حمص-سانا

انطلقت اليوم فعاليات المعسكر التدريبي للشباب الريادي “من فكرة تقنية إلى شركة ناشئة”، الذي تنظمه حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول ندوتين حواريتين بمشاركة نخبة من أصحاب المشاريع الريادية والشباب الرياديين من مختلف الاختصاصات الجامعية، ركزتا على سبل تحويل الأفكار التقنية إلى مشاريع ريادية تلبي سوق العمل، إضافة إلى دور المؤسسات المجتمعية في حمص بدعم ريادة الأعمال.

وقدم أصحاب المشاريع الريادية للمتدربين خلاصة تجربتهم ومراحل العمل، وتخطيهم للمعوقات حتى غدت مشاريعهم حقيقة، ودعوا الشباب عند اختيارهم مشاريعهم الريادية إلى دراسة احتياجات السوق بدقة.

وتم خلال الحوار التواصل عبر الإنترنت مع مستشار وزير الاتصالات وتقانة المعلومات لشؤون الابتكار والشركات الناشئة، أحمد سفيان بيرم، الذي قدم نصائحه للشباب بخصوص إنجاح مشاريعهم، وأكد الاهتمام الكبير بالشباب الخريجين وأصحاب الأعمال الريادية، منوهاً بالفرصة التاريخية التي منحتها وزارة الاتصالات لريادة الأعمال.

وفي تصريح لمراسلة سانا، لفتت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص المهندسة هالة جحجاح، إلى أن المعسكر يقدم للشباب الذين لديهم أفكار تقنية ريادية الفرصة لتحقيقها، والانطلاق بها للعالم، من خلال إكسابهم المهارات اللازمة وسبل عمل هوية بصرية واضحة لمشاريعهم، وكيفية تقديم الخدمة، على أن يتم في ختام المعسكر إقامة معرض للمشاريع الريادية بالتعاون مع شركاء مجتمعين، ليصار إلى دعمها من قبل المجتمع المحلي والمستثمرين.

وأشار المدرب عمر حمام صاحب شركة للتسويق الرقمي في إسطنبول إلى أن المعسكر يقدم قيمة مضافة حقيقية للشباب لتأسيس مشاريعهم، مبيناً أهمية انخراط الشباب بسوق العمل الذي يبحث دائماً عن الأكثر كفاءة.

من جهتها أوضحت المدربة سارة قطف خريجة معلوماتية وصاحبة شركة تحليل مشاريع برمجية، أنها تعرّف المتدربين بكيفية اختيار المنتج وتسعيره وتحديد الفئة المستهدفة، والبدء بتنفيذ المشروع بأسرع وقت وأقل تكلفة، بينما اعتبرت المدربة مروة السيد المتخصصة بريادة الأعمال أن فكرة المعسكر جيدة للشباب الطامحين إلى إيجاد الحلول لمشاكلهم التقنية والفنية والقانونية.

ويستمر المعسكر في مقر الحاضنة لغاية ال 29 من الشهر الحالي بإقامة الندوات الحوارية حول عدد من المواضيع التي تتناول: منهجيات إدارة الشركة، وسبل عمل هوية بصرية، وتقديم الاستشارات التقنية لإدارة الفرق الفعالة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأخلاقيات رواد الأعمال، والملكية الفكرية وغيرها.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

“النشاط الثقافي المدرسي…من الهامش إلى قلب الفعل التربوي”

تتحدث الأستاذة والخبيرة التربوية في قطاع التربية في هذا الحوار، عن أهمية دمج النشاط الثقافي ضمن المناهج التربوية لما لها من أهمية كبيرة تعكس بالايجاب حب التلميذ للتعلم وتعزيز قدراتع ومساعدته على ابراز مواهبه وتطويرها. في البداية من هي أسية عثمانية؟

أسية عثمانية هي أستاذة، مربية و خبيرة تربوية بخبرة ميدانية تمتد لأكثر من عشرين سنة في قطاع التربية الوطنية، متخصصة في تنشيط الحياة المدرسية. وتطوير الأنشطة اللاصفية، وباحثة مهتمة بقضايا التربية والثقافة المدرسية.
حاملة لشهادات جامعية وعضو فاعل في عدة ورشات تربوية إصلاحية. على المستوى المحلي والجهوي.
ساهمت في تأطير عدد من الفعاليات المدرسية والتظاهرات الثقافية الوطنية. وتُعرف بدفاعها المستمر عن ضرورة دمج البعد الثقافي ضمن المناهج التعليمية.
صدر لها مؤخرًا كتاب بعنوان: “النشاط الثقافي المدرسي: من الممارسة إلى الرؤية”، وهو عمل توثيقي وتوجيهي يُعد الأول من نوعه. في رصد وتطوير الممارسة الثقافية داخل الوسط المدرسي الجزائري.

 صدر لكم مؤخرًا كتاب بعنوان “النشاط الثقافي المدرسي”، ما الذي حفزكم على تأليفه؟

أشكر لكم هذا السؤال الجوهري. في الحقيقة، ما حفزني لتأليف هذا الكتاب هو قناعتي الراسخة بأن المدرسة ليست مجرد فضاء لتحصيل المعارف الأكاديمية. بل هي بيئة لبناء الإنسان في أبعاده المتكاملة. وقد لاحظت من خلال تجربتي الميدانية أن النشاط الثقافي  “رغم أهميته البيداغوجية والتربوية. ” لا يزال يُمارس في الكثير من المؤسسات على الهامش، وبشكل موسمي، أو يُنظر إليه على أنه ترف أو فائض تربوي. لذلك، جاء هذا العمل في محاولة لإعادة الاعتبار لهذا المجال الحيوي. ختى يضعه في سياقه الحقيقي كمكوّن أساسي في المنهاج التربوي .

 ما هي المقاربة التي اعتمدتموها في معالجة موضوع النشاط الثقافي في مؤلفكم؟

اعتمدت مقاربة مزدوجة: أولًا، تأصيل علمي يعتمد على المرجعيات التربوية الحديثة والتشريعات الوطنية والدولية. وثانيًا، استثمار الممارسة الميدانية التي راكمتها في قطاع التربية والتعليم، سواء في تأطير الأنشطة أو في تقييم أثرها… حاولت أن أجعل من الكتاب مرجعًا عمليًا لا يُخاطب فقط أهل الاختصاص. بل أيضًا الفاعلين التربويين من معلمين، مكونين، مدراء، ومفتشين، وحتى أولياء الأمور.

 ما هي الإضافة التي جاء بها الكتاب مقارنة بما هو متوفر في الساحة التربوية؟

في الحقيقة الاضافة الأولى هي توفر هذا النوع  من المؤلفات على مستوى مكتباتنا اماالإضافة الأساسية للكتاب. فتتمثل في كونه يدمج بين الجانب النظري والبعد التطبيقي. لم أكتف بعرض الإطار العام للنشاط الثقافي. بل ذهبت إلى تقديم نماذج ملموسة لتخطيط الأنشطة، آليات التقييم، استراتيجيات الإدماج البيداغوجي. ودور التنسيق بين الفاعلين. كما سلطت الضوء على العلاقة بين النشاط الثقافي والتحصيل الدراسي.الصحة النفسية، ترسيخ القيم الوطنية، وبناء شخصية التلميذ. وهي أبعاد غالبًا ما يتم تجاهلها في مراجعنا التربوية التقليدية.

 ورد في الكتاب إشارات إلى انسجام النشاط الثقافي مع التوجهات العليا للدولة، هل يمكنكم التوضيح؟

بالطبع. إذا عدنا إلى الخطابات الرسمية، لا سيما برنامج رئيس الجمهورية، نلاحظ تأكيدًا واضحًا على إعادة الاعتبار للمدرسة الجزائرية. وبناء مدرسة الجودة والمواطنة. والنشاط الثقافي هو أحد الأذرع الأساسية لتحقيق هذه الرؤية، لأنه يساهم في تعزيز الانتماء، وتطوير المهارات الناعمة، وبناء مواطن فاعل ومنفتح. كما أن الوزارة الوصية. من خلال استراتيجيتها الجديدة. أولت أهمية خاصة للأنشطة اللاصفية كجزء من العملية التربوية المتكاملة، وهو ما حاولت ترجمته بشكل ممنهج في فصول الكتاب.

 في تصوركم، ما الشروط الضرورية لترقية النشاط الثقافي داخل المدرسة الجزائرية؟

أولًا، يجب أن يُدرج النشاط الثقافي ضمن المشروع البيداغوجي للمؤسسة، وأن يُعامل بنفس الجدية التي تُعامل بها المواد الدراسية. ثانيًا، لا بد من توفير التأطير المتخصص، أي تكوين المعلمين والمشرفين على تنشيط الفعل الثقافي داخل المدرسة. ثالثًا، منح الحرية البيداغوجية لممارسة هذا النشاط دون قيود إدارية خانقة. وأخيرًا. خلق شراكات محلية مع المجتمع المدني، دور الثقافة، البلديات. والمكتبات العمومية، حتى تتحول المدرسة إلى مركز إشعاع ثقافي حقيقي.

إلى أي مدى تؤمنون بأثر النشاط الثقافي على تحسين النتائج الدراسية للتلاميذ؟

أؤمن به إيمانًا عميقًا. الدراسات الحديثة، سواء في الجزائر أو عالميًا، أثبتت أن التلاميذ المشاركين في الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية يحققون نتائج أفضل. ويتمتعون بصحة نفسية أكثر استقرارًا. والسبب بسيط: هذه الأنشطة تخلق نوعًا من التوازن النفسي والاجتماعي. وتُنمي مهارات التواصل، وتكسر الرتابة، وتُحفز الإبداع. كما أنها توفر فرصًا للتعبير الذاتي والتفوق خارج القاعة الصفية، مما يعزز الثقة بالنفس والانتماء للمدرسة.

 ما الرسالة التي يحملها كتابكم، وما الذي تطمحون لتحقيقه من خلاله؟

???? الرسالة الأساسية أن الثقافة ليست هامشًا، بل قلب المدرسة النابض. وأن كل تلميذ يحق له أن يجد فضاء يعبر فيه عن ذاته. ويكتشف مواهبه، ويُبني شخصيته المتفردة. أطمح من خلال هذا الكتاب إلى إحداث تغيير حقيقي في نظرتنا للنشاط الثقافي.بدءًا من الإدارة المركزية، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى الأسرة. وأرجو أن يكون هذا المؤلف أداة عملية بيد الفاعلين التربويين، ودعوة صريحة للمسؤولين إلى تخصيص موارد أكبر ودعم مؤسساتي أوضح لهذا المجال.

 هل من مشاريع مستقبلية في هذا الإطار؟

نعم، أفكر في إعداد دليل تربوي تطبيقي موجه لمدراء المدارس ومنشطي النوادي الثقافية، يتضمن نماذج جاهزة قابلة للتكييف حسب السياقات الميدانية كما أطمح إلى تنظيم ملتقى وطني بالشراكة مع هيئات أكاديمية ومجتمع مدني. لفتح نقاش واسع حول هذا الموضوع. وأتمنى أن أُمنح فرصة أكبر على مستوى المؤسسات التكوينية للمساهمة في تطوير هذا الجانب الذي أؤمن بأنه مفتاح الإصلاح التربوي الحقيقي.

كلمة أخيرة تخاطبون بها القارئ وصناع القرار؟

أقول للقارئ: لا تنظر إلى المدرسة كجدران وصفوف فقط، بل كمجتمع حيّ يُفترض أن يصنع الإنسان. ولصنّاع القرار، أقول: إن الاستثمار في الثقافة داخل المدرسة ليس ترفًا. بل هو صمام أمان لمستقبل الوطن. كل دينار يُنفق على النشاط الثقافي هو دينار يُوفر لاحقًا في مكافحة العنف، والتسرب. والتطرف، والانحراف. فلتكن مدرستنا بيتًا للعلم، والهوية، والجمال.

مقالات مشابهة

  • إطلاق “شبكة رأس الخيمة للمرأة” لتمكينها والاحتفاء بأدوارها الريادية
  • استيتية لشباب ايل : العمل المهني والتقني أحد أهم مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي لخلق فرص عمل للشباب الأردني
  • “كليات التميّز” و “إيرباص” تطلقان مسارًا تدريبيًا لتأهيل الكوادر الوطنية في صيانة طائرات الهليكوبتر
  • “أبطال الخير”… فعالية لترسيخ القيم الأخلاقية عند الأطفال بحمص
  • تعاون بين “كاكست” وبرنامج استدامة الطلب على البترول و”سير” لتطوير تقنية مبتكرة لإنتاج الجرافين لدعم بطاريات الجيل القادم
  • “إعصار قنبلة” يجتاح سيدني ويشل حركة الطيران… مطار سيدني: شركة كانتاس للطيران ألغت ما لا يقل عن 11 رحلة فيما ألغت شركة فيرجن أستراليا 12 رحلة
  • انطلاق برنامج تدريبي للشباب عن ريادة الأعمال والشمول المالي بساحل سليم فى أسيوط
  • “النشاط الثقافي المدرسي…من الهامش إلى قلب الفعل التربوي”
  • “تقنية علوم الطيران” تحتفي بتخريج 1291 فنيًا في صيانة الطائرات
  • الحويج والعابد يبحثان “دعم” ريادة الأعمال