النفط يرتفع أكثر من 3% متأثرًا بالتفاهم التجاري بين أمريكا والصين
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
"عواصم - وكالات": شهدت أسعار النفط اليوم تحسنًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية مدفوعة بمؤشرات إيجابية على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين وتحفيز الطلب العالمي، ويأتي هذا التحسن في وقت تواصل فيه سلطنة عُمان مراقبة تحركات السوق، وسط تذبذب في أسعار الخام وتغيرات في سياسات الإنتاج.
ارتفاع نفط عُمان
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يوليو القادم 65 دولارًا أمريكيًّا و61 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و15 سنتًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ 64 دولارًا أمريكيًّا و46 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر مايو الجاري بلغ 72 دولارًا أمريكيًّا و51 سنتًا للبرميل، منخفضًا 5 دولارات أمريكية و 12 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر أبريل الماضي.
الأسواق العالمية تنتعش
على الصعيد العالمي ارتفعت أسعار النفط اليوم بأكثر من دولارين في التعاملات الآسيوية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والصين عن خفض رسومهما الجمركية مما عزز ثقة السوق بأن أكبر مستهلكين للنفط الخام في العالم ربما يتجهان نحو حل نزاعهما التجاري. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 2.11 دولار، أو 3.3 بالمائة، لتصل إلى 64.14 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.12 دولار، أو 3.47 بالمائة، مقارنة بسعر تسوية يوم الجمعة إلى 63.14 دولار للبرميل.
وأعلنت واشنطن وبكين اليوم اتفاقا لخفض الرسوم الجمركية المضادة في إطار سعيهما لإنهاء الحرب التجارية التي أربكت الاقتصاد العالمي وأثارت قلق الأسواق المالية. وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت للصحفيين عقب محادثات مع مسؤولين صينيين في جنيف: إن الجانبين توصلا إلى اتفاق لتعليق الإجراءات المضادة لمدة 90 يوما، مضيفا أن الرسوم الجمركية ستنخفض بأكثر من 100 نقطة مئوية إلى 10 بالمائة.
وارتفع الخامان بأكثر من دولار يوم الجمعة وسجلا ارتفاعا بأكثر من أربعة بالمائة الأسبوع الماضي، في أول مكاسب أسبوعية لهما منذ منتصف أبريل الماضي، بعد تفاؤل المستثمرين في أعقاب اتفاقية تجارية أمريكية مع بريطانيا بإمكانية تجنب الاضطراب الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية على شركائها التجاريين، واختتمت الولايات المتحدة والصين محادثات التجارة بشكل إيجابي الأحد، وتحدث مسؤولون أمريكيون عن "اتفاق" لتقليص العجز التجاري الأمريكي، في حين قال مسؤولون صينيون: إن الجانبين توصلا إلى "توافق مهم". وربما تساعد المحادثات الإيجابية بين أكبر اقتصادين في العالم على تعزيز الطلب على النفط الخام، مع استئناف التجارة بينهما، والتي تعطلت بسبب الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضها البلدان.
"أوضح توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة فوجيتومي للأوراق المالية، أن خطة أوبك بلس لرفع مستوى الإنتاج قلّصت من حجم المكاسب المحققة، ويشير تازاوا إلى خطط أوبك بلس، لتسريع زيادات الإنتاج في مايو ويونيو، وهو ما سيضيف المزيد من الخام إلى السوق.
ومع ذلك، كشف مسح أجرته رويترز أن إنتاج أوبك من النفط انخفض قليلا في أبريل الماضي، وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة: إن شركات الطاقة الأمريكية خفضت الأسبوع الماضي عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة إلى أدنى مستوى منذ يناير.
تفاهم تجاري جديد
وفي سياق متصل، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 3% لتسجل أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع، وذلك عقب إعلان الولايات المتحدة والصين توصلهما إلى اتفاق بشأن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما عزز من قوة الدولار وأدى إلى تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن، كما سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية تراجعًا بنسبة 3% لتصل إلى 3224.34 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ الأول من مايو، بينما هبطت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 3.5% لتبلغ 3228.10 دولار.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى يو.بي.إس: "تخفيف حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة، مع خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما، يقلل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب".
وأضاف: "من المرجح أن تظل الأسعار متقلبة على المدى القريب، لكن الرسوم الجمركية المرتفعة لا تزال تؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، ومن المرجح أن تضطر البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة بقدر أكبر في وقت لاحق من هذا العام. وأيضا، ربما تستغل البنوك المركزية هذا التراجع في الأسعار لزيادة استثماراتها".
وفي غضون ذلك، قفز مؤشر الدولار بأكثر من واحد بالمائة مقابل عملات رئيسية أخرى، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وقال جيجار تريفيدي كبير محللي السلع الأولية في ريلاينس سيكيوريتيز: إن من المتوقع أن يتراجع الذهب مع احتمال ارتفاع قيمة الدولار كما أن انخفاض المخاطر الجيوسياسية قد "يضر بالطلب على الملاذ الآمن، وقد يتراجع المعدن الأصفر إلى 3200 دولار للأوقية في الأمد القريب".
ويترقب المتداولون أيضا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين اليوم الثلاثاء للحصول على مؤشرات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي). وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 2.3 بالمائة إلى 31.96 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 1.2 بالمائة إلى 983.44 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.9 بالمائة إلى 967.35 دولار للأوقية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة والصین الرسوم الجمرکیة دولار ا أمریکی دولار للأوقیة یوم الجمعة بأکثر من
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: رسوم الذهب الأمريكية تفجر اضطرابًا في الأسواق العالمية… واستقرار حذر محليًا
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد أن حققت الأوقية مكاسب أسبوعية بلغت 1% في ختام تعاملات أمس الجمعة، وسط موجة تقلبات سعرية لافتة في الأيام الأخيرة، عقب إعلان الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب، قبل أن تعود وتنفي الأمر.
أسعار الذهب بالأسواق المحلية
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية شهدت حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بإغلاق أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4615 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 34 دولارًا في ختام التعاملات الأسبوعية، وتستقر عند 3397 دولارًا.
أضاف، إمبابي، أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5274 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3956 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3077 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 36920 جنيه.
وقال المدير التنفيذي للمنصة، إن السوق المحلية تحركت في نطاق محدود خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح عيار 21 عند 4615 جنيهًا، ولامس 4620 جنيهًا، قبل أن يغلق عند نفس المستوى، في حين تراوحت أسعار الأوقية عالميًا بين 3380 و3400 دولار قبل أن تغلق عند 3397 دولارًا.
وأضاف أن حالة "التخبط" في الموقف الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية على السبائك السويسرية تظل عاملاً مؤثرًا في اتجاهات السوق، مع احتمالية انعكاس أي مستجدات على الأسعار المحلية بشكل سريع.
اضطرابات أسواق الذهب العالمية
لفت، إمبابي، إلى أن أسواق الذهب العالمية شهدت اضطرابًا كبيرًا بعدما كشفت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، في خطاب بتاريخ 31 يوليو، أن واردات سبائك الذهب بوزني الكيلوجرام و100 أوقية لن تُستثنى من الرسوم الجمركية، لتخضع لضرائب بنسبة 39% على الواردات من سويسرا — أكبر مركز لتكرير الذهب في العالم — ما أثار صدمة في الأسواق وأربك سلاسل الإمداد العالمية.
هذه الرسوم، التي تهدد ما يقارب 24 مليار دولار من صادرات الذهب السويسرية إلى الولايات المتحدة، دفعت بعض المصافي في سويسرا إلى وقف أو تقليص الشحنات مؤقتًا، وسط حالة من الغموض وعدم وضوح مسار التجارة، ورغم أن البيت الأبيض وصف هذه الأنباء بأنها "معلومات مضللة" وأعلن عزمه إصدار أمر تنفيذي لتوضيح الموقف، فإن حالة القلق ظلت مسيطرة على الأسواق.
قفزة في العقود الآجلة للذهب
العقود الآجلة للذهب في نيويورك قفزت إلى مستوى قياسي فوق 3500 دولار للأوقية قبل أن تتراجع وتستقر عند 3497 دولارًا، بينما بقيت الأسعار في لندن شبه مستقرة، ما عكس فجوة سعرية متزايدة بين السوقين.
ويرى محللون أن استمرار هذا الوضع قد يعيد رسم خريطة تدفقات الذهب عالميًا، وربما يقلل من جاذبية بورصة نيويورك أمام المستثمرين الدوليين إذا ظلت الرسوم مطبقة.
وكان الكشف عن الرسوم المحتملة تطورًا مفاجئًا للسوق، التي كانت تأمل في تجنب التعقيدات اللوجستية المترتبة على فرض رسوم الاستيراد.
ارتفع الذهب، الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين، بنسبة 31% منذ بداية العام، مع بحث المستثمرين عن أدوات تحوط وسط الاضطرابات التجارية والجيوسياسية.
ويرى محللون أن فرض رسوم جمركية على السبائك قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الصعود، لكنه في المقابل سيشكل عبئًا على سلاسل الإمداد التي يعتمد عليها السوق العالمي.
وتُستخدم سبائك الذهب عالية النقاء لدعم العقود المالية المتداولة في بورصة "كومكس" بنيويورك، والتي تستورد معظم احتياجاتها من سويسرا.
وفي هذا السياق، قال كريستوف وايلد، رئيس جمعية مصنعي وتجار المعادن الثمينة السويسرية: "نشعر بقلق بالغ إزاء تداعيات الرسوم الجمركية على صناعة الذهب والتبادل المادي للمعدن مع الولايات المتحدة، الشريك التاريخي طويل الأمد لسويسرا".
وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد أوضحت أن سبائك الذهب بوزني الكيلوجرام و100 أونصة ليست مستثناة من الرسوم الجمركية على الواردات السويسرية، وهو ما أكدته أيضًا الرابطة السويسرية للمعادن الثمينة. وسبق للجمعية أن حذرت من أن هذه الرسوم "قد تؤثر سلبًا على التدفق الدولي للذهب المادي".
وأشارت الجمعية إلى أن القرار لا ينطبق على سويسرا وحدها، بل يشمل جميع السبائك المستوردة بهذه الأوزان من أي دولة أخرى.
ووصف وايلد هذه الخطوة بأنها "صفعة جديدة" للعلاقات التجارية بين برن وواشنطن، محذرًا من انعكاساتها على قدرة السوق العالمية على تلبية الطلب المتنامي على المعدن النفيس.