"صناعة الأصباغ".. مهنة نسائية قديمة في محافظة فيفاء
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
اشتهرت منطقة جازان ومحافظاتها كافة؛ بالعديد من المهن والحرف اليدوية التقليدية، التي ارتبطت بحياة الأهالي واستخداماتهم اليومية في معيشتهم منذ سنوات طويلة، واستطاع الحرفيون المحافظة على كثير من المهن والحرف التقليدية تلك، ونقلها للأجيال، فظلت صامدةً رغم تطور الحياة، وأصبحت شاهدًا لأسلوب الحياة الذي كان سائدًا في فترات زمنية ماضية .
ورغم جهود الحرفيين والحرفيات إلا أن بعضًا من تلك المهن اندثر مع الأيام وتطورات الحياة وتغير أنماطها، ومن تلك المهن المندثرة مهنة "صناعة الأصباغ" قديمًا، ومنها صناعة "النيلة" التي كانت تمتهنها نساء محافظة فيفاء في حقب زمنية ماضية.
واشتهرت صناعة "النيلة" كمنتج اقتصادي يُباع ويُقايض به في الأسواق والمحال التجارية، حيث يمنح صبغة طبيعية بلونه الأزرق الذي يُستخرج من بعض الأشجار المحلية المنتشرة في جبال فيفاء .
وأوضح علي العبدلي من أهالي محافظة فيفاء ، أن النساء سواء في محافظة فيفاء والمحافظات الجبلية الأخرى بالمنطقة، استخدمن قديمًا نوع من الأشجار المحلية التي تسمى محليًا "الخَدِيش"، حيث يتم قطف أوراق تلك الأشجار ومن ثمّ تجفيفها، ووضعها في عود منحوت من الخشب يُعرف محليًا بـ "اميْحَز"، ثم تبدأ الحرفيات بإضافة الماء الحار وهرسها وتقليبها بعصا خاصة لها رؤوس مدببة تم صنعها بطريقة هندسية لضمان إتقان العمل .
وتواصل الحرفيات عملهن بين هرس الأوراق وتقليبها لتكوين عجينة ناعمة جدًا، ليتم وضعها في قطعة قماشٍ، ويتم تعليقها ليتسرب الماء وتبقى العصارة وبعد أن تجف يتم تقسيمها إلى قطع صغيرة تكون جاهزة للتسويق.
وإلى جانب صناعة "لنيلة" هناك الكثير من الألوان التي اشتهرت نساء فيفاء بصناعتها قديمًا، حيث كانت الحرفيات يصنعن الصبغة "الصفراء" التي كانت تُصبغ بها ملابس الرجال خاصة؛ بعد استخراجها من لحاء شجرة القَاع، إلى جانب صناعة صبغة اللون "البني" بعد استخراجها من خشب السدر المسمى "سِلب" لصباغة ملابس النساء قديمًا .
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: قدیم ا
إقرأ أيضاً:
السديس: أكثر من 20 مبادرة نسائية بالحرمين وفق الضوابط الشرعية
عزّزت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي المسارات الإثرائية لوكالة الشؤون النسائية بالحرمين الشريفين، في إطار جهودها لتعضيد ريادة المرأة السعودية ضمن منظومة العمل الديني، وفق القواعد والضوابط الشرعية، وبما يسهم في إثراء تجربة القاصدات من زائرات وحاجّات بيت الله الحرام علميًا، ومعرفيًا، وثقافيًا، وتوعويًا خلال موسم حج 1446هـ.
وأكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خلال ترؤسه لاجتماع الهيئة الاستشارية النسائية في الحرمين الشريفين عن بُعد، أن رئاسة الشؤون الدينية تولي اهتمامًا بالغًا بتعزيز مشاركة المرأة في المنظومة الدينية من خلال برامج نوعية ومسارات إثرائية تتوافق مع خصوصيتها وتراعي احتياجاتها، وبما يتسق مع القيم الشرعية والتوجيهات النظامية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السديس: أكثر من 20 مبادرة نسائية بالحرمين وفق الضوابط الشرعية
وأشار إلى أن الرئاسة عملت على تضمين هذه المسارات ضمن الخطة التشغيلية للموسم الجاري، في خطوة تعكس إيمانها بأهمية دور المرأة في توعية وإرشاد القاصدات وتقديم الخدمات الدينية لهن، لا سيما فيما يتعلق بتعليم المناسك، وتوضيح المسائل الشرعية، وتحفيظ القرآن الكريم، وتصحيح التلاوة، والإجابة على الاستفسارات الدينية، بما يمكنهن من أداء النسك والعبادات بكل طمأنينة وروحانية في أجواء آمنة ومهيأة تراعي الخصوصية الشرعية والاجتماعية.
وشدد الدكتور السديس على حرص الرئاسة على تمكين الكوادر النسائية الوطنية المؤهلة علميًا وعمليًا، وتهيئة بيئة عمل تراعي احتياجات المرأة المسلمة في الحرمين الشريفين، وتعزز من قدرتها على تقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن من النساء، انطلاقًا من رسالة الحرمين العالمية والمحلية في نشر الوسطية والاعتدال وتعزيز الفقه الشرعي الصحيح.
وقد شرعت وكالة الشؤون النسائية في الرئاسة في التوسع بأدوارها خلال موسم الحج من خلال إطلاق أكثر من 20 مبادرة نوعية، تشمل برامج علمية وتوعوية وتطويرية تُقدّم في بيئة عمل مؤسسية محوكمة، ومن أبرز هذه المبادرات: مبادرة "تزودوا"، ومبادرة "عشرٌ وارفة"، ومبادرة "عليكم بالسكينة"، بالإضافة إلى مبادرة "تطوير إجابة السائلين"، كما سيتم تنظيم عشرة لقاءات إثرائية علمية ووعظية وتثقيفية موجهة للقاصدات والحاجات في مواقع متعددة داخل الحرمين الشريفين.
وتضمنت خطة وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي لموسم حج 1446هـ جملة من البرامج والمبادرات الدينية النسائية المتخصصة، التي تهدف إلى تعميق أثر شعيرة الحج في وجدان وسلوك حاجّات بيت الله الحرام، بما يسهم في إنجاح رحلتهن الإيمانية، وتمكينهن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وفق مقتضى الشرع، ومراعاة لآداب وضوابط الحرمين الشريفين.
ويؤدي قطاع الشؤون النسائية بالرئاسة دورًا محوريًا وفعالًا في خدمة القاصدات من ضيوف الرحمن، انطلاقًا من رؤيتها في تعزيز مشاركة المرأة المسلمة في الحرمين الشريفين، ضمن بيئة عمل تحكمها الضوابط الشرعية وتحقق أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمة، بما يعكس مكانة الحرمين الشريفين ودورهما الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.