علمتني الحياة أنه كلما زاد العمر أيقنت أن تلك الحياة لا تستحق أن نضيعها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا، وفى نشر روح العداء بين البشر، ولا تستحق كل ذلك التأثر، ترحل مصاعب تأتى غيرها، تموت ضحكات تولد أخرى، يذهب البعض يأتي آخرون، إنها مجرد حياة، بمرور الزمن وكثرة الخبرات نتعلم من الحياة، ولكن الحياة لا تعطى دروساً مجانية لأحد، فحين نقول علمتني الحياة تأكدوا أنني دفعت الثمن، وكان غاليا جداً.
يولد ابن آدم قابضاً كفيه حريصاً على الدنيا، ويموت وهو باسطها لم ينل منها شيئاً، هذه الكلمات الحكيمة تعلمنا أن الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة وعلينا أن نعيشها ونسعد بها بأخلاقنا التي ولدت معنا بالفطرة، عليك ألا تترك الظروف أو الشخصيات السلبية تغير من طباعك الجميلة، ولا تسمح لأسلوبهم السيء أن يمحى تربيتك الحسنة، لذلك إذا أردت أن تعيش سعيداً انزع الكراهية والحقد من قلبك، حب الحياة، فالحياة تحب من يحبها، فالحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء وهى السعادة، وهناك أصابع سوداء وهى الحزن، ولكن تأكد أنك ستعزف الاثنين لكى تعطى للحياة لحناً.
لا تندم على أي إحساس صادق بذلته، أو عمل خير أنجزته، ولم تجد التقدير المناسب، صحيح انه إحساس مؤلم أن تكون مبدعاً في إسعاد الآخرين ولا تجد من يسعدك أو تكون عاجز عن إسعاد نفسك، حيث إننا دائماً نحتفظ بالحزن في أعمق مكان في القلب والسعادة نجعلها سطحية، وكن صادقاً في حياتك قولا وفعلا ولا تكن متناقض بين قول جميل وفعل يناقضه، جمال الحياة أن يتوافق كلامك مع فعلك.
أنا وأنت وهو وهى نمتلك نفس العينان ولكن هل الجميع يمتلك نفس النظرة للأشياء، قد نرى نفس الأشياء من الخارج ولكن بداخلنا مختلفة مشاعرنا، طبيعتنا، أخلاقنا، وبناءً عليه تختلف نظرتنا، إن موقفك من الحياة هو ما يحدد مدى سعادتك أو تعاستك، ليس بمقدورك تغيير ما يحدث لك، لكن بإمكانك أن تغير الطريقة التي تستجيب وتتعامل بها مع ما يحدث لك.
علينا أن نعيش الحياة كما هي فالحياة مثل الكتاب، وأيامنا صفحات، في كل صفحة توجد أحداث وأحاديث، هناك صفحات مكتظة، وهناك صفحات عبارة عن قصاصات صغيرة ما يوجد بها ليس له أهمية ليتم تدوينه، فهي أيام صامتة، فأهتموا بصفحات حياتكم اجعلوها مليئة بالابتسامات والأحداث ولا تجعلوها بيضاء خاوية، فجميل أن يكون لدينا مخزون من الإنجازات والأحداث لنتصفحه إذا احتجنا لأى دعم.
ابتسم للحياة فالابتسامة مرض معدى، فعندما تبتسم تلقائياً ستجد الطرف الآخر يبتسم فيا لها من عدوى رقيقة، رائعة، جميلة أتمني أن يصاب بها العالم بأسره، فالابتسامة أقدم وأسرع طريقة للمواصلات عرفها الانسان واللغة الوحيدة التي تفهمها جميع الشعوب بلا ترجمان، ولكي تبتسم دائماً أفعل ما يسعدك واجعل النية الطيبة ملازمة لك، لأن النية الطيبة لا تجر معها الا المفاجآت الجميلة، فلا تغيروا أسلوبكم فقط غيروا نياتكم، فعلى نياتكم ترزقون.
وعلينا بحسن الظن بالآخرين، فقد أجد اللذة والمتعة عندما أبحث عن عذر أو مبرر لمن أساء لي - أنا لا أفعل ذلك نبلاً مني - وإنما أفعله أنانية فأنا أخدم نفسي عندما أنظف قلبي من البغضاء والحسد والكراهية.
أعرف أن هذا الكلام صعب تنفيذه على الكثير من النفوس البشرية، ولكن هذا يرجع إلى طبعك وأخلاقك ومدى تحملك وعليك أن تتذكر أن الأشياء العظيمة دائماً تبدأ من داخلك ومن مدى مقاومتك للشيطان حتي تكون نفسك مطمئنة راقية سامية، أخلاقياتك هي رصيدك عند الناس، فأحسن عملك وخلقك تكن أغنى الأغنياء.
علمتني الحياة أن أبكى في زاوية لا يراني فيها أحد ثم أمسح دموعي وأخرج للناس مبتسماً (وليم شكسبير)، وأن أشكى همى لربي وأنا ساجدة حتي أزداد حباً لله وتقرباً منه والشعور بعظمته.
ودموع تجرى علي خدى
ولا أحد يشعر بي ولا يدرى
هل السبب أفعالي أم قدري
أقترب من الله وليس البعدي
أحسن الظن وعظم الثقة بربي
علمتني الحياة أنه اذا لم يجد الانسان شيئاً في الحياة يموت من أجله، فإن أغلب الظن لن يجد شيئاً في الحياة يعيش من أجله، وأن الصخور والصعاب تسد الطريق أمام الضعفاء بينما يرتكز عليها الأقوياء للوصول للقمة.
كن متفائلا دائماً مهما أسودت الدنيا وأظلمت فستجد بقعة ضوء صغيرة فأتجه نحوها، وعندما تواجهك مشكلة تذكر ثلاثة: أنها مؤقتة، أنها مقدرة، أنها سوف تهديك أجراً إن صبرت، ولا تحزن اذا شعرت بكثرة الضغوط من حولك، وأعلم أن الله سيخرج أجمل ما فيك في هذه اللحظات الصعبة، وقل الحمد لله دائماً، عش كل لحظة كأنها أخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل عش بالحب، عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: علمتني الحياة كن متفائلا حب الحياة علمتنی الحیاة الحیاة أن
إقرأ أيضاً:
متحف غريفان بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ
منذ تأسيسه عام 1882، يواصل متحف "غريفان" الشهير في العاصمة الفرنسية باريس تقديم رحلة بصرية عبر التاريخ من خلال ما يقرب من 250 تمثالا من الشمع، تشمل شخصيات عالمية بارزة في الثقافة والفن والسياسة والرياضة، إلى جانب شخصيات كرتونية محبوبة.
ويضم المتحف تماثيل لشخصيات تركت بصمتها في التاريخ، مثل الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو، والنجمة الأميركية مارلين مونرو، والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، مانحا الزوار فرصة فريدة للاطلاع على الشخصيات التاريخية المهمة، كما لو أنه كتاب ثلاثي الأبعاد يروي التاريخ عبر تماثيل نابضة بالحياة.
تخليد لذكرى المشاهيريحتضن المتحف تماثيل لملوك وقادة فرنسا السابقين، بينهم الملك لويس الـ14 المعروف بـ"الملك الشمس"، إضافة إلى تماثيل علماء بارزين مثل ألبرت آينشتاين، المعروضة ضمن ديكور مميز.
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتخليدا لذكراها، أضيف للمتحف تمثال من الشمع للأميرة البريطانية ديانا، التي توفيت بحادث سير في نفق ألما بباريس في 31 أغسطس/ آب 1997، وقد صُمّم التمثال بفستانها الأسود الشهير المعروف بـ"فستان الانتقام"، مما منح المعروض بعدا رمزيا لافتا.
ويضم المتحف درجا تاريخيا مصنوعا بالكامل من الرخام، إلى جانب صالة مسرحية عمرها قرن من الزمن، تتوزع على مقاعدها تماثيل لشخصيات بارزة، بينها الفنان الفرنسي الأرمني الأصل شارل أزنافور.
وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في متحف غريفان، فيرونيك بيريز، إن فكرة المتحف انطلقت عام 1882 على يد الصحفي آرثر ماير، مدير صحيفة "لو غالوا" آنذاك.
وأوضحت أن ماير لاحظ أن القرّاء لم يكونوا يعرفون شكل الشخصيات التي تتصدر عناوين الصحف، لأن الصور الفوتوغرافية، رغم اختراعها، لم تكن منتشرة بسبب تكلفتها العالية، ومن هنا راودته فكرة إنشاء "صحيفة ثلاثية الأبعاد" يستطيع الناس من خلالها رؤية الشخصيات كما هي.
إعلانولفتت بيريز إلى أن أول مجموعة تماثيل عند افتتاح المتحف ضمّت نحو 80 شخصية، بينهم فيكتور هوغو ورئيس فرنسا آنذاك جول غريفي.
وتابعت "المتحف يحاول اليوم مواصلة هذا التقليد، وإضافة شخصيات جديدة تتصدر المشهد العالمي".
وكشفت بيريز أن تصميم كل تمثال يستغرق نحو 6 أشهر، يجري خلالها لقاء أولي لمدة ساعتين ونصف مع الشخصية المراد تجسيدها، لجمع تفاصيل دقيقة عن لون البشرة والشعر والعينين، واختيار التعبير المناسب للوجه.
وأوضحت أن الورشات الفنية التابعة للمتحف تعمل على إعداد التمثال باستخدام مواد مختلفة، حيث يُصنع الجسم من مادة البلاستيلين، بينما يُشكّل الرأس من شمع العسل التقليدي، مما يسمح بإضافة الشعر والحاجبين واللحية بشكل يدوي.
وأضافت بيريز أن القائمين على العمل يستخدمون الطلاء الزيتي لإنهاء الملامح الدقيقة للوجه، أما الملابس التي تُزيّن التمثال، فهي غالبا من هدايا الشخصيات الحقيقية التي يجسّدها التمثال.
وروت بيريز أن المتحف كان قد بدأ تحضيرات لقاء مع الأميرة ديانا قبل فترة قصيرة من وفاتها، لكن الحادث المأساوي دفع إدارة المتحف لتأجيل المشروع احتراما لمشاعر الجمهور.
وبعد سنوات، عادت الفكرة إلى الواجهة بفضل رواية "الآنسة سبنسر" للكاتبة كريستين أوربان، التي أعادت الاهتمام بسيرة الأميرة، وفق المتحدثة.
وأكملت "قلنا لأنفسنا إنه ربما حان الوقت لتجسيد ديانا كرمز خالد في ذاكرة العالم، وفي يوم افتتاح التمثال، استقبل المتحف مئات الزوار الذين توافدوا إلى المكان خصيصا لرؤيته".
ووفق بيريز، فإن متحف غريفان بات اليوم بمنزلة "كتاب تاريخ ثلاثي الأبعاد"، يروي عبر مشاهده المتقنة تاريخ فرنسا والعالم بطريقة تفاعلية تجمع بين الفن والتقنية والسرد البصري.