عملاق تحت الأرض يحتوي على 17 مليون طن من النحاس .. أين يوجد؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
عندما يُذكر اسم ولاية "يوتا" الأمريكية، قد تتبادر إلى الذهن منحدراتها المغطاة بالثلوج ومنتجعات التزلج، إلا أنها تخفي في أعماقها كنزًا استراتيجيًا قد يحدد ملامح مستقبل العالم.
يتواجد في هذه الولاية منجم يحتوي على نحو 17 مليون طن من النحاس، والذي أصبح شريانًا حيويًا للتكنولوجيا والطاقة الحديثة.
. سيارات أوتوماتيك بـ 500 ألف جنيه
في قلب ولاية يوتا، قرب مدينة سولت ليك سيتي، يقع منجم كينيكوت للنحاس، المعروف أيضًا بمنجم بينغهام كانيون. يُعتبر هذا المنجم أحد أضخم الحفر المفتوحة التي صنعها الإنسان على وجه الأرض وأحد أكثر المواقع الصناعية تطورًا في مجال التعدين عالميًا.
يغطي المنجم مساحة شاسعة تصل إلى 95,000 فدان، ويشمل وحدات مثل وحدة تركيز "كوبيرتون" ومصهر "غارفيلد". تدير عمليات هذا المنجم شركة ريو تينتو العالمية من خلال فرعها المحلي كينيكوت يوتا كوبر.
ماذا يوجد داخل منجم كينيكوت؟حتى اليوم، يُقدَّر إنتاج المنجم بما يتجاوز 17 مليون طن من النحاس، وهي كمية هائلة تُستخدم في مختلف قطاعات الحياة، بدءًا من الأسلاك الكهربائية وصولًا إلى تقنيات الطاقة المتجددة والمعدات الطبية.
يعمل في المنجم حوالي 800 موظف موزعين على ورديات متعاقبة، بجانب عدد كبير من المقاولين. ولتلبية الحاجة المتزايدة للإنتاج، خضعت منشآت الصيانة لتطوير شامل في عام 2011.
ما يُميز منجم كينيكوت ليس فقط حجمه، بل العمق التاريخي الذي يرتبط بالمجتمع المحلي. يُظهر أحد الموظفين الارتباط العميق عندما يقول: "إذا دخلتَ إلى المنجم، ستجد من بين أعضاء الفريق من يُخرج صورة لجده أو جد جده الذي عمل هنا قبل عقود." يبرز هذا التأثير أن العمل في المنجم ليس مجرد وظيفة عابرة، بل هو إرث تتوارثه العائلات عبر الأجيال، ضمن تطور المعدات وتوسع عمليات الاستخراج التي تحتاج إلى مهارات هندسية وتقنية عالية.
التزام بيئي ومستقبل مستداملا يقتصر دور منجم كينيكوت على استغلال الموارد الطبيعية فحسب، بل يهتم أيضًا بمسؤولياته البيئية. بادرت الشركة إلى تنفيذ مبادرات مستدامة، منها "محمية كينيكوت للطيور" التي تمتد على 3,000 فدان.
هذا بالإضافة إلى مشروع "فجر" السكني الذي بُني على أراضٍ تأثرت سابقًا بأنشطة المنجم، حيث يضم منازل موفرة للطاقة ومبانٍ معتمدة حسب معايير LEED، مع توفير مساحات مفتوحة ومسارات للمشي.
كما أنهت كينيكوت اتفاقية مع "روكي ماونتن باور" لإغلاق ثلاث محطات طاقة تعمل بالفحم، دعمًا لمبادرات الطاقة المتجددة. يُظهر ذلك توجه المنجم نحو تحقيق التوازن بين الإنتاج الصناعي والمسؤولية البيئية والاجتماعية.
وبحسب الخبراء، فإن منجم كينيكوت هو أكثر من مجرد مصدر للنحاس؛ إنه يمثل نموذجًا متقدمًا لإدارة الموارد الطبيعية في القرن الحادي والعشرين. في عالم يتجه بسرعة نحو الرقمنة والطاقة المتجددة، يمكن القول إن مستقبل البشرية يمر عبر هذا المنجم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: منجم نحاس ولاية يوتا الأمريكية عملاق تحت الأرض منجم ا
إقرأ أيضاً:
اليابان تستعد لثروة صامتة في الطاقة المتجددة بفضل خلايا شمسية مبتكرة
صراحة نيوز- تخطو اليابان خطوات متسارعة نحو مستقبل واعد في مجال الطاقة المتجددة، مدفوعة بتقنيات متقدمة في الطاقة الشمسية، قادرة على توليد طاقة تكافئ إنتاج 20 مفاعلاً نووياً.
وقد شكّلت كارثة فوكوشيما النووية في عام 2011 نقطة تحوّل كبيرة في سياسات الطاقة اليابانية. فقد أدى الزلزال العنيف والتسونامي الذي تلاه إلى انهيار البنية التحتية الكهربائية وتسرب إشعاعي أجبر أكثر من 160 ألف شخص على النزوح.
وسط هذه الكارثة، برزت الحاجة إلى بدائل آمنة ونظيفة للطاقة. ومنذ ذلك الحين، شهد قطاع الطاقة الشمسية في اليابان نمواً لافتاً، حتى بات مسؤولاً اليوم عن نحو 10% من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في البلاد، بحسب ما ذكره موقع “Eco Portal”.
لكن التحدي الأكبر الذي واجه اليابان كان محدودية المساحات اللازمة لتركيب الألواح الشمسية التقليدية. وكان الحل في الاستثمار بجيل جديد من الخلايا الشمسية يُعرف باسم خلايا “البيروفسكايت”، والتي تتميز بمرونتها وكفاءتها العالية، وقابليتها للتركيب على النوافذ، واجهات المباني، وحتى السيارات.
وتعتمد هذه الخلايا على عنصر اليود، حيث تحتل اليابان المرتبة الثانية عالمياً في إنتاجه بعد تشيلي، ما يمنحها فرصة لبناء سلسلة إمداد محلية ويعزز أمنها الاقتصادي.
وتسعى الحكومة اليابانية كذلك إلى استعادة مكانتها العالمية في سوق الطاقة الشمسية، بعدما تراجعت حصتها من 50% عام 2004 إلى أقل من 1% حالياً، في ظل السيطرة الصينية على هذا القطاع.
خلايا مرنة.. بطاقات هائلة
بحسب خطة الطاقة الوطنية، يُتوقع أن تنتج خلايا البيروفسكايت نحو 20 غيغاواط من الكهرباء بحلول عام 2040، أي ما يعادل إنتاج 20 مفاعلاً نووياً.
وتتفوق هذه الخلايا على نظيراتها التقليدية بكفاءتها النظرية، التي قد تصل إلى 43%، مقارنة بـ 29% للخلايا السيليكونية، ما يجعلها خياراً مثالياً لدفع عجلة التحول إلى الطاقة المتجددة.
ورغم هذه الإمكانات الواعدة، لا تزال هناك تحديات تقنية قائمة، تتعلق بمتانة هذه الخلايا، وطول عمرها، وتكلفة إنتاجها. وتعمل شركات يابانية، مثل “سيكيسوي كيميكال”، على تطويرها تجارياً، مع توقعات بأن يبدأ انتشارها الواسع بعد عام 2030.
مستقبل الطاقة يبدأ الآن
في الوقت الذي تواصل فيه اليابان تطوير تقنيات أخرى في مجال الطاقة الشمسية، تبدو خلايا البيروفسكايت وكأنها البوابة نحو مستقبل طاقي نظيف ومستدام.
وإذا تمكنت من تجاوز التحديات الحالية، فإن اليابان لن تكون فقط قد خطت إلى المستقبل، بل ستصبح نموذجاً عالمياً يرسم ملامح نظام الطاقة العالمي الجديد.