حرباء القتل.. تعرف على أهم وحدات المستعربين الإسرائيليين وأبرز جرائمها
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
أعاد تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لعملية خاصة "فاشلة" عبر قوة من "المستعربين" في خانيونس، انتهت بإعدام فلسطيني واعتقال زوجته وأطفاله من داخل منزلهم، تسليط الضوء على هذه الوحدات التي تستخدم التمويه والخداع من أجل تنفيذ عملياتها.
وبسبب أساليب الخداع والاندساس والإعدامات الميدانية، يثير عمل وحدات المستعربين جدلاً واسعًا، وكثيرًا ما ترتبط عملياتهم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهو أمر تكرر في قطاع غزة أكثر من مرة خلال حرب الإبادة المستمرة.
وتُعد وحدات المستعربين الإسرائيلية من أكثر التشكيلات العسكرية والاستخباراتية سرية وتعقيدًا، حيث تعتمد على التمويه والتخفي ضمن السكان الفلسطينيين لتنفيذ عمليات اعتقال أو اغتيال أو جمع معلومات استخباراتية.
تتنوع هذه الوحدات بين أجهزة الجيش والشرطة والشاباك، ولكل منها مهام وتخصصات مختلفة، ومعظمها تندرج تحت لواء "عوز"، وهو لواء الكوماندوز الرئيسي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، المسؤول عن تنفيذ العمليات الخاصة والمعقدة، مع التركيز على الابتكار والتكامل بين الوحدات المختلفة.
وحدة "يمّاس"
وهي وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، وتُصنَّف كوحدة نخبة لديه، وتقدم نفسها على أنها "متخصصة في مكافحة الإرهاب والعمليات السرية".
وتشمل عمليات الوحدة التسلل إلى التجمعات الفلسطينية، وتنفيذ اعتقالات عالية الخطورة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى تنفيذ عمليات ضد الجريمة المنظمة.
ويعتمد أفراد الوحدة على التنكر الكامل، بما في ذلك ارتداء الزي العربي والتحدث باللهجة المحلية، للاندماج في المجتمعات المستهدفة، ويحصل الأعضاء فيها على تدريب مكثف يشمل القتال القريب، والرماية، والتمويه، واستخدام الكلاب البوليسية.
وتعمل الوحدة ضمن مجموعات صغيرة مدرّبة على القتال القريب، والرماية الدقيقة، وقتال الشوارع، مع إتقان اللغة واللهجة العربية، وهي تتلقى الدعم المباشر من وحدات احتياطية ظاهرة.
وحدة "دوفدوفان"
تُعد جزءًا من لواء الكوماندوز "عوز" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتُعرف بعملياتها السرية في المناطق الحضرية، حيث يتنكر أفرادها كمدنيين فلسطينيين لتنفيذ اعتقالات أو اغتيالات مستهدفة.
وتنفذ الوحدة عملياتها من خلال التسلل، والكمائن، والخطف، والاغتيالات، مع التركيز على العمل في الضفة الغربية. ويُعرف عن أفرادها اندماجهم التام داخل المدن الفلسطينية، وتوظيفهم لهجات محلية مختلفة بحسب المنطقة المستهدفة، كما يرتدي بعضهم أزياء نسائية عند الحاجة لتنفيذ عمليات اغتيال دون اشتباك مباشر.
وتتميز الوحدة بقدرتها على تنفيذ عمليات متعددة بشكل مستقل، مع توفير الدعم الاستخباراتي والطبي واللوجستي داخليًا.
وتُعد من أكثر الوحدات شهرة في "إسرائيل" بسبب عملياتها العنيفة والسريعة، وقد استُخدمت بشكل واسع خلال الانتفاضتين وعمليات اجتياح الضفة الغربية.
وحدة "شمشون"
كانت متخصصة في العمليات السرية داخل قطاع غزة، بنفس أسلوب "دوفدوفان"، مع التركيز على جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ عمليات "مكافحة الإرهاب".
وجرى تأسيس الوحدة عام 1986، وتم حلها في عام 1996 بعد اتفاقيات أوسلو، حيث تم دمج أفرادها في وحدات أخرى مثل دوفدوفان.
وتنكر أفراد الوحدة بلباس فلسطيني، وكانت تعمل على تنفيذ الاغتيالات أو الاعتقالات داخل الأحياء.
وحدة "إيجوز"
تُعد جزءًا من لواء الكوماندوز "عوز"، وتركز على مكافحة حرب العصابات والعمليات في التضاريس الوعرة، مع خبرة في القتال في الشمال اللبناني.
وتشمل مهام الوحدة الاستطلاع الخاص، والعمل خلف خطوط "العدو"، والعمليات المباشرة ضد "الميليشيات".
تتخصص الوحدة بشكل أساسي ضمن "الحرب غير النظامية – Guerrilla warfare"، خاصة في البيئات الجبلية والمعقدة، وتعمل في عمق "أراضي العدو"، وتنفذ الاستطلاع والكمائن من خلال التسلل الليلي، وباستخدام أسلحة دقيقة وصمت تكتيكي.
ونشطت الوحدة خلال السنوات الأخيرة في قطاع غزة ومحيطه خلال عمليات برية خاصة.
وحدة "ماغلان"
هي أيضًا جزء من لواء الكوماندوز "عوز"، ومتخصصة في العمليات خلف خطوط العدو باستخدام تقنيات متقدمة وأسلحة دقيقة.
تشمل مهام الوحدة الاستطلاع الخاص، ومكافحة الدروع، وتنفيذ عمليات دقيقة في عمق أراضي "العدو".
تستخدم الوحدة التكنولوجيا الفائقة والعالية لتوجيه صواريخ وأسلحة موجهة بدقة، ولذلك فهي لا تتنكر كفلسطينيين، بل تعمل في عمق الميدان متخفية بأسلوب عسكري.
وتركّز على الأهداف النوعية مثل منصات الصواريخ والقيادات العسكرية.
وحدة "سيريت متكال"
تُعد من أكثر الوحدات نخبوية وسرية في جيش الاحتلال، وتتبع مباشرة لهيئة الأركان العامة. تُعرف عالميًا بكونها نظيرة لوحدات مثل "دلتا فورس" الأمريكية أو "SAS" البريطانية، وتُكلّف بالعمليات الخاصة عالية الحساسية، خاصة خلف خطوط "العدو".
وتركز الوحدة على جمع المعلومات الاستخباراتية الاستراتيجية، وتنفيذ اغتيالات نوعية، وإنقاذ الأسرى، والتصدي للتهديدات الكبرى التي تستهدف الأمن القومي الإسرائيلي.
ورغم أن "سيريت متكال" لا تُصنَّف ضمن وحدات المستعربين التقليدية، إلا أنها نفذت العديد من العمليات التي اعتمدت على التنكر والتمويه، خاصة في الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتحديدًا ضد قادة المقاومة.
يتلقى أفراد الوحدة تدريبًا استثنائيًا يشمل التسلل، القتال القريب، الملاحة الصامتة، والتفوق النفسي، ويُجرى اختيارهم من خلال واحدة من أصعب مراحل الانتقاء في الجيش الإسرائيلي، تُعرف باسم "غيبوش".
وقد نُسبت للوحدة عمليات اغتيال نفذتها في قلب الضفة وغزة، لكنها غالبًا ما تعمل بالتنسيق مع الشاباك ووحدات أخرى مثل "دوفدوفان"، وتُعتمد في المهمات التي تتطلب أقصى درجات الكتمان.
انتقادات حقوقية
تواجه هذه الوحدات انتقادات حقوقية واسعة من منظمات دولية ومحلية بسبب ممارساتها في الأراضي الفلسطينية. تتمثل هذه الانتقادات في استخدام القوة المفرطة، والتنكر في زي مدني لاعتقال أو تصفية فلسطينيين، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهي ممارسات تنتهك القانون الدولي الإنساني.
ووثقت منظمة "الحق – Al-Haq" حالات قتل نفذتها وحدات المستعربين بحق فلسطينيين دون محاكمة، بما في ذلك تصفية أحمد فهد في رام الله عام 2021، حيث تم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة بعد اعتقاله، وتركه ينزف حتى الموت.
بينما وثقت منظمات مثل "بتسيلم" و"هيومن رايتس ووتش" استخدام هذه الوحدات للمدنيين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف.
وأشارت اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في "إسرائيل" (PCATI) إلى أن وحدات المستعربين تتنكر في زي مدني وتندس بين الفلسطينيين، مما يؤدي إلى "تصعيد العنف واعتقال المدنيين، بما في ذلك القُصَّر، دون مبرر قانوني".
ونددت منظمة "عدالة" بتشكيل وحدة شرطة سرية تستهدف المواطنين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ووصفتها بأنها "عنصرية وغير قانونية"، مؤكدة أن إنشاء وحدة تستهدف مجموعة عرقية معينة يتعارض مع مبادئ الديمقراطية والمساواة.
وأفادت منظمة "بتسيلم" أيضًا بأن معظم الانتهاكات التي ترتكبها وحدات المستعربين تمر دون محاسبة، حيث يتم إغلاق التحقيقات دون اتخاذ إجراءات قانونية، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن وحدات إسرائيلية متورطة في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك استخدام أساليب قاسية أثناء الاستجواب، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية في شباط/ فبراير 2025 إلى التوصية بوقف المساعدات لهذه الوحدات بموجب "قانون ليهي"، رغم عدم تنفيذ العقوبات في نهاية المطاف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المستعربين وحدات المستعربين غزة جيش الاحتلال غزة جيش الاحتلال وحدات المستعربين المستعربين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تنفیذ عملیات هذه الوحدات بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: جارٍ تنفيذ محطة مياه شرب جديدة و2488 وحدة بمشروعات بمدينة السادات
صرح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بأنه جار تنفيذ محطة تنقية مياه شرب جديدة، و2488 وحدة سكنية بمشروعي ديارنا للإسكان المتوسط، و" الإسكان الأخضر" بمدينة السادات، بجانب مشروعات التطوير والمرافق بالمدينة، وذلك في إطار خطة وزارة الإسكان نحو زيادة توفير الخدمات والمسكن الملائم للمواطنين بالمدن الجديدة.
جاء ذلك خلال متابعة المهندس شريف الشربيني، سير العمل بمشروعات الإسكان والزراعة والطرق والمرافق الجاري تنفيذها بمدينة السادات، حيث شدد وزير الإسكان على سرعة الانتهاء من المشروعات الجاري تنفيذها بالمدينة، والالتزام بالمواصفات القياسية، بجانب الاهتمام والمتابعة الدورية لمنظومة مياه الشرب والصرف الصحي بالمدينة تزامنا مع دخول فصل الصيف.
وفي هذا الإطار، قام المهندس ياسر عبدالحليم، رئيس جهاز تنمية مدينة السادات، بجولة تفقدية موسعة لمتابعة سير العمل في عدد من المشروعات الحيوية بالمدينة، والتي شملت مشروعات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، حيث اطمأن على تقدم الأعمال في العمارات السكنية الجاري إنشاؤها، كما تفقد مشروع "ديارنا" للإسكان المتوسط، والذي يضم 20 عمارة توفر 520 وحدة سكنية، ويُعد من المشروعات السكنية التي تستهدف تنويع أنماط السكن لتلبية احتياجات المواطنين.
وتفقد رئيس جهاز مدينة السادات، ومرافقوه، مواقع إنشاء وحدات "الإسكان الأخضر"، الذي يضم 82 عمارة سكنية بها 1968 وحدة، ويركز على كفاءة الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية، بجانب متابعة أعمال تطوير الطرق والمرافق، كما تابع أعمال توسعة المحور المركزي للمدينة، الذي يعد أحد أهم شرايين الحركة المرورية، حيث تم الانتهاء من رفع كفاءة 5.2 كم من الطريق، مع التخطيط لإضافة 1.5 كم أخرى لتعزيز السيولة المرورية.
وتابع رئيس جهاز مدينة السادات، أعمال الزراعة والتجميل في حيي النور والفردوس بالمدينة، مع التأكيد على أهمية الصيانة الدورية للمسطحات الخضراء لضمان استدامتها كمتنفس طبيعي للسكان، بما يعزز جودة الحياة ويواكب رؤية المدن الخضراء.
كما تفقد مسئولو الجهاز، موقع محطة تنقية المياه الجديدة بطاقة تصميمية تبلغ 87،000 م³/يوم، والجاري تنفيذها بواسطة شركة متخصصة، بإجمالي استثمارات تُقدر بنحو 988 مليون جنيه، ضمن خطة تعزيز البنية التحتية بالمدينة وتحقيق الاستدامة في خدمات مياه الشرب، كما شملت الجولة تفقد خط ازدواج نقل المياه العكرة (قطر 1000 مم) من المأخذ إلى محطة التنقية الجديدة الجاري إنشاؤها.
وخلال جولته بمواقع المشروعات، شدد رئيس جهاز مدينة السادات، على ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة والمواصفات الفنية، والتوقيتات الزمنية لتسليم الوحدات للمواطنين، بجانب ضرورة مراعاة جودة التنفيذ ونظافة الأحياء، لتعكس الصورة الحضارية لمدينة السادات، لافتًا إلى أن هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية في خطة الدولة لتوفير سكن لائق وخدمات جيدة للمواطنين، ومؤكدًا أهمية المتابعة الدورية لنسب الإنجاز، والتنسيق الكامل مع الشركات المنفذة والاستشاريين لضمان التنفيذ وفق المعايير المعتمدة.