بعد أكثر من 19 شهرًا من الحرب المتواصلة، يواجه قطاع غزة أزمة غير مسبوقة تهدد بتفكك سلطة حماس، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية المدنية والأمنية. تتفاقم هذه الأزمة مع تزايد السخط الشعبي، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وفشل الأجهزة الإدارية في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

أولًا: انهيار البنية التحتية البلدية – مدينة بلا خدمات

أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية في غزة.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 70% من البنية التحتية المدنية قد تضررت أو دُمرت، مما أدى إلى توقف شبه كامل للخدمات الأساسية.

شبكات المياه والصرف الصحي

تعرضت محطات معالجة المياه والصرف الصحي لأضرار جسيمة، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف غير المعالجة في الشوارع والبحر، وزيادة خطر تفشي الأمراض.

إدارة النفايات

توقفت خدمات جمع النفايات بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تراكم القمامة في الشوارع، وزيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة.

الكهرباء والوقود

تعاني غزة من انقطاع شبه دائم للكهرباء، ونقص حاد في الوقود، مما أثر على تشغيل المستشفيات والمخابز ومحطات المياه.

ثانيًا: انهيار البنية الأمنية – فراغ أمني وفوضى متصاعدة

تسبب القصف الإسرائيلي المكثف في تدمير مراكز الشرطة ومقرات الأمن، مما أدى إلى انهيار النظام الأمني في القطاع. أدى ذلك إلى انتشار الفوضى، وارتفاع معدلات الجريمة، وتزايد أعمال النهب والسرقة.

تفكك الأجهزة الأمنية

تراجع دور الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بشكل كبير، مع تدمير مقراتها ومقتل أو إصابة العديد من أفرادها. أدى ذلك إلى فراغ أمني، واستغلال بعض الجماعات المسلحة لهذا الوضع لتنفيذ أعمال نهب وسرقة.

انعدام القانون والنظام

أدى انهيار النظام الأمني إلى انتشار الفوضى، وارتفاع معدلات الجريمة، وتزايد أعمال النهب والسرقة، مما زاد من معاناة السكان.

ثالثًا: السخط الشعبي وتآكل شرعية حماس

تزايدت الاحتجاجات الشعبية ضد حماس، حيث يحمّلها السكان مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية، وفشلها في إدارة الأزمة. شهدت غزة مظاهرات تطالب برحيل حماس، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية احتياجات السكان.

مستقبل غزة في مهب الريح

يواجه قطاع غزة تحديات غير مسبوقة تهدد بتفكك سلطة حماس، في ظل انهيار البنية التحتية المدنية والأمنية، وتزايد السخط الشعبي. تتطلب هذه الأزمة تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، لإيجاد حلول سياسية وإنسانية تضمن استقرار القطاع، وتخفيف معاناة السكان.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يبحث مستقبل وفد التفاوض في الدوحة وحماس تحذّر من نكث التفاهمات مع واشنطن

نتنياهو يبحث سحب وفد التفاوض من الدوحة وسط جمود المحادثات، فيما حذّرت حماس من أن عدم تنفيذ التفاهمات مع واشنطن، خاصة إدخال المساعدات، سيقوّض جهود تبادل الأسرى. ويأتي ذلك على وقع استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة لليوم الـ75 وسط تحذيرات من مجاعة. اعلان

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، مشاورات أمنية لبحث مصير وفد التفاوض الإسرائيلي الموجود في العاصمة القطرية الدوحة، في ظل تعثّر المحادثات وعدم تحقيق أي اختراق في ملف صفقة التبادل. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن تلك المشاورات قد تسفر عن قرار بإنهاء مهمة الوفد ما لم يُسجّل تقدم ملموس في المحادثات.

وكان الوفد الإسرائيلي قد وصل الدوحة الثلاثاء الماضي بناءً على تعليمات مباشرة من نتنياهو، عقب لقائه بالمبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، على يد حركة حماس.

ويواصل الوفد الإسرائيلي مباحثاته في قطر بمرافقة المبعوثَين الأمريكيين ويتكوف وآدم بولر، فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الإدارة الأمريكية تدرس تقديم مقترحات إضافية تفضي إلى الإفراج التدريجي عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، بهدف التمهيد لوقف إطلاق نار دائم.

Relatedنتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماسنتنياهو عن تهجير سكان غزة: 50% من سكان القطاع سيغادرون والعقبة الوحيدة عدم وجود دول تستقبلهم"أفضل بدرجة واحدة" عن الطريقة التي تعامل بها مع زيلينسكي في البيت الأبيض.. هكذا يعامل ترامب نتنياهو

في المقابل، أطلقت حركة حماس سلسلة مواقف وتصريحات تحذر فيها من المماطلة الإسرائيلية، ومن محاولات الالتفاف على التفاهمات التي تمت بوساطة أمريكية، محملة حكومة تل أبيب مسؤولية عرقلة الجهود الدولية.

وقالت الحركة في بيان رسمي، إن حكومة نتنياهو تردّ على جهود الوسطاء بالتصعيد العسكري، معتبرة أن "نتنياهو لا يكترث لمصير أسراه ويقود حرباً مفتوحة بلا أفق"، مضيفة أن هدف المفاوضات بالنسبة إليها هو" وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، والإفراج عن الأسرى"، وهو ما "يتنصّل منه نتنياهو الذي يتعامل مع التهدئة كوسيلة لكسب الوقت قبل استئناف الهجوم"، وفق تعبيرها.

وفي بيان ثانٍ، حذرت حماس من العواقب الخطيرة لعدم الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الإدارة الأمريكية، وأكدت أنها، انطلاقاً من حرصها على التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، قدمت "مبادرة إيجابية" تمثلت في إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر قبيل زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، على أمل أن تُقابل بخطوات إنسانية ملموسة.

وأضافت أن تلك التفاهمات، التي أُبرمت بعلم الوسطاء، تشمل إدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، والإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار، والبدء في مفاوضات شاملة لمعالجة الملفات العالقة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحذرت الحركة من أن أي تراجع في تنفيذ هذه البنود، لا سيما ما يتصل بإدخال الغذاء والدواء، "سيؤثر سلباً على فرص استكمال مفاوضات تبادل الأسرى"، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم الخامس والسبعين على التوالي، رغم التحذيرات الدولية من كارثة مجاعة وشيكة تهدد حياة الأطفال وسكان غزة.

واتهمت حماس نتنياهو باستخدام سياسة التجويع كسلاح إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة أن "هذا السلوك يرقى إلى جريمة حرب موصوفة" ويعرّي "عجز المجتمع الدولي وصمته المعيب".

وفي بيان شديد اللهجة، قالت الحركة إن "الاحتلال يرتكب مجازر جماعية مروعة في القطاع"، مشيرة إلى أن مشاهد القتل الجماعي التي تشهدها غزة "تعكس وحشية هذا الكيان وفاشيته المتجذرة"، وأن "أكثر من 120 شهيداً سقطوا في أقل من 24 ساعة"، وسط تقارير عن قتل عائلات فلسطينية بأكملها ومسحها من السجل المدني.

وشددت حماس على أن بيانات التنديد لم تعد كافية، داعية إلى" تحرك دولي فوري وفعّال لفرض عقوبات على الاحتلال وملاحقة قادته في المحاكم الدولية بوصفهم مجرمي حرب"، محذرة من أن "استمرار الصمت الدولي يكرّس شراكة غير مباشرة في هذه الجرائم ضد الإنسانية".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • 250 شهيد في أعنف تصعيد إسرائيلي منذ انهيار الهدنة بقطاع غزة
  • غزة تحت سطوة النهب المسلح: أزمة إنسانية تتفاقم وسط انهيار أمني واقتصادي
  • نتنياهو يبحث مستقبل وفد التفاوض في الدوحة وحماس تحذّر من نكث التفاهمات مع واشنطن
  • المقاومة تحذر: التأخر في إدخال المساعدات يهدد مستقبل “مفاوضات التبادل”
  • سوريا وتركيا توقعان اتفاقية للتعاون العلمي والبحثي وتأسيس جامعة مشتركة ‏وتطوير البنية التحتية الرقمية للجامعات ‏السورية
  • أمانة القصيم تكثّف أعمالها لتحسين جودة الطرق ورفع كفاءة البنية التحتية في بريدة
  • المتحدث باسم المستشفى الأوروبي بغزة: البنية التحتية دُمرت والمبنى أُغلق بالكامل
  • انهيار السياحة في كيان العدو.. خسائر تتجاوز 3 مليارات دولار وأزمة ممتدة بعد الحرب
  • "سدايا" توقّع أربع مذكرات تفاهم مع شركات تقنية عالمية لتعزيز البنية التحتية والابتكار في الذكاء الاصطناعي