شارك عشرات الآلاف من الأشخاص، في المظاهرة التي قادتها أحزاب المعارضة في روما للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة. وانتقد الكثيرون حكومتي جورجيا ميلوني وبنيامين نتنياهو اعلان

انطلقت المسيرة المنادية بوقف الحرب على غزة، والتي نظمتها في روما قوى المعارضة ممثلة في "الحزب الديمقراطي" و"حركة 5 النجوم" و"ألليانزا فيردي سينيسترا إيطاليانا" (M5s) من ساحة فيتوريو إيمانويل الثاني لتصل إلى سان جيوفاني في لاتيرانو.

وسار عشرات الآلاف من الأشخاص، وفقًا للمنظمين، ملوحين بأعلام فلسطين والسلام وأعلام الأحزاب واللافتات المناهضة للحرب. ولكن تم التلويح أيضًا بعدد من أعلام إسرائيل وأعلام السلام التي تتوسطها نجمة داوود، مما يرمز إلى دعم الحدث لحل الدولتين.

وخلف سيل من الناس الذين تدفقوا من جميع أنحاء إيطاليا، افتتحت المسيرة لافتةٌ كتب عليها"غزة أوقفوا المجزرة. كفى تواطؤًا". ووفقًا لصحيفة "كويكورا"، فقد اصطف ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص في شوارع روما، فيما كان هناك آلاف آخرون في الساحة التي انتهت إليها المسيرة.

وكان على رأس المظاهرة قادة الأحزاب الثلاثة، جيوسيبي كونتي عن حزب M5، وإيلي شلاين عن الحزب الديمقراطي الإيطالي، وأنجيلو بونيلي ونيكولا فراتوياني عن حزب الأفسا. وقد بدأت المسيرة على أنغام أغنية النضال الحزبي الشهيرة "بيلا تشاو" فيما ارتفعت في الخلفية هتافات "حرروا فلسطين"، "كلنا فلسطينيون"، "فلسطين حرة حرة حرّة".

شاهد الصور6 صورلافتات وملصقات ضد ميلوني ونتنياهو

رفع العديد من المتظاهرين لافتات ضد رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ونظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وحمل أحد المتظاهرين صورة للزعيمين، وقارنها بصورة لبنيتو موسوليني وأدولف هتلر.

تقول العبارة المصاحبة للصور: "اليوم كما الأمس، نقف دائمًا إلى جانب الجريمة". فيما كُتب على لافتة أخرى: "أنا أب، أنا مسيحي، أنا جدي، أنا إيطالي، أنا لست قاتلاً"، مقتبسة من شعار ميلوني الشهير "أنا جورجيا، أنا أم، أنا مسيحية".

كما حمل بعض المتظاهرين أيضاً دمى صغيرة ملفوفة بقطعة قماش بيضاء مغطاة بالدماء، في إشارة رمزية إلى الأطفال الذي سقطوا ضحايا الهجمات الإسرائيلية في غزة.

المعارضة تنتقد فشل حكومة ميلوني في إدانة إسرائيل

وفي حديث أمام الإعلام، قال الأمين العام للحزب الديمقراطي الإيطالي شلاين: "إن المشاركة في المسيرة هو رد فعل كبير (لما يحدث في غزة) لنقول كفى لمجزرة الفلسطينيين ولجرائم حكومة نتنياهو. إنها إيطاليا أخرى لا تلتزم الصمت كما تفعل حكومة ميلوني. إنها إيطاليا التي تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهذه هي إيطاليا التي نريدها".

من جانبه، قال بونيلي، نائب حزب "أفز": "اليوم هناك الكثير من الأشخاص، إنه فعلا طوفان بشري . إنها إيطاليا التي لبت النداء على الرغم الجدل. إنها إيطاليا التي تريد بناء سدّ للديمقراطية وهي تريد لحكومتنا المنافقة أن تسمع. لذلك كفى وكفى جُبنا. لهذا السبب، نحن نطالب بإلغاء الاتفاقيات العسكرية والعقوبات".

أما جوزيبي كونتي، ممثل حركة الخمس النجوم فقال:"هذا هو ميدان الإنسانية ضد الإبادة الممنهجة التي تجري منذ عشرين شهراً، بدءاً من الحكومة الإيطالية التي تتظاهر بأنها لا ترى ولا تزال تهذي".

Relatedمظاهرة أمام البرلمان الإيطالي للمطالبة بإنهاء الحرب على غزةمظاهرات في مختلف المدن الإيطالية من أجل وقف الحرب في غزة وأوكرانياللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.. غرينبيس تنظم تحركًا أمام نافورة أكوا باولا في رومامظاهرة ثانية وسالفيني يدخل على الخط

لم تكن هذه هي المظاهرة الوحيدة لإنهاء الحرب في غزة. فقد شهد مسرح بارينتي في ميلانو الجمعة تجمّعا لأحزاب "إيطاليا فيفا" بزعامة ماتيو رينزي و"إيطاليا فيفا" بزعامة كارلو كاليندا وحزب "أزيوني" بزعامة كارلو كاليندا وقد نُظمت الفعالية تحت شعار "شعبان، دولتان، مصير واحد". وقد نشأت المظاهرة الثانية بعد خلاف بين الحزبين الوسطيين ومنظمي المسيرة في روما، لأن حزب إيطاليا فيفا وأزيوني طلبا الإشارة إلى معاداة السامية في البيان. لكن حزبي "آفس" و"إم 5" و"بي دي"، رفضا الطلب على اعتبار أن إدانة مجزرة 7 أكتوبر 2023 التي ارتكبتها حماس في إسرائيل واضحة بالفعل.

بدوره، انتقد نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني المعارضة لتنظيمها مظاهرة روما عشية الاستفتاء على العمل والمواطنة. وقال اليميني الشعبوي: "آمل ألا يستغل أحد سقوط القتلى في غزة للتأثير على الناخبين ودفعهم للتصويت".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا إسرائيل دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا قطاع غزة إسرائيل روما الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا أوكرانيا إيلون ماسك فرنسا قطاع غزة الإسلام الصحة إنها إیطالیا إیطالیا التی فی روما فی غزة

إقرأ أيضاً:

بورتسودان تنتفض.. خبير: الاحتجاجات تفضح التدخلات الإقليمية والدولية

ظلّ السودان، بموقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية، على مرّ التاريخ نقطة تقاطع لمصالح القوى الإقليمية والدولية، مما جعله مسرحاً للتدخل الأجنبي بمختلف أشكاله.

لم يقتصر هذا التدخل على الحقب الاستعمارية الغابرة، بل امتدّ ليأخذ أشكالاً حديثة أكثر تعقيداً تارةً وأكثر فجاجة تارةً أخرى؛ فمن التنافس الاقتصادي على الموارد إلى الصراعات الجيوسياسية بالوكالة، ومن خطابات "حماية المدنيين" إلى دعم أطراف النزاع، تكشف الساحة السودانية عن لوحة معقدة من التأثيرات الخارجية التي تركت بصماتها العميقة على مسار الدولة ومستقبلها.

ميدانيا وخلال الساعات الماضية شنّت «قوات الدعم السريع» غارات بطائرات مسيَّرة استهدفت مواقع عسكرية وبنى تحتية في الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان الاستراتيجي في غرب السودان، فيما تواصلت المعارك بوتيرة أعنف بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في مناطق متفرقة من الإقليم.

في السياق يقول الكاتب الصحفي السوداني عطاف المختار، أن الوضع في السودان أصبح أكثر تعقيدا نتجية التدخلات الدولية والإقليمية، ففي مشهد يعبر عن إرادة الشعب السوداني ورفضه الواضح للتدخلات الخارجية، خرجت حشود غفيرة في مدينة بورتسودان، الميناء الرئيسي والبوابة الاقتصادية للبلاد، في مسيرة شعبية حاشدة تندد بتدخل دول عديدة وعلى رأسها فرنسا وكولومبيا وأوكرانيا في الشؤون الداخلية للسودان.

جاءت هذه التظاهرات لتكشف الوجه الشعبي للرفض، حيث حمل المتظاهرون لافتات وشعارات تحمل اعلام هذه الدول متهمين إياها بإطالة أمد الحرب وإذكاء نيرانها من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي والمالي للقوات المتمردة، وقد أكد المحتجون أن هذه التدخلات لم تعد مجرد تأثيرات سياسية عابرة، بل حولت الصراع الداخلي من حرب أهلية إلى حرب بالوكالة تُدار من عواصم تلك الدول، حيث أصبح السودان ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية وتنافس على النفوذ، على حساب دماء السودانيين ومستقبل بلدهم.

التدخل الفرنسي

في السياق ذاته، أشار المختار في تصريحات لـ “صدى البلد”؛ إلى سلسلة الاتهامات الرسمية الخطيرة التي وجهتخا الحكومة السودانية إلى دول إقليمية؛ تتعلق بدعمها لقوات الدعم السريع، وقد تطورت هذه الاتهامات إلى إجراءات دبلوماسية وقانونية ملموسة؛ حيث تقوم تلك الدول بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، وذلك من خلال إمدادها بالطائرات المسيرة والأسلحة عبر دول مجاورة مثل تشاد وليبيا.

وفي حادثة بالغة الدلالة، أعلن الجيش السوداني في أغسطس 2025 إسقاط طائرة كانت في طريقها إلى قوات الدعم السريع في دارفور، وكان على متنها عدد من المرتزقة الكولومبيين والخبراء الأوكران والأسلحة؛ وبناءً على هذه الادعاءات، قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية إلى محكمة العدل الدولية في أبريل 2025.

كما أشارت تقارير وتحليلات إلى وجود دور فرنسي في النزاع الدائر في السودان، والذي يُوصف هذا الدور بأنه جزء من استراتيجية فرنسا الأوسع للحفاظ على نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي وإعادة تشكيل تحالفاتها بعد تراجع وجودها في دول مثل مالي والنيجر.

توظيف مرتزقة أجانب

تكشف الوقائع الميدانية عن بعد جديد وخطير في حرب السودان، يتمثل في توظيف مرتزقة أجانب على نطاق واسع، مما يؤكد تحول الصراع إلى سوق مفتوحة للحروب بالوكالة.

وقد برزت بشكل لافت مشاركة مقاتلين كولومبيين وخبراء أوكران في صفوف قوات الدعم السريع. ففي 30 سبتمبر، شن الجيش السوداني غارات جوية أسفرت عن مقتل 22 عنصراً من المرتزقة الأجانب، بينهم كولومبيون وأوكران، وفقاً للرقيب أول آسيا الخليفة من الفرقة السادسة للجيش السوداني.

وأشارت التقارير إلى أن هؤلاء المرتزقة كانوا متخصصين في إدارة الطائرات المسيرة وتشغيل المنظومات التقنية، كما تم نشر قناصة منهم داخل المباني العالية في مدينة الفاشر الاستراتيجية.

لم تكن هذه الحوادث معزولة، فقد كشفت تقارير إعلامية وتصريحات رسمية متعددة عن هذا التواجد، ونقلا عن صحيفة "السوداني"، كشفت التقارير عن تفاصيل مشاركة خبراء أوكران في الحرب، كما أن مجلس الصحوة الثوري السوداني، برئاسة موسى هلال، تقدم بمناشدة عاجلة إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ملف تجنيد المرتزقة الأجانب، مشيراً بشكل محدد إلى "تواجد مرتزقة من كولومبيا وأوكرانيا على جبهة الفاشر".

وقد دعمت هذه الادعاءات اكتشافات ميدانية، حيث عثر الجيش السوداني بعد سيطرته على مواقع للدعم السريع في محور "ود الحداد" بالخرطوم أواخر العام الماضي، على مخازن أسلحة تحوي مسيرات وأسلحة أجنبية يُعتقد أنها من أصل أوكراني. 

وهذه الأدلة المجتمعة ترسم صورة واضحة لتدفق مقاتلين ذوي خبرة عسكرية متخصصة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويدفع بالصراع إلى آفاق أكثر خطورة وتدميراً.

طباعة شارك الدعم السريع السودان قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • حكومة غزة: الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • صدمة الإبادة التي تغيّر العالم.. إذا صَمَت الناس فلن يبقى أحد في أمان
  • حارس ليل باركي أوزير يتصدر عناوين صحف أوروبا بعد "معجزة روما"
  • بوتين: المملكة رفضت الانحياز إلى أي طرف بالحرب الأوكرانية
  • مظاهرات في إسطنبول تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • مظاهرة في مدينة كراتشي الباكستانية تنديدا بالحرب على غزة
  • تصاعد الخلافات داخل حكومة نتنياهو مع ضغط ترامب لإنهاء حرب غزة
  • بورتسودان تنتفض.. خبير: الاحتجاجات تفضح التدخلات الإقليمية والدولية
  • وزارة الدفاع الروسية تؤكد اعتراض عدد من الطائرات المسيرة