المواطنة والحرية وخطورة هجرة العقول في ختام مؤتمر الهوية والمواطنة بكلية الآداب في دمشق
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
دمشق-سانا
تناول مؤتمر الهوية والمواطنة بكلية الآداب في جامعة دمشق خلال جلستيه الأخيرتين تاريخ المواطنة في سوريا، وأهمية الحرية في حياة المواطنين، وخطورة هجرة العقول في مسألة بناء البلاد بعد الثورة.
الدكتور محمود باكير الأستاذ في كلية العلوم أفرد حديثه عن قدسية الهوية الوطنية التي تعتبر من القضايا الكبرى في بناء الدول وأساس الحكم الرشيد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الفترة السابقة شهدت هيمنة أحزاب لم تعر الهوية الوطنية السورية الاهتمام، ما أفقدنا وجود هوية وطنية سورية، ولا سيما مع الاكتفاء باستحضار الماضي البعيد دون التفكير بتطوير الحاضر لبناء المستقبل.
وعرض الدكتور فيصل عبد الله المختص بتاريخ العرب الحديث والمعاصر مكونات المواطنة في الحضارات القديمة، والتي تلخصت بالحقوق والواجبات، في نصوص التشريع والقانون عند حمورابي، حيث نجدها أفردت نصوصاً لمسؤولية الدولة عن مواطنيها مقابل تكليفهم بدفع ضريبة، مشيراً إلى أن هذه النصوص نجد لها مثيلاً في الحضارات الهندية القديمة.
كما أسهب الدكتور عبد الله السليمان الأستاذ في قسم التاريخ في مداخلته التي حملت عنوان “المواطنة والهوية في تاريخ سوريا القديم خلال الألف الثاني قبل الميلاد” في شرح مرتكزات المواطنة في الشرق القديم “الملك ، والرعية، والحدود السياسية” التي كان يرعاها الملك ضمن أطر، كما في مملكة ماري التي حققت المواطنة من خلال الولاء للحاكم، وحماية حدود البلاد، والحفاظ على الصحة العامة للرعية.
وأشار الدكتور طارق صبرا، وهو باحث متخصص في شؤون المخطوطات إلى مفهوم المواطنة خلال العصرين المملوكي والأيوبي، لافتاً إلى دور المكون غير الإسلامي في بناء المواطنة بالدولة الأيوبية، والتي قامت على التنظيم والإدارة، وإلى أن الدول الغربية في الزمن الحديث أولت هذا الجانب دوراً مهماً لارتقائها.
هجرة الكفاءات الوطنية السورية تطرق إليها الدكتور قاسم ريداوي الأستاذ في قسم الجغرافيا، متحدثاً عن النزف المتواصل للكفاءات السورية التي سافرت إلى أرجاء العالم لعدة أسباب، أهمها تدني الأجور، ما شكل فجوة بين ما هو موجود وما هو مطلوب للتنمية المستدامة، وخاصة الكفاءات المتميزة من باحثين بمختلف المجالات، إضافة إلى التأثير السلبي لهذه الهجرة على الاقتصاد والتعليم.
المساواة بين الجميع دون تمييز كانت عنوان حديث الدكتور علي صافي الأستاذ في قسم الفلسفة عن المواطنة التي تعني الجنسية الجامعة للمكونات الجغرافية، والتي تضم أفراداً لهم حقوق وواجبات، داعياً إلى الالتفاف حول الدولة كأفراد، ومحاربة الانقسام الذي يحول المجتمع إلى بيئة متنافرة، فالدولة القوية لا تبنى إلا بعجلة الحرية التي تجعلنا نتعلم من الماضي دروساً لنعيش الحاضر ونؤسس لمستقبل أبنائنا.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأستاذ فی
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: قصة قاتل الـ100 نفس درس في هجرة التائبين
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قصة قاتل المائة نفس هي واحدة من أعظم القصص التي تعكس رحمة الله الواسعة، وخطورة الفتوى بغير علم، وأهمية البيئة الصالحة في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن عنوان القصة الحقيقي هو "هجرة التائبين إلى الله".
وأوضح الجندي، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن القصة الواردة في الحديث النبوي الشريف، والتي رواها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، تحكي عن رجل قتل 99 نفسًا ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على راهب، فسأله: "هل لي من توبة؟"، فقال له: "لا"، فقتله فأكمل به المئة، ثم عاود السؤال عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على عالم قال له: "نعم لك توبة، لكن غيّر البيئة اللي انت عايش فيها".
وأشار الجندي إلى أن هذه القصة تكشف عدة معانٍ خطيرة ومؤثرة، منها إن الندم قد يسكن قلب أفجر الناس، رغم قتل 99 نفسًا، لم يُطفأ تمامًا النور الداخلي عند الرجل، وظهر ذلك في بحثه عن التوبة، وهذا يدل على أن الإنسان يحمل داخله ومضة فطرة مهما عظمت معصيته.
وتابع: "الملائكة اختلفت فيه، بعد أن مات في طريقه إلى القرية الصالحة، اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فبعث الله ملكًا فصل بينهم بقياس المسافة، فوجدوه أقرب إلى قرية الصالحين فغُفر له.