سمكة المهرج تواجه تغيّر حرارة المحيط بالتقلص
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن أسماك "المهرج" (Clownfish)، المعروفة أيضا بشقائق النعمان، تتقلص من أجل تعزيز فرصها في البقاء على قيد الحياة خلال موجات الحر البحرية التي يسببها التغير المناخي.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" قام فريق بقيادة علماء من جامعة نيوكاسل في إنجلترا بمراقبة 134 سمكة من هذا النوع على مدى 5 أشهر خلال موجة حر بحرية في عام 2023، ووجدوا أن طول 100 منها تقلص.
وحسب الدراسة، زاد التقلص من فرص بقائها على قيد الحياة في مواجهة الإجهاد الحراري بنسبة تصل إلى 78%.
وقامت الباحثة الرئيسية ميليسا فيرستيج بقياس طول كل سمكة كل شهر، بالإضافة إلى قياس درجة حرارة الماء كل 4 و6 أيام، ووجدت أن الأسماك تصبح أقصر مع ارتفاع درجات الحرارة، وهي المرة الأولى التي يُعثر فيها على سمكة الشعاب المرجانية تتقلص عندما تتغير الظروف البيئية.
وقالت فيرستيج "لقد فوجئت للغاية بالنتائج، فقد أظهرت سمكة المهرج قدرة نمو لا تصدق! إننا نرى أن لديها قدرة كبيرة على الاستجابة لما تفرضه البيئة عليها".
تراوح أحجام سمكة "المهرج" بين 10 و18 سنتيمترا، وتعيش من 3 إلى 5 سنوات وأحيانا 10 أعوام، وتتغذى على اللافقاريات الصغيرة، وتعيش مندسة بين شقائق النعمان غالبا في المناطق المدارية، لتهرب من أعدائها.
إعلانوتعدّ هذه الخاصية وسيلة دفاع رئيسية لهذا النوع من الأسماك، كما أن لديها جلدا مقاوما للسعات وسمّية شقائق النعمان البحرية.
وخاصية التقلص أو الانكماش ذات أهمية خاصة لأن موجات الحر البحرية أصبحت شائعة بشكل متزايد مع تفاقم تغير المناخ وزيادة حرارة المياه، مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات خطيرة على الشعاب المرجانية وغيرها من أشكال الحياة البحرية.
وقالت فيرستيج إن قليلا من الحيوانات الأخرى يقدر أيضا على التقلص، كالإغوانا البحرية التي لديها قدرة على إعادة امتصاص مادة العظام لتصبح أصغر حجما في أوقات الضغوط البيئية.
ووجدت الدراسة أيضا أن سمكة "المهرج" التي تقلص حجمها في الوقت نفسه مع شريكها في التكاثر كانت لديها فرصة أعلى للبقاء على قيد الحياة. وأوضح الباحثون أن السبب في ذلك هو توازن القوة بين الأنثى، التي هي الأكبر حجما والأكثر سيطرة، والذكر.
كذلك وجدت الدراسة أن هذا الانكماش كان مؤقتا، إذ أظهرت أسماك "المهرّج" قدرة على التعافي والنمو واستعادة حجمها مجدّدًا عندما تصبح بيئتها أقل حرارة، وذلك يشير إلى أن الكائنات الحية تتمتع بمرونة ملحوظة للبقاء في عالم يزداد حرارة، وفق ميليسا فيرستيج.
واشتهرت سمكة "المهرج" بفضل عرض فيلم "العثور على نيمو" عام 2003، وأطلق عليها هذا الاسم منذ اكتشافها قبل نحو 20 عاما لأن ألوانها المتعددة البراقة تلفت الأنظار مثلما تفعل ملابس المهرجين.
ويواجه هذا النوع خطر الاختفاء بسبب ارتفاع درجة مياه المحيطات على المستوى العالمي، وهي مثل الشعاب المرجانية تتحول إلى اللون الأبيض وتموت بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه.
وتقول منظمة "أنقذوا نيمو" الإغاثية، التي تكرس جهودها لحماية هذه الأسماك، إن أكثر من مليون سمكة منها تقع في شباك الصيادين في المحيطات كل عام، مما يؤدي إلى تناقص أعدادها بدرجة كبيرة. ويلجأ العلماء من أجل إنقاذها إلى استزراعها نظرا لقدرتها على التكاثر في المزارع، ثم إعادة إطلاقها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع
إقرأ أيضاً:
«تيك توك» تواجه مأزق جديد بشأن خصوصية البيانات.. ما القصة؟
تواجه شركة تيك توك تحقيقًا أوروبيًا جديدًا بشأن الخصوصية بشأن بيانات المستخدمين المرسلة إلى الصين، وذلك حسبما أعلنت الجهات التنظيمية يوم الخميس.
«تيك توك» تواجه مأزق جديد بشأن خصوصية البياناتوفتحت لجنة حماية البيانات التحقيق متابعةً لتحقيق سابق انتهى في وقت سابق من هذا العام بغرامة قدرها 530 مليون يورو (620 مليون دولار) بعد أن وجدت أن تطبيق مشاركة الفيديو يُعرّض المستخدمين لخطر التجسس من خلال السماح بالوصول عن بُعد إلى بياناتهم من الصين.
خلال تحقيق سابق، أبلغت تيك توك الجهة التنظيمية في البداية أنها لا تخزن بيانات المستخدمين الأوروبيين في الصين، وأن الوصول إلى البيانات يتم عن بُعد فقط من قِبل الموظفين في الصين.
ومع ذلك، تراجعت لاحقًا وقالت إن بعض البيانات قد تم تخزينها بالفعل على خوادم صينية، ردت الهيئة الرقابية في ذلك الوقت قائلة إنها ستنظر في اتخاذ المزيد من الإجراءات التنظيمية.
وبناءً على ذلك، قررت هيئة حماية البيانات الشخصية (DPC) فتح تحقيق جديد بشأن تيك توك، وفقًا للهيئة.
وأضافت الهيئة، في إشارة إلى قواعد الخصوصية الصارمة للاتحاد الأوروبي، والمعروفة باسم اللائحة العامة لحماية البيانات «GDPR»، أن الغرض من التحقيق هو تحديد ما إذا كانت تيك توك قد امتثلت لالتزاماتها بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات «GDPR» في سياق عمليات النقل محل النزاع، بما في ذلك قانونية هذه العمليات.
«تيك توك» يخضع للتدقيق في أوروباويخضع تطبيق تيك توك، المملوك لشركة بايت دانس الصينية، للتدقيق في أوروبا بشأن كيفية تعامله مع معلومات المستخدمين الشخصية، وسط مخاوف من مسؤولين غربيين من أنه يشكل خطرًا أمنيًا.
وأشارت تيك توك إلى أنها هي من أبلغت لجنة حماية البيانات، بعد أن شرعت في مشروع توطين البيانات المعروف باسم «مشروع كلوفر»، والذي تضمن بناء ثلاثة مراكز بيانات في أوروبا لتخفيف المخاوف الأمنية.
وقالت الشركة في بيان: اكتشفت فرقنا هذه المشكلة بشكل استباقي من خلال المراقبة الشاملة التي نفذتها تيك توك في إطار مشروع كلوفر. وأضافت: "حذفنا على الفور هذه الكمية الضئيلة من البيانات من الخوادم وأبلغنا لجنة حماية البيانات، ويؤكد تقريرنا الاستباقي المقدم إلى لجنة حماية البيانات التزامنا بالشفافية وأمن البيانات».
وبموجب اللائحة العامة لحماية البيانات، لا يمكن نقل بيانات المستخدم الأوروبي خارج الاتحاد إلا في حال وجود ضمانات تضمن نفس مستوى الحماية، ويُعتبر أن 15 دولة أو إقليمًا فقط لديها نفس معيار خصوصية البيانات المطبق في الاتحاد الأوروبي، ولكن الصين ليست من بينها.
اقرأ أيضاًبسبب الإعلانات.. الاتحاد الأوروبي يتهم «تيك توك» بانتهاك القواعد الرقمية
ترامب يفاجئ الجميع: لا أستبعد تأجيل حظر «تيك توك» مجددًا