إيران وإسرائيل تتبادلان الهجمات «المـــــــدمرة» وسط مخاوف من عواقب وخيمة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
طهران - تل أبيب - عواصم «وكالات»: تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية اليوم بعد يوم من تنفيذ إسرائيل هجوما جويا غادرا، والذي أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء وقصف مواقع نووية في محاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي. وفي طهران، تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 20 طفلا، في هجوم على مجمع سكني، مع ورود أنباء عن المزيد من الضربات في جميع أنحاء إيران.
وفي إسرائيل دوت صفارات الإنذار ما دفع السكان إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل الليلة الماضية حسب الرواية الإسرائيلية. وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيأتي ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف غدًا الأحد.
لكن مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وتحريضها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه من رجال الدين، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان «إذا استمر الزعيم الإيراني علي خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران».
وتوعدت إيران بالانتقام بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر الجمعة والذي أدى إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء في البرنامج النووي وإلحاق أضرار بمحطات نووية وقواعد عسكرية.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران حذرت حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضا إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
وحثت دول الخليج العربية، على التهدئة في حين أدت مخاوف من تعطل صادرات النفط في منطقة الخليج إلى ارتفاع سعر النفط بنحو سبعة بالمائة الجمعة. وقال الجنرال الإيراني وعضو مجلس الشورى (البرلمان) إسماعيل كوثري إن البلاد تدرس بشكل جدي إغلاق مضيق هرمز، منفذ نفط الخليج إلى العالم.
* انفجارات وخوف في إسرائيل وإيران ليلا
وقال مسؤول إسرائيلي إن الهجوم الإيراني الليلة الماضية تضمن إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات.
وفي ريشون لتسيون، جنوب تل أبيب، قالت الشرطة إن فرق الطوارئ أنقذت طفلة رضيعة كانت عالقة في منزل أصابه صاروخ. وأظهر مقطع مصور فرق الإنقاذ وهي تبحث بين أنقاض أحد المنازل.
وفي ضاحية رمات جان الغربية، بالقرب من مطار بن جوريون، وصفت ليندا جرينفيلد الأضرار التي لحقت بشقتها قائلة «كنا نجلس في الملجأ، ثم سمعنا صوت انفجار قوي. كان الأمر مروعا».
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صواريخ إيرانية سطح-سطح وطائرات مسيرة، وإن صاروخين أطلقا من غزة.
وأدت الغارات الإسرائيلية على إيران خلال يومين إلى تدمير بعض المباني السكنية ومقتل عدد من الأسر جراء القصف الذي استهدف عددا من العلماء وكبار المسؤولين في منازلهم.
وقُتل 78 شخصا في الضربات الإسرائيلية على إيران في اليوم الأول وعشرات آخرون في اليوم الثاني الذي دمر فيه صاروخ مبنى سكنيا مؤلفا من 14 طابقا.وذكر التلفزيون الإيراني أن 60 شخصا قتلوا، لكن لم يصدر تأكيد رسمي بعد.وبث التلفزيون لقطات لآثار هذا الهجوم والتي ظهر بها المبنى المنهار وقد سُوي بالأرض.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي الروسي اليوم .
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن «التصعيد الخطير في الشرق الأوسط كان بطبيعة الحال في صلب النقاش». كذلك، أشارت إلى أن بوتين أطلع ترامب على «تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في الثاني من يونيو».
ونقلت وكالات أنباء روسية عن يوري أوكاشوف كبير مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشا الأعمال القتالية بين إيران وإسرائيل. وأضاف أوكاشوف أن بوتين ندد بالهجمات الإسرائيلية على إيران وأن الزعيمين لم يستبعدا العودة إلى المناقشات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليوم إن الضربات الإسرائيلية في إيران تحظى بـ«دعم صريح» من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم بضرب «كل هدف تابع للنظام» في إيران، مشيرا إلى أن الغارات العدوانية التي نفذتها إسرائيل اعتبارا من الجمعة ألحقت «ضربة فعلية» ببرنامج طهران النووي.
وقال نتانياهو في كلمة مصورة «سنضرب كل موقع، كل هدف تابع للنظام»، مضيفا «وجهنا ضربة فعلية لبرنامجهم النووي».
فيما توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم إسرائيل بـ «رد أقوى» في حال واصلت ضرباتها التي بدأتها الجمعة على مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية.ونقلت الرئاسة الإيرانية في بيان عن بزشكيان قوله خلال اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن «استمرار العدوان الصهيوني سيلقى ردا أشد وأقوى من القوات المسلحة الإيرانية»، وذلك.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي اليوم دعم بلاده لطهران في «الدفاع عن حقوقها المشروعة»، فيما قال لنظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في اتصال آخر معارضة بكين للهجوم على الجمهورية الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن يي قال لعراقجي أن الصين ستدعم طهران «في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة». وفي الاتصال مع نظيره ساعر، أكد يي أن بكين تعارض ما تقوم به إسرائيل من «مهاجمة إيران بالقوة».
واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الولايات المتحدة بـ «عدم النزاهة» على خلفية دعم إسرائيل في وقت كانت طهران وواشنطن تجريان مباحثات بشأن اتفاق نووي محتمل. ونقلت الرئاسة الإيرانية عن بزشكيان قوله إن «تنسيق النظام الصهيوني مع الولايات المتحدة في عدوانه على الأراضي الإيرانية في خضم المفاوضات، هو دليل على عدم نزاهة وعدم موثوقية الولايات المتحدة».
واتهمت إيران إسرائيل السبت بتقويض المباحثات النووية بين طهران وواشنطن من خلال مهاجمة الجمهورية الإسلامية.
وقال وزير الخارجي الإيراني عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «عدوان الكيان الصهيوني على إيران الذي أتى في خضم مفاوضات» بين إيران والولايات المتحدة «مؤشر إضافي إلى العدائية الدفينة للنظام (الإسرائيلي)».
صور أقمار اصطناعية تكشف عن أضرار جسيمة بمنشأة نطنز النووية -
واشنطن «أ.ب»: أظهرت صور جرى التقاطها اليوم من قبل شركة «بلانيت لابز» وحللتها وكالة «أسوشيتد برس»، تعرض منشأة نطنز النووية في إيران لأضرار جسيمة مشيرة إلى أن عدة مبان تعرضت لأضرار أو دمرت بالكامل، بما في ذلك منشآت يقول الخبراء إنها تزود المنشأة بالطاقة.
وتم تدمير محطة التخصيب في نطنز، حيث كانت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي خطوة فنية قصيرة تفصلها عن مستوى 90% المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.
وتقع كل المنشآت المتضررة في نطنز جراء الضربات الإسرائيلية تقع فوق سطح الأرض، ولا يبدو من الصور أن القاعات تحت الأرض الخاصة بالتخصيب قد تعرضت لأضرار واضحة، لكنها على الأرجح باتت دون كهرباء.
تسنيم: إسقاط مقاتلة ثانية من طراز اف 35 -
طهران «د.ب.أ»: أعلنت قوات الدفاع الجوي الإيرانية أنها تمكنت من استهداف وإسقاط مقاتلة من طراز أف 35 تابعة لإسرائيل وذلك في أجواء غرب البلاد. ووفق وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية اليوم تمكن الطيار من الخروج بمقعد النجاة، مشيرة إلى أنها الطائرة الثانية التي يتم إسقاطها. وأفادت بأن «الدفاع الجوي أصاب طائرتين حربيتين من طراز أف 35 تابعتين للكيان الصهيـوني، ودمرهما وأسقطهما».
مصر: الهجمات الإسرائيلية تهدد السلم الإقليمي -
القاهرة «د.ب.أ»: أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اليوم أن الهجمات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية تعد تصعيدا خطيرا تهدد السلم والأمن الإقليمي وتدفع المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير عبد العاطى اليوم من أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا، وخوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية إسبانيا، وذلك في إطار متابعة التطورات المتسارعة بالإقليم في أعقاب التصعيد الإسرائيلي الأخير واستهداف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وفق بيان للخارجية المصرية.
وشدد الوزير عبد العاطي على ضرورة العمل على خفض التصعيد وتخفيف حدة التوتر، وأنه لا حلول عسكرية للازمات الإقليمية، مؤكدا رفض مصر لانتهاك سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، مشيرا إلى أهمية تجنب اتساع دائرة الصراع في الإقليم.
وطبقا للبيان، تم الاتفاق خلال الاتصالين على تكثيف الجهود المشتركة لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.
عاهل الأردن: الهجوم الإسرائيلي تعدى على سيادة إيران -
عمان «أ.ف.ب»: قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم إن الهجوم الإسرائيلي على إيران يشكل تعديا على سيادتها ويخالف القانون الدولي و«سيكون له تبعات سلبية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار» في المنطقة.
وعقد الملك اجتماعا لمجلس الأمن القومي بحث «العدوان الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من تبعات على الإقليم»، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وأكد العاهل الأردني أن «الهجوم الإسرائيلي الذي يخالف القانون الدولي ويشكل تعديا على سيادة إيران، سيكون له تبعات سلبية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار» في المنطقة. وقال إن «الدبلوماسية والمفاوضات واحترام القانون الدولي هو ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة»، مجددا التأكيد على أن الأردن «لن يكون ساحة حرب لأي صراع».
وتتبادل إسرائيل وإيران الهجمات الصاروخية منذ الجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى ودمار.
ودان الأردن بشدة الجمعة «العدوان الإسرائيلي» على إيران، واعتبر أنه يشكل «تصعيدا خطيرا، وخرقا للقانون الدولي، واعتداء على سيادة إيران». وأكد أنه لن يسمح بـ«خرق سيادته وتهديد أمن مواطنيه من قبل إسرائيل أو إيران».
العراق يدرس السيناريوهات المحتملة -
بغداد «د.ب.أ»: عقدت مستشارية الأمن الوطني في العراق، اليوم، اجتماعا لتدارس السيناريوهات المحتملة لمواجهة المخاطر.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي قوله، في تدوينة على منصة إكس: «ترأسنا اجتماعا لخلية تقييم الأزمات في مستشارية الأمن القومي، لتدارس الأوضاع الأمنية والسياسية في ظل الأحداث والمخاطر الأخيرة في المنطقة». وأشار إلى مناقشة «السيناريوهات المحتملة والإجراءات اللازمة لمواجهة المخاطر الناتجة عنها ومستوى الجهوزية والسياسات والخطط العاجلة».
السعودية: المستويات الإشعاعية طبيعية -
الرياض «د.ب.أ»: أكد مركز عمليات الطوارئ النووية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية، أن المستويات الإشعاعية في المملكة ضمن مستوياتها الطبيعية، معلنا متابعته للأوضاع الإقليمية على مدار الساعة.
وقال المركز، عبر حسابه في منصة إكس: «يعمل المركز على استقراء تداعيات الطوارئ النووية المحتملة على المملكة استباقيا، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الإنسان والبيئة من الآثار الإشعاعية»، وفقا لصحيفة «الاقتصادية» اليوم السبت.
وأضاف: «تقنيات تحلية مياه البحر تعمل على إزالة ملوحة المياه، وما قد يكون معها من مواد مشعة»، مشيرا إلى «أنه لن تكون هناك آثار في المياه المنتجة. ومع ذلك، تتم الإجراءات الاستباقية الوقائية من خلال تكثيف المراقبة».
وأكدت الهيئة أن «بيئة المملكة آمنة من أي عواقب إشعاعية».
نقل معدات «فوردو» النووية إلى منطقة آمنة -
طهران «د.ب.أ»: أعلن مسؤول إيراني، اليوم، أن بلاده كانت نقلت معدات منشأة «فوردو» النووية إلى منطقة آمنة قبل الهجوم الإسرائيلي على المنشأة المحصنة جيدا. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوند، قوله إن الأضرار خارج المنشأة قابلة للمعالجة، موضحا أن معظم المعدات والمواد نقلت إلى مناطق آمنة.
وتضم منشأة «فوردو» النووية، التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طهران، أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.وتقع المنشأة في أعماق الأرض، وهي محمية بمدافع مضادة للطائرات.
ولم تبلغ إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود المنشأة حتى عام 2009، أي بعد عامين من بنائها، بعد أن علمت بها الولايات المتحدة ووكالات استخبارات غربية حليفة.
وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي الواسع، حذر خبراء من أن إيران قد تنقل اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع سرية وتؤمنه حال نشوب حرب.وأشار الخبراء إلى أن مثل هذا الهجوم سوف يؤدي إلى تشجيع القيادة الإيرانية على السعي لامتلاك أسلحة نووية كرادع.
الذرية الإيرانية: لا زيادة في الإشعاع خارج منشأة أصفهان -
فيينا «د.ب.أ»: قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشور عبر منصة أكس إن القوات الإسرائيلية قصفت موقع تحويل اليورانيوم في أصفهان «عدة مرات» يوم 13 يونيو، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع حتى الآن.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية على اتصال وثيق مع إيران.
يشار إلى أن أصفهان هي المنطقة الوحيدة في إيران التي تضم منشأة لتحويل اليورانيوم إلى المواد الخام التي تستخدمها أجهزة الطرد، التي تقوم بدورها بتخصيب نظائر اليورانيوم المطلوب للوقود النووي، طبقا لوكالة بلومبرج للأنباء.
وأضرار محدودة في موقع فوردو -
طهران «رويترز»: قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن طهران أكدت تعرض موقع فوردو النووي لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل.
وأضاف كمالوندي: «هناك أضرار محدودة في بعض المناطق في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم... نقلنا بالفعل جزءا كبيرا من المعدات والمواد، ولم تقع أضرار جسيمة ولا توجد مخاوف إزاء التلوث».
مقتل 30 عسكريا بمحافظة أذربيجان -
طهران «أ.ف.ب»: قُتل ما لا يقل عن 30 عسكريا في محافظة أذربيجان الشرقية الحدودية مع أرمينيا، منذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران الجمعة، وفق ما أفادت السلطات المحلية اليوم.
ونقلت وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية عن محافظ أذربيجان الشرقية بهرام سرمست قوله: «في أعقاب عدوان النظام الصهيوني على هذه المحافظة منذ صباح الجمعة، قُتل 30 عسكريا وعضوا في الهلال الأحمر الإيراني أثناء دفاعهم عن الوطن»، مضيفا أن 55 شخصا آخر أصيبوا.
أردوغان يحذّر من خطر «حرب مدمرة»
إسطنبول «أ.ف.ب»: حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم من خطر اندلاع «حرب مدمّرة» بين إسرائيل وإيران، خلال اتصال مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب ما أفادت أنقرة.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن «الرئيس أردوغان اعتبر خلال المحادثة أن منطقتنا لا يمكنها تحمّل أزمة جديدة، وأن حربا مدمّرة قد تسبب موجات من الهجرة غير النظامية نحو كل دول المنطقة».
بابا الفاتيكان يدعو للحوار -
مدينة الفاتيكان «رويترز»: ناشد البابا ليو بابا الفاتيكان اليوم السلطات في إيران وإسرائيل «تحكيم العقل» بعد قصف جوي متبادل أسفر عن مقتل العشرات ودفع المدنيين إلى البحث عن ملاذ، ودعاهما إلى الحوار.
وفي واحدة من أقوى مناشدات السلام منذ توليه المنصب قبل خمسة أسابيع، قال البابا ليو أمام جمهور في كاتدرائية القديس بطرس إنه يتابع الوضع «بقلق شديد». وأضاف البابا: «في مثل هذه المرحلة الدقيقة، أرغب في أن أجدد نداء للمسؤولية والعقل».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمریکی دونالد ترامب الإسرائیلیة على إیران الضربات الإسرائیلیة الهجوم الإسرائیلی الولایات المتحدة إسرائیل وإیران إیران وإسرائیل رئیس الوزراء اتصال هاتفی خلال اتصال فی المنطقة مع نظیره فی إیران قوله إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
المشروع الإيراني يهتز أمام حل الدولتين.. والحوثي يصرخ دفاعًا عن الفوضى
في ظل حراك دبلوماسي واسع تقوده المملكة العربية السعودية لإحياء مسار حل الدولتين كمدخل واقعي ومستدام للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شنّ زعيم جماعة الحوثي المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، هجومًا لافتًا ضد الرياض، في خطوة يرى مراقبون أنها تعبّر عن قلق متصاعد في طهران من إمكانية إنهاء احتكارها السياسي والإعلامي للقضية الفلسطينية.
الهجوم الحوثي جاء بعد أيام فقط من تحركات سعودية نشطة على المستوى الدولي، أعادت خلالها الرياض التأكيد على التزامها الثابت بدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، في إطار جهود جادة لتحريك الجمود الذي يخيّم على ملف السلام منذ سنوات.
تصريحات عبد الملك الحوثي الأخيرة، حملت لغة تصعيدية ضد السعودية، لا يمكن فصلها عن موقف إيران، التي تعتبر جماعته واحدة من أبرز أذرعها العسكرية في المنطقة. حيث تخشى طهران فعليًا من تحقق مشروع الدولة الفلسطينية، لما يحمله من تهديد مباشر لخطاب "المقاومة" الذي اعتمدت عليه لعقود في شرعنة تدخلاتها الإقليمية.
ورقة نفوذ إقليمية
ويعود هذا النهج الإيراني إلى ما قبل الثورة الخمينية، إذ استخدم شاه إيران القضية الفلسطينية كورقة نفوذ إقليمي، لا كقضية إنسانية أو قومية. وقد عبّر في مذكراته عن استراتيجيته بوضوح، قائلاً: "اشغلوهم ببعض". هذه الرؤية واصلتها الجمهورية الإسلامية بأساليب أكثر تعقيدًا، من خلال تسليح الجماعات الموالية لها، وتوظيف القضية الفلسطينية في خطابها السياسي لتبرير التوسع، والتغطية على تدخلاتها في اليمن وسوريا ولبنان.
وبحسب خبراء ومراقبون، فإن نجاح الجهود السعودية في إحياء مسار حل الدولتين، بدعم إقليمي ودولي، يعني تلقائيًا سقوط آخر أوراق طهران في المنطقة. فقيام دولة فلسطينية مستقلة يُنهي ذريعة "الممانعة" التي ترفعها الجماعات المسلحة الموالية لإيران، وعلى رأسها الحوثيون، ويقوّض البنية الفكرية والإعلامية التي بُنيت عليها تلك الأذرع خلال العقود الماضية.
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي نبيل الصوفي على التصعيد الحوثي ضد المملكة، معتبرًا أنه انعكاس مباشر لفقدان طهران زمام المبادرة الإقليمية، لا سيما في ظل التحركات السعودية المكثفة لإحياء خيار الدولتين.
وقال الصوفي في منشور على صفحته في منصة "إكس": "قدمت السعودية مقاربة مختلفة عن منهج طهران تجاه القضية الفلسطينية، فهاجمها آخر أذرع الحرس الثوري في اليمن. طهران الخميني استخدمت القضية بذات الرؤية التي أسسها شاه إيران، الذي كان يرى أن استغلال العرب يُظهر قوة وأهمية إيران بالنسبة لمستقبل إسرائيل. استخدم في مذكراته مفهوم: اشغلوهم ببعض".
وأضاف: "المملكة العربية السعودية تقود هذه الأيام حراكًا دوليًا لإقرار حل الدولتين كمدخل للسلام بين إسرائيل وفلسطين. فخرج عبد الملك الحوثي يزعق.. فطهران ستخسر آخر أوراقها إن قامت دولة فلسطينية أصلًا."
ورأى الصوفي أن الخطاب الحوثي في هذا التوقيت يكشف عن "فوبيا فقدان النفوذ" التي بدأت تضرب أدوات إيران في المنطقة، مؤكدًا أن نجاح السعودية في مسعاها سيعني انهيار المشروع الإيراني القائم على الاستثمار في الانقسامات والصراعات.
تحول استراتيجي
ويأتي هجوم الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بعد أيام من استضافة المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع فرنسا، مؤتمراً دولياً رفيع المستوى في باريس، خُصّص لمناقشة سبل إعادة إحياء حل الدولتين كخيار واقعي لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقد شاركت في المؤتمر أكثر من 50 دولة ومنظمة، من بينها الأمم المتحدة، في خطوة تعكس زخمًا دبلوماسيًا تقوده الرياض لإعادة وضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي.
ورغم حضور الأمم المتحدة ودعم دولي واسع، قاطعت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل المؤتمر، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى تعقيدات المشهد السياسي في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة، وفي المقابل، فإن الحراك السعودي يُعد تحولًا جوهريًا في المقاربة الإقليمية لحل الصراع، ما يُفسر حالة الذعر التي ظهرت في خطاب عبد الملك الحوثي، بحسب مراقبين.
هذا التحرك، وفق ما قاله الكاتب والمحلل اليمني نبيل الصوفي، يكشف عن مقاربة سعودية جديدة تختلف جذرياً عن نهج طهران، التي استخدمت فلسطين مجرد ورقة نفوذ عبر وكلائها، وليس كقضية تحرر حقيقية. وبحسب الصوفي أن "طهران ستخسر آخر أوراقها إن قامت دولة فلسطينية فعلًا"، وهو ما يفسّر الصراخ الحوثي في صنعاء، رفضًا لأي مبادرة تقود إلى سلام حقيقي يُنهي مبررات مشاريع الفوضى التي ترعاها إيران.
وفي ظل هذه التطورات، يرى مراقبون أن تحركات السعودية تعكس تحولًا استراتيجيًا في نهج التعاطي مع القضية الفلسطينية، من شعارات استهلاكية، إلى أدوات سياسية واقعية، تهدف إلى تحقيق سلام دائم، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه، ويغلق الباب أمام المتاجرة السياسية بالقضية، سواء من جانب إسرائيل أو من قِبل طهران وأذرعها في المنطقة.
ارتباك إيراني
وذهب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، إلى أن الهجوم الحوثي لا ينفصل عن ارتباك إيراني واسع من هذا التحول السعودي، مضيفًا أن نجاح السعودية في إرساء دولة فلسطينية معترف بها يعني ببساطة سقوط الخطاب السياسي الذي ترتكز عليه طهران وأذرعها المسلحة في المنطقة، ومنها جماعة الحوثي، التي تجد نفسها محرومة من ذريعة "المقاومة" في حال تبلور حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد حرب في تعليق نشره على منصاته الرسمية أن البيان الختامي للمؤتمر الذي ترأسته السعودية وفرنسا – وقاطعته إسرائيل والولايات المتحدة – جسّد بوضوح المقاربة السعودية الجديدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، من خلال محورين أساسيين: أولهما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضرورة لحماية خيار حل الدولتين، ويجب أن يُترجم إلى خطوات عملية ضمن جدول زمني. وثانيهما أن التطبيع لا يمكن أن يسبق إقامة الدولة الفلسطينية، في رسالة واضحة مضادة للنهج الذي حاولت طهران وأذرعها الترويج له.
وأوضح جهاد حرب أن الدور السعودي الحالي مرشّح للتصاعد، شريطة توسيع المبادرة على ثلاثة مسارات داخل الساحة الفلسطينية: تحقيق وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، تمكين السلطة الفلسطينية ماليًا ومؤسساتيًا، ورعاية جهود إصلاح داخلية تؤسس لشرعية سياسية جديدة من خلال الانتخابات، بما يمنح المشروع السياسي غطاءً شعبيًا وقانونيًا في الداخل.