تدرس وزارة الداخلية البريطانية فرض قيود جديدة على منح تأشيرات العمل والدراسة لمواطني دول معينة، من بينها باكستان والهند وبنغلاديش وسريلانكا ونيجيريا، في ظل تزايد أعداد من يتقدمون بطلبات لجوء بعد دخولهم البلاد بتأشيرات قانونية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ذي آي بيبر" على موقعها الإلكتروني.

ويأتي هذا التحرك استجابة لمخاوف أثارتها وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بشأن الارتفاع الحاد في أعداد المهاجرين الذين يدخلون البلاد بتأشيرات قانونية ثم يتقدمون بطلبات لجوء، وغالبا ما ينتهي بهم المطاف في مساكن ممولة من دافعي الضرائب، بما في ذلك الفنادق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماكرون وستارمر يتفقان على "رادع جديد" لقوارب الهجرةlist 2 of 2لماذا اندلعت أعمال شغب مناهضة للهجرة في أيرلندا الشمالية؟end of list

وكشفت بيانات حصل عليها الإعلام عبر قانون حرية المعلومات أن نحو 17 ألفا و500 شخص دخلوا بريطانيا بتأشيرات ويعيشون الآن في مساكن مدعومة من الدولة.

تعميم غير عادل

وأبرز الجنسيات التي تتصدر القائمة الباكستانيون بعدد 3291 طالب لجوء، يليهم النيجيريون (1926) والبنغاليون (1336).

كما شملت الجنسيات الأخرى السريلانكيين (1308) والهنود (906) والأفغان (848) والإيرانيين (562)، وذلك حسب البيانات الصادرة في مارس/آذار الماضي.

ويرى منتقدو هذا التوجه أن السياسة المقترحة قد تؤدي إلى وصم جماعي غير عادل لأشخاص من جنسيات معينة، فقد أعربت كاما بيتروتشنكو كبيرة المحللين في مجلس اللاجئين عن رفضها المقترح، مشددة على أن كثيرين يتقدمون بطلبات التأشيرة بحسن نية، لكنهم يضطرون لاحقا إلى طلب اللجوء بسبب تدهور الأوضاع أو تعرضهم للتهديد في بلدانهم الأصلية.

وأشارت إلى أن البعض لا يشعر بالأمان الكافي لطلب الحماية إلا بعد وصولهم إلى بريطانيا، وذلك بسبب خوفهم من الانتقام أو المراقبة في بلادهم الأصلية.

من جانبهم، أبدى خبراء في الهجرة قلقهم من تداعيات قانونية ودبلوماسية محتملة، وحذر البروفيسور براين بيل أستاذ الاقتصاد في جامعة كينغز كوليدج لندن ورئيس اللجنة الاستشارية للهجرة بالحكومة البريطانية من أن فرض قيود شاملة استنادا إلى الجنسية قد يعرّض الحكومة لدعاوى قضائية، حسبما ورد في تقرير الصحيفة.

إعلان

واقترح بيل أن يتم عوضا عن ذلك اعتماد فحص أكثر دقة، مثل التحقق من قدرة المتقدمين على إعالة أنفسهم ماليا بدلا من تعميم الاشتباه على جنسيات كاملة.

وزارة الداخلية شددت على أنها تتعامل بجدية مع أي إساءة لاستخدام نظام الهجرة، والهدف هو منع استخدام التأشيرات وسيلة ملتوية لطلب اللجوء في بريطانيا

قيود إضافية

وقال بيل إن الحكومة البريطانية تمنح عددا كبيرا من التأشيرات للباكستانيين والهنود، وهو ما قد يُفسر لماذا يشكلون نسبة عالية من طالبي اللجوء في المساكن المدعومة.

كما أيد الدكتور بيتر وولش الباحث البارز في مرصد الهجرة بجامعة أكسفورد هذا الرأي، محذرا من أن مثل هذه الإجراءات قد تضر بعلاقات بريطانيا مع دول أخرى وأن تثير اتهامات بالتمييز.

لكنه أوضح أيضا أن للحكومة صلاحيات واسعة في تعديل قوانين الهجرة، مما يمنحها الحرية في فرض قيود إضافية رغم أن طريقة التنفيذ لا تزال غير واضحة.

وأشار وولش إلى أن توفير السكن -خصوصا في الفنادق- يعد من أكثر الجوانب تكلفة في عملية معالجة طلبات اللجوء، وأن تسريع إجراءات البت في الطلبات يمكن أن يساهم في خفض هذه التكاليف.

من جهتها، شددت وزارة الداخلية على أنها تتعامل بجدية مع أي إساءة لاستخدام نظام الهجرة، ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوزارة قوله إن الهدف من هذه السياسات هو منع استخدام التأشيرات وسيلة "ملتوية" لطلب اللجوء في بريطانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات

إقرأ أيضاً:

اللاجئون اليمنيون في المغرب يشكون التجاهل والتهميش ويطالبون بمنحهم الحق في اللجوء وإعادة التوطين أسوة ببقية الجنسيات

شكا عدد من طالبي اللجوء اليمنيين المقيمين في المملكة المغربية، من ظروف قاسية يمرون بها؛ بسبب تهميشهم وتجاهل مطالبهم من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة. 

وقالوا في بيان وصل مأرب برس: ''نحن لاجئون يمنيون، دفعتنا الحرب والنزاعات للفرار من وطننا بحثًا عن الأمان، ونشعر اليوم بالتهميش والتجاهل من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة ، في ظل غياب أي تغطية إعلامية تسلط الضوء على أوضاعنا المتدهورة''.

ووفق بيان المناشدة فقد مضت سنوات على وجودهم في المغرب، تقدموا خلالها بطلبات لجوء لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلا أن ملفاتهم ما تزال معلقة دون دراسة أو رد، على الرغم من الظروف الإنسانية القاسية التي يمرون بها، وحرمانهم من أبسط الحقوق.

وأوضح، أن اللاجئين اليمنيين بالمغرب لم يتم الاعتراف بهم حتى الآن، ولم يحصلوا على صفة لاجئ، ولا إعادة التوطين، التي حصل عليها العديد من الجنسيات الأخرى، التي تتشابه مع ظروفهم.

واتهم البيان، الجهات المعنية بعدم القيام بأي تحرك فعلي لحل مشاكلهم.

وناشد اللاجئون اليمنيون في المغرب عبر مأرب برس الجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها المفوضية السامية، تحريك ملفاتهم والنظر فيها بجدية، مطالبين بمنحهم الحق في إعادة التوطين أسوة ببقية اللاجئين من مختلف الجنسيات.

مقالات مشابهة

  • زيدان يدعو الى معالجة ثغرات قانونية تعيق حماية المرأة
  • القضاء الأمريكي يوقف قيود ترامب على منح الجنسية بالولادة
  • القضاء يوقف قيود ترامب على منح الجنسية بالولادة في أميركا
  • هل تستجيب تركيا لطلب التعاون العسكري من سورية؟
  • غرامة تصل لـ 100 ألف جنيه حال إيواء طالب اللجوء دون إخطار
  • عراقية تشعل معركة قانونية بين ترامب والقضاة الفيدراليين
  • الحرب تعمّق معاناة صحفيين سودانيين بمراكز اللجوء والنزوح
  • اللاجئون اليمنيون في المغرب يشكون التجاهل والتهميش ويطالبون بمنحهم الحق في اللجوء وإعادة التوطين أسوة ببقية الجنسيات
  • واشنطن تتخد خطوة أولى نحو وضع سوريا تحت الرقابة لفترة محددة قبل فك قيود قيصر نهائيا