الشارقة: ريد السويدي
اختتمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة فعاليات اليوم الثاني والأخير من مؤتمر الخدمة الاجتماعية في نسخته ال 15، الذي أقيم تحت شعار «نحو مجتمع آمن وأسرة متماسكة»، في رحاب الجامعة القاسمية.

التماسك الأسري


وشهد اليوم الثاني تخصيص 7 ورش علمية تخصصية تناولت مواضيع متنوعة في مجال العمل الاجتماعي، بهدف تعزيز التماسك الأسري ودعم الأمن المجتمعي، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من داخل الدولة وخارجها.


وقال الدكتور جاسم الحمادي، مدير مكتب المعرفة، إن الورش المصاحبة للمؤتمر تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهدافه، حيث تسعى إلى تعزيز التماسك الأسري والأمن المجتمعي من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة تسهم في تأهيل المهنيين واكتسابهم مهارات متقدمة ومتنوعة في مجال العمل الاجتماعي.

قراءة دقيقة


وأوضح أن اختيار مواضيع الورش تم بعناية لتلبية الاحتياجات المختلفة للعاملين في هذا المجال الحيوي، الذي يتطلب قراءة دقيقة للواقع واستجابة فاعلة للتحديات الحديثة.
وتمثلت الورش في عناوين متنوعة وهي: «آليات عمل المراصد الاجتماعية لدعم السياسات الاستشرافية» و«بناء مؤشرات قياس الأثر الاجتماعي للخدمات» و«تطوير البحث الاجتماعي لتعزيز التماسك المجتمعي» و«مستقبل الخدمات الاجتماعية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي» و«استراتيجيات دعم الصحة النفسية والعقلية في المجتمع» و«تطوير الإعلام الاجتماعي لتعزيز التأثير المجتمعي» و«إدارة المبادرات المجتمعية لزيادة التأثير والاستدامة».

تطوير البحث


واستعرض د. عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل، معالج إدمان ومعالج أسري من السعودية، أهمية بناء مؤشرات دقيقة لقياس الأثر الاجتماعي للخدمات، وقدمت د. ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية بدائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ورشة تناولت فيها أهمية تطوير البحث الاجتماعي كأداة لتعزيز التماسك المجتمعي.
كما ناقشت الورشة التي قدمها د. شريف أبو شادي، استشاري معرفة بدائرة الخدمات الاجتماعية، أهمية المراصد الاجتماعية كأدوات استراتيجية لدعم السياسات الاستباقية، فيما أدار د. جاسم المرزوقي، استشاري علاج نفسي بمستشفى القاسمي، ورشة تناول فيها استراتيجيات دعم الصحة النفسية والعقلية.
وقدم أحمد عبدالكريم، رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري بمحاكم دبي، ورشة عن تطوير الإعلام الاجتماعي لتعزيز التأثير المجتمعي، فيما ناقشت الورشة، التي قدمها المستشار المهندس عثمان بن محمد بن هاشم، مؤسس وقف شباب خير أمة للعمل التطوعي بالسعودية، كيفية إدارة المبادرات المجتمعية بشكل يعزز من تأثيرها ويضمن استدامتها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة

إقرأ أيضاً:

قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه

تعصف بالعالم تغيرات سياسية واقتصادية وثقافية متسارعة تهدد بخلخلة بنية المجتمعات وتفكيك روابطها وقيمها التقليدية، وتشكل خطرا حقيقيا على استقرارها وازدهارها.

في مقابل ذلك.. يترسخ الترابط الأسري في سلطنة عُمان ليشكل أيقونة فريدة للهوية ودعامة قوية للأمن والاستقرار تحفظ تماسك المجتمع.

والجدير بالنظر أن هذا الترابط الأسري الفريد في المجتمع العماني تأسس عبر التاريخ كبنية ثقافية واجتماعية، تنبع من حضارة عميقة الجذور، أنتجت قيما أصيلة تحكم علاقات الأفراد وتنظم مصالحهم قوامها الشعور بالانتماء والولاء للأرض العمانية، وسياجها الألفة والتضامن، ما يجعل الأسرة أساسًا صلبًا لمجتمع قوي يتفاعل مع تحديات العصر دون أن يفقد اتزانه الحضاري وبوصلته القيمية.

ولعل من أهم سمات البيئة الأسرية في عُمان أنها تقوم على روابط متينة تتجاوز الأطر العاطفة الشكلية لتصل إلى عمق الشعور بالمسؤولية المشتركة والانتماء المخلص لقيم المواطنة ومكتسبات الوطن، وهو ما أكدته نتائج الاستطلاع الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات هذا العام، حيث أظهرت أن 88% من العمانيين يشعرون بوجود ترابط أسري قوي.

هذه النسبة المرتفعة تعكس انسجام الواقع الاجتماعي وترابط مصالح الأفراد وطموحاتهم في البناء والمشاركة المجتمعية في التنمية. كما تعكس بذات القدر صلابة القيم التي يمتاز بها المجتمع العُماني وتحكم سلوك أفراده وتفاعلاته مع المجتمعات الأخرى ويستمد منها قدرته على التمسك بهويته في مواجهة تيارات العولمة والتفكك الذي بات ظاهرة مقلقة في كثير من دول العالم.

ولا شك أن الأسرة تؤدي الدور الأكبر للمحافظة على هذا التماسك الذي ينعم به المجتمع العُماني.. فهي المسؤولة عن تنشئة الأفراد على قيم المحبة والتضامن والاحترام، وتعمل المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية، على ترسيخها. وتوظيف هذه المنظومة لتكوين بيئة حاضنة تعزز الثقة والأمان، وتدفع الأفراد إلى بناء علاقات اجتماعية منسجمة ومستقرة.

ورغم التداعيات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل والمنصات الرقمية على واقع الأسرة، أثبت العمانيون قدرتهم على التكيف مع معطيات العصر، دون أن تنال من سمتهم وأخلاقهم وترابطهم الأسري.. يعضد ذلك المبادرات الداعية إلى استثمار الجوانب المضيئة لوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها كأداة لتعزيز الروابط وبناء العلاقات وهو ما يدل على مستوى عالٍ من الوعي والنضج، المدعوم بثقافة أصيلة تذكي قيمة التكاتف والتكافل والوئام.

إن الحفاظ على هذا التماسك المجتمعي يتطلب وعيًا مستمرًا من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، بضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم والانتماء، وتفعيل أدوار المدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني، لتكون منصات فعالة لبناء المبادرات المجتمعية وتعميق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وبقدر ما نتمسك بترابطنا الأسري، نحمي مجتمعنا من شتات الأفكار الضالة ونمنحه قدرة أكبر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر أمنا وأملا وتطلعا.

مقالات مشابهة

  • تطوير المدينة المنورة بالتعاون مع تنمية الصادرات تنظّمان ورشة عمل لتعزيز جاهزية المصنِّعين للتصدير
  • فيدان يؤكد أهمية الاستقرار والأمن في سوريا بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره
  • مدبولي: أهمية صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر ومنخفض التكلفة
  • هيئة التراث تنظّم حملة توعوية ميدانية في جدة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الآثار الوطنية
  • اجتماعات إقليمية وفعاليات محلية لتعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة المخدرات
  • قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
  • دور الأعراف القبلية في اليمن في حفظ التوازن الاجتماعي وتعزيز النسيج المجتمعي .. قراءة قرآنية وتطبيقية
  • مجلس النواب يعلن دعم كامل لمطالب نقابة الصحفيين ويؤكد أهمية تطوير التشريعات الإعلامية
  • باريس تحتضن أول مؤتمر للجالية السورية لتعزيز الترابط الوطني
  • طبيب أسرة: حملة «صيف بصحة» تهدف لتعزيز الوعي المجتمعي بالوقاية خلال الإجازة