إيان رايت.. من عتمة السجن إلى أضواء البريميرليغ
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
قليلون هم أولئك الذين تجاوزوا حدود الشهرة ليصبحوا رموزا يتحدث عنهم الزمن، ومنهم إيان رايت المهاجم السابق لمنتخب إنجلترا ونادي أرسنال، والذي لم يكن مجرد نجم كرة قدم، بل قصة إنسانية نُسجت بين الألم والمجد، بين زنزانة السجن وهتافات الملاعب.
وُلد رايت عام 1963 في وولويتش جنوب شرقي لندن لأبوين من أصول جامايكية، ونشأ في ضيعة هونور أوك التي كانت مخصصة للمُهجرين من الأحياء الفقيرة بعد الحرب.
عانى في طفولته من عنف أسري ترك جراحا عميقة في نفسه، وصرّح لاحقا بأنه احتاج إلى علاج نفسي للتعافي من آثار تلك المرحلة القاسية.
وفي سن الـ14، ترك المدرسة ليصبح عامل جص، وبعد سنوات من اللعب في أندية الهواة سُجن 32 يوما في تشيلمسفورد عام 1982 بسبب مخالفات مرورية والقيادة من دون رخصة.
لكنه خرج من الزنزانة بعزيمة جديدة، وعندما بلغ 21 عاما وقّع أول عقد احترافي له مع كريستال بالاس، ليبدأ رحلة استثنائية نحو القمة.
مع كريستال بالاس، سجل رايت 117 هدفا، وقاد الفريق إلى الصعود للدوري الإنجليزي الأول، فلفت أنظار أرسنال الذي ضمه عام 1991 في صفقة قياسية.
أصبح رايت الهدّاف التاريخي لأرسنال -قبل أن يحطم تييري هنري هذا الرقم لاحقا- وحقق ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي، وشارك في 213 مباراة بالدوري الممتاز، سجل فيها 113 هدفا.
View this post on InstagramA post shared by Arsenal (@arsenal)
إعلانلكن إيان رايت لم يكن مجرد ماكينة أهداف؛ لقد كان صوتا فريدا من جنوب لندن. فلهجته، وحماسته، وابتسامته، جعلت منه أيقونة محبوبة لدى الجماهير بمختلف انتماءاتهم.
وقد فتحت شخصيته الجريئة بعد الاعتزال أبواب الشهرة الإعلامية، ليصبح أحد أبرز وجوه برنامج "مباراة اليوم" الشهير على قناة BBC.
على الصعيد الدولي، خاض رايت 33 مباراة دولية مع منتخب إنجلترا وسجل 9 أهداف، لكنه لم يشارك في أي بطولة كبرى، وهو ما أرجعه في مقابلة صحفية إلى الصورة النمطية التي ألصقها به الإعلام كلاعب "أسود غاضب".
لم يكن رايت غريبا عن قضايا العنصرية، إذ واجهها في الملاعب وغرف تبديل الملابس، وأدانها علنا، مستغلا منصته للدفاع عن اللاعبين السود والمطالبة بمحاسبة المسيئين، خاصة عبر الإنترنت. وكان من أوائل الداعمين لمبادرات دمج السجناء من خلال كرة القدم، فقد شارك في مشروع "التوأمة" الذي أطلقه رئيس أرسنال السابق ديفيد دين عام 2018.
ورغم أن رايت اعتزل اللعب عام 2000 بعد فترة قصيرة مع بيرنلي، فإن إرثه استمر. ليس فقط في سجله التهديفي، بل في أبنائه شون وبرادلي رايت-فيليبس الذين ساروا على خطاه في الدوري الإنجليزي.
لم يكن رايت أول من أعلن عن الدوري الإنجليزي الممتاز كما وصفه الكاتب كلايف تشيغيوكي فحسب، بل هو أول من أعلن للعالم أن الإرادة قادرة على كسر القيود، وأن الكرة يمكنها أن تغير المصير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من قلب الآنفيلد.. مكة وكيان تحتفلان مع محمد صلاح بلقب الدوري الإنجليزي
في ليلة تاريخية عاشها ملعب "آنفيلد"، تسلم نادي ليفربول الإنجليزي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025، عقب نهاية مواجهته أمام كريستال بالاس في الجولة الأخيرة، ليُتوّج الفريق العريق باللقب للمرة العشرين في تاريخه وسط أجواء احتفالية استثنائية.
وشهدت الاحتفالات مشهدًا إنسانيًا لافتًا، حيث شارك أبناء اللاعبين في المراسم داخل أرضية الملعب، وكان من أبرز الحضور مكة وكيان، ابنتا النجم المصري محمد صلاح، اللتان رافقتا والدهما للاحتفال بلقبهما التاريخي، وسط تفاعل كبير من الجماهير.
تعادل احتفالي وصلاح يُنقذ الريدزوانتهت المباراة بين ليفربول وكريستال بالاس بالتعادل الإيجابي 1-1، في مواجهة جاءت بطابع احتفالي أكثر من تنافسي. وتقدم الفريق الضيف مبكرًا عبر السنغالي إسماعيلا سار في الدقيقة التاسعة، قبل أن ينجح محمد صلاح في تسجيل هدف التعادل القاتل في الدقيقة 85، ليمنح جماهير "الريدز" فرصة للاحتفال بلقبه الغالي بهدف من نجمها الأول.
ورغم النقص العددي بعد طرد لاعب الوسط الهولندي ريان جرافينبيرش في الدقيقة 68 إثر حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، تمكّن ليفربول من فرض التعادل، مؤكّدًا جدارته بصدارة جدول الترتيب.
حصاد تاريخي للريدز وصلاحأنهى ليفربول الموسم في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 84 نقطة، بينما استقر كريستال بالاس في المركز الثاني عشر برصيد 53 نقطة. وجاء التتويج ليس فقط تتويجًا لموسم حافل بالعطاء للفريق، بل أيضًا احتفالًا بمسيرة استثنائية لمحمد صلاح، الذي توّج بالحذاء الذهبي كهداف للمسابقة، بعدما سجل 29 هدفًا، متفوقًا بفارق 6 أهداف عن السويدي ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل يونايتد.
احتفالات عارمة وتكريم خاصمراسم تسليم اللقب جاءت عقب نهاية اللقاء مباشرة، حيث تسلّم لاعبو ليفربول الكأس وسط أهازيج الجماهير التي ملأت مدرجات "آنفيلد"، في ليلة حملت مشاعر الفخر والانتماء والتاريخ، وامتزجت دموع الفرح لدى بعض اللاعبين وأسرهم، في مشهد يُجسّد قيمة هذا الإنجاز للفريق والجماهير.
ويُعد هذا اللقب هو الأول للريدز منذ موسم 2019-2020، ليُعيد الفريق بقيادة جهازه الفني رسم البهجة من جديد في معقل جماهيره. كما يؤكد محمد صلاح، بإنجازه الفردي والجماعي، أنه لا يزال الرقم الأهم في تاريخ النادي الحديث، ويواصل كتابة سطور المجد في الكرة الإنجليزية بأحرف من ذهب.