الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
ظهر كتاب تحت عنوان "الهدف طهران"، أمام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال متابعته الضربات على إيران، والرد الصاروخي القوي من طهران والذي أجبر نتنياهو وفريقه الوزاري على الاختباء في الملاجئ.
الكتاب الذي جاء غلافه باللون الأصفر الكامل، قام بتأليفه الصحفيان في "جيروزاليم بوست"، يوناه جيريمي بوب وإيلان إيفياتار، وكان لافتا أنه نُشر للمرة الأولى في 24 أيلول/ سبتمبر 2023، أي قبل معركة طوفان الأقصى بنحو أسبوعين فقط.
أرشيف "شور آباد"
ويركز الكتاب على الحرب الاستخباراتية الإسرائيلية ضد إيران في السنوات الأخيرة، لا سيما عملية سرقة الأرشيف النووي مطلع العام 2018، من مستودع "شور آباد" النووي.
ويكشف الكتاب تفاصيل غير مروية عن هذه العملية، وعمليات أخرى، كما يناقش استراتيجية "الموساد" الإسرائيلي بقيادة يوسي كوهين حينها في جمع المعلومات عن إيران، والعمل ضدها بهدف تعطيل برنامجها النووي بكل الوسائل، مثل حوادث التخريب، والاختراقات السيبرانية، والتدخل الدبلوماسي الخفي، وصولا إلى الاغتيالات المباشرة.
وعرض الكتاب معلومات دقيقة عن العملية، مثل قضاء عملاء الموساد 6 ساعات و29 دقيقة داخل المنشأة، وهو وقت غير مسبوق.
كما شملت التحضيرات تدريبًا في دولة ثالثة، ومراقبة الطاقم، واستخدام تنكرات مختلفة، مثل امرأة تحمل كاميرا مخفية في حقيبة يد.
تم نقل الأدلة المادية باستخدام شاحنتين حقيقيتين من بين عدة شاحنات مموّهة تفرّقت في اتجاهات متعددة.
واستخدم الموساد علاقاته مع مهربي المخدرات الإيرانيين قرب حدود إيران-أذربيجان الذين ساعدوا، وفق مبدأ "لا تسأل، لا تخبر"، في تهريب الأسرار النووية الإيرانية نفسها خارج البلاد.
Stuxnet
واستعرض الكتاب استخدام العمليات السيبرانية مثل (Stuxnet) وهي "فيروس" خبيث استهدف برنامج إيران النووي عام 2010.
وفيروس "Stuxnet" قام مهاجمة أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع في مراقبة الوحدات التي تعمل آليا في برنامج تخصيب اليورانيوم، وهو فيروس لا يعمل بشكل عشوائي كما هي العادة وإنما بشكل محدد جدا.
وقام "Stuxnet" بعد اختراق الأجهزة والحواسيب بالتفتيش عن علامة فارقة تتعلق بأنظمة صنعتها شركة سيمنز الألمانية، وعند العثور عليها، فعّل نفسه وبدأ بالعمل على تخريب وتدمير المنشأة المستهدفة من خلال العبث بأنظمة التحكم.
فخري زاده
كما استعرض الكتاب بعض عمليات التخريب مثل استخدام شركات نقل قطع ملوثة، إضافة إلى أبرز عمليات الاغتيال، والمتعلقة بشخصيات بارزة كمهندس الصواريخ محسن فخري زاده عام 2020.
ونفذ عملاء "الموساد" في اغتيال زاده، عملية مركبة باستخدام رشّاش آلي يتحكم فيه عن بُعد مزود بصواريخ ذكية، ومثبت داخل شاحنة عليها شعار شركة "زامياد" الشهيرة لتصنيع المركبات والشاحنات.
واللافت في العملية أن الرشاش الآلي تم إدخاله إلى إيران وهو مفكك، حيث جُمعت قطعه داخل إيران، وخلال العملية أطلق 15 طلقة خلال أقل من دقيقة، أصيب فخري زاده بثلاث منها بينما تُركت عبوة لتفجير الرشّاش لاحقًا (رغم أنه لم يُدمّر بالكامل).
ويقدم الكتاب مقارنة تحليلية في طريقة عمل رئيسي الموساد السابقين يوسي كوهين، وديفيد برنيع.
ويبرز الكتاب الدور الحيوي للموساد في الدبلوماسية السرية، مثل مساهمته في التمهيد لاتفاقيات إبراهام التي طبّعت العلاقات بين إسرائيل ودول مثل الإمارات، البحرين، المغرب.
كما يشير الكتاب إلى ما أسماه بـ"دبلوماسية كورونا"، عندما نظّم يوسي كوهين سريًا صفقة لجلب 10 ملايين كمامة من الإمارات في آذار/ مارس 2020 قبل الإعلان عنها رسميًا.
وبحسب أحد مؤلفي الكتاب جيريمي بوب، فإن الاستخبارات الإسرائيلية تستفيد من تنوع المجتمع الإيراني، حيث أن نحو 20 مليون شخص من الأقليات يُنظر إليهم على أنهم لا يوالون النظام، وهو ما يجعل من إمكانية تجنيد عملاء للموساد أمرا ليس صعبا.
واللافت أن بوب ورغم حصوله على معلومات سرية من "الموساد" إلا أنه يعتبر سياسة الاحتلال تجاه الملف النووي الإيراني "منافقة"، حيث أن تل أبيب تملك ما بين 80 إلى 200 رأس نووي بحسب مصادر غير رسمية.
وخلال تصريحاته ومحاضراته القليلة خلال فترة العدوان على قطاع غزة المستمر منذ نحو 20 شهرا، أكد بوب أن الحل يكمن في اتفاق ينهي وقف إطلاق النار، معارضا سياسات نتنياهو.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية نتنياهو إيران الموساد غزة إيران فلسطين غزة نتنياهو الموساد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محسن فخري زاده عراب البرنامج النووي الإيراني
محسن فخري زاده عالم نووي وفيزيائي إيراني ولد عام 1958 في العاصمة طهران واغتالته إسرائيل عام 2020. التحق بالحرس الثوري الإيراني عام 1979 وأصبح عميدا. شارك في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وعمل أستاذا في جامعة الإمام حسين العسكرية منذ 1997.
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه قاد مشروعا علميا باسم "آماد"، كانت له علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، لكن إيران نفت وجود أي مشروع بهذا الاسم.
أسس وحدة البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع عام 2011، ولقب بألقاب عدة منها "عراب البرنامج النووي الإيراني" و"العقل المدبر للقنبلة النووية الإيرانية" و"أبو البرنامج الإيراني النووي الإيراني".
النشأة والتعليم
ولد محسن فخري زاده مهابادي عام 1958 بمدينة قم جنوب طهران عاصمة إيران. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة شريفي الوطنية ثم مدرسة الكريمية الإعدادية بمسقط رأسه.
انتقل بعد ذلك إلى جامعة الشهيد بهشتي لإكمال دراسته وحصل على البكالوريوس في الفيزياء عام 1987.
واصل مشواره الدراسي بجامعة أصفهان للتكنولوجيا ونال شهادة الماجستير في الهندسة النووية عام 1993.
كما حصل على الدكتوراه في الإشعاع النووي والأشعة الكونية من جامعة أمير كبير الصناعية، وتزوج من صديقة قاسمي، وأنجبا ثلاثة أولاد هم محمد مهدي وحامد وهاني.
المسار الأكاديمي والعسكريبدأ مساره المهني عام 1979 وانخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني عام 1979، وتدرج في الرتب إلى أن وصل رتبة عميد، وركز في تلك المرحلة على العمل الأكاديمي والبحثي بالتعاون مع مؤسسات مرتبطة بالجيش ووزارة الدفاع.
شارك في العمليات العسكرية أثناء الحرب الإيرانية العراقية عام 1980 ضمن التنظيم العسكري "لواء علي بن أبي طالب"، التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي تأسس بعد الثورة الإسلامية.
عمل أستاذا للعلوم النووية في قسم الفيزياء بجامعة الإمام حسين العسكرية في العاصمة طهران منذ 1997.
كما شغل منصب رئيس جامعة مالك الأشتر الصناعية، وهي مؤسسة تعليمية متخصصة في مجالات الهندسة والعلوم العسكرية، وتولى بين عامي 2008 و2011 رئاسة منظمة الأبحاث والابتكار الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
إعلانوكان الهدف من هذه المؤسسة تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الطاقة النووية والصواريخ والطائرات بدون طيار.
البرنامج النووي الإيراني
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه أشرف في تسعينيات القرن العشرين على تطوير مشروع "آماد" العلمي بموافقة من كبار المسؤولين الإيرانيين، وتؤكد أنه مشروع سري خصص لتصميم وصناعة رؤوس نووية قابلة للتحميل على صواريخ باليستية من نوع "شهاب ـ3".
وتضيف أنه أشرف على بناء ترسانة كان يمكن أن تقود إلى صناعة خمس قنابل نووية بحلول عام 2004، وأن إيران حصلت على تصاميم أجنبية عدة للأسلحة النووية وعدلتها لتطوير نسختها الخاصة، لكن المشروع توقف، غير أن إيران نفت وجود أي مشروع علمي بهذا الاسم.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أن بعض الأنشطة استمرت سنوات بشكل سري تحت قيادة فخري زاده، وأنه أنشأ منظمة "سبند" لتطوير القدرات النووية العسكرية وتخصيب اليورانيوم.
وقد تضمن المشروع -حسب الوكالة- تجارب على تفجير نووي افتراضي باستخدام حواسيب متقدمة، كما طور نظام إشعال متعدد النقاط وهو من أساسيات صنع قنبلة نووية.
وبين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2003، أجرت الوكالة عمليات تفتيش في مواقع نووية إيرانية مثل مفاعل طهران البحثي ومفاعل نطنز ومنشأة أصفهان.
واكتشفت وجود جزيئات من اليورانيوم عالي ومنخفض التخصيب غير معلن عنها من إيران، ما زاد الشكوك حول أنشطة نووية غير معلنة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، اعترفت إيران لأول مرة بإجراء تجارب سابقة على تحويل اليورانيوم وتخصيبه باستخدام أجهزة الطرد المركزي والليزر، وإنتاج كميات صغيرة من البلوتونيوم.
كما أعلنت إيران استعدادها لتوقيع البروتوكول الإضافي والتعاون الكامل مع الوكالة بكل شفافية.
وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، أبلغت إيران الوكالة أنها قررت تعليق جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة، بما في ذلك وقف العمل في منشأة نطنز، وعدم إنتاج أو استيراد مواد مرتبطة بالتخصيب.
عقوبات دولية
أدرج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1747، الذي صدر في 24 مارس/آذار 2007، فخري زاده ضمن قائمة الشخصيات المساهمة في تطوير البرنامج النووي الإيراني إلى جانب عدد من علماء وفيزيائيين آخرين.
وبعد رفض الحكومة الإيرانية تقديمه للامتثال أمام محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فرضت العقوبات على محسن، وخاصة حظر سفره وتجميد أمواله وممتلكاته.
كما فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على فخري زاده عام 2010، واتهمته بالعمل على تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، وحظرت التعامل المالي والتجاري معه.
الأوسمةحصل فخري زاده على وسام من المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2019 تقديرا لخدماته العلمية والبحثية في العلوم الدفاعية والطاقة النووية.
الاغتيال
تعرض محسن فخري زاده لعملية اغتيال يوم الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في منطقة أبسرد شرقي طهران، باستخدام رشاش معدل من نوع "إف إن ماغ" البلجيكي الصنع.
واتهمت إيران جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء العملية، وقالت إن السلاح رُكّب على جهاز روبوتي متقدم يعمل بالذكاء الاصطناعي.
إعلانوأضافت السلطات الإيرانية أن العملية نفذت من مراكز تحكم خارج حدود إيران، وأفادت مصادر إعلامية أميركية بأن التحضيرات لعملية الاغتيال بدأت بعد سلسلة اجتماعات في أواخر 2019 وبداية 2020، بين مسؤولين إسرائيليين بقيادة مدير الموساد يوسي كوهين ومسؤولين أميركيين.
وأضافت أن من بين من حضروا هذه الاجتماعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل.
وتكريما له منح خامنئي وسام نصر من الدرجة الأولى لعائلة فخري زاده في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو الوسام العسكري الأعلى في إيران.
كما أطلق اسم "فخري" على اللقاح الإيراني ضد فيروس كورونا تكريما لإسهاماته في المجال العلمي والتكنولوجي، إذ كان من الأوائل في تطوير لقاحات محلية لمكافحة الجائحة.