“إثراء” يحتفي بمرور 60 عامًا على تأسيس معرض الطاقة بالظهران
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
المناطق_واس
احتفى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أمس، بمرور 60 عامًا على تأسيس معرض الطاقة (معرض الزيت سابقًا) بحضور نخبة من القيادات التي أسهمت في نشأته .
وتخلل الحفل جلسة حوارية قدّمها 3 متحدثين مختصين استعرضوا المراحل التاريخية التي مرّ بها المعرض وبداياته التي اتسمت بغزارة العطاء ومنهجية الأفكار، في حين تم الإعلان عن مستقبل المعرض وما يوليه من أهمية للمعرفة والتعّلم، بما يصُب في مجالات التقنية والهندسة والعلوم.
واسترجعت الجلسة التي أدارها نائب الرئيس المشرف على مكتب الرئيس التنفيذي لأرامكو ومدير مركز إثراء الأسبق فؤاد الذرمان، الإرث التاريخي والحضاري للمعرض الذي بات جزءًا من المركز .
فيما أبان مدير إثراء المكلف حسن كمال أهمية العمل داخل معرض الطاقة بوصفه منظومة معرفية تلبي شغف الأجيال وتُلهم أجيالًا أخرى، مؤكدًا الدور الذي قدّمه المعرض بعد أن حطّ رحاله بالقرب من بئر الخير؛ ليكون معلمًا من أهم معالم المنطقة الشرقية ووجهة للسياح والزوّار، مشيراً إلى الدور المحوري لمعرض الطاقة الذي يقدّم 40 برنامجًا سنويًا ترتبط جميعها بالتقنيات والوسائط المتعددة؛ لتتيح لزوّار فرصة استكشاف عالم النفط ومعرفة فهم التحديات التي يواجهها في المستقبل.
من جانبه، بيّن مدير التوظيف في أرامكو سابقًا وأول مدير لمعرض الطاقة في مقره الحالي فاروق الجناحي، التسلسل الزمني للمعرض، والبرامج والزيارات المدرسية التي حظي بها ملايين الطلبة آنذاك، قائلًا: “منذ البدايات الأولى ونحن نسعى إلى صناعة فكر شبابي ذات نهج تقني هندسي، فخلال جولات الطلبة كانت لدينا تحديات بالمعروضات والمجسمات داخل المعرض وكيفية ملاءمتها لكافة الفئات العمرية”، مستعرضًا نشأة “معرض الزيت المتنقل” الذي جاب مدن وقرى المملكة بحجم 400 متر مربع إذ كان يصل عدد زوّاره إلى 7 ألاف زائر أسبوعيًا.
واستكمل مدير العلاقات العامة في أرامكو سابقًا محمد طحلاوي، مسيرة تاريخ وتأسيس المعرض وما رافقه من إنجازات وجهود عبر السنين، موضحًا “ما يختزن بالذاكرة تاريخ عريق وماضي مليء إلى أن بات هذا الكيان منصة للذكريات”، وأسهب طحلاوي علاقته بالملوك والرؤساء خلال الزيارات الرسمية والتي استطاع من خلالها تعلّم الكثير بوصفها تجارب ملهمة، بحسب تعبيره, مضيفًا “منذ النشأة الأولى للمعرض وهناك اهتمام بالزيارات المدرسية والحث على ربط فكرة المعرض بالتعلم المعرفي، ويمكننا الإشارة هنا إلى تحديات أخرى كانت تتعلق ببناء المكان الذي يتماشى مع الطبيعة، في الوقت ذاته يقدّم مراحل صناعة وتكرير النفط وصولًا إلى المنتج النهائي”.
من جانبها استعرضت رئيسة وحدة المعرفة والتعلم في مركز إثراء المشرفة على نشاطات معرض الطاقة نوف الجامع، المعايير المعتمدة في التقييم للبرامج والفعاليات التي تقام داخل المعرض، والتي تستكمل الآن مسيرة الروّاد لتقديم تجارب علمية ناضجة وفكر معرفي يسهم في بناء المستقبل”، مشيرةً إلى أن المعرض وخلال الـ 3 أعوام المقبلة سينظم برامج ذات محتوى واعد، علمًا أن ما يتم تسليط الضوء عليه داخل المعرض الذي مضى على افتتاحه الرسمي 6 أعوام واستقبل خلالها 700 ألف زائر، أنشطة ذات طابع قادر على خلق بيئة مواكبة لوتيرة الحياة المتسارعة، لاسيما أن الهدف قائم على التنمية المستدامة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
“ترامب يضغط على نتنياهو لأجل مصر”.. الصفقة الأكبر بين مصر وإسرائيل تقترب من لحظة الحسم
مصر – كشفت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية أن صفقة تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر، البالغة قيمتها 35 مليار دولار، تقترب من لحظة الحسم.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين يجد نفسه في موضع حرج، إذ يتعين عليه الموازنة بين الالتزام بأسعار غاز منخفضة في السوق المحلية، وتنفيذ صفقة استراتيجية تخدم مصالح إسرائيل الجيوسياسية والاقتصادية، لكنها قد تهدد القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتنص الصفقة التي جرى الإعلان عنها قبل أربعة أشهر على أن تبيع شركتا “نيو ميد إنيرجي” و”لوثيان” 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى مصر حتى عام 2040، مقابل 35 مليار دولار، في ما يعد أضخم صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل.
وتأتي الصفقة كتحديث وتوسيع لاتفاقية التصدير الحالية الموقعة عام 2019، والتي كانت تنص على تصدير 60 مليار متر مكعب فقط.
وبحسب الخطة، سيبدأ التنفيذ الفعلي في النصف الأول من 2026، بتصدير 20 مليار متر مكعب، يليها 110 مليارات متر مكعب إضافية بعد الانتهاء من مشروع توسعة حقل لوثيان (المرحلة 1B)، الذي سيرفع الإنتاج السنوي، شريطة الحصول على ترخيص تصدير رسمي من وزارة الطاقة.
وتشير “كالكاليست” إلى أن شركات الغاز كانت ترفض ضخ استثمارات تصل إلى مليارات الدولارات في مشروع التوسعة دون وجود عقد تصدير طويل الأمد يضمن عوائد مستقرة — وهو ما توفّره هذه الصفقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن كوهين واجه تحدّيين رئيسيين: أولاً: أن سعر التصدير إلى مصر أعلى بكثير من السعر المحلي، ما يخلق حافزًا قويًّا للشركات لتصدير الغاز بدلاً من بيعه في السوق المحلية، مما قد يرفع أسعار الكهرباء وتكاليف الصناعة.
ثانيًا: أن السوق الإسرائيلية تفتقر إلى المنافسة الحقيقية. فشركة “شيفرون” (المالكة لـ39.7% من حقل لوثيان و25% من حقل تمار) تُسيطر تشغيليًّا على غالبية الإنتاج، بينما يكاد المورد المنافس الوحيد (كريش) ينفد.
وفي هذا السياق، طالبت وزارة المالية — ضمن قانون “الترتيبات” الاقتصادي الحالي — بتعديل قواعد السوق عبر فرض قيود ذكية على التصدير، لا لتجميده، بل لضمان وفرة الغاز محليًّا.
ويرى خبراء الوزارة أن الحل يكمن في خلق “فائض اصطناعي” في العرض المحلي، عبر إلزام شركات الغاز بالاحتفاظ بكميات أكبر من الغاز في السوق مما يحتاجه الاقتصاد فعليًّا. هذا الفائض سيولّد منافسة بين الشركات لبيعه، ما يؤدي إلى خفض الأسعار تلقائيًّا.
واقترحت الوزارة أن لا يتجاوز التصدير 85% من الفارق بين القدرة الإنتاجية والطلب المحلي، لضمان أمن الإمدادات الداخلية.
لكن شركات الغاز اعترضت بشدة على هذه الخطة، محذرة من أنها:
تضر بجاذبية الاستثمار في قطاع الغاز الإسرائيلي، تقوض الاستقرار التنظيمي، وقد تؤدي إلى إلغاء تطوير احتياطيات الغاز المستقبلية.كما أكدت أن الصفقة مع مصر كانت ستلغى لولا وجود ضمانات بتنفيذها كما هو مخطط. وأشارت إلى أن إلغاء مشروع توسيع لوثيان سيكلّف الدولة خسارة تصل إلى 60 مليار شيكل، تشمل:
35–40 مليار شيكل من ضرائب “شينسكي” (الضريبة الخاصة على موارد الطاقة)، 22–25 مليار شيكل إضافية من إتاوات وضرائب أخرى.في المقابل، ترى وزارة المالية أن الاحتفاظ بالغاز تحت الأرض قد يوفّر تكاليف هائلة للمستهلكين والصناعة، نظرًا لتأثير ارتفاع أسعار الغاز المباشر على أسعار الكهرباء وتكاليف الإنتاج.
وشددت “كالكاليست” على أن الصفقة لا تهدد أمن إمدادات الغاز المحلي، إذ التزمت الشركات بعدم السماح بأي نقص، خاصةً في ظل الاعتبارات الأمنية التي تتطلب ضمان استقلالية الطاقة على المدى الطويل.
لكن القضية، وفق الصحيفة، تتجاوز الاقتصاد المحلي لتصل إلى حسابات جيوسياسية معقدة:
مصر، الشريك الاستراتيجي، تمرّ بأزمة طاقة حادة بعد تراجع إنتاجها من الغاز، رغم الطلب المرتفع على الكهرباء والصناعة. هناك شعور مصري بالإهمال من جانب إسرائيل، خصوصًا مع تقارب القاهرة من الدوحة. الصفقة تحمل أيضًا أهمية استراتيجية لأوروبا، التي تبحث عن بدائل للغاز الروسي، ويمكن للغاز الإسرائيلي أن يُوجّه عبر مصر إلى الأسواق الأوروبية.وفي الختام، خلصت “كالكاليست” إلى أن القرار الحالي يشكل مواجهة ثلاثية الأبعاد:
وزارة المالية: تدافع عن المستهلك وتحارب التضخم. شركات الغاز: تحمي أرباحها واستقرار البيئة الاستثمارية. وزارة الطاقة: تحاول الموازنة بين غلاء المعيشة، والأمن الطاقي، وتنمية القطاع.ورغم أن القرار الرسمي بيـد وزير الطاقة إيلي كوهين، فإن الصحيفة تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيكون الطرف المحوري، خاصة أن ترامب يمارس ضغطًا شخصيًّا لضمان تنفيذ الصفقة. وفي ظل الأولويات السياسية والدبلوماسية، قد لا يولى ارتفاع تكلفة المعيشة نفس الأهمية لدى نتنياهو مقارنة بالتزاماته الدولية.
المصدر: صحيفة “كالكاليست”