لماذا لم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من صدّ كل الصواريخ الإيرانية؟
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
رغم ما تملكه إسرائيل من إمكانيات وقدرات عسكرية، إلّا أن دفاعاتها أظهرت عجزا عن صدّ جميع الصواريخ التي تطلقها يران على مدن إسرائيلية في إطار المواجهة العسكرية المستمرة بينهما منذ الجمعة الماضية. فقد وصلت الصواريخ الإيرانية إلى مواقع حيوية في تل أبيب وحيفا.
وحسب الصحفي في قناة الجزيرة محمود الكن، فإنه لا يوجد نظام دفاع جوي في العالم ينجح 100%، موضحا أن آليات الدفاع الجوي تستخدم عادة عدة طبقات، وأيضا عدة صواريخ لكل صاروخ قادم.
وتشمل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية القبة الحديدية، وتستخدم للصواريخ قصيرة المدى من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومترا، وبينما يبلغ مدى الصواريخ الباليستية 1500 كيلومتر. أما منظومة مقلاع داود فتستخدم لاعتراض صواريخ من 40 كيلومترا إلى 300 كيلومتر.
أما الصواريخ المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية فهي "ثاد" و "السهم 3". وقد نجح "ثاد" في السابق -بحسب التجارب- في اعتراض الصواريخ 100% خلال الاختبار، لكن على أرض الواقع ظهر الأمر مختلفا تماما، لأن أمامه مجموعة من دفعات الصواريخ وليس صاروخا واحدا، ولذلك ظهرت نسبة خطأ في الأداء.
وبحسب ما أوضح الكن، فإنه عندما تكون هناك دفعات من الصواريخ نحو 40 مثلا، تحدث عملية إشباع لمنظومة "ثاد" إذ يصبح عليها أن تختار أي الصواريخ قادم ولأي هدف، وما الأهداف التي لديها أولوية أكثر، وهل ستسقط الصواريخ في المناطق الخالية، بمعنى أن "ثاد" تقوم بعملية فرز حسب الأولوية.
إعلانويتابع الكن، في شرح سبب عجز الدفاعات الإسرائيلية عن صدّ كل الصواريخ الإيرانية، "إن الصواريخ الباليستية لديها نظام لتفادي محاولات الاعتراض والتشويش، ويقوم الصاروخ الباليستي التقليدي بعملية الدفع، وينطلق بأبطأ عملية ويتم رصده، لأن خزان الوقود يعمل والمحرك يعمل ليصل إلى السرعة المطلوبة للوصول إلى الفضاء الخارجي، حيث يحلق ويعود لدخول الغلاف الجوي بسرعة عالية".
غير أن الصاروخ الفرط صوتي الذي يصل إلى 5 أضعاف سرعة الصوت، هو الذي يصعب اعتراضه، ويقوم هذا الصاروخ بالدخول الأول إلى الغلاف الجوي ويجري عملية انزلاق مستخدما الهواء، ثم يعود ويصعد إلى الفضاء الخارجي، ثم يعود ويدخل في عملية مناورة للدفاعات الجوية، وهنا يصعّب عليها العملية.
وعندما يأتي الصاروخ فرط صوتي إلى الغلاف الجوي بـ 5 أضعاف سرعة الصوت يحدث عملية تأيّن في الهواء، أي يصبح لديه شحنات تحدث تشويشا على أشعة الرادار، ويقول الكن، إن التشويش على الدفاع الجوي يجعل منظومة الصواريخ والدفاع الجوي لا تنجح دوما في اعتراض الصواريخ القادمة.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن قتلى وعشرات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الصاروخ الإيراني في مواجهة التفوق الإسرائيلي..من سينتصر بمعركة الإقليم الكبرى؟
في ضربة عسكرية نوعية، شنت إسرائيل هجوما كبيرا على إيران، استخدمت فيه أحدث أسلحتها المٌقاتلة التي تمتلكها في ترسانتها العسكرية، ضربة، أدت إلى مقتل كبار قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى قتل إسرائيل علماء نوويين إيرانيين بارزين.
لكن سرعان ما ردت طهران على هذا الهجوم، بقصف إسرائيل بوابل من الصواريخ الباليستية والاستراتيجية بالإضافة إلى صواريخ فرط صوتية، ولعل الاستهداف الذي شاهده العالم لعاصمة دولة الاحتلال كان خير شاهد على الرد الإيراني.
أبرز الصواريخ الإيرانية التي شاركت في قصف إسرائيل
"آرمان" و "آذرخش" أحدث أسلحة الدفاع الجوي الإيراني
تمتلك إيران ترسانة متنوعة من منظومات الدفاع الجوي ولعل أحدثها تلك التي كشفت عنها مؤخرا وهي منظومة "آرمان" المضادة للصواريخ الباليستية والتي يمكنها مواجهة ستة أهداف في وقت واحد على مسافة من 120 إلى 180 كيلومترا، كذلك أيضا منظومة "آذرخش" الصاروخية التي يمكنها تحديد الأهداف وتدميرها بمدى يصل إلى 50 كيلومتراً مع أربعة صواريخ جاهزة للإطلاق.
منظومة "15 خرداد" بعيدة المدى
منظومة "15 خرداد" هي أيضا ضمن منظومات الدفاع الجوي الإيراني، وهي مزودة بصواريخ بعيدة المدى قادرة على كشف ومتابعة 6 أهداف والاشتباك مع 5 أهداف أخرى.
"كمين" سلاح إيران ضد المسيرات
منظومة أخرى تمتلكها إيران هي "كمين 2" حيث وتستخدم لرصد واستهداف كافة أنواع المسيرات الجوية والطائرات المأهولة والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، كما تستطيع رصد الأهداف من على بعد أكثر من 100 كيلومتر.
منظومة "خورداد" للدفاع الجوي
منظومة الدفاع الصاروخي المحلية "خورداد" ضمن منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها إيران، حيث تستخدم صواريخ محلية الصنع طراز "تاير - 2 بي" التي يمكنها استهداف الطائرات من مدى يتجاوز 40 كيلومترا.
صواريخ "بافار - 373" محلية الصنع
كما تمتلك إيران المنظومة الصاروخية محلية الصنع طراز "بافار - 373" المستوحاة من منظومة "إس - 300" الروسية، حيث يمكنها تعقب 300 هدف في وقت واحد على بعد 320 كيلومترا وضرب 6 أهداف في وقت واحد باستخدام صواريخ "سياد - 4" التي يتجاوز مداها 200 كيلومتر.
منظومة "باور 373" للدفاع الجوي
وتعد منظومة "باور 373" للدفاع الجوي بعيدة المدى أهم منظومة دفاعية محلية الصنع في إيران حيث أنها قادرة على اكتشاف نحو 300 هدف وتعقب 60 هدفا والاشتباك مع 6 أهداف.
صواريخ "إس – 300" روسية الصنع
المنظومة الروسية الصاروخية الشهيرة "إس 300" تمتلكها إيران أيضا بأعداد كبيرة حيث أنها قادرة على صد وتدمير الصواريخ الباليستية وتتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفا.
المئات من قواعد الصواريخ والدفاع الجوي
ووفق تقارير عسكرية فإن إيران تمتلك المئات من قواعد الدفاع الجوي المنتشرة في جميع أنحاء البلاد تقول عنها طهران أنها قادرة على حماية أجواء البلاد ضد أي عدائيات جوية أو صاروخية.
أبرز الطائرات الإسرائيلية المشاركة في الهجوم على إيران
في المقابل، شاركت إسرائيل بالعديد من الطائرات المقاتلة الحديثة بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع والحرب الالكترونية والتشويش والتزود بالوقود والمسيرات خلال الهجوم على إيرانو.
إف – 35
المقاتلة إف – 35 من أهم الطائرات المشاركة في الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث تتميز بقدرتها على تدمير الدفاعات الجوية من مسافات بعيدة وتنسيق الضربات والاستطلاع والدعم الجوي نظرا لإمكانيتها الهائلة، كما أنها تتميز بقدرتها على التخفي ومقاتلة أهداف جوية وبرية عدة في توقيت متزامن.
وتستطيع المقاتلة إف 35 التي تنتمي إلى الجيل الخامس على شن "حرب اليكترونية" للتشويش على الرادارات وشل الاتصالات إلى جانب التقاط بيانات ساحة المعركة ونقلها إلى مراكز القيادة.
إف-15
الطائرة الأخرى المشاركة في الهجوم الإسرائيلي على إيران هي الطائرة إف-15 التي تشكل العمود الفقري للقوات الجوية الإسرائيلية.
وتصنف الطائرة التي تنتجها شركة بوينج الأمريكية بأنها طائرة تفوق جوي وهي اعتراضيه هجومية، وتستطيع حمل صواريخ وقذائف عديدة، كما أنها تضم أنظمة إلكترونية وأنظمة تحكم تمكنها من تتبع ومهاجمة طائرات العدو أثناء العمل في المجال الجوي.
إف-16
وتشارك الطائرة المقاتلة إف-16 أيضا في الهجوم على إيران، حيث تعتبر من أوائل طائرات الجيل الرابع التي دخلت الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي تحديدا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وبعد وقت قصير من استلام إسرائيل أولى مقاتلات إف-16استخدمتها تل أبيب لتدمير مفاعل "أوزيراك" النووي في العراق عام 1981.
طائرات استطلاع وحرب الكترونية ومسيرات
وتمتلك إسرائيل حالياً أسطولاً من مقاتلات F-16 يزيد عن 250 مقاتلة، حيث تعتمد إسرائيل على السلاح الجوي بشكل مكثف في عملياتها العسكرية.
كما تستخدم إسرائيل عدة طائرات للاستطلاع الجوي في الهجوم على إيران سواء كانت مأهولة أو مُسيرة مثل طائرات سيسنا 208 ونخشون وبوينج 707 و C130 تستخدمها إسرائيل جميعها في عمليات الاستطلاع والرصد والتي تشارك بكثافة في الهجوم الإسرائيلي على طهران.
على الرغم مما تمتلكه إسرائيل من تكنولوجيا تسليحية متطورة هي الأحدث في العالم بلا شك، إلا أن هذه الإمكانيات لم تحقق نظرية الأمن والردع الإسرائيلي كما يزعم قادة الاحتلال، ولم تحقق نصرا حقيقيا خلال استخداماتها الأخيرة في قطاع غزة والآن في إيران.