إلهام أبو الفتح تكتب: كل عام ومصر بخير
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
كل عام وأنتم بخير اليوم ثالث ايام عيد الاضحي المبارك وعيد الأضحى ليس مجرد عيد نشعر فيه بالفرح والبهجة ، لكنه لحظة مقدسة تتكرر عبر آلاف السنين لتذكرنا بأعظم دروس الإيمان والتضحية. قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي قال في نفسه:
“إني ذاهب إلى ربي سيهدين” (الصافات: 99)، وهو يجهز نفسه لتنفيذ أمر الله بأن يضحي بأعز ما لديه، ابنه الحبيب، هي رسالة باقية في قلوبنا وأرواحنا.
طاعته كانت بلا تردد، وإيمانه كان ثابتًا لا يتزعزع، حتى استبدله الله برحمة وهب له كبشًا عظيمًا، فكان الفداء والرحمة في آن معًا.
اللهم يا حافظ السماوات والأرض، نسألك أن تحمي أولادنا، وتحفظ بلادنا من كل مكروه. اجعل مصر الحبيبة وطن السلام والعزة، ثابتة في وجه الرياح العاتية، قوية بحكمتك ورحمتك. اللهم ارزقنا حسن الختام، وارزقنا نية صادقة لنعمر الأرض بالخير والعمل.
اللهم يا واسع الفضل والرحمة، يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، نسألك في هذه الأيام المباركة أن تحفظ بلادنا من كل سوء، وأن ترفع عن وطننا كل همّ وغم. اللهم اجعل مصر في كنفك آمنةً صامدةً، تُضيء بنور حكمتك دروبها، وترفع راية عزّها شامخة لا تهتز.
اللهم اجعل أولادنا وأهلينا في حفظك وأمانك، واحرسهم من كل خطر، واغمر قلوبهم بالطمأنينة والإيمان. اللهم ارزقنا قوة العزيمة، ووسع لنا في أرزاقنا، وبارك لنا في أوقاتنا وأعمالنا.
اللهم كما أمرت سيدنا إبراهيم بطاعتك وقربته إليك بالتضحية، اجعلنا نحن أيضًا أقرب إليك، وأثبتنا على درب الحق والعمل الصالح..
اللهم اجعل أيامنا كلها أعيادًا، أعياد سلام وأمن ونجاح، واحفظ وطننا مصر من كل مكروه، واجعلها بلد الخير والكرامة والازدهار.
يا من لا تضيع عنده الودائع، يا من لا يخيب عنده الرجاء، لك الحمد على نعمك التي لا تحصى، ولك الشكر على فضلك الذي لا ينقطع.
آمين يا رب العالمين
كل عام ومصر كلها شعبا وحكومة والعالم الإسلامي في سلام وأمان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عيد الأضحى عيد الأضحى المبارك يوم عرفة
إقرأ أيضاً:
د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
منذ لحظة ولادة الطفل، يبدأ تكوين ملامح مستقبله النفسي والوجداني. وإن كنا نطمح إلى أن نُنشئ رجلًا حقيقيًا، لا نكتفي فقط بأن نلبي احتياجاته المادية من مطعم وملبس، بل يجب أن نُربيه: على المسؤولية، على الاحترام، على القوة الداخلية لا الهيمنة الخارجية.
وعلينا أن نعلم جيداً بأن الرجولة لا تأتي فجأة مع البلوغ، بل تُبنى مع كل كلمة يسمعها الطفل، وكل موقف يمرّ به، وكل قدوة يعيش معها. ومع الأسف، كثير من الأسر تُربي أبناءها الذكور ليكونوا "أقوياء شكليًا"، لا ناضجين عاطفيًا ولا مسؤولين سلوكيًا. وهنا تأتي أهمية التربية الواعية. التي يجب أن يلتزم بها كل أب وأم من خلال تعريف الطفل بمن هو "الرجل الحقيقي" بلغة تناسب سنه
فالرجل الحقيقي ليس من يتحكّم، بل من يتحمّل. ليس من يعلو صوته، بل من يسمو بخُلُقه.
ويتم تنمية هذا المفهوم من خلال استخدام القصص، والمواقف اليومية، والنماذج الإيجابية من الدين (مثل سيرة النبي ﷺ وصحابته) لشرح معاني الرجولة: الرحمة، الحزم، الصدق، الإحسان، الوفاء.
وتوعيته بأن الرجولة تبدأ من قول الحقيقة، ومن الاعتذار عند الخطأ، من الدفاع عن الضعيف، ومن احترام الفتاة وليس السيطرة عليها.
ولكن في نفس الوقت لا نحرمه من التعبير عن مشاعره فكثير من الأسر يقولون للصبي: "لا تبكي … خليك راجل!"
وهذا مخالف تماما لنظريات النمو النفسي، التي تُجمع على أن كبت المشاعر منذ الصغر يصنع رجالًا عنيفين، أو منطويين، أو فاقدي التعاطف.
فالبكاء لا يُنقص من كرامته، و الاعتراف بالحزن لا يُضعفه.
لذلك يجب تشجيعه علي أن يُعبّر بالكلمات لا بالصراخ، وبالحوار لا بالعنف.
و غرس مفهوم "المسؤولية" منذ الطفولة وأن تنتبه الأسرة إلى أن الرجولة الحقيقية لا تنمو في بيئة التدليل المفرط. فالطفل يجب أن يتحمّل مسؤوليات تتناسب مع عمره.
ويتم تعريفه بها من خلال مشاركته في المهام اليومية: ترتيب غرفته، الاهتمام بأغراضه، مساعدة أحد الوالدين. ليغرس بداخله منذ الصغر أن الرجولة تعني "أن تقوم بواجبك حتى لو لم يرك أحد".
كذلك العمل على إلقاء الضوء على أهمية احترام الآخر والدور الذي يقوم به في المجتمع وخاصة دور الفتاة والمرأة فالأنثى ليست كائنًا أقل منه، بل شريك في الحياة والعمل والكرامة.
وهنا يأتي دور الأب القدوة الأولى للطفل في الحياة.
وكيف يراعي تصرفاته وافعاله امام طفله من خلال تدرّيبه على احترام حدود الآخرين، ورفض التنمر أو العنف اللفظي أو الجسدي، ولا يقل ما لا يفعل.
فالطفل يُقلد أكثر مما يسمع. وإن أردت أن تُربيه على الرجولة، كن أنت الرجل الذي تُريد أن يكونه.
كن صادقًا، ملتزمًا، متزنًا أمامه. احترم والدته، واعتذر إن أخطأت، وكن حنونًا بلا ضعف، حازمًا بلا قسوة.
وفي الختام: تربية الرجل تبدأ من الطفولة لا المراهقة، تبدأ من اللحظة التي ننظر فيها لطفلنا على أنه مشروع إنسان، لا مجرد "ولد لازم يكبر ويبقى راجل".
فالرجل الحقيقي لا يُولد، بل يُصنع بالتربية.
وغدًا، حين يكبر ابنك، ويكون زوجًا صالحًا، وأبًا رحيمًا، وسندًا لغيره ولك .. ستدرك أنك لم تُربِّ ولدًا فقط، بل أنشأت ركنًا من أركان المجتمع السليم.