تتجه البرتغال إلى انتخابات تشريعية جديدة للمرة الثالثة في ثلاث سنوات، وسط أزمة سياسية خانقة وصعود لافت لحزب اليمين المتطرف "تشيغا"، ما يعكس تغيرًا جذريًّا في الخارطة الحزبية وقلقًا متزايدًا بشأن مستقبل الاستقرار السياسي في البلاد. اعلان

تواجه البرتغالانتخابات تشريعية للمرة الثالثة خلال ثلاث سنوات، إثر سقوط الحكومة الوسطية-اليمينية برئاسة لويس مونتينيغرو بعد تصويت بعدم الثقة الذي أقره البرلمان، وذلك في ظل تساؤلات حول تصرفات رئيس الوزراء.

ويعتبر هذا التطور أحدث مراحل الاضطراب السياسي التي تشهدها البلاد، وهو يُعد الأسوأ منذ عودة البرتغال إلى النظام الديمقراطي قبل 51 عامًا.

والبرتغال، التي يبلغ عدد سكانها نحو 10.6 مليون نسمة، شهدت في السنوات الأخيرة توالياً لحكومات أقلية، بعد أن خسر الحزبان الرئيسيان، وهما الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الاشتراكي، جزءًا من دعم الناخبين لصالح أحزاب صغيرة ناشئة.

وقبل يومين من موعد الاستحقاق، نظّم كل من مونتينيغرو وزعيم الحزب الاشتراكي بيدرو نونو سانتوس تجمّعين في ختام الحملة الانتخابية.

وقال سانتوس لأنصاره: "بعد يومين سنفوز في هذه الانتخابات. لا يمكن لأحد أن يبقى في منزله، وحده الحزب الاشتراكي هو القادر على إعادة الاستقرار للبلاد، استقرارٌ سياسي وتوجهٌ واضح لم تتمكن الحكومة الحالية من تحقيقه، لكننا سنحققه بدعم من الشعب البرتغالي."

أما مونتينيغرو، فقال خلال تجمّعه الانتخابي: "لقد مضى وقت طويل منذ أن شعرنا بهذا الحماس والإيمان بما يمكننا تحقيقه كدولة، وكأمة، وكقوة داخلية نحملها بداخلنا."

Relatedالحزب الاشتراكي الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية المبكرة في البرتغال البرتغاليون يقترعون والاشتراكيون يحافظون على تقدمهمهل ستضع انتخابات البرتغال نهايةً للائتلاف اليساري؟عدم الاستقرار السياسي

وتُعمّق الانتخابات التشريعية حالةعدم اليقين السياسي في البرتغال، في وقت تعمل فيه البلاد على تخصيص أكثر من 22 مليار يورو من أموال التنمية الأوروبية لتمويل مشاريع استراتيجية.

ويتوقع أن يحقق الحزب الشعبي اليميني المتطرف "تشيغا" (كفى) مكاسب من استياء الناخبين إزاء العودة المتكررة إلى صناديق الاقتراع، وهو حزب استفاد سابقًا من الإحباط العام تجاه الحزبين الرئيسيين.

وقد انضمت البرتغال إلى المد الأوروبي الصاعد للحركات الشعبوية، بعدما نجح حزب "تشيغا" في انتزاع المرتبة الثالثة في الانتخابات الماضية.

وكانت الحكومة، التي قادها الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالتحالف مع حزب أصغر، قد سقطت إثر فضيحة تتعلق بوجود تعارض محتمل في المصالح التجارية لمكتب المحاماة التابع لعائلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته لويس مونتينيغرو.

وأكد مونتينيغرو، الذي يخوض السباق الانتخابي مرة أخرى، أنه لم يرتكب أي مخالفات، مشيرًا إلى أنه نقل إدارة الشركة إلى زوجته وأطفاله عند توليه قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 2022، ولم يعد له أي دور في إدارتها.

وقد طلب الحزب الاشتراكي قد طالب بفتح تحقيق برلماني في سلوك مونتينيغرو.

ويراهن الحزب الاشتراكي الديمقراطي على مؤشرات الاقتصاد الوطني، مثل النمو المسجل بنسبة 1.9% خلال العام الماضي مقابل متوسط أوروبي بلغ 0.8%، ونسبة البطالة البالغة 6.4% والقريبة من المعدل في الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي، لتعزيز دعم الناخبين له.

في غضون ذلك، دعا الرئيس البرتغالي المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات التشريعية، وهي الثالثة خلال ثلاث سنوات، مشددًا على أن القارة تواجه تحديات صعبة تتطلب استقرارًا سياسيًا.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة دونالد ترامب فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الانتخابات البرتغالية أخبار البرتغال غزة دونالد ترامب فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قطاع غزة ذكرى النكبة جمهورية السودان سوريا روسيا الإمارات العربية المتحدة الحزب الاشتراکی الدیمقراطی ثلاث سنوات

إقرأ أيضاً:

وسط مخاوف من تدخل روسي.. انتخابات رئاسية حاسمة في بولندا الأحد

رغم أن النظام في بولندا برلماني، فإن منصب الرئيس يتمتع بصلاحيات مؤثرة، منها قيادة القوات المسلحة، واستخدام حق النقض (الفيتو)، والمساهمة في صياغة السياسة الخارجية، إلى جانب دوره الرمزي في الخطاب الوطني. اعلان

يتوجه البولنديون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد يخلف الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا، في انتخابات توصف بأنها بالغة الأهمية لبولندا، الدولة الواقعة على الخط الأمامي في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.

تأتي الانتخابات في ظل أجواء متوترة، بعد أن أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الجمعة، أن قراصنة روساً استهدفوا المواقع الإلكترونية لحزبه "المنصة المدنية" وأحزاب أخرى ضمن الائتلاف الحاكم، وذلك قبل يومين فقط من التصويت.

وكتب توسك على منصة "إكس": "قبل يومين من الانتخابات، هاجمت مجموعة من القراصنة الروس الناشطين على تطبيق تيليغرام مواقع المنصة المدنية الإلكترونية"، مضيفًا أن الهجمات شملت أيضًا مواقع حزبي "اليسار" و"الشعب البولندي (PSL)"، مشيرًا إلى أن الهجوم لا يزال مستمرًا، وأن الأجهزة الأمنية تعمل على احتوائه.

وفي تطور متصل، تحقق السلطات البولندية في تقارير عن إعلانات مدفوعة على فيسبوك قد تمثل تدخلاً أجنبيًا في الانتخابات، بعدما كشف المعهد الوطني البولندي لأبحاث الشبكات (NASK) أن تلك الإعلانات قد تكون جزءًا من حملة تضليل. وأفاد المعهد بأنه أبلغ شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك، وتمت إزالة الإعلانات لاحقًا.

سباق محتدم على منصب يتمتع بصلاحيات واسعة

يُعد رافائيل ترزاسكوفسكي، رئيس بلدية وارسو وعضو حزب "المنصة المدنية"، أبرز المرشحين في السباق الرئاسي، وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال مواجهته في جولة الإعادة، المقررة في 1 حزيران/ يونيو، للمؤرخ المحافظ كارول ناوروكي، المدعوم من حزب "القانون والعدالة" الذي حكم البلاد من 2015 حتى 2023.

وقال ترزاسكوفسكي في آخر تجمع انتخابي له، الجمعة، إن بولندا بحاجة إلى رئيس "يتمتع بالمصداقية"، مضيفًا: "علينا تعزيز أمننا، وإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وتحصين حدودنا الشرقية، والاستثمار في صناعتنا الدفاعية — ويجب أن نفعل ذلك معًا".

من جانبه، وعد ناوروكي بأن يجعل من بولندا "رائدة الاتحاد الأوروبي في العلاقات عبر الأطلسي"، مؤكداً التزامه بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لبولندا ضمن حلف الناتو.

Relatedبولندا: روسيا تقف وراء الحريق الضخم الذي دمر مركزا تجاريا في وارسو عام 2024بعد اتهامها بالوقوف خلف حريق وارسو.. بولندا تعلن إغلاق القنصلية الروسية في كراكوف

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة نظراً للموقع الجغرافي الحساس لبولندا، التي تحد روسيا (عبر جيب كالينينغراد)، وبيلاروسيا، وأوكرانيا التي تشهد حرباً مستمرة. وتُعتبر بولندا مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لنقل المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، ولها دور محوري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

ورغم أن النظام في بولندا برلماني، فإن منصب الرئيس يتمتع بصلاحيات مؤثرة، منها قيادة القوات المسلحة، واستخدام حق النقض (الفيتو)، والمساهمة في صياغة السياسة الخارجية، إلى جانب دوره الرمزي في الخطاب الوطني.

مع وجود 13 مرشحًا في السباق، من غير المتوقع حسم النتائج في الجولة الأولى، لكن الأنظار تتجه إلى مدى تأثير الهجمات السيبرانية والتدخلات المعلوماتية على العملية الانتخابية، وعلى مستقبل التحالفات السياسية والأمنية لبولندا في منطقة تتسم بقدر كبير من التوتر وعدم الاستقرار.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • انطلاق المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية في لبنان
  • وسط مخاوف من تدخل روسي.. انتخابات رئاسية حاسمة في بولندا الأحد
  • قبيل انتخابات الغد.. نداء من دار الفتوى في البقاع
  • عشية انتخابات بيروت.. رسالة من نواف سلام
  • السجن المؤبد لمتهم والمشدد 5 سنوات لآخر و3 سنوات لمتهم ثالث بـخلية المرج
  • أردوغان: اكتشاف احتياطي جديد كبير من الغاز الطبيعي في تركيا
  • انتخابات بلدية في البقاع اللبناني بنفَس إنمائي
  • مصابو الثورة : ست سنوات من عذابات الروح والجسد
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية