صناديق الاقتراع تمتحن بقاء “إدارة الدولة”
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
19 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تُرجّح مشاهد الساحة العراقية أن وحدة ائتلاف “إدارة الدولة” قد باتت على حافة الانفراط، مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة التي تبدو كصندوق اختبار لحجم التحولات داخل البيت السياسي المتنافر بطبيعته، والمضطر أحياناً للتحالف بدواعي الضرورة لا القناعة.
وتتصاعد إشارات التحلل السياسي من داخل أحد أبرز مكونات هذا الائتلاف، حينما يصرّ ائتلاف النصر، بقيادة حيدر العبادي، على أن “ملامح الحكومة المقبلة” مرهونة بصناديق الاقتراع لا بقرارات غرف الإطار التنسيقي، وأن استمرار ائتلاف “إدارة الدولة” نفسه غير محسوم، بل معلّق بميزان نتائج الانتخابات، وما تفرزه من قوى صاعدة أو متراجعة.
وتتجذر المعضلة في أن هذا الائتلاف، الذي بُني في لحظة انسحاب التيار الصدري، لم يكن تحالفاً سياسياً تقليدياً بقدر ما كان “هيئة لتنسيق المواقف”، وفق توصيف النصر ذاته، ما يجعل استمراريته مرتبطة بحالة الطوارئ السياسية لا بمشروع وطني متكامل، وهو ما يضعه أمام مصير مؤقت.
وتعكس تصريحات المتحدث باسم ائتلاف النصر، سلام الزبيدي، نوعاً من التحفّظ إزاء ما يروّج له من سيناريوهات عن إعادة تدوير التحالفات الحالية، مؤكداً أن لا شيء مطروح حتى اللحظة على طاولة الاجتماعات الدورية للإطار، ما يشير إلى غياب النية الجادّة في التماسك السياسي أو التجديد البنيوي للتحالف القائم.
وتبقى صناديق الاقتراع هي الفاصل، لا في شكل الحكومة القادمة فحسب، بل في طبيعة الخارطة السياسية بالكامل، وسط توقعات بضعف المشاركة الشعبية، وهو ما قد يكرّس هيمنة الكتل المتنفذة مجدداً، أو يمنح مفاجآت محدودة للقوائم المستقلة والناشئة.
وتتزايد الشواهد على تفكك التحالفات التقليدية مع اقتراب الانتخابات، إذ بلغ عدد الأحزاب والتحالفات اعدادا كبيرة في مشهد يتجه أكثر نحو التشظي منه إلى التكتل، وسط مساعٍ متسارعة لتحديث سجل الناخبين ومحاولة تأهيل الجو الانتخابي.
وتواجه الكتل التقليدية معضلة فقدان الثقة الشعبية، فيما تعوّل القوى المستقلة على الغضب الصامت من جمهورٍ يشعر أن الصناديق لم تكن دوماً مرآة إرادته، ما يهدد شرعية خارطة حكم يُراد لها أن تُعاد من دون مسائلة جدية لأخطائها البنيوية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب انتهاء المهلة الأمريكية.. تفكيك “جمهورية الخيام” مسألة وقت
زنقة 20 | الرباط
كشفت تقارير أن العسكر الحاكم في الجزائر يدرس خيارين لا ثالث لهما لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لاتقاء شر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عاد ليؤكد دعمه لسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية و اعتبارهما جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.
الخيارين هما إما تفكيك خيام البوليساريو في الجنوب الجزائري و إدماج ميليشياتها في الجيش الجزائري، أو تصنيفها جماعة إرهابية و بالتالي ستعبر إدانة مباشرة للجزائر.
في هذا الصدد، يرتقب أن تنتهي المهلة التي منحتها الإدارة الأمريكية إلى المعنيين بالملف لإنهاء النزاع استنادا الى مخطط الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب باعتباره الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع وفق الإدارة الأمريكية نفسها.
مجموعة من المصادر الدبلوماسية كانت قد تحدثت عن وجود تنسيق ثلاثي مغربي أمريكي فرنسي، داخل ردهات الأمم المتحدة من أجل الدفع في اتجاه تبني المنتظم الدولي مواقف حاسمة بخصوص قضية الصحراء في ظرف ثلاثة أشهر تبدأ في أبريل و تنتهي في يونيو القادم.
وباتت كل المؤشرات تشي بأن القضية مقبلة على منعطف حاسم ، خاصة و أن النظام العسكري الجزائري الداعم و الحاضن لعصابة البوليساريو يعي جيداً ماذا ستفعله الولايات المتحدة إذا استمر في رعاية الإرهاب فوق أراضيه.