بلال قنديل يكتب: أنت حر ما لم تضر
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
الحرية قيمة عظيمة يسعى اليها كل انسان، وهي حق اصيل من حقوق البشر، لكن السؤال المهم هنا هو: هل من حقي افعل ما اشاء وقت ما اشاء بدون حدود؟ الحقيقة ان الاجابة ببساطة لأ، لان حريتك الشخصية لا تعني انك تعيش في جزيرة لوحدك. انت جزء من مجتمع، والمجتمع ده له قواعد وحدود علشان الناس تقدر تعيش مع بعض في سلام واحترام متبادل.
من اكتر الحاجات اللي بنشوف فيها جدل حوالين الحرية، هي المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد، وكمان اللبس وطريقة الكلام. في ناس مثلا شايفة ان من حقها تلبس اللي هي عايزاه، وده فعلا حقها، لكن لما اللبس يتحول لطريقة استفزاز للناس او يخدش حياء العامة، يبقى هنا بنعدي على حرية غيرنا. نفس الكلام ينطبق على طريقة الكلام، ممكن حد يشوف ان الشتيمة او الكلام الخارج حرية تعبير، لكن غيره ممكن يتأذى من الكلام ده ويحس بالاهانة.
اللي لازم نفهمه كويس ان المجتمع مش هيقدر يعيش في توازن الا لو كل واحد عرف ان حريته ليها سقف، والسقف ده هو حرية الاخرين. لو انا بركب موتوسيكل وبحب السرعة، انا حر، لكن لما اسرع في شارع ضيق وسط الناس وابهدل اللي حوالي، ساعتها بكون مؤذي ومش حر.
خلينا ناخد مثال بسيط، تخيل جارك بيحب يسمع موسيقى بصوت عالي بالليل، وهو شايف ان ده حرية شخصية، لكن انت مش عارف تنام، وولادك مش عارفين يذاكروا. هنا الحرية اتحولت لاذى، لانها تجاهلت حقوق الناس اللي حواليه.
في النهاية، الحرية مش انك تعمل اللي يعجبك وبس، لكن انك تعرف فين تقف علشان ما تضرش غيرك. المجتمع مش ضد الحرية، بالعكس، هو بيحميها، بس الحرية اللي ما بتأذيش حد. خليك حر، لكن عاقل. عيش بطريقتك، بس افتكر دايما ان فيه ناس حواليك من حقهم يعيشوا بطريقتهم هم كمان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرية حقوق البشر المعتقدات الدينية
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال: إلى (شريف) وغيره..!
حين تطالع أو تستمع إلى أحد قيادات الوهم، أمثال (شريف المؤتمر السوداني)، وهو يدعو لإيقاف الحرب بصيغة وصائية ولهجة استعلائية، يُخيَّل إليك كأنّ الجيش السوداني هو من اختار طوعًا الدخول في مباراة سلة!
هذه الحرب لم يخترها الجيش، بل فُرضت عليه.
وقد مهّد لها أولئك القادة، ولوّحوا بها حين وضعوها في كفةٍ ابتزازية مقابل الرضوخ لاتفاق سياسيٍّ معيبٍ ومهين: “يا الإطاري يا الحرب”..!
وحين كان الجيش يدافع ببسالة عن مقاره، خرج ناطقهم الرسمي، بكري الجاك، يدعوه إلى الاستسلام، في مشهد لا يخلو من الخيانة و(الخيابة).
ورغم محاولاتهم المستميتة لتحريف طبيعة الحرب، وتشويه الوعي العام والتشويش عليه بما يخدم مصالحهم الضيقة، فإنّ أكاذيبهم الصفراء ستتحطم دومًا على جدار الوعي الشعبي، الذي بات مُحصنًا ضد التضليل.
الحقيقة المجرّدة من كل زيفٍ ودَهَنٍ هي:
إنها حربٌ دفاعيةٌ فُرضت على الجيش، الذي ظلّ محاصرًا في مقاره لسنتين كاملتين.
وفُرضت على شعبٍ نُهبت أمواله، ودُمِّرت مؤسساته، وانتهكت أعراضه، وشُرِّد أبناؤه بين نازحٍ ولاجئ.
كل ذلك ارتُكب على يد مليشيا وظيفية، تُدار بأمر الكفيل الخارجي، الذي لا يرى في السودان وطنًا ذا سيادة، ولا في شعبه كرامة أو تاريخًا يستحق الاحترام.
فمن أراد حقًا إيقاف الحرب، لا نفاقًا ولا استثمارًا سياسيًّا، فليتحلَّ بالشجاعة الأخلاقية، ويوجّه نداءه الصادق إلى من أشعلها وموّلها، ولا يزال حريصًا على استمرارها حتى يُتمّ أجندته الخفية.
فمن أراد إيقاف هذه الحرب بصدق، فليُسمِّ الأمور بأسمائها، ويوجّه خطابه إلى من بدأها وسعى لاستمرارها، لا إلى من تصدّى لها دفاعًا عن الدولة ومؤسساتها.
أما الخطابات المراوغة، فلن تُغيّر حقائق الواقع، ولن تنطلي على شعبٍ خبر مثل هذه الأساليب، ويدرك تمامًا من يقف في صفّه، ومن يتاجر بمعاناته.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب