تتكرّر مآسي الهجرة غير الشرعية يومًا بعد آخر، حيث تنتهي أحلام آلاف الشباب بمصائر مأساوية، بين غرق في عرض البحر، أو ضياع في المنافي الأوروبية، أو تشرّد إنساني ونفسي.

قصة اليوم تسلط الضوء على أحد هؤلاء الشباب، الذي انتهت به رحلة الهروب من الفقر على أعتاب القنصلية المصرية في لندن، منهكًا ومجردًا من أوراقه وهويته، يتوسل العودة إلى وطنه.

بداية القصة

بدأت فصول المعاناة حين قرر الشاب المصري محمد حسن، من محافظة البحيرة، خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، انطلاقًا من السواحل الليبية.

وبعد أن دفع مبالغ طائلة للمهربين، استقل قاربًا مكتظًا بالمهاجرين في رحلة محفوفة بالمخاطر، واجه خلالها أمواجًا عاتية، قبل أن تنقلب المأساة إلى واقع، ويغرق القارب وسط البحر.

لكن محمد نجا من الموت بأعجوبة، بعدما التقطه قارب نجاة وتم نقله إلى السواحل الإيطالية، لتبدأ رحلة جديدة لا تقل صعوبة عن سابقتها.

من النجاة إلى المعاناة
لم تكن النجاة من الغرق نهاية الحكاية، بل كانت بداية رحلة قاسية بين الدول الأوروبية. فبعد وصوله إلى إيطاليا، توجه إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، باحثًا عن فرصة لحياة كريمة، ليصطدم بواقع مختلف تمامًا، حيث قضى الشاب المصري عامًا كاملًا في ظروف إنسانية قاسية، تنقّل خلالها بين أعمال شاقة لا توفر له أي حماية قانونية، وعاش في مساكن غير صالحة للآدمية، بلا استقرار ولا أمل واضح في الأفق، قبل أن تستقر به الرحلة أخيرًا في لندن، حيث لا تزال الحياة تضعه أمام تحديات يومية.

اعتقال وتشرد في شوارع بريطانيا

في بريطانيا، لم يحالفه الحظ، وتعرّض لمشكلات قانونية مع الشرطة، انتهت بسجنه، لكن بعد خروجه من السجن، كان قد فقد جزءًا من اتزانه النفسي، وظلّ مشردًا بين الحدائق والشوارع، بلا أوراق ثبوتية، ولا مأوى، ولا حتى طعام.

وفي لحظة انكسار ويأس، توجه إلى مقر القنصلية المصرية في لندن، يتوسل طالبًا العودة إلى مصر، لكنه لم يكن يحمل ما يثبت هويته، ولا يملك المال الكافي لتغطية تكلفة العودة.

تحرك إنساني من الجالية والقنصلية المصرية

وعلى الفور، تحرّك أعضاء بارزون من الجالية المصرية من بينهم جلال دردير ومحمود طه، لمساعدة الشاب، رغم حالته النفسية غير المستقرة، كما جرى التنسيق مع القنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر بديلة، في ظل عدم امتلاكه أي مستند رسمي.

وبجهود كبيرة، تولّت السفيرة جوانا نجم الدين، قنصل مصر في لندن، مسؤولية إصدار الوثيقة، كما ساهم بيت العائلة المصرية في لندن بتوفير إقامة مؤقتة للشاب، وتذكرة سفر إلى القاهرة، حتى تكتمل إجراءات عودته.

دعوة للتفكير

بدوره، نصح  مصطفى رجب، أحد أبرز وجوه الجالية المصرية في لندن ومدير بيت العائلة المصرية، الشباب قائلًا: “ننشر هذه القصص الواقعية كي يتّعظ شبابنا. فالمبالغ الطائلة التي تُنفق على الهجرة غير الشرعية، يمكن أن تكون نواة لمشروعات صغيرة داخل مصر، بدلًا من مراكب الموت ومآسي الغربة والتيه.”

قصة هذا الشاب ليست سوى مرآة تعكس وجعًا صامتًا يتكرر، بصور مختلفة، في حكايات لا تُروى، فالهروب من الوطن لا يُنبت أملًا، والطريق غير الشرعي لا يقود إلا إلى متاهات الألم.

ومع ذلك، تظل الإنسانية قادرة على أن تضيء العتمة، فالدعم الذي وجده من أبناء وطنه في لندن، كان طوق نجاة يثبت أن الانتماء لا يسقط بالتقادم، وأن العودة ممكنة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محافظة البحيرة الهجرة غير الشرعية فرنسا السواحل الليبية الهجرة الغير شرعية القنصلیة المصریة المصریة فی لندن

إقرأ أيضاً:

«أصعب قرار».. سون يعلن الرحيل عن توتنهام

أعلن اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونج مين، نجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، رحيله عن السبيرز، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

وتمكن سون من قيادة توتنهام لتحقيق لقب المؤتمر الأوروبي، على حساب مانشستر يونايتد، بعد الانتصار على الشياطين الحمر، بهدف دون رد.

ومن المفترض أن ينتهي التعاقد بين توتنهام وسون في صيف 2026، لكن اللاعب قرر الرحيل عن النادي اللندني، ليخوض رحلة كروية جديدة مع أحد الأندية الأمريكية.

وقال سون في مؤتمر صحفي خلال جولتهم التحضيرية في سيول: «هناك شئ ما أود مشاركته معكم، لقد قررت مغادرة النادي هذا الصيف، النادي يساعدني في ذلك القرار بكل احترام».

وأضاف: «ذلك أصعب قرار في مسيرتي، والسبب الرئيسي لاتخاذي إياه هو أنني حققت كل ما في وسعي مع توتنهام»، موضحًا أنه يحتاج إلى بيئة جديدة من أجل خوض تحدي جديد، جئت إلى شمال لندن وأنا طفل (قبل عشر سنوات)، جئت شابًا إلى لندن لا يجيد الإنجليزية، أترك هذا النادي رجلًا.

وواصل: «شكرًا جزيلًا لجميع جماهير توتنهام الذين منحوني كل هذا الحب، تحدثت إلى بعض اللاعبين، ممن قضيت معهم وقتًا طويلًا، كانوا يشعرون بخيبة أمل، ولكن باحترام، من الواضح أنهم يحترمون قراري، بن ديفيز الأقرب لي، تحدثنا كثيرًا عن المستقبل».

وأوضح سون: «من الصعب جدًا إخبار زملائي في الفريق، لأنني أقضي معهم وقتًا أطول من عائلتي تقريبًا، لأننا نقضي خمس أو ست ساعات يوميًا معًا، كانوا يشعرون بخيبة أمل، لكنهم كانوا سعداء من أجلي أيضًا».

وأشار إلى أنه اتخذ قرار الرحيل عن توتنهام منذ فترة، لافتًا إلى أن الأيام الأخيرة كانت صعبة، كان من الصعب أن أظهر مبتسمًا، لكنني بذلت قصارى جهدي لعدم الإضرار بالنادي أو زملائي.

مقالات مشابهة

  • غادر الحفل فجأة.. قلق بين جمهور رابح صقر بعد تعرضه لوعكة صحية
  • «أصعب قرار».. سون يعلن الرحيل عن توتنهام
  • “المشري” يؤكد لسفير الاتحاد الأوروبي البدء باتخاذ الاجراءات القانونية للطعن في شرعية جلسة انتخاب “تكالة”
  • في اللحظة الأخيرة.. نجاة طائرة ركاب قطرية من حادث مروع فوق مطار هيثرو بلندن
  • المصريون بميلانو يتوافدون على مقر القنصلية للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الشيوخ
  • قبلان: لا يملك أحد شرعية نزع القوة الدفاعية التي تحمي لبنان
  • مدير بيت العائلة المصرية بلندن: ضيق الوقت أربك الاستعداد لانتخابات الشيوخ
  • رئيس الكيانات المصرية بأوروبا: نطالب بتوسيع مقار التصويت في لندن
  • مصطفى بكري: ألاعيب الإخوان وإسرائيل ضد مصر تتحطم على صخرة الجيش المصري
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر “يعوس” القراصة ويجهز “الملوحة” ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)