انطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض.. 7 يوليو
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
الرياض- الرؤية
قبل شهر واحد من انطلاق أكبر حدث عالمي في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة النسخة الثانية من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، الحدث العالمي الأبرز في مجال الرياضات الإلكترونية التنافسيّة والذي يجمع أقوى البطولات ونخبة اللاعبين والفرق، ويوفّر منصة عالمية تدمج بين الاحتراف، والابتكار، والتجربة الجماهيرية الغامرة، ويُجسّد طموحات المملكة والمنطقة ككل لتكون مركزًا رائدًا في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم.
وتنطلق البطولة في الفترة من 7 يوليو إلى 24 أغسطس، حيث سيكون عشّاق الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة والمنطقة على موعد مع صيف حافل بالمنافسات والترفيه والتشويق. وتُنظم البطولة من قبل مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في بوليفارد الرياض سيتي وسط العاصمة السعودية، حيث تستضيف أكثر من 2000 من نجوم الرياضات الإلكترونية المحترفين الذين يمثلون 200 من أفضل الأندية من أكثر من 100 دولة حول العالم. وسيتنافس المشاركون على إجمالي جوائز قياسيّة تصل إلى 70 مليون دولار، تعدّ الأكبر في تاريخ منافسات الرياضات الإلكترونية الاحترافية على الإطلاق.
وتجسّد بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقاً للتقرير العالمي الذي أصدرته Newzoo حول قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية لعام 2024، يبلغ عدد اللاعبين في الشرق الأوسط وإفريقيا حوالي 559 مليون لاعب، في حين تشير استطلاعات Ampere Analysis إلى أن 73% من سكان المنطقة يشاهدون منافسات الرياضات الإلكترونية مرة واحدة شهرياً على الأقّل. ويحظى هذا النمو الذي تشهده المنطقة باهتمام عالمي متزايد، ما يعزز مكانة القطاع كمحفّز رئيسي للنمو الاقتصادي وبناء الروابط المجتمعية وترسيخ الحضور الثقافي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية: "تعكس استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية للعام الثاني على التوالي طموحها في تصدّر مشهد الألعاب والرياضات الإلكترونية على الساحة العالمية، وأيضاً حالة الازدهار التي يشهدها القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام. كأس العالم للرياضات الإلكترونية هو تأكيد على أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنسبة لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية العالمي، وعلى دورها الريادي في تشكيل مستقبله".
وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: "تنسجم فكرة بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بشكل واضح مع رؤية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، لترسّخ مكانة الرياض كعاصمة عالمية لهذا القطاع. ويسرّنا أن نرحب بعشّاق الألعاب والرياضات الإلكترونية في قلب المملكة، ليعيشوا تجربة فريدة تُبرز الإمكانات الاستثنائية التي تتمتع بها منطقتنا، من مواهب شابة واعدة وبنية تحتية عالمية المستوى، بالإضافة إلى الشغف الكبير بهذه الرياضات لدى شبابنا الذي يُجسّد روح الابتكار والطموح في هذا القطاع الحيوي".
وتعكس بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية النمو الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذا القطاع، واتساع المجتمعات الشغوفة به وازدياد عدد المواهب المتميّزة فيه. وفي عامه الثاني، يواصل كأس العالم للرياضات الإلكترونية ترسيخ مكانته كمنصة عالمية لتمكين المواهب المحلية، حيث يتألق اللاعبون والفرق والمبدعون من المنطقة، ملهمين بذلك جيلاً جديداً من عشاق الرياضات الإلكترونية العرب على الساحة الدولية. ولا يقتصر دور هذا الحدث العالمي على الجانب التنافسي، بل يسهم أيضاً في تحفيز الاقتصاد الإقليمي، إذ أنه يدعم قطاعات حيوية مثل الترفيه، التكنولوجيا، السياحة، التجزئة، والتجارة، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الشراكات التجارية على مستوى المنطقة.
وبدوره قال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: "تقام كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 بهدف توحيد المجتمعات، وتوفير فرصٍ اقتصادية مستدامة، وتعزيز مكانة المنطقة كمركز عالمي رائد للألعاب والرياضات الإلكترونية. ومن خلال استقطاب أفضل الألعاب، وأمهر اللاعبين، وأبرز الأندية في مجال الرياضات الإلكترونية، لا نحتفي بروح المنافسة فحسب، بل نستثمر لإحداث نمو حقيقي، ونعزز فرص العمل، وندفع عجلة القطاعات الحيوية في المنطقة، كالترفيه والسياحة وغيرها، مع تسليط الضوء على الإمكانيات البشرية، والبُنى التحتية المتطورة، والشغف الاستثنائي بعالم الألعاب".
وإلى جانب الأرقام القياسية للجوائز والمشاركة العالمية الواسعة، يمثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية ركيزة أساسية لتمكين اللاعبين والأندية على حد سواء. فمن خلال برامج الدعم المالي والتسويقي المبتكرة مثل برنامج دعم الأندية، يسعى الحدث إلى تعزيز النمو المستدام للأندية المشاركة، ما يضمن لهم القدرة على تطوير مواهبهم وتوسيع قاعدة جماهيرهم على الصعيد العالمي. ولا يقتصر هذا الدعم على الجانب المادي فحسب، بل يمتد ليشمل بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع كبرى العلامات التجارية والشركات العالمية، التي ترى في هذا القطاع فرصاً استثمارية واعدة. وتساعد هذه الشراكات في ضمان استدامة البطولة، وتعزز أيضاً منظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية ككل، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتعاون بين مختلف الجهات المعنية.
وتضم نسخة 2025 من الحدث المنتظر 25 بطولة نُخبوية في 24 من أكبر ألعاب العالم، منها: League of Legends، وDota 2، وPUBG Mobile، وPUBG Battlegrounds، وCounter-Strike 2، وCall of Duty: Black Ops 6، وCall of Duty: Warzone، وCrossFire: Mercenary Forces Corporation، وFortnite، وMobile Legends: Bang Bang، وHonor of Kings، وRainbow Six Siege X، وStreet Fighter 6، وRocket League، وFatal Fury: City of the Wolves، وFree Fire، وOverwatch 2، وEA Sports FC 25، وRennsport، وStarCraft II، وTeamfight Tactics، وTekken 8، وVALORANT، والشطرنج، وApex Legends، والمزيد.
وإلى جانب المسابقات الشيّقة، سيستمتع الزوّار والحاضرون بفعاليات مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، المصاحب للبطولة، حيث يجمع بين الألعاب الإلكترونية والموسيقى والأنشطة الترفيهية والثقافية المميزة، إلى جانب عروض الكوسبلاي، والمأكولات الشهية، والتجارب العائلية الممتعة. ويتجاوز المهرجان كونه مجرد حدث مرافق للبطولة الأكبر؛ إذ يشكّل معلماً فريداً يجسّد ثقافة المنطقة الغنية ويعزز مكانتها وهويتها على الساحة العالمية، ويعيد تعريف تجربة الجمهور، من خلال بيئة تجمع بين المتعة والتقنية والتفاعل الاجتماعي، حيث يصبح الحضور جزءًا من القصة، لا مجرد متفرجين، ويشاركون في صناعة لحظات استثنائية تبقى في الذاكرة، ويعيشون صيفًا لا يُنسى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خيوط المؤامرة من «حانات» الرياض إلى تهجير غزة.. هندسة المنطقة على وقع الخراب والانسلاخ!!
الثورة /
في مشهد بانورامي قاتم يكشف عن حجم الاختراق الذي تتعرض له بنية الأمة العربية، تتشابك خيوط لعبة دولية وإقليمية معقدة، تهدف إلى إعادة صياغة الوعي والهوية والجغرافيا في آن واحد. فبينما تُفتح أبواب «الانحلال المقنن» في عواصم كانت يوماً معاقل للمحافظة، تُحاك في الغرف المظلمة مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها، بالتوازي مع مشاريع تمزيق ممنهج تستهدف وحدة اليمن وتنهب ثرواته، لترسم هذه التحولات ملامح «شرق أوسط جديد» مفصّل على مقاس المصالح الصهيو-أمريكية.
سقوط المحرمات.. من الكأس إلى الشاشة
في قلب العاصمة السعودية الرياض، وتحديداً داخل الحي الدبلوماسي المحصن، بدأت تتكشف فصول تحول دراماتيكي يضرب في عمق الهوية الاجتماعية للمملكة. فبالإعلان رسمياً، وبصمت مريب يشبه حركة اللصوص في الليل، شرع متجر بلا لافتة في بيع الكحول لحملة «الإقامة المميزة» من غير المسلمين، كاسراً حظراً دام لأكثر من سبعة عقود. المشهد هناك، كما يرويه شهود عيان، يبدو سيريالياً: طوابير من السيارات الفاخرة، وتزاحم محموم على زجاجات «الويسكي والنبيذ» بأسعار فلكية، وكل ذلك يدار عبر تطبيق حكومي، ما يشي بأن الدولة لم تعد تغض الطرف فحسب، بل هي التاجر والمنظم لهذه «السوق السوداء المقننة».
ولا يبدو هذا الانزلاق معزولاً عن سياق ثقافي أوسع يهدف لـ «كيّ وعي» المجتمع السعودي؛ ففي جدة، وعلى شاشات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، عُرض فيلم يروج للعلاقات المثلية الصريحة، في تحدٍ صارخ لكل القيم الدينية والمجتمعية الراسخة. هذا التزامن بين «الكأس» و»الشاشة» لا يقرأه المراقبون إلا كجزء من عملية «هندسة قسرية» للمجتمع، تفرضها السلطة من الأعلى لتقديم قرابين الطاعة للغرب، ولجعل المملكة بيئة «مستساغة» للمستثمر الأجنبي والسائح الغربي، حتى لو كان الثمن هو سحق الهوية وسلخ المجتمع عن جذوره، وسط صمت مطبق تفرضه الهراوة الأمنية.
ثمن التطبيع.. فلسطين في سوق النخاسة
وفيما كان المجتمع يُدفع نحو التغريب، كانت الدبلوماسية السعودية، وقبل طوفان السابع من أكتوبر المجيد، تضع اللمسات الأخيرة على صفقة تاريخية للعار السياسي. فقد كشفت وثائق مسربة أن الرياض كانت قاب قوسين أو أدنى من التطبيع الكامل مع الكيان الإسرائيلي، مقابل فتات لا يرقى حتى لمستوى الذر للرماد في العيون. فالوثيقة التي صاغتها واشنطن وباركتها تل أبيب، لم تكن تحمل للفلسطينيين سوى مناورات بيروقراطية بتحويل تصنيفات مناطق (ب) و(ج) في الضفة الغربية، دون أن تمس جوهر الاحتلال أو توقف زحف الاستيطان.
لقد كان المخطط يسير بسلاسة مذهلة، حيث أبدى الاحتلال ارتياحه الشديد لـ «سقف التنازلات» السعودي المنخفض، الذي كان سيمنح نتنياهو تطبيعاً مجانياً مع أكبر دولة إسلامية، ويطوي ملف الدولة الفلسطينية إلى الأبد. إلا أن صبيحة السابع من أكتوبر جاءت لتقلب الطاولة، وتنسف الجدول الزمني لبلينكن، وتحول «حفلة التوقيع» المنتظرة إلى كابوس استراتيجي لواشنطن وتل أبيب، كاشفةً في الوقت ذاته عن هشاشة الموقف السعودي الذي كان مستعداً للمضي قدماً فوق أشلاء الحقوق الفلسطينية.
دبي.. »مستعمرة« سياحية وغرفة عمليات للتهجير
وعلى الضفة الأخرى من الخليج، تجاوزت الإمارات مرحلة التطبيع السياسي لتدخل مرحلة «الاندماج العضوي» مع الكيان الإسرائيلي. فدبي، التي باتت تعج بعشرات الآلاف من الإسرائيليين حتى في ذروة حرب الإبادة على غزة، تحولت إلى «رئة تنفس» للكيان، وملاذ آمن لمستوطنيه الذين وجدوا فيها بديلاً عن «تل أبيب» المحاصرة بصواريخ المقاومة. شهادات السياح الغربيين تؤكد أن المشهد في فنادق دبي بات «عبرياً» بامتياز، في مفارقة مؤلمة بينما تُدك بيوت الغزيين فوق رؤوسهم.
ولم يقف الدور الإماراتي عند حدود السياحة والتجارة، بل امتدت أصابعه لتعبث بمصير سكان غزة عبر مخطط «التهجير الطوعي». التقارير تشير إلى تورط شبكات وساطة تتخذ من الإمارات مقراً لها، وبالتنسيق مع دوائر استخباراتية، لتسيير رحلات جوية مشبوهة تهدف لإفراغ القطاع من أهله تحت غطاء «الإنسانية» و«فرص العمل». وقد تنبهت دولة جنوب أفريقيا لهذا الفخ، مسارعةً لإلغاء إعفاء التأشيرات للفلسطينيين لقطع الطريق على استخدام أراضيها كمحطة ترانزيت في مشروع «الترانسفير» الجديد، الذي تشارك أبوظبي في هندسة لوجستياته، متماهية تماماً مع الرغبة الصهيونية في تصفية الوجود الديموغرافي للمقاومة.
اليمن.. بين »أنياب« التقسيم وصراع الوكلاء
وفي الجنوب اليمني، تكتمل حلقات المسلسل التآمري، حيث تتحول الجغرافيا إلى ساحة مفتوحة لنهب الثروات وتمزيق النسيج الوطني. ففي حضرموت، تدور رحى حرب شعواء بين الوكلاء المحليين للرياض وأبوظبي، انتهت فصولها الأخيرة بتسليم «المنطقة العسكرية الأولى» لقوات درع الوطن والانتقالي، في خطوة تمهد لعزل المحافظة النفطية عن محيطها اليمني.
إن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، للسيطرة على منابع النفط في «بترومسيلة» والتمدد نحو المهرة، لا يمكن قراءتها إلا في سياق مشروع تشطيري مقيت، يهدف لتحويل جنوب اليمن إلى «كانتونات» متناحرة يسهل التحكم بها ونهب مقدراتها. ورغم التخبط الذي يعيشه قادة الانتقالي، وارتهان قرارهم للأجندة الخارجية، فإن الخطر يكمن في تحويل هذه التحركات إلى واقع سياسي يشرعن الانفصال، ويخدم الأطراف الدولية الطامعة في السيطرة على الممرات المائية وباب المندب.
وتشير المعلومات الميدانية إلى أن منع الفصائل الإماراتية لتعزيزات القوات السعودية من دخول عدن، وما يقابله من ضغوط سعودية في حضرموت، يعكس عمق الخلاف على «الكعكة» اليمنية، بينما يبقى الشعب اليمني هو الضحية الأولى لهذا الصراع العبثي. كل ذلك يجري تحت أنظار «الشرعية» المزعومة التي باتت هيكلاً مفرغاً من المضمون، لا يملك من أمره شيئاً سوى توقيع البيانات المعدة سلفاً في فنادق العواصم المشغلة.
خاتمة.. معركة الوجود
إن ما يجمع بين متجر الكحول في الرياض، والفيلم المثلي في جدة، والسائح الإسرائيلي في دبي، والمدرعة الإماراتية في حضرموت، هو خيط واحد ناظم: «محاولة تفكيك منظومة المناعة للأمة».
إننا أمام هجمة شاملة لا تستهدف الأرض فقط، بل تستهدف القيم والعقيدة والوعي، لتمهيد الطريق أمام هيمنة صهيو-أمريكية مطلقة لا تجد من يقول لها «لا». وبينما تتساقط الأقنعة عن الأنظمة الوظيفية، يبقى الرهان معقوداً على وعي الشعوب وجذوة المقاومة التي أثبتت، من غزة إلى صنعاء، أنها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه أو شطبه من معادلات المنطقة.