هذا ما تدعيه إسرائيل حول عدوانها على اليمن ونتائجه
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
مطلع الشهر الحالي، نجح الحوثيون في إطلاق صاروخ باليستي من اليمن على إسرائيل تجاوز منظومات الدفاع الجوي التي أخفقت في اعتراضه، وانفجر في مطار بن غوريون في تل أبيب. أدى ذلك إلى موجة إلغاء رحلات جويّة، وخرج سلاح جو الاحتلال على إثرها لشن سلسلة هجمات جويّة على اليمن، كان آخرها أمس في إطار عدوان أطلق عليه اسم "مغارب حمراء" (جمع غروب).
وأتت الهجمات الجوية الإسرائيلية على اليمن، والتي لخص نتائجها مسؤول رفيع في وحدة الاستخبارات التابعة لسلاح الجو بـ"الموجعة جداً"، بعدما عزز الأخير في الشهور الماضية جمع المعلومات عن الحوثيين، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت". وبحسب المسؤول الاستخباري الرفيع، فإن بنك الأهداف الذي جُمع سابقاً تحضيراً لهجمات على اليمن كان "أساسياً"، مستدركاً: "ولكن قبل عدّة شهور، عندما عرفنا أنهم سيواصلون هجماتهم، وسّعنا البنك". ورداً على سؤال إن كان توسيع بنك الأهداف قد تأخر؟ اعتبر المسؤول أنه "من اللحظة التي تمسك فيها ساحة، تبدأ بتوسيع النظر إليها".
بحسب الصحيفة، فإنه في مطلع العام 2025، أقامت وحدة الاستخبارات التابعة لسلاح الجو المعروفة اختصاراً باسم "لمدان" قسماً جديداً يُدعى "ساحة اليمن"، والتي يعمل فيها أربعة ضباط في مهمات الاستخبارات، الدفاع، الردع والهجوم. وحتى قبل عامين، كان ضابط واحد فقط في "لمدان" مسؤولاً عن الساحة اليمنية. وقبل شهرين من الحرب على غزة، وبناء على "التهديدات المستقبلية الملموسة"، عزز سلاح الجو جمع المعلومات الاستخبارية. وفي الآونة الأخيرة، استمر هذا الاتجاه بقوة أكبر.
ويعمل ضباط "ساحة اليمن" بشكل وثيق مع سلاح الاستخبارات؛ حيث يصوغون التوصيات الخاصة بعمليات سلاح الجو. ويعد هذا القسم مسؤولاً عن جميع التهديدات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون، كما قاد الأبحاث والدراسات التي صيغت على إثرها الهجمات التي نفذتها إسرائيل هذا الشهر على اليمن. وفي السياق، لفت الرائد "د"، وهو قائد القسم إلى أنّ "عملنا ينقسم بين فهم التهديد الذي نواجهه كل يوم، وكيف يمكننا الدفاع عن أنفسنا جواً، وما هي التوصيات التي يمكننا تقديمها للهجوم من أجل ضرب العدو". أمّا الرائد "تش" وهو رئيس قسم "ألفا" - المسؤول عن المعلومات الاستخبارية للعمليات الجوية- فقال: "يحدث هذا كل دقيقة. علينا اتخاذ العديد من القرارات المهمة لاستعدادات القوات الجوية، والتي تستند إلى معلوماتنا الاستخبارية".
"من لحظة وصول المعلومة حتى إقلاع الطائرات"
"أتت المعلومة الاستخبارية"، يطلق الضباط بحسب الصحيفة هذا الاسم على اللحظة التي تصل فيها معلومة جديدة يتعين إدراجها في الاعتبارات الخاصة باستمرار الأنشطة العسكرية. وفي تلك اللحظة، "يتعين على محقق الاستخبارات أن يعيد النظر في الصورة ويفهم ما إذا كان ثمة خشية من استخدام القوة ضد إسرائيل". وبموازاة ذلك، يتصل الضباط بـ"خلية التنبيه" - المسؤولة عن تفعيل القوة في سلاح الجوي، إمّا للإيعاز بإقلاع الطائرات في الجو وإما لوضع نظام الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى. "إذا كنت أعرف كيف أخبره ما هو التهديد، فإن ذلك سيسمح للقوة بالتكيّف بشكل أفضل مع أي تهديد آتٍ، بالإضافة إلى الجاهزية العامة التي تكون قائمة طوال الوقت"، كما يقول الضابط "تش".
استهداف مطار بن غوريون
في صباح يوم 3 مايو/أيار الجاري، كانت لدى الضابط "تش" خطط عائلية، حضر بحسب الصحيفة إلى عمله مستعداً ليوم هادئ، وفي تمام الساعة 09:22 صباحاً انقلبت خططه رأساً على عقب. وتنقل عنه الصحيفة أنه "أخبرت الضابط (د) استعد"، لحظة ورود معلومات عن الضرر الكبير الذي حل بالمطار، وتحديداً في منطقة تقع على بعد 350 متراً من تيرمنال 3 الذي يعج عادة بالمسافرين. وتعليقاً على الاستهداف، يقول "تش" إنه "لا يوجد دفاع 100%، ثمة تحقيق كامل حول ما حدث"، في إشارة إلى إخفاق منظومتي الاعتراض "حيتس" الإسرائيلية، و"ثاد" الأميركية بإسقاط الصاروخ اليمني.
وبعد يوم ونصف اليوم على ذلك، خرج سلاح الجو لعملية "مدينة الموانئ" حيث استهدف ميناء الحديدة باليمن. ولم تمضِ ساعات على ذلك حتّى شن عدوان آخر باسم "الوقوف الرأسي" (Headstand) وفيها شل مطار صنعاء واستهدف محطة القوّة المركزية. وشُنّ العدوانان بمشاركة أسراب مختلفة من طائرات إف-15، وإف-16، و"أدير"، بمرافقة طائرات تزوّد بالوقود، وأخرى لجمع المعلومات الاستخبارية، والتحكم والسيطرة.
قبيل العدوان الثاني على صنعاء، نشر متحدث باسم جيش الاحتلال، إنذاراً غير مسبوق طالب فيه السكان اليمنيين بإخلاء المطار الدولي في العاصمة اليمنية. وتعليقاً على ذلك، يشير قسم "ساحة اليمن" الذي يتتبع ويراقب أيضاً ما يحصل في البلاد وفي شبكات التواصل الاجتماعي، أنه "لاحظنا صدى لبيان المتحدث باسم الجيش، وأدركنا أن الرسالة قد وصلت".
أمّا الشخص الذي أعطى الموافقة على أن المنطقة المستهدفة بالهجوم باتت خالية فكانت الرائدة في الاحتياط "ت". وبحسب الضابط "تش" فإن "ت" هي الشخص المسؤول في لحظة الحقيقة عن إبلاغ رئيس القسم بأن "المنطقة خالية"؛ حيث "تحت إمرتها فريق متخصص مهمته فهم كيفية إحداث أقل قدر ممكن من الضرر، إن وجد، لأولئك غير المتورطين"، ويتابع زاعماً "بخصوص الهجوم على صنعاء، لم يكن الهدف موقعاً مدنياً، بل قاعدة يستخدمها عناصر حوثيون"، علماً أن العدوان أسقط شهداء وجرحى مدنيين.
مسؤول عسكري يلخص نتائج الهجمات على اليمن
وفي الإطار، لخّص مسؤول رفيع في وحدة الاستخبارات نتائج الهجمات التي شنت على اليمن قائلاً إنه "هاجمنا شرياناً حيوياً رئيسياً لاستقبال البضائع والسفن والوقود عبر الممر البحري. شللنا المطار ودمّرنا كل طائراته، التي تعمل بوصفها شركة حوثية. هذه طائرات كانت قادرة على نقل الأسلحة، في الماضي قاموا بنقل الأسلحة من إيران وأماكن أخرى إلى اليمن".
ومع ذلك، لفت المسؤول إلى أنه "من أجل تنفيذ كل عملية عليك التأكد من أنه ستحقق النجاح في النهاية"، مضيفاً: "أنت لا تنفذ هجوماً كهذا بينما تخاطر في عدم نجاحه. دائماً ثمة بُعدٌ مجهول، لكنك تُريد تقليله قدر الإمكان، لأن آخر ما تريده هو الوقوع في كمين صاروخ أرض-جو، والخروج بطيارين يهبطون على الأرض".
وعن التحضيرات الأولية للعدوان، قال المسؤول إنه "لا يُمكن الخوض في جميع التفاصيل، ولكن كانت هناك حيلٌ رائعة ومتطورة للغاية قمنا بها لتحقيق إنجازٍ ما، ومباغتتهم قدر الإمكان، وتحقيق الإنجازات. لدينا تقنياتٌ متطورة، وطائراتٌ متطورة، وأشخاصٌ موهوبون للغاية، يتمتعون بقدرةٍ عالية، يبتكرون الحيل. كيف نصل، وعلى أي ارتفاع، ومن أي مدى، وكيف نُرتّب الطائرات بطريقةٍ تجعل الحوثيين يعتقدون شيئاً، لكننا في الواقع نفعل شيئاً آخر".
وفي وصفه للحوثيين، يقول المسؤول الكبير إنه قياساً بإيران، هم "عدو صغير بقدرات أقل". في الوقت ذاته، يعتقد أن "الهجوم على اليمن رسالة بالغة الأهمية لإيران، مفادها بأننا قادرون على الوصول إلى مسافة 2000 كيلومتر. وهذا أبعد من إيران، الواقعة على بعد 1600 كيلومتر".
"الهجمات الأخيرة هزت الحوثيين لكنهم لن يتوقفوا"
إلى ذلك، يصف المسؤول الرفيع الحوثيين بأنهم "عدوٌّ يشكل تحدّياً"، مشيراً إلى أنّ "الساحة اليمنية بالغة التعقيد"، موضحاً أن "هذه ليست "الساحة الخلفية" هنا في لبنان، حيث تحلق وتهجم في غضون دقائق قليلة. إنها رحلة طيران لمسافة 2000 كيلومتر في عملية استخبارية-عملياتية معقدة للغاية، تنطوي على الكثير من التفاصيل الفنية والقيود والعوائق".
ويتابع: "الإيرانيون يمولونهم، ولديهم أسلحة إيرانية، بعضها متطور للغاية. وهو ما يتطلب من العاملين في استخبارات الساحة اليمنية العمل في بيئة معقدة للغاية وإنشاء معلومات استخبارية في عمليات مختلفة قليلاً عما اعتادوا عليه في الساحات الأخرى، واستخدام قدر كبير من الإبداع والابتكار والقيام بالأشياء بشكل مختلف". ويلخص المسؤول الكبير الهجمات التي استهدفت الحوثيين قائلاً إن "الهجمات الأخيرة هزتهم وأثرت عليهم، لكنني لا أعتقد أنهم سيتوقفون. الأمر هنا أكثر عمقاً".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الحوثي أمريكا غارات جوية ساحة الیمن على الیمن سلاح الجو
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تصعّد إبادتها الجماعية في غزة في وتوسع الهجمات الأكثر فتكًا منذ بدء العدوان
#سواليف
قال #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ إسرائيل تصعّد إبادتها الجماعية في #غزة عبر واحدة من أوسع #الهجمات وأكثرها فتكًا منذ بدء العدوان، من خلال ارتكاب #المجازر واعتماد سياسة #الأرض_المحروقة و #التدمير_الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية، ضمن نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهرًا يتّسم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقومات الحياة، والاستهداف المتعمّد للمدنيين الفلسطينيين في منازلهم ومراكز الإيواء والمرافق الحيوية، بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي صعّدت في الأيام الأخيرة من عدوانها على مختلف أنحاء قطاع غزة، عبر تدمير منهجي لما تبقى من المنازل والمرافق المدنية، وارتكاب مجازر جماعية بحق السكان، في إطار سياسة تهدف إلى القضاء على مقومات الحياة وإفناء السكان ومنع استمرار وجودهم، تمهيدًا لفرض واقع استعماري بالقوة يقوم على محو السكان الأصليين، وتهيئة الأرض لضمها الفعلي إلى إسرائيل، في خرق خطير لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك حظر ضم الأراضي بالقوة.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق مقتل أكثر من 115 فلسطينيًا في محافظة شمال غزة وحدها خلال أقل من 12 ساعة منذ فجر اليوم الجمعة، إثر قصف إسرائيلي طال ما لا يقل عن 10 منازل في تل الزعتر بجباليا وحي السلاطين في بيت لاهيا، وجرى تدميرها بالكامل فوق رؤوس قاطنيها، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في مجازر جماعية تؤكد تصاعد نمط القتل الجماعي المنهجي ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وأشار المرصد إلى أنّ أكثر من نصف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، بسبب عجز فرق الإنقاذ والدفاع المدني عن الوصول إليهم في ظل انعدام الإمكانيات، فيما تكدّست عشرات الجثامين إلى جانب المصابين في أروقة مستشفيي “الإندونيسي” و”العودة”، في مشهد يجسّد الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.
كما أشار إلى توغل محدود للقوات الإسرائيلية من محورين شمال بيت لاهيا وشرق جباليا، تحت غطاء من القصف العنيف، وسط مخاوف من توسّع العمليات البرية، ما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين الذين يعيشون أصلًا في خيام تحت القصف والتجويع والقتل اليومي.
وبيّن المرصد أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولتهم الفرار والبحث عن مأوى بعد موجات القصف المتتالية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص في منطقة “الدور الغربي” ببيت لاهيا، و8 آخرين في “عزبة عبد ربه” بجباليا.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال نفّذت خلال اليومين الماضيين عمليات تدمير منهجي لعدد كبير من المباني السكنية التي كانت قد تضررت جزئيًا في شمال غزة، فيما بدا استكمالًا لعملية إبادة المدن الواسعة التي تستهدف التجمعات السكنية بشكل كامل.
ولفت إلى أنّ جيش الاحتلال فعّل سياسة التدمير الشامل للمباني شرقي خانيونس خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع استكماله تدمير أحياء بأكملها في رفح، بمشاركة شركات مدنية إسرائيلية، في مشهد يعكس تعمّدًا واضحًا لمحو المدينة من الخريطة.
وشدّد المرصد على أن ما يجري اليوم يُمثّل تنفيذًا فعليًا لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حين قال: “سنواصل تدمير بيوت غزة حتى لا يبقى للفلسطينيين مأوى، ولن يتبقّى لهم سوى الرحيل”، معتبرًا أن المشكلة الوحيدة تكمن في “إيجاد دول تستقبلهم”.
وأكد المرصد أن هذا التصريح يُعد اعترافًا رسميًا إضافيًا من أعلى سلطة سياسية بنيّة اقتلاع مجتمع بأكمله، تُترجم فعليًا على الأرض عبر التدمير المنهجي لكل مقوّمات بقائه.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن المجازر الأخيرة، ولا سيما في خان يونس وشمال غزة، تمثّل تصعيدًا خطيرًا في استهداف المدنيين، إذ تستخدم إسرائيل قوة نارية هائلة دون تمييز أو تناسب، وفي غياب أي مبرر أو وجود لأعمال قتالية، ما يؤكد أن السكان المدنيين أنفسهم هم الهدف المباشر للهجمات، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي.
وأكّد المرصد أن سياسة التدمير الشامل التي تنفذها إسرائيل لا تندرج ضمن أهداف عسكرية مشروعة، بل تُشكّل جزءًا من نهج ممنهج للإبادة الجماعية، يقوم على تفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة ماديًا وبشريًا، وحرمانه من مقومات البقاء، بهدف إفنائه ومنع أي إمكانية لاستمراره أو عودته.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، وفتح تحقيقات جديّة في الجرائم المرتكبة، والمباشرة بإجراءات فعالة والعمل على ضمان حماية المدنيين، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي شجعت إسرائيل على المضي قدمًا في ارتكاب انتهاكات جسيمة دون محاسبة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها أو المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، وتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، وفرض حظر السفر عليهم، إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح إسرائيل مزايا اقتصادية تمكنها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الدول إلى فتح تحقيقات جنائية ضد الشركات الإسرائيلية والدولية المتورطة في تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة والمعدات الثقيلة المستخدمة في تنفيذ جرائم الإبادة، بما في ذلك الجرافات، وأنظمة المراقبة، وبرمجيات التجسّس التي تتيح تعقّب المدنيين واستهدافهم، مطالبًا بسحب الاستثمارات العامة والخاصة من هذه الشركات، وإدراجها على القوائم السوداء الوطنية والدولية.
ودعا المرصد كذلك الدول التي تملك قوانين للولاية القضائية العالمية إلى إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين المتورطين في جريمة الإبادة الجماعية، والمباشرة في إجراءات محاكمتهم، ولو غيابيًا، التزامًا بمسؤولياتها القانونية الدولية في المعاقبة على الجرائم والانتهاكات ومكافحة الإفلات من العقاب.
كما طالب المرصد بإنشاء آلية دولية مستقلة لحفظ الأدلة المتعلقة بجريمة الإبادة الجماعية في غزة، تتولى توثيق الأدلة الرقمية، وصور الأقمار الصناعية، وشهادات الضحايا والناجين، وحفظها لاستخدامها أمام الهيئات القضائية الدولية، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية.
ودعا المحكمة الجنائية الدولية لتسريع تحقيقاتها وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم الدولية المرتكبة في قطاع غزة، والاعتراف والتعامل مع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل باعتبارها جريمة إبادة جماعية دون مواربة، مذكّرًا الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي بالتزاماتهم القانونية بالتعاون الكامل مع المحكمة، وضمان تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة الدولية وضمان عدم استمرار افلاتهم من العقاب.