حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لوسط أفريقيا، عبدو أباري، من تفاقم انعدام الأمن الإقليمي، خصوصا في بحيرة التشاد، في ظل تطوير جماعة "بوكو حرام" أساليبها القتالية".

وقال المسؤول الأممي في تصريحات صحفية، إن انعدام الأمن في حوض بحيرة تشاد، يتفاقم بشكل كبير "حيث تكيفت الجماعات المسلحة التابعة لجماعة بوكو حرام مع تكتيكات قوات الأمن، ونشرت بشكل متزايد طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات".



وتعتبر "بوكو حرام" إحدى أخطر التنظيمات المسلحة في أفريقيا، تأسست عام 2009، في نيجيريا، وشنت أول هجوم لها على مقرات للشرطة النيجيرية في 26 يوليو 2009.

لكن هذه الحركة لم تكن معروفة قبل العام 2014 حين اختطفت 276 طالبة من إحدى المدارس في ولاية برنو كن، بنيجيريا، ثم تتالت بعد ذلك هجمات الجماعة في شمال نيجيريا.

وخلال السنوات الأخيرة توسع نشاط هذا التنظيم ليشمل العديد من دول أفريقيا، بما فيها تشاد، حيث باتت الجماعة تشن هجمات بشكل منتظم على الثكنات العسكرية في العديد من البلدان الأفريقية.



وخاض جيش التشاد، قبل أشهر معارك ضارية، مع "بوكو حرام" أسفرت عن مقتل عشرات المقاتلين التنظيم، وعشرات الجنود التشاديين.

والعام الماضي أطلق رئيس التشاد محمد إدريس ديبي إتنو، عملية لطرد مسلحي جماعة "بوكو حرام" من منطقة بحيرة تشاد، لكن بعد أشهر من العملية تؤكد تقارير دولية أن الجماعة عززت من حضورها في المنطقة.

"تكيف مع عمليات الجيش"
ويرى الناشط السياسي والاجتماعي في التشاد، محمد البشير حسن حسن صالح، أن جماعة "بوكو حرام" أظهرت بالفعل قدرة ملحوظة على التكيف مع عمليات الجيش التشادي أو القوات المشتركة لدول بحيرة تشاد "وهو أمر يعكس مرونة عالية في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة للمنطقة".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن هذه الجماعة المسلحة، بدأت بالفعل استراتيجية في استخدام الطائرات المسيرة "حيث استطاعت من خلالها أن تفرض نوعًا من الردع والتحدي على القوات الحكومية، خاصة بعد الفشل في التصدي لها عبر العمليات التقليدية، وآخرها عملية "حَسْكَنِيتْ".

وأشار حسن صالح، إلى أن استخدام الطائرات المسيرة يتيح لهذا التنظيم، تنفيذ هجمات دقيقة وفعالة، مضيفا أن التنظيم كاد يغتال الرئيس التشادي أثناء قيادته عملية حسكنيت الأخيرة.

ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية "تعكس تطور خطة هذا التنظيم التكتيكية، وهو أمر يُظهر أنها لم تعد تعتمد فقط على الأساليب التقليدية، بل تبنت تكتيكات حديثة ومتطورة".

"سرعة الانتشار والتوغل"
الناشط السياسي التشادي، محمد البشير حسن حسن صالح، لفت في حديثه لـ"عربي21" إلى سرعة "بوكو حرام" في الانتشار والتوغل بالمناطق ذات التضاريس الوعرة والجزر التي تغطيها الأشجار الكثيفة.

وأوضح أن هذه السرعة في التوغل والانتشار "تجعل من الصعب السيطرة عليها بشكل كامل، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات والتحديات اللوجستية التي تواجهها بعض الدول في المنطقة".



وأشار المتحدث إلى أن "بوكو حرام " قامت باستمالة القبائل المحلية وخلقت نوعا من التوازن بين القوة والقبائل، مما يعزز من قدرتها على البقاء والتوسع.

وفي محاولة منهم لاحتواء الوضع، أعلن الرئيس التشادي محمد ادريس ديبي، مايو الماضي، عن تشكيل لجنة وطنية سماها لجنة "المصالحة والتعافي المجتمعي والاستقرار في ولاية البحيرة".

وجاء ذلك بعد محاولة اغتياله عبر طائرة مسيرة، أثناء إشرافه على المعارك ضد "بوكو حرام" ببحيرة تشاد.

وعين الرئيس التشادي، سفير بلاه في النيجر - وهو أحمد أنباء منطقة بحيرة تشاد-  رئيسا لهذه اللجنة، المكلفة بالمصالحة الوطنية، والتي كلفتها الرئاسة التشادية بإعداد مشروع للتنمية والاستقرار في ولاية البحيرة، وتشجيع عودة السكان النازحين وتنظيم الأنشطة المتعلقة "باستعادة ثقافة السلام والاستقرار والعدالة الاجتماعية".

تحديات تواجه المنطقة
ويرى حسن صالح، أن تكيف "بوكو حرام" مع عمليات الجيش التشادي "يشكل تحديًا كبيرًا للمنطقة، خاصة مع الانتشار المحتمل للجماعات في دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو، ومع تداخل الصراع الدولي بين الروس والأوكران، في ظل دعم موسكو لقادة دول الساحل الأفريقي، وما يجري الحديث عنه من دعم أوكراني لبعض الحركات المسلحة" مضيفا أن الوضع يتطلب استراتيجيات أمنية أكثر تطورًا وتنسيقًا إقليميًا ودوليًا لمواجهة هذا التحدي المتصاعد.

ولفت إلى أن تشاد بالخصوص تواجه تحديات كبيرة في ظل تنامي قوة "بوكو حرام" مشيرا إلى أن استخدام هذه الجماعة للطائرات المسيرة "يمثل نقلة نوعية في ديناميكيات الصراع، ويضع الجيش التشادي أمام تحدٍ تقني وعسكري غير مسبوق".

وأضاف: "بوكو حرام، استطاعت أن تتكيف مع تكتيكات الجيش التشادي وحلفائه، واستخدمت أساليب حرب حديثة، مما قلل من فعالية العمليات التقليدية التي تعتمد على القوة النارية أو التمركز الثابت".

ونوه إلى أن "فشل العمليات العسكرية التقليدية، مثل عملية (حَسْكَنِيتْ)، يعكس محدودية قدرة الحكومة التشادية على فرض السيطرة الكاملة على المناطق التي تنشط فيها الجماعات المسلحة، خاصةً مع تداخل المناطق الجغرافية وتواجد القبائل التي يُعتقد أن لها علاقات مع الجماعات المسلحة، والتي تعكس أيضا عمق التعقيد الاجتماعي والسياسي في المنطقة".



واعتبر حسن صالح، أن من بين التحديات التي تواجه تشاد أيضا "الانتشار الإقليمي والتداخل الجغرافي لبوكو حرام ، التي تتوسع عبر أربعة دول، ومتكيفة مع البيئة التي فيها، مما يصعب على تشاد وحدها فرض السيطرة أو القضاء الكامل على هذه الجماعات".

ورأى أنه رغم وجود قوة مشتركة لكل من " النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد" إلا أنها فشلت في القضاء على الجماعة، كما أن "التعاون مع قوى أجنبية مثل روسيا، واستخدام المرتزقة، وتدريب الحركات السودانية المسلحة في مناطق متعددة، يضيف أعباءً على قدرة الحكومة التشادية على الحسم".

مزيج من الحلول العسكرية والسياسية
وخلص المتحدث إلى القول إن تشاد "تواجه معضلة استراتيجية، فهي بحاجة إلى مزيج من الحلول العسكرية، والسياسية، والاجتماعية".

وشدد على أن الحل العسكري وحده غير كاف "بل يجب العمل على تعزيز المصالحات والتأثير على قبائل تلك المنطقة مع تحسين الأوضاع المعيشية، وفتح قنوات تواصل مع القبائل والسلطات التقليدية لمنطقة بحيرة تشاد، فضلاً عن التعاون الإقليمي والدولي الفعّال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التشاد بوكو حرام القتالية الجيش التحديات تحديات الجيش بوكو حرام القتال التشاد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش التشادی بحیرة تشاد بوکو حرام حسن صالح إلى أن

إقرأ أيضاً:

بأشد العبارات.. الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على موقع للجيش في تشاد

أصدرت الإمارات العربية المتحدة بيانا ادانت وبأشد العبارات الهجوم الإرهابي، الذي استهدف موقعاً للجيش في تشاد وأسفر عن مقتل عدد من الجنود.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان: دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية والإرهابية، ورفضها الدائم لجميع أشكال التطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.

وفي نهاية بيانها؛ عبرت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا ولحكومة تشاد وشعبها الصديق في هذا الهجوم الآثم والجبان.

القصر الرئاسي 

وفي حادث مشابه؛ كانت الحكومة التشادية، أعلنت  مقتل 19 شخصًا بينهم 18 مهاجمًا خلال اشتباكات وقعت  في العاصمة نجامينا.

وسُمع صوت إطلاق نار كثيف  بالقرب من القصر الرئاسي في وسط عاصمة تشاد نجامينا، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وقال مصدر أمني تشادي لفرانس برس تزامنا مع تواصل إطلاق النار حوالى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، إن مسلحين هاجموا الجزء الداخلي من القصر الرئاسي. ولم تدل السلطات بأي تصريح.

وشدد المتحدث باسم الحكومة التشادية عبد الرحمن كلام الله الأربعاء على أن "الوضع تحت السيطرة بالكامل" بعد "محاولة زعزعة الاستقرار" التي "تم القضاء عليها"، وذلك إثر سماع إطلاق نار كثيف في وسط العاصمة نجامينا.

وكان اثنان من السكان قالا إن دوي رصاص سمع  بالقرب من مقر الرئاسة في العاصمة التشادية نجامينا.

وأضافا أن أرتال مركبات عسكرية شوهدت وهي تتجه نحو الرئاسة. ونقلت وكالة  الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن مسلحين شنوا هجوما داخل المجمع الرئاسي.

وقال أحد السكان ويدعى عباس محمد سيد "أنا عالق في ساحة الأمة أمام الرئاسة لأنني أسمع إطلاق رصاص كثيف وهناك مركبات عسكرية تأتي من كل الاتجاهات".

رويترز: الإمارات والولايات المتحدة تتفقان على إطلاق مفاوضات تجاريةحزب الوعي: زيارة الرئيس السيسي للإمارات رسالة بثبات السياسة الخارجية لمصرالأحزاب: زيارة الرئيس السيسي للإمارات تعكس عمق العلاقات ومتانة التعاون بين البلدينبعد زيارة مثمرة لدولة الإمارات .. الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطنالرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن عقب زيارته للإمارات طباعة شارك الإمارات وزارة الخارجية تشاد هجوم إرهابي الجيش التشادي

مقالات مشابهة

  • مروحيات «كاريكال» تدخل الخدمة في العراق.. ماذا يعني ذلك للقدرات القتالية؟
  • 14 نزالاً عالمياً في «971 للفنون القتالية»
  • مميزات وقدرات مذهلة .. بوكو تغزو الأسواق بهاتفPoco F7
  • هل أغاني أم كلثوم حرام؟.. أزهري يكشف 3 أحكام
  • بأشد العبارات.. الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على موقع للجيش في تشاد
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على موقع عسكري في تشاد
  • مفوضية اللاجئين: أزمة السودان وصلت نقطة اللاعودة مع تضاعف أعداد اللاجئين بتشاد
  • «971» للفنون القتالية المختلطة تجمع نجوم العالم في دبي
  • نموذج “بوكو حرام”: كيف تستغل الجماعات الإرهابية ثغرات “تيك توك”؟