في واحدة من أبرز المحطات الرمزية والجيوسياسية في فترته الرئاسية الثانية، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعجابًا بالغًا بالنموذج التنموي والسياسي الذي تمثله دول الخليج، مؤكداً في خطابه بالرياض أن ما تشهده المنطقة هو "عصر ذهبي" يمكن أن يسير بالتوازي مع "عصر النهضة الأمريكية الجديدة"، في إشارة واضحة إلى الدور الصاعد والمتنامي لدول الخليج في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد والسياسة الإقليمية والدولية.

من قلب الرياض، حيث استُقبل ترامب بحفاوة واحتفاء يعكسان متانة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، أشاد الرئيس الأمريكي بما وصفه بـ"التحولات المذهلة" التي تشهدها مدن مثل دبي، وأبو ظبي، والدوحة، ومسقط، مشيراً إلى أن قادة الخليج الجدد باتوا يكتبون فصلًا جديدًا في تاريخ المنطقة، يتجاوز الصراعات القديمة نحو عالم تُهيمن عليه التجارة والتكنولوجيا بدلًا من الفوضى والتطرف.

يكشف التحليل الذي نشرته شبكة “سي إن إن” عن إدراك أمريكي متزايد بأن شركاء واشنطن الحقيقيين لم يعودوا محصورين في حلفاء أوروبا التقليديين، بل باتت العواصم الخليجية — من الرياض إلى الدوحة وأبو ظبي — تمثل مفاتيح أساسية في الأمن والاستقرار العالميين، ليس فقط عبر الاستثمار والتسليح، بل من خلال الدبلوماسية الفاعلة والقدرة على الوساطة في أصعب الملفات الدولية.

في محور التقرير، تحضر قطر كدولة صغيرة بحجمها الجغرافي، لكنها ذات وزن ثقيل في ميزان السياسة الدولية، حيث أصبحت بفضل دبلوماسيتها المتعددة القنوات — سواء في الملف الأفغاني أو الأزمة الأوكرانية أو حرب غزة — بمثابة "صندوق أدوات دبلوماسي" للإدارات الأمريكية المتعاقبة، وقناة خلفية فعالة بين الخصوم الدوليين.

في المقابل، تظهر السعودية والإمارات كقطبين راسخين يقودان مسيرة التحول الخليجي، عبر المشاريع الضخمة والاستثمارات العابرة للحدود، ودورهما في الوساطة الدولية، إضافة إلى التقدم في القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة، والرياضة، والسياحة، ما يجعل منهما شريكين استراتيجيين لا غنى عنهما لأي إدارة أميركية تسعى لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط.

ولم يخفِ ترامب إعجابه الواضح بزعماء الخليج، خصوصًا الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا في خطاب صريح: "أحب هذا الرجل كثيرًا، وربما لهذا السبب نعطي الكثير.. أحبك كثيرًا".

كلمات تعكس طبيعة العلاقة الشخصية والسياسية التي تربط إدارة ترامب بقادة الخليج، والمبنية على رؤية براغماتية تشجع على الاستثمار، وتقلل من التدخل في الشئون الداخلية.

خلافًا لما يروجه بعض المنتقدين في الغرب، ترى العواصم الخليجية أن علاقتها بواشنطن مبنية على الندية والاحترام المتبادل، فهي شريك فاعل في الأمن العالمي، ولاعب أساسي في ملفات إقليمية معقدة، من اليمن إلى فلسطين، ومن الطاقة إلى الأمن السيبراني.

وفي هذا السياق، فإن الترحيب الخليجي بزيارة ترامب لا يعكس فقط عمق العلاقة التاريخية، بل أيضاً مكانة الخليج الجديدة كصانع قرار دولي.

ما بين الإعجاب الأمريكي المتصاعد والنفوذ الخليجي الآخذ في التوسع، يبدو أن واشنطن باتت تنظر إلى الخليج ليس فقط كمصدر للطاقة والثروات، بل كمنظومة سياسية واقتصادية تمتلك من المرونة والرؤية ما يجعلها نموذجاً مغرياً لقيادات العالم. 

وربما كان ترامب أول من عبّر عن ذلك بوضوح، لكن المؤشرات تدل على أن من سيأتون بعده سيجدون في الخليج الحليف الأكثر قدرة على ترجمة الطموحات إلى نتائج.

طباعة شارك ترامب الخليج السعودية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الخليج السعودية

إقرأ أيضاً:

الأهلي يرهن إرسال البطاقة الدولية لـ وسام أبو علي بتحويل مقدم الصفقة من كولومبوس الأمريكي

رفض النادي الأهلي إرسال البطاقة الدولية للمهاجم الفلسطيني وسام أبو علي إلى نادي كولومبوس الأمريكي، بسبب عدم وصول قيمة مقدم الصفقة حتى الآن إلى خزينة القلعة الحمراء.

ثروت سويلم: الأقرب إقامة مباراة الأهلي وبيراميدز بتحكيم أجنبي

وكشف الإعلامي أحمد شوبير، عبر برنامجه حارس الأهلي الساعات الماضية، ، أن إدارة الأهلي متمسكة بعدم استكمال إجراءات انتقال اللاعب إلا بعد التأكد من وصول المبلغ المتفق عليه بشكل كامل، مؤكدًا أن النادي لن يفرط في حقوقه المالية مهما كانت الضغوط.

وأوضح شوبير أن الأهلي أتم جميع الترتيبات الإدارية لرحيل وسام أبو علي، لكن هناك شرطًا أساسيًا قبل إرسال البطاقة الدولية، وهو استلام المستحقات المالية من نادي كولومبوس، حيث أن التحويل البنكي لم يتم اعتماده حتى الساعات الأخيرة. وأضاف: "الأهلي واضح وصريح في هذه النقطة.. لا بطاقة دولية إلا بعد وصول الفلوس"، مشددًا على أن هذا الإجراء يحفظ حقوق النادي.

وأشار إلى أن المفاوضات بين الأهلي وكولومبوس وصلت لمرحلة الحسم خلال الأيام الماضية، وتم الاتفاق على كافة التفاصيل المالية والفنية، لكن تأخر الإجراءات البنكية حال دون إتمام الصفقة رسميًا.

ويتوقع أن تُحسم الأزمة خلال الساعات القليلة المقبلة، حال وصول التحويل البنكي.

وكان وسام أبو علي قد حصل خلال الساعات الأخيرة على تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تمهيدًا للانضمام إلى نادي كولومبوس، بعدما أنهى كافة الإجراءات المتعلقة بالانتقال. 
وتلقى اللاعب إخطارًا رسميًا بالموافقة على طلب التأشيرة، في خطوة كانت تُعد الحاجز الأخير قبل إتمام الصفقة، حيث كان ينتظر فقط إرسال البطاقة الدولية لإعلان انضمامه رسميًا.

وانتقل وسام أبو علي إلى النادي الأمريكي بعد تألق لافت في  بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة مع الأهلي، حيث نجح في تسجيل هاتريك أمام فريق بورتو البرتغالي في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات، ليترك بصمة فنية مميزة جذبت أنظار عدد من الأندية الخارجية.

مقالات مشابهة

  • نقيب المحامين الأسبق: أمريكا العدو الرئيسي وإسرائيل ما كانت لتقوم بدورها دون دعمها
  • ماهر فرغلي: هناك عناصر في أمريكا ثبت أنها كانت مع جماعة الإخوان
  • الرئيس الأمريكي يسلم بوتين رسالة من ميلانيا ترامب.. ماذا جاء فيها؟
  • مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي: ترامب لم يخسر لكن بوتين فاز بوضوح
  • مستشار الأمن السابق للرئيس الأمريكي: ترامب لم يخسر لكن بوتين فاز بوضوح
  • ماذا تفعل إذا كانت قدميك باردة باستمرار؟
  • الاتحاد الخليجي لكرة القدم يؤجل انطلاق النسخة الثانية من دوري أبطال الخليج
  • منتخب مصر للناشئين يواجه السعودية وديًا استعدادًا لكأس الخليج في أبها
  • البرهان يتحدى الضغوط الدولية: لا مصالحة مع الدعم السريع مهما كانت الكلفة
  • الأهلي يرهن إرسال البطاقة الدولية لـ وسام أبو علي بتحويل مقدم الصفقة من كولومبوس الأمريكي