شنت السلطات التركية، الاثنين، عملية أمنية واسعة ضد شركة "بابارا" (Papara) المتخصصة في الدفع الإلكتروني، في إطار تحقيقات موسعة تتعلق بجرائم مراهنات غير قانونية وغسل أموال.

وأسفرت العملية عن توقيف 13 شخصا، على رأسهم رئيس الشركة أحمد فاروق كارسلي، فضلا عن فرض الحجز على أصول بمليارات الليرات، وتعيين صندوق تأمين الودائع المصرفية (TMSF) كقيّم على 8 شركات مرتبطة بالقضية، وفق وسائل إعلام محلية.



ويندرج التحقيق الذي تقوده النيابة العامة في إسطنبول تحت تهم تتعلق بـ"تأسيس منظمة إجرامية" و"الانتماء إلى منظمة بهدف ارتكاب الجريمة" و"غسل الأموال الناتجة عن أنشطة غير قانونية"، إلى جانب مخالفة قانون تنظيم المراهنات الرياضية.


وبحسب بيان رسمي للنيابة، فإن شركة "بابارا" لعبت دورا محوريا في تسهيل عمليات نقل الأموال الناتجة عن المراهنات غير القانونية، حيث يُعتقد أنها وفرت غطاء ماليا لهذه الأنشطة عبر فتح عشرات الآلاف من الحسابات باسم مواطنين دون علمهم أو بموافقتهم، في خرق واضح لأنظمة التحقق والرقابة المالية.

وأكدت البيانات الصادرة عن وحدة التحقيق في الجرائم المالية (MASAK)، أن نظام "بابارا" استُخدم بشكل "منهجي وكثيف" في أنشطة المراهنات غير القانونية، وسمح بتحويل أموال طائلة دون أن تعيق التحقيقات أو المراجعات الداخلية تلك العمليات.

حسابات وهمية وتحويلات مشبوهة
أظهرت تحليلات وحدة الجرائم المالية أن 26,012 حسابا فُتح في نظام "بابارا" بغرض تشغيل عمليات المراهنة، وأن 102 من هذه الحسابات استُخدمت فعليا على منصات مراهنات ومواقع قمار غير قانونية. 

وبلغ إجمالي حجم المعاملات التي أُجريت من خلالها نحو 12.8 مليار ليرة تركية، وهو ما يعادل أكثر من 400 مليون دولار تقريبا.

ووفقاً للتقارير، جرى تحويل الأموال من تلك الحسابات إلى 274 حسابا بنكيا مختلفا، ثم إلى 16 محفظة رقمية، تُدار من قبل أشخاص يشتبه في تعاونهم مع قادة شبكات مراهنات غير قانونية. 

كما توصلت التحقيقات إلى أن خمسا من تلك المحافظ الرقمية تعود لأشخاص على صلة مباشرة بقيادات منظمات المراهنة، ما دفع السلطات للحديث عن وجود "اتفاق غير معلن" بين إدارة "بابارا" وتلك الشبكات.

مصادرة الأصول وتعيين قائمين قضائيين
في ضوء المعطيات، فرضت السلطات القضائية تدابير مصادرة شاملة شملت 8 شركات على رأسها "PPR Holding A.Ş."، بالإضافة إلى الحجز على يخت واحد و5 قوارب و3 صناديق أمانات مستأجرة و74 سيارة و7 شقق وفيلا، جميعها مملوكة للمشتبه بهم. 

وتم تعيين صندوق تأمين الودائع المصرفية (TMSF) كقائم قانوني على الشركات المستهدفة بالتحقيق، بموجب قرار صادر من محكمة الصلح الجنائية.


وفي السياق، قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، إن العملية نُفذت بالتنسيق بين النيابة العامة ومديرية الأمن العام، مؤكدا أن "المراهنات غير القانونية تهدد مستقبل المجتمع برمته".

وأضاف يرلي كايا في بيان عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "التحقيقات بينت أن هناك حسابات تم فتحها بأسماء مواطنين ضمن نظام بابارا، استُخدمت لتسهيل تحويل الأموال المتأتية من جرائم المراهنة غير القانونية".

وشدد الوزير التركي على أن الجهات الأمنية ستواصل مكافحة المراهنات غير القانونية والاحتيال الإلكتروني، موجها الشكر للنيابة العامة والشرطة والعاملين في وحدة التحقيق في الجرائم المالية على جهودهم في العملية.

İstanbul’da “Yasa Dışı Bahis” suçuna yönelik Papara A.Ş.'ye bugün (27 Mayıs) düzenlediğimiz eş zamanlı operasyonlarda; örgüt elebaşının da içerisinde bulunduğu 13 şüpheli yakalandı.

İstanbul Cumhuriyet Başsavcılığı ile Emniyet Genel Müdürlüğü Siber Suçlarla Mücadele Daire… pic.twitter.com/beg8cBIo8P — Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) May 27, 2025
تحقيق واسع
أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن شركة "بابارا" حصلت على ترخيص مزاولة نشاط الدفع الإلكتروني من قبل السلطات التركية في عام 2016، إلا أن الثغرات التنظيمية وسرعة العمليات داخل النظام سمحت بإجراء تحويلات مالية بمبالغ ضخمة من دون رقابة فعالة.

ولم يصدر حتى الآن رد من الشركة أو من محامي المتهمين على الاتهامات الموجهة، في حين تستعد الجهات المختصة لمتابعة التحقيقات، وسط ترجيحات بتوسيع نطاقها لتشمل جهات أخرى قد تكون متورطة في الشبكة.

وتعتبر هذه القضية من أوسع التحقيقات التي تمس شركات مرخصة في القطاع المالي الرقمي في تركيا، وتأتي في وقت تتصاعد فيه معدلات استخدام الخدمات الرقمية للدفع والتعاملات المالية.

ما هي شركة "بابارا" وماذا نعرف عن مالكها؟
تعد "بابارا" واحدة من أبرز شركات التكنولوجيا المالية في تركيا، حيث تقدم مجموعة واسعة من الحلول المالية للشركات والأفراد، بما في ذلك البطاقات المدفوعة مسبقا والتحويلات المالية الدولية واستلام المدفوعات سواء عبر الإنترنت أو بشكل مباشر.

وبالرغم من أن "بابارا" ليست تابعة لأي بنك، إلا أنها تعمل تحت إشراف ورقابة البنك المركزي التركي، ضمن الإطار القانوني المحدد بموجب القانون رقم 6493، حسب موقع "سي إن إن تورك".

تأسست الشركة عام 2016 على يد رجل الأعمال والمحامي أحمد فاروق كارسلي، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي منذ تأسيسها.



كارسلي ولد مدينة إسطنبول وتخرج من المدرسة الثانوية النمساوية، ثم أكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة بهتشه شهير، وواصل دراساته العليا في كلية الحقوق بجامعة إسطنبول.

بدأ كارسلي مسيرته المهنية كمحام مستقل، قبل أن يتجه إلى ريادة الأعمال في سن مبكرة، وقد لفت الأنظار حين باع أولى شركاته التي أسسها بعمر 17 عاما بعد عامين فقط.

وواصل كارسلي منذ ذلك الحين تنفيذ مشاريع في مجالات متعددة مثل الاتصالات وتجارة التجزئة والتكنولوجيا المالية، قبل أن يتجه عام 2015 إلى العمل على تأسيس شركة "Papara Elektronik Para A.Ş".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية يرلي كايا تركيا تركيا اسطنبول يرلي كايا سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غیر قانونیة

إقرأ أيضاً:

بعد صدورها رسميًا.. لائحة "عمال المنازل" خطوة نحو تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية وتحسين بيئة العمل

 

 

 

اللائحة تساهم في تحقيق العدالة بين أطراف العلاقة التعاقدية

◄ منح العامل يوم راحة أسبوعية وإجازة سنوية مدفوعة الأجر

◄ الالتزام بدفع الأجور في مواعيدها والانتقال التدريجي لأنظمة الدفع الإلكترونية

العمل على إدماج عمال المنازل تدريجيًا في الدورة الاقتصادية الوطنية

◄ الحرص على تعزيز مكانة عُمان في المؤشرات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان

◄ وضع آليات رقابية وتنفيذ برامج توعوية لتكريس مفهوم المسؤولية المشتركة في بيئة العمل

 

مسقط- الرؤية

أصدرت وزارة العمل قرارًا وزاريًا يقضي بإصدار اللائحة التنظيمية لعمل عمال المنازل ومن في حكمهم، وذلك في إطار تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي لهذه الفئة الحيوية التي تشكل ركيزة أساسية في دعم استقرار الأسر العُمانية ومساندة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وتأتي هذه اللائحة انسجامًا مع مرتكزات رؤية "عُمان 2040"، التي تُولي الإنسان محورًا للتنمية، وتسعى إلى بناء سوق عمل منظم ومتوازن، يحقق العدالة بين أطراف العلاقة التعاقدية (العامل وصاحب العمل) بما يضمن الحقوق والواجبات لكلا الطرفين في بيئة عمل آمنة ومستقرة.

وتسري أحكام اللائحة على أصحاب العمل والعاملين في المهن المنزلية المختلفة، مثل عامل المنزل، مربية الأطفال، السائق الخاص، الحارس، العامل الزراعي، الحدائقي، المساعد الصحي، الممرض الخاص، الطباخ، مربي الإبل والمواشي، وسائس الخيل.

وقد تضمنت اللائحة جملة من الحقوق والالتزامات التي تعزز من مكانة العامل وتضمن حسن تنظيم العلاقة التعاقدية؛ من أبرزها: منح العامل يوم راحة أسبوعية مدفوعة الأجر، مع استحقاق إجازة سنوية بأجره الشهري الكامل، إضافة إلى الحصول على الأجر عن رصيد الإجازات غير المستنفدة عند انتهاء خدمته، والالتزام بدفع الأجور في مواعيدها المحددة، مع الانتقال التدريجي نحو أنظمة الدفع الرقمي لتعزيز الشفافية والحد من المنازعات، وتوفير السكن اللائق والرعاية الصحية والمأكل المناسب، وضمان معاملة إنسانية تحفظ الكرامة، وحظر الممارسات السلبية مثل احتجاز الوثائق الشخصية أو تقييد حرية التنقل أو فرض أي أعمال قسرية.

ويمثل هذا القرار ترجمة عملية لتوجهات الدولة في تطوير بيئة العمل وتعزيز الحماية القانونية والاجتماعية لجميع العاملين على أرض السلطنة، دون تمييز، ويؤكد حرص الحكومة على تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات.

كما يبرُز القرار البعد الاجتماعي والاقتصادي للرؤية العُمانية الحديثة، حيث يسهم تنظيم عمل هذه الفئة في تعزيز استقرار الأسر العُمانية ورفع كفاءتها الاجتماعية، إلى جانب تقنين سوق الاستقدام والحد من المنازعات القانونية والإدارية، فضلًا عن إدماج عمال المنازل تدريجيًا في الدورة الاقتصادية الوطنية عبر الأنظمة الرقمية الحديثة.

وعلى الصعيد الدولي، يُعد إصدار هذه اللائحة خطوة متقدمة تُعزز من مكانة سلطنة عُمان كدولة ملتزمة بمعايير العمل الدولية واتفاقيات منظمة العمل الدولية، الأمر الذي يدعم سمعة السلطنة كوجهة عمل عادلة وآمنة، ويُرسخ علاقاتها المتوازنة مع الدول المصدّرة للعمالة.

ولضمان التطبيق الفعلي لهذه اللائحة، وضعت وزارة العمل آليات رقابية واضحة وبرامج توعية موجهة للأسر وأصحاب العمل، بهدف نشر ثقافة الحقوق والواجبات المتبادلة، وتكريس مفهوم المسؤولية المشتركة في الحفاظ على بيئة عمل إنسانية وعادلة.

ويعكس إصدار هذه اللائحة إيمان عُمان العميق بأن العدالة الاجتماعية ليست شعارًا يُرفع؛ بل ممارسة تُترجم على أرض الواقع، وأن صون الكرامة الإنسانية هو الأساس الذي يقوم عليه استقرار المجتمع وسمعة الدولة في الداخل والخارج، مع التأكيد على أن الإنسان هو محور التنمية، وأن العدالة والاحترام المتبادل هما الطريق الأمثل لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا وعدلًا وإنصافًا للجميع.

مقالات مشابهة

  • التحقيقات تكشف مفاجأة.. سوزي تمتلك 3 عقارات وحسابات بنكية ومحافظ إلكترونية
  • بعد صدورها رسميًا.. لائحة "عمال المنازل" خطوة نحو تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية وتحسين بيئة العمل
  • عملية أمنية نوعية تسفر عن توقيف مروّج مخدرات في الدامور
  • أسيوط.. إحالة مديري مدرستين للشؤون القانونية لتقصيرهما في عملهما
  • معتز للبرامج.. منصة عربية توازن بين الإتاحة القانونية والمحتوى التقني
  • التحقيق فى واقعة سرقة طفلين مشغولات ذهبية وأموال من منزل تاجر بالهرم
  • ضبط 103 مخالفة تموينية ومصادرة سلعًا منتهية الصلاحية بالفيوم
  • ضبط متهم فى قنا غسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات عبر عقارات وسيارات
  • عملية مترون.. تركيا تفكك خلية تجسس لصالح الموساد الإسرائيلي في إسطنبول
  • 8.12 مليار درهم تصرفات عقارات عجمان خلال الربع الثالث بنمو 47%