في أول محاولة عربية جادة، تواصل "قافلة الصمود" شق طريقها نحو قطاع غزة، دعما للشعب الفلسطيني وسعيا لكسر الحصار عن أهله وإنهاء تجويع مواطنيه. وانطلقت القافلة من تونس التي لا تزال قادرة على مفاجأة العالم العربي كما فعلت من قبل، وفق ما جاء في تقرير لفوزي بشرى بثته قناة الجزيرة.

وتضم القافلة -التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"- أكثر من ألف مشارك، بينهم تونسيون وجزائريون وليبيون وموريتانيون، لا يحملون إلا ما يعينهم على الرحلة التي قد تستغرق نحو أسبوعين.

وحسب التقرير، فإن القافلة هي "أول محاولة عربية جادة تنهض الكتلة العربية الضخمة من المشاهدة المسترخية وهي تتابع هول المأساة الفلسطينية.. وتحفزها نحو اتخاذ خطوات فعلية، ولكن ليس بالفعل المسلح، بل بالاحتجاج المقلق لسكينة العالم المتواطئ على جريمة الإبادة للشعب الفلسطيني".

ويوضح التقرير أن قوة قافلة الصمود ليس في ما تملك من عتاد حربي تغير به معادلة الصراع، بل في موقفها الإنساني والأخلاقي، وفي تضامنها العربي مع شعب كأن العالم "تآمر على إنكار أنه جزء من الجماعة الإنسانية.. إنها الجريمة الأكبر في تاريخ القتل المصور".

ويبين أن "قافلة الصمود" هي صرخة في بلادة الحس الإنساني، بينما تسفك دماء الضحايا من المواطنين الفلسطينيين في غزة رجالا ونساء وأطفالا، كما أنها تحريض على الفعل، لا إشاحة العيون عن العيون الذابلة من الجوع، كما جاء في التقرير.

إعلان

عبور القافلة

ومن جهة أخرى، يتساءل فوزي بشرى في تقريره عما إذا كان طريق القافلة سيكون سلسا، ويقول إنها ستدخل في جدل الصراع السياسي للجغرافيا الليبية، فهل ستأذن لها سلطات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في الشرق الليبي للعبور والدخول إلى مصر من معبر امساعد؟

وحسب مراسل الجزيرة في ليبيا، فإن القافلة، وصلت إلى مدينة الزاوية محطتها الأولى داخل الأراضي الليبية وسط دعم من أهالي المدينة، وستتجه لاحقا صوب العاصمة طرابلس، ومنها إلى مدينة مصراتة لتبدأ رحلتها بعد ذلك نحو شرق ليبيا وصولا إلى معبر "امساعد" الحدودي بين ليبيا ومصر، ثم إلى القاهرة، ثم معبر رفح في 15 من الشهر الجاري.

ولو سارت الأمور سيرها المرتجى، فستبلغ قافلة الصمود القاهرة، حيث ينضم إليها ناشطون دوليون يصلون جوا إلى مصر لتكون المحطة الأخيرة في معبر رفح، حيث يتكدس الطعام والدواء والماء على الحدود المصرية. كما تتكدس مئات الشاحنات وراء معابر غزة مع إسرائيل.

ويلفت التقرير إلى ترجيحات تقول إن عبور القافلة إلى رفح ربما ستكتنفه بعض التعقيدات، فإسرائيل لم تتنفس الصعداء بعد مما جرّه عليها تصديها لسفينة "مادلين" التي كانت تسعى أيضا إلى كسر الحصار عن غزة، وحققت مطلبها رغم السيطرة الإسرائيلية عليها.

وخلص تقرير الجزيرة إلى أن "قافلة الصمود" رمز آخر ناجح، أي كان مبلغ غايتها، لأن نجاحها كامن في ضربة البداية نفسها، كما كان نجاح قارب "مادلين"، مشيرا إلى أن "إسرائيل خسرت دبلوماسيا وهي ذاهبة في عزلة تزاد يوما بعد يوم كنموذج لدولة قاتلة مارقة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات قافلة الصمود

إقرأ أيضاً:

عودة نشطاء أسطول الصمود للأردن وشهادات عن التنكيل بهم في سجون الاحتلال

عمّان- عاد أسطول الصمود إلى الأردن حاملا 131 ناشطا وناشطة من مختلف دول العالم الغربي والعربي، وسط شهادات صادمة عن التعذيب والتنكيل بهم في السجون الإسرائيلية.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، في بيان رسمي، إنها وبالتعاون مع الجهات المعنية، سهّلت عبور المشاركين وقدمت لهم المساعدات اللازمة.

وأوضح الناطق باسم الوزارة فؤاد المجالي أن الإجلاء شمل رعايا من أكثر من 20 دولة، بينها البحرين وتونس والجزائر وسلطنة عُمان والكويت وليبيا وباكستان وتركيا والأرجنتين.

كما شمل أيضا رعايا من البرازيل وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأكد المجالي أن الوزارة نسقت مع سفاراتهم لتسهيل مغادرتهم لاحقا إلى بلدانهم عبر مطار الملكة علياء الدولي.

ومن عمّان، بدأت عملية إعادة النشطاء إلى بلدانهم عبر رحلات جوية من مطار الملكة علياء الدولي، بالتنسيق مع السفارات المعنية، وغادرت بالفعل وفود أوروبية إلى باريس ومدريد وروما وأنقرة، في حين تُستكمل الترتيبات لتأمين سفر الوفود الآسيوية واللاتينية خلال الأيام المقبلة.

اعتقال قاسٍ

من بين المفرج عنهم، الناشط الأردني عبد الرحمن غزال الذي روى تفاصيل ما وصفه بـ"الاعتقال القاسي" الذي تعرض له المشاركون عقب اقتحام السفن من قبل القوات الإسرائيلية.

وقال غزال، في حديثه للجزيرة نت، "اقتحم جنود الاحتلال السفن بطريقة عنيفة، رغم أننا مدنيون في مهمة إنسانية سلمية هدفها كسر الحصار عن غزة".

وأضاف "منذ اللحظة الأولى للسيطرة على القارب، بدأ الضرب والتقييد، نُقلنا إلى مراكز احتجاز مغلقة، وخضعنا لتحقيقات طويلة مصحوبة بالإهانة والاعتداء الجسدي"، لافتا إلى أنه شخصيا تعرض لخلع في الكتفين 3 مرات نتيجة العنف أثناء التحقيق.

وأكد غزال أن المعاملة التي تلقاها المشاركون لم تكن استثناء، بل جزءا من سياسة تهدف إلى ترهيب النشطاء وردع أي تحرك دولي إنساني مستقبلي، معتبرا أن الأسطول "كان يحمل رسالة ضمير عالمي لا يمكن إسكاته".

مراقبون يرون أن رسالة أسطول الصمود تجاوزت حدود البحر بعدما أثارت حادثة اعتقال الناشطين موجة تضامن واسعة (الأناضول)احتجاز متواصل

وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تحتجز حتى الآن المغربيين عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي، إلى جانب 5 ناشطين آخرين من جنسيات مختلفة، وذلك لرفضهم التوقيع على أوراق قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم يقرون من خلالها بدخولهم الأراضي الإسرائيلية بصورة غير مشروعة.

إعلان

والناشطون الخمسة هم النرويجيون كريستوفوروس شاف أومور وإيلين نورلي وصموئيل روستول، والإسبانية رييس ريغو سيرفيا، والنيجيري فيتاليس نّوروم (ميشال).

ورغم أن الأسطول لم يصل إلى وجهته النهائية في غزة، فإن مراقبين يرون أن رسالته تجاوزت حدود البحر، بعدما أثارت الحادثة موجة تضامن عربية ودولية، في حين دعت منظمات حقوقية وحكومات إلى التحقيق في شرعية اعتراض السفن في المياه الدولية، واصفة ما حدث بأنه "قرصنة منظمة" تستهدف العمل الإنساني.

الاحتلال يفرج عن مراسلة #الجزيرة_مباشر حياة اليماني بعد اعتقالها 5 أيام لتغطيتها رحلة #أسطول_الصمود لكسر الحصار عن #غزة pic.twitter.com/NDtmC5lb6O

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 7, 2025

ويؤكد ناشطون -أفرج عنهم- أن التجربة، رغم قسوتها، نجحت في إعادة تسليط الضوء على مأساة غزة وعلى الصمت الدولي حيال معاناة أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار منذ ما يقارب العقدين.

و"أسطول الصمود العالمي" هو مبادرة إنسانية انطلقت بمشاركة متضامنين من أكثر من 40 دولة، هدفها إيصال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة عبر البحر، وكسر الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007، ورفضا لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

ويمثل الأسطول امتدادا لسلسلة من المحاولات الدولية التي بدأت مع "أسطول الحرية" عام 2010، حين هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة "مرمرة الزرقاء" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 ناشطين، وجرح آخرين، ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه المبادرات إلى رموز عالمية للتضامن مع الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الجزائرية تعلن عن إجلاء 11 مواطنًا شاركوا في “قافلة الصمود” عبر الأردن
  • عودة نشطاء أسطول الصمود للأردن وشهادات عن التنكيل بهم في سجون الاحتلال
  • عزلة في بني حشيش تقدم قافلة اعناب للمرابطين
  • أبناء بني حشيش يسيرّون قافلة سابعة من الأعناب للمرابطين في الجبهات
  • محافظ شمال سيناء: مصر تواصل دعمها الإنساني لغزة وتستقبل المصابين عبر معبر رفح
  • الخارجية تعلن استلام 6 مواطنين من طاقم «سفينة عمر المختار» في عمّان تمهيدًا لعودتهم إلى الوطن
  • قافلة إغاثية سعودية جديدة تصل إلى غزة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
  • أسطول الضمير يواصل إبحاره نحو غزة رغم التهديدات باعتراضه
  • قافلة الأزهر الدعوية بالعاشر من رمضان تنشر قيم التسامح والوسطية وتواجه الفكر المتطرف
  • بن غفير يتباهى بتعذيب معتقلي أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة