ترامب ضربة مزدوجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، عندما أعلن أن الولايات المتحدة على وشك إجراء محادثات نووية مع طهران، وأشاد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان من الواضح بعد ذلك -برأي الكاتب فيرتر- أن شهر العسل بين نتنياهو والرئيس الأميركي قد انتهى قبل الموعد المتوقع، فقد وصل ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية وهو يضمر استياء عميقا تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وطبقا للمقال، فلا ينبغي الاستخفاف بما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن إقالة ترامب لمستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، والتي تسببت فيها محادثاته السرية مع نتنياهو، الذي ضغط من أجل القيام بعمل عسكري في إيران.
وتابع، أنه حتى في فترة ولايته الأولى، اكتشف ترامب أن نتنياهو كان يكذب عليه ويتلاعب به وينسب الفضل إليه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خطة نتنياهو وترامب للتطبيع.. من دمشق إلى الرياض مروراً بجاكرتا
تتسارع وتيرة التحركات الإقليمية والدولية لإعادة تشكيل خارطة العلاقات في الشرق الأوسط، وسط تقارير إسرائيلية متقاطعة تتحدث عن محادثات متقدمة بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية، تمهد لتطبيع تدريجي يبدأ من دمشق ويشمل لاحقاً تركيا ودولاً إسلامية أخرى، وفق ما أوردته كل من “القناة 14” وموقع “واينت” العبريين.
وكشفت “القناة 14” العبرية عن خريطة طريق وضعتها واشنطن وتل أبيب تهدف إلى دفع مسار التطبيع في الشرق الأوسط، تبدأ من سوريا وتركيا وتمتد لاحقاً إلى دول إسلامية كبرى مثل السعودية، إندونيسيا، وربما باكستان، خلال فترة تمتد من ستة أشهر إلى عام.
ووفقاً للقناة، حققت المحادثات مع النظام الجديد في دمشق تقدماً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة. وتفهم كل من واشنطن وتل أبيب أن الرئيس السوري أحمد الشرع يركز حالياً على رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، أكثر من اهتمامه بإنهاء الحرب في غزة. ونقلت القناة عن مصدر سياسي قوله: “الشرع لم يصبح صهيونياً، لكن المصالح هي من توجه خطواته”.
وفي الوقت ذاته، تحاول واشنطن ربط ملف التطبيع السوري بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وفي هذا السياق، كشف موقع “واينت” عن تفاصيل جديدة حول المحادثات بين تل أبيب ودمشق، موضحاً أن النقاشات الحالية تقتصر على اتفاقية أمنية مؤقتة، في ظل تمسك سوريا بانسحاب إسرائيلي من مرتفعات الجولان كشرط لأي سلام شامل.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن “الشرع لن يوقّع على اتفاق سلام دون استعادة الجولان”، وأن الولايات المتحدة “على علم بالمحادثات ومشاركة فيها فعلياً”.
ووفق مصادر مطلعة نقلت عنها صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين تُجرى برعاية عربية ودولية، وتتركز على وقف الغارات الإسرائيلية وإنشاء منطقة عازلة جديدة.
وترى دمشق أن التقدم في هذه المحادثات قد يفضي لاحقاً إلى اتفاقية سلام شاملة، لكنها تعول على وساطة عربية تضمن الحفاظ على السيادة السورية.
وفي خطوة اعتبرها مراقبون ذات دلالة سياسية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إنه قرر رفع العقوبات عن دمشق “لمنحها فرصة للتقدم والتطور”، في ما يُفهم ضمنياً على أنه حافز لانخراط سوريا في مسار التطبيع.
وبحسب قناة i24NEWS، فإن توقيع اتفاق سلام شامل بين سوريا وإسرائيل بات “مسألة وقت”، وقد يتم قبل نهاية عام 2025، ويتضمن انسحاباً تدريجياً من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في هجومها على المنطقة العازلة في ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تتحول مرتفعات الجولان لاحقاً إلى “حديقة سلام”.
أما في لبنان، فتبدو الأمور أكثر تعقيداً. ويعتمد الموقف هناك بشكل كبير على ما إذا كان المسار المتعلق بنزع سلاح “حزب الله” سينضج، وهو أمر لم يتحقق بعد. رغم ذلك، لا تزال الإدارة الأميركية متمسكة بهذا الهدف، فيما تتابع الحكومة اللبنانية الملف عن كثب.
المرحلة التالية من الخطة، بحسب القناة، تتعلق بانضمام السعودية، لكن ذلك لن يحدث– كما يبدو– قبل انتهاء الحرب في غزة، في ظل اعتبارات داخلية متعلقة بالرأي العام السعودي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحرب قد تنتهي خلال الأشهر القريبة، سواء عبر الحسم العسكري أو من خلال صفقة تستسلم فيها حركة “حماس”.
وفي حال انضمت السعودية، يُرجّح أن تلحق بها إندونيسيا، التي انتُخبت فيها مؤخراً حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو. وتضيف القناة أن الرياض قد تساهم لاحقاً في استقطاب حلفائها، وعلى رأسهم باكستان، ثاني أكبر دولة مسلمة في العالم.
لكن الملف الباكستاني يبدو معقداً، بسبب النفوذ الواسع للتيارات الإسلامية والعلاقات المتوترة بين باكستان وإسرائيل على خلفية التحالف الوثيق بين تل أبيب ونيودلهي.
وتختم “القناة 14” تقريرها بالتأكيد على أن هذه الخطة، رغم طموحها، تستند إلى تغيرات إقليمية متسارعة، خاصة بعد الضربات التي تلقتها إيران، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات كانت حتى وقت قريب غير مطروحة.