الأبعاد الأخرى للاتفاق الحوثي الأمريكي
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: أمواج ميديا، ميساء شجاع الدين
مع انحسار غبار الاتفاق المفاجئ بين الحوثيين والولايات المتحدة، بدأت أبعاد جديدة لاتفاق السادس من مايو تتضح. إن وقف جماعة الحوثيين اليمنية هجماتها البحرية في البحر الأحمر مقابل وقف الغارات الجوية الأمريكية له تداعيات على المنطقة وداخل اليمن.
ذكرت مصادر يمنية متعددة، مطلعة على جهود الوساطة العمانية، شريطة عدم الكشف عن هويتها، أن هناك ضغوطًا مُمارسة لتغطية بنود إضافية في الاتفاق، وهي: إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة، ووقف الهجمات على إسرائيل، وإبرام اتفاق سلام بين الحوثيين والسعودية. وعلمت أمواج ميديا أن الهدف الأول قد تحقق، بينما لا يزال الهدفان الأخيران بعيدي المنال.
في نهاية المطاف، تكمن تحت سطح الاتفاق الواعد ظاهريًا تعقيدات بالغة. فالعوامل التي مكّنت من إبرامه قد تُسهم أيضًا في هشاشته أو انهياره في نهاية المطاف.
صفقة واعدة، لكن المخاطر لا تزال قائمة
إلى جانب الهجمات البحرية التي أعادت توجيه السفن التجارية بعيدًا عن البحر الأحمر، تصاعد القلق بشأن احتجاز الحوثيين لعشرات الموظفين المحليين التابعين لمنظمات غير حكومية دولية وسفارات غربية والأمم المتحدة. ورغم إطلاق سراح بعضهم خلال الأشهر الماضية، لا يزال كثيرون منهم رهن الاحتجاز.
اتهم الحوثيون المعتقلين بأنهم جزء من شبكة تجسس أكبر، يُزعم أنها تعمل لصالح حكومات غربية، حيث بثت وسائل إعلام تابعة لها سلسلة من الاعترافات التي تبدو وكأنها مُنتزعة قسرًا. تكشف الاعتقالات عن عقلية مؤامرة متجذرة داخل جهاز الأمن الحوثي، الذي ينظر بريبة إلى أي اتصال أجنبي تقريبًا.
صرّح مصدر يمني مطلع لموقع أمواج ميديا، مفضلاً عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، بأن الحوثيين وافقوا سراً، في إطار الوساطة العمانية، على إطلاق سراح موظفي المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة المعتقلين. ووفقاً للمصدر، سيتم إطلاق سراح المعتقلين، ولكن بشكل فردي لتجنب التدقيق العام.
في حين سهّل الاتفاق الحوثي الأمريكي حركة المعتقلين، إلا أنه تجاهل استراتيجيًا قضيتين بالغتي التعقيد: الهجمات اليمنية المستمرة على إسرائيل، وخريطة الطريق للسلام مع السعودية. استُبعدت القضية الأولى بشكل ملحوظ، مما أثار خيبة أمل في تل أبيب. أما القضية الثانية، التي كادت أن تُبرم عام ٢٠٢٣، فيُقال إنها حُطّمت بسبب المعارضة الأمريكية العام الماضي، حيث شنّ الحوثيون هجمات في البحر الأحمر لفرض وقف إطلاق النار في غزة.
ربما تأثر عدم إحياء خارطة طريق السلام بالدعم السعودي المزعوم لحملة القصف الأمريكية في اليمن. وقد ظهرت تقارير عن تبادل بيانات الاستهداف، حيث يُزعم أن المملكة حددت اثني عشر هدفًا حوثيًا رفيع المستوى يُعتقد أنها أساسية لعمليات الجماعة.
في نهاية المطاف، يكمن أحد أسباب نجاح الاتفاق الحوثي الأمريكي في بساطته. فهو لم يُحاول حل جميع القضايا، مما يعني إشراك عدد كبير من الأطراف. ومع ذلك، فإن هذا التركيز الضيق قد يُؤدي أيضًا إلى عرقلة الاتفاق. على سبيل المثال، قد تُحاول إسرائيل، نظرًا لتهميشها، تخريب الاتفاق في المستقبل.
ادعاءات متبادلة بالنصر
من الجوانب غير الضارة نسبيًا، وإن كانت فعّالة، للوساطة العمانية أنها أتاحت لكلا الطرفين إعلان النصر. فعندما أعلن ترامب عن الاتفاق، اتهم الحوثيين بـ”التوسل” إليه لقبول اتفاق وصفه بـ”الاستسلام”.
وفي رد مباشر، صرّح زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في 8 مايو/أيار قائلاً: “إن الموقف الأمريكي لم يكن، كما ادعى الكافر المجرم [ترامب]، قائماً على التوسل والاستسلام من اليمن. وهذا أمر مستحيل”.
بالنسبة لترامب، من مصلحته السياسية ادعاء النجاح فيما فشل فيه سلفه جو بايدن في وقف الهجمات على السفن التجارية. كما أنهى حملة قصف أمريكية مكلفة – بدأت العام الماضي – كان من غير المرجح أن تُسفر عن نتيجة عسكرية حاسمة. والجدير بالذكر أن توقيت ذلك كان استراتيجيًا للغاية، إذ جاء قبيل جولة ترامب في دول الخليج العربية الغنية، والتي تركز على إبرام اتفاقيات اقتصادية ضخمة.
بالنسبة للحوثيين، يُعدّ مجرد التعاون مع أقوى دولة في العالم انتصارًا، بغض النظر عن العواقب. كما منحهم ذلك فرصةً لإعادة بناء أنفسهم وتنظيم صفوفهم بعد غارات جوية مكثفة استهدفت بنىً عسكريةً حيوية.
عُمان في دائرة الضوء
استضافت عُمان مفاوضين حوثيين منذ التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن عام ٢٠١٥، مما عزز مكانتها كقناة الوساطة الأكثر فعالية. إلا أن دور السلطنة لطالما كان موضع جدل وانتقادات، لا سيما من الفصائل المناهضة للحوثيين.
زعمت التقارير تورط عُمان في تهريب الأسلحة، بينما غالبًا ما تحافظ شخصيات يمنية تُعتبر مقربة من مسقط، مثل الشيخ علي الحريزي من محافظة المهرة الحدودية، على علاقات جيدة مع الحوثيين. يُذكر أن عُمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تهنئ رسميًا قيادة المجلس الرئاسي، الهيئة الحاكمة المعترف بها دوليًا في اليمن.
نتيجةً لذلك، واجهت عُمان اتهاماتٍ بأنها أقرب إلى حليفٍ للحوثيين منها إلى وسيطٍ محايد. وتفاقمت هذه المخاوف مع انتخاب ترامب، الذي يتمتع بعلاقةٍ وثيقةٍ مع الإمارات العربية المتحدة، المنافس الرئيسي لعُمان. ونظرًا لافتقارها إلى القوة الاقتصادية الكافية لمواكبة فرص الاستثمار التي توفرها دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر ثراءً، سعت عُمان إلى الاستفادة مما في وسعها: مهاراتها الدبلوماسية – بدعمٍ من إيران في حالة الاتفاق بين الحوثيين والولايات المتحدة.
لكن الاتفاق يُشكّل مخاطر طويلة المدى على كلٍّ من عُمان وإيران. فلطالما حافظت الدولتان على علاقات وثيقة مع الحوثيين، مع الحفاظ على إنكارٍ واضحٍ لنفوذهما. وبإظهارهما قدرتهما على انتزاع تنازلات من الحوثيين، أضعفتا هذه الحجة. ستزداد التوقعات الآن، وقد يزداد الضغط على كلٍّ من مسقط وطهران لتقديم تنازلاتٍ مستقبليةٍ في قضايا أخرى. باختصار، قد يكون عهد تقديم الدعم للحوثيين دون تحمّل المسؤولية قد شارف على الانتهاء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةIt is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
رسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
صور .. وسام أبو علي يخوض مرانه الأول مع كولومبوس كرو الأمريكي
خاض الفلسطيني وسام أبو علي، مهاجم الأهلي السابق، مرانه الأول مع كولومبوس كرو الأمريكي، الذي انتقل إليه في الانتقالات الصيفية الحالية.
انضم وسام أبو علي إلى كولومبوس كرو مقابل 7.5 ملايين دولار للأهلي، بجانب مليون دولار إضافات، و10% من إعادة البيع، تزيد إلى 15% حال تم بيعه لأحد أندية الشرق الأوسط.
وتمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي، بعد انتهاء مشاركة الفريق بمباريات كأس العالم للأندية في أمريكا قبل شهرين.
وسجل وسام أبو علي هاتريك في تعادل الأهلي مع بورتو البرتغالي بنتيجة 4-4.
حصل اللاعب الفلسطيني وسام أبوعلي، المهاجم السابق للنادي الأهلي، واللاعب الحالي في صفوف فريق كولومبوس كرو الأمريكي، على تأشيرة عمل نوع B1 من السفارة الأمريكية في القاهرة، وهي خطوة مهمة في مسيرته الاحترافية بالدوري الأمريكي.
تأشيرة B1 هي من التأشيرات غير المهاجرة المخصصة للأفراد الذين يزورون الولايات المتحدة لأغراض مهنية مؤقتة، مثل حضور اجتماعات عمل، مؤتمرات، توقيع عقود، أو المشاركة في فعاليات رياضية.
وتتميز هذه التأشيرة بأنها تسمح للبعض بالبقاء لفترات متوسطة المدة تتخطى عادة ستة أشهر، مع إمكانية التمديد.
كما أنها تُمنح أيضًا للأجانب الذين تجاوزت مدة إقامتهم في أمريكا ستة أشهر وتصل أحيانًا حتى عشر سنوات، ما يمنح حاملها مرونة في التنقل والعمل ضمن الحدود الزمنية المسموح بها.
الحصول على هذه التأشيرة يعني أن وسام أبوعلي يمكنه السفر إلى الولايات المتحدة للانضمام لفريقه ومباشرة مهام عمله، بما في ذلك المشاركة في التدريبات والمباريات، والتواجد مع النادي لفترات محددة، مما يسهّل عليه استكمال مشواره الاحترافي بشكل رسمي ومرن.
وللحصول على تأشيرة B1، يجب تقديم عدد من المستندات الرسمية، منها إثبات طبيعة العمل المؤقت، عقد العمل مع النادي أو الدعوة الرسمية منه، بالإضافة إلى إثبات القدرة المالية لتغطية تكاليف الإقامة والتنقل. كما يجب على المتقدم أن يثبت نيته العودة إلى بلده بعد انتهاء مدة الإقامة، ولا يعتزم البقاء بشكل دائم داخل الولايات المتحدة.
من أهم مزايا تأشيرة B1 أنها تسمح لحاملها بالتنقل بين مختلف الولايات الأمريكية للمشاركة في الأنشطة المهنية، كما يمكن التمديد ضمن شروط معينة، مما يجعلها مناسبة للرياضيين الذين يحتاجون لمرونة في توقيت تواجدهم حسب جدول مبارياتهم مع أنديتهم.
تعتبر خطوة حصول وسام أبوعلي على تأشيرة العمل الأمريكية B1 مؤشراً واضحاً على تطور مسيرته في عالم الاحتراف، حيث ينتقل إلى واحد من أهم الدوريات العالمية، ما يتيح له فرصاً أكبر للتميز وإثبات قدراته في بيئة رياضية متقدمة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة نادي كولومبوس كرو الأمريكي لتعزيز تشكيلته بلاعبين موهوبين على مستوى عالمي، بما يساعد الفريق على المنافسة بقوة في الدوري الأمريكي للمحترفين.
يُذكر أن تأشيرة B1 ليست تأشيرة عمل دائمة مثل H-1B، لكنها تمنح حاملها فرصة التنقل والعمل المؤقت في الولايات المتحدة، وهي تناسب الاحتياجات المهنية المؤقتة كالتي يمر بها العديد من الرياضيين الدوليين.
حصول وسام أبوعلي على تأشيرة B1 يمثل محطة جديدة ومهمة في مسيرته، حيث يفتح له آفاقًا جديدة نحو الاحتراف في الخارج، ويُسهل له التواصل المباشر مع ناديه، مما يساعد في تحضير كافة الاستعدادات لانطلاق موسمه الرياضي الجديد بأفضل شكل ممكن.