27 مايو، 2025

بغداد/المسلة: فيما يقترب العراق من موعد الانتخابات العامة في تشرين الثاني 2025، تتسارع التحركات داخل البيت السياسي الشيعي، وسط مؤشرات توحي بأن الطريق نحو ولاية ثانية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني لن تكون سالكة، بل محفوفة بتحديات متشابكة محلية وإقليمية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة الإشارات إلى تحركات توصف بـ”الناعمة”، تتخذها أطراف نافذة داخل القوى الشيعية، بهدف تقليص شعبية السوداني ومنع تحوله إلى مرشح “توافقي” مجددًا، وهو ما أشار إليه أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، الذي عدّ هذه التحركات جزءًا من “معركة باردة” تمهد لإعادة رسم ملامح التوازن داخل البيت الشيعي، عبر أدوات أبرزها تعديل قانون الانتخابات، وتوجيه الحملات الإعلامية، وافتعال الشكوك بشأن زياراته الخارجية.

وقد تجلّت بعض هذه المحاولات في التصعيد الإعلامي ضد زيارة السوداني إلى الدوحة مطلع الشهر الجاري، حيث تناولت حسابات سياسية وإعلامية محسوبة على أطراف شيعية تغريدات تصف الزيارة بأنها “استعراض دبلوماسي بلا مكاسب”، فيما كتب حساب مقرب من تحالف الفتح على منصة “إكس”: “زيارة غير متفق عليها.. من يقرر السياسة الخارجية؟ ومن يمثل العراق في الإقليم؟”. وهي إشارات تكشف حجم التنازع غير المعلن بين تيارات السلطة.

وفي موازاة ذلك، يكرر فتح ملف القمة العربية التي انعقدت في بغداد، حيث يتنامى خطاب داخل الكواليس يشكك بجدواها، ويقدّمها على أنها تكرار لقِمم لم تُحدث فرقًا.

لكن الانفتاح الذي يسعى له السوداني، وتحديدًا باتجاه تركيا وقطر، لا يبدو أنه يحظى بإجماع داخل الطيف الشيعي، بل يُنظر إليه من بعض قوى الإطار التنسيقي بوصفه انزياحًا عن الحلف الإيراني التقليدي، وهو ما يزيد من احتمال استخدام هذه الورقة لتأليب الرأي الداخلي ضده، خصوصًا إذا ما جرى تصويره كـ”رهان غير مضمون” في معادلة الصراع الإقليمي.

وفي السياق ذاته، يستمر الجدل حول نجاعة بعض قرارات الحكومة، ويجري استثمار الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، مثل ارتفاع نسب البطالة وتباطؤ المشاريع الخدمية، كمواد للانتقاد الممنهج، فيما تؤكد مصادر داخل البرلمان أن هناك تحركات لتقليص ميزانية رئاسة الوزراء، في إشارة رمزية إلى تقليص صلاحيات السوداني عشية الانتخابات.

ورغم ما يظهره من حضور سياسي، فإن بقاء السوداني في المشهد مرهون، بما يتجاوز صناديق الاقتراع، ليشمل توافقات داخلية دقيقة، وتفاهمات خارجية مشروطة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ائتلاف المالكي:رئيس الحكومة المقبلة “زعيم إطاري”

آخر تحديث: 14 دجنبر 2025 - 1:17 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون، النائب السابق جاسم محمد جعفر، اليوم الأحد، وجود توجهين داخل الإطار التنسيقي فيما يتعلق بتسمية رئيس الحكومة المقبلة.وقال جعفر، في تصريح  صحفي، إن “قادة الإطار التنسيقي يحرصون على التوصل إلى اتفاق توافقي يحظى بقبول جميع الأطراف بشأن شخصية رئيس الوزراء المقبل”، لافتا إلى أن “الحوارات الجارية تسودها أجواء هادئة، دون وجود أي توترات أو خلافات بين القوى السياسية المنضوية في الإطار”.وأوضح أن “النقاشات داخل الإطار أفرزت خطين أساسيين؛ الأول يدعو إلى اختيار رئيس حكومة من بين زعامات الإطار التنسيقي، يمتلك القدرة على إدارة الدولة بكفاءة واستقلالية، فيما يذهب الخط الثاني إلى ترشيح شخصية يتوافق عليها الإطار، شريطة التزامها بتوجيهات الإطار التنسيقي”.ورجّح جعفر الإعلان عن الشخصية المتفق عليها في منتصف الشهر المقبل.

مقالات مشابهة

  • القضاء الأعلى ينشر مدد اختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة
  • أين ذهب الرفاق؟ تأملات في فكر وتجربة اليسار السوداني (1)
  • تيار الحكمة:أربعة مرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة
  • ائتلاف المالكي:رئيس الحكومة المقبلة “زعيم إطاري”
  • مفترق طرق أمام المكون الشيعي
  • تراجع السيولة النقدية في العراق يضع الرواتب والمصارف أمام اختبار صعب
  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • السوداني: انتهاء عمل يونامي لا يعني انتهاء الشراكة
  • الإطار:الزعامة الإطارية عازمة على ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة
  • إشاعات العقوبات مكشوفة: توازنات الحكومة الإقليمية تثمر عن رسائل أمريكية إيجابية