هآرتس- الرؤية

قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي فيرتر إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستظل معلقة لحين اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات.

وذكر أن الرئيس ترامب سيزور منطقة الخليج التي تقوم بدور ريادي سياسيا واقتصاديا، مبرزا أنه في هذا السياق يمكن فهم مواجهات هذا الأسبوع مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.

ووفقا لتحليل فيرتر، فإن ترامب شعر -منذ إحداثه هزة في الاقتصاد العالمي- أنه بحاجة إلى إظهار بعض الإنجازات، ويبدو أن إزالة تهديد الحوثيين للتجارة البحرية الأميركية أمر مهم يسعى ترامب لإبرازه.

وفي تقدير المحلل الإسرائيلي فنتنياهو يجد نفسه في مأزق سياسي، ولا غرو في ذلك، إذ من الصعب حصر السيناريوهات العديدة التي يمكن أن تنبثق عن هذه الزيارة، سواء كانت صفقات اقتصادية أو اتفاقيات سياسية.

والسؤال الجوهري -من وجهة نظر الكاتب- هو ما إذا كانت الزيارة ستدفع نحو إبرام اتفاق لإطلاق الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهل سيجبر نتنياهو على الموافقة على ذلك، أو أن الأمر برمته قد يُنحى جانبا حتى إشعار آخر؟

فإذا كان تأجيل مثل هذا الاتفاق -يتابع فيرتر- هو ما ستتمخض عنه الزيارة، فإن تحقق أوهام وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش -الذي يصفه المقال بالفاشي المتطرف- ستقترب من الواقع أكثر من أي وقت مضى، بمساعدة وتحريض من نتنياهو، الذي وصفه بكونه "خادمه المطيع".

ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب -في مقاله- أن نتنياهو كان أول زعيم أجنبي يدعوه ترامب إلى البيت الأبيض، ولكن تبين أن هذا "الشرف العظيم" لم يكن سوى طُعم ودعاية تسويقية.

كما وجّه ترامب ضربة مزدوجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، عندما أعلن أن الولايات المتحدة على وشك إجراء محادثات نووية مع طهران، وأشاد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان من الواضح بعد ذلك -برأي الكاتب فيرتر- أن شهر العسل بين نتنياهو والرئيس الأميركي قد انتهى قبل الموعد المتوقع، فقد وصل ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية وهو يضمر استياء عميقا تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وطبقا للمقال، فلا ينبغي الاستخفاف بما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن إقالة ترامب لمستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، والتي تسببت فيها محادثاته السرية مع نتنياهو، الذي ضغط من أجل القيام بعمل عسكري في إيران.

وتابع، أنه حتى في فترة ولايته الأولى، اكتشف ترامب أن نتنياهو كان يكذب عليه ويتلاعب به وينسب الفضل إليه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: هوية الدولة ممزقة بين الليبراليين والمحافظين

يرى الكاتب الإسرائيلي آري شافيت في مقال نشرته يديعوت أحرونوت أن إسرائيل لم تعد منقسمة فقط بين أحزاب أو طوائف، بل باتت ممزقة بين روايتين متصارعتين حول هوية الدولة وطبيعة نظام الحكم فيها.

وقال الكاتب إن كل رواية تصف الواقع السياسي من زاوية مغايرة تماما للثانية، وكلٌّ منهما تحمّل الأخرى مسؤولية انهيار الديمقراطية في البلاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: روسيا تدعم مساعي العراق لإعادة فتح خط أنابيب النفط إلى سورياlist 2 of 2موقع إنترسبت: القوات الأميركية تتعرض للهجوم كل يوم في الشرق الأوسطend of list الرواية الليبرالية

حسب الكاتب، تقوم الرواية الليبرالية على أن رجلا واحدا عديم الرحمة وسيئ النوايا سيطر على الدولة واستولى على مؤسساتها وخربها وحوّلها إلى مملكته الخاصة، ما تسبب في تآكل الديمقراطية، وتأجيج الكراهية، وهو يقود إسرائيل نحو الهاوية.

وترى هذه الرواية أن جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين عام 1995، كانت البداية الحقيقية لهذا الانهيار، وتتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحريض على عملية الاغتيال.

وتقول الرواية إن شرعية حكم نتنياهو أصبحت موضع شك منذ ولايته الأولى، لكنها انهارت تماما عندما أصبح متهما رسميا بقضايا فساد، وعندما شكّل حكومة يمينية متطرفة شرعت في انقلاب على الجهاز القضائي.

وجاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليشكل لحظة الانهيار النهائي لهذه الشرعية، وفق أصحاب هذه الرواية، حيث لم يعد زعيما منتخبا، بل دكتاتورا يسيطر على مفاصل الحكم.

إعلان رواية المحافظين

وفي المقابل، ترى الرواية المحافظة أن النخب الليبرالية المتغطرسة فقدت ثقة الجمهور منذ زمن، لكنها وجدت طرقا ملتوية للاحتفاظ بالسلطة رغما عن إرادة الشعب.

هذه النخب، حسب الرواية، أقصت التيارات اليمينية لعقود، واستخدمت القضاء والإعلام والأجهزة الأمنية لفرض هيمنتها على مفاصل الدولة.

ويشير مؤيدو هذا الخطاب إلى ما يسمونه "الثورة القضائية" التي قادها القاضي أهارون باراك في تسعينيات القرن الماضي، باعتبارها لحظة مفصلية حوّلت إسرائيل إلى دولة تحكمها مؤسسة قضائية – بيروقراطية، تتجاهل صوت الأغلبية اليمينية في الانتخابات.

ويؤكد المحافظون -وفقا للكاتب- أن حملة نزع الشرعية المستمرة ضد نتنياهو هي في حقيقتها حملة ضد ناخبيه، وضد الشرقيين والمتدينين واليهود الحريديم، الذين طالما وُضعوا في "معازل سياسية واجتماعية".

أزمة هوية

ويرى الكاتب أن هذا الانقسام ليس مجرد خلاف سياسي، بل صراع بين هويتين متضادتين: واحدة ترى إسرائيل دولة ديمقراطية ليبرالية، والأخرى تنظر إليها كمجتمع يهودي تقليدي محافظ، لكن خلف هذا الصراع تكمن رؤيتان متصادمتان لطبيعة الحكم، ومبادئ اللعبة السياسية، ومفهوم الحرية.

فالليبراليون يشعرون بأن حكم نتنياهو ومؤيديه يهدد حرياتهم وحقوقهم، في حين يشعر المحافظون بأن سلطة النخب الليبرالية انتزعت منهم حرياتهم منذ زمن.

وينظر الليبراليون إلى "الانقلاب القضائي" كمحاولة لتحويل إسرائيل إلى دولة استبدادية، أما التيار المحافظ فيرى في محاكمة نتنياهو دليلا على أن البلاد تحولت إلى دولة يسيطر عليها القضاة والجنرالات.

تآكل الدولة

ويحذر الكاتب من أن كل رواية تحتوي على مزيج خطير من الحقيقة والخيال، من الوقائع والهلوسات، ومن المشاعر المكبوتة والتصورات المتطرفة، إذ يرى كل طرف نفسه ضحية للآخر ويبرر لنفسه استخدام جميع الوسائل لحماية هويته وبقائه.

إعلان

ويضيف أنه في غياب التعاطف، وانعدام الإنصاف، وانهيار المعايير المشتركة، تحوّل الخلاف إلى "حوار صُمّ"، بينما تزداد الهوة بين الطرفين، وتنهار مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، ويتآكل النسيج الديمقراطي، وتقترب البلاد من حافة حرب أهلية.

الحل في رواية ثالثة

في ظل هذا المشهد المأزوم، يدعو الكاتب إلى تبني "رواية ثالثة" توحّد بين القيم الليبرالية والتقاليد المحافظة، وتحمل في طياتها الاعتراف المتبادل و"قواعد لعب" متفق عليها، وتضع حدا للتطرف من الجانبين، وتستبدل المواجهة بالتفاهم، والصراع بالحوار.

ويختم الكاتب بأن عدم السير في مثل هذا المسار التصالحي يعني الدمار الشامل للديمقراطية الإسرائيلية، و"خراب الهيكل الثالث على رؤوس الجميع".

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: شهر العسل بين نتنياهو وترامب انتهى قبل الموعد المحدد
  • كاتب إسرائيلي: شهر العسل بين ترامب ونتنياهو انتهى قبل الموعد المتوقع
  • إعلام إسرائيلي: ترامب سئم من سلوك نتنياهو ومفاجآته مستمرة
  • إعلام إسرائيلي: ترامب قرر قطع الاتصالات مع نتنياهو
  • لقاء خارج عن المألوف بين ترامب ووزير إسرائيلي متجاوزا نتنياهو
  • مسؤول إسرائيلي: ترامب يقطع الاتصال مع نتنياهو بعد معلومات عن تلاعبه به
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: ترامب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي: هوية الدولة ممزقة بين الليبراليين والمحافظين