يمانيون |
كشف المحلل السياسي الدكتور محمد شمص، مدير موقع “الخنادق”، عن الأبعاد الحقيقية للمفاوضات الأخيرة بين طهران وواشنطن، مؤكدًا أنها لم تكن سوى محاولة خداع أمريكية لتمرير عدوان مشترك مع الكيان الصهيوني ضد إيران، تحت غطاء الحوار.

وفي مقابلة بثتها قناة المنار، أوضح شمص أن الجمهورية الإسلامية دخلت المفاوضات رغم معرفتها المسبقة بعدم جدواها، في خطوة محسوبة تهدف إلى إسقاط الذرائع وتسجيل موقف دبلوماسي يُحرج الأطراف المعتدية أمام المجتمع الدولي.

وأضاف أن القيادة الإيرانية، وعلى رأسها السيد علي الخامنئي، كانت تدرك تمامًا أن الولايات المتحدة كانت تتحرك بتنسيق كامل مع كيان الاحتلال لتنفيذ مخطط يستهدف إضعاف الدور الإيراني في دعم محور المقاومة، خصوصًا في ظل التصعيد الصهيوني في غزة، ورغم ذلك، فضّلت إيران تفادي التصعيد المبكر حفاظًا على الاستقرار الإقليمي.

شمص أشار إلى أن التصعيد الأخير لم يكن مفاجئًا لإيران، التي كانت مستعدة لأسوأ السيناريوهات، ولفت إلى أن ردّ طهران لم يكن ارتجاليًا، بل استند إلى حسابات دقيقة، حيث وُجّهت ضربات مركزة بصواريخ ومسيرات أربكت المنظومة الدفاعية الصهيونية، وأثبتت أن السماء لم تعد حكرًا لطيران الاحتلال.

وحول التورط الأمريكي، قال شمص إن تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي تحدث فيها عن شحنات أسلحة متقدمة للكيان، وتنسيق مباشر معه، تؤكد أن واشنطن شريك مباشر في العدوان.. واعتبر أن تراجع واشنطن سياسيًا يعود إلى الصدمة التي خلّفها الرد الإيراني، والذي قلب قواعد الاشتباك.

وشدد شمص على أن إيران اليوم تخوض معركتها من موقع الدفاع المشروع، وليس من موقع المعتدي، وتبذل جهدًا كبيرًا لكشف طبيعة العدوان أمام الرأي العام العالمي، رغم تحيز معظم القوى الكبرى لصالح العدو الصهيوني.

ميدانيًا، أكد شمص أن طهران غيّرت من قواعد الاشتباك، إذ اعتمدت على عنصر المفاجأة بتكتيكات هجومية في وضح النهار، ما أربك كيان الاحتلال، وأثبت جهوزية إيران لحرب طويلة، عنوانها “النفس الطويل”، وسلاحها الثقة بالقيادة والتلاحم الشعبي.

وفي ختام حديثه، أكد شمص أن الكيان الصهيوني لن ينجح في كسر الجمهورية الإسلامية حتى في حال حصول تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة، مشددًا على أن أكثر من مئة مليون إيراني يقفون خلف قيادتهم بحزم، وأن قدرات إيران اليوم قادرة على قلب موازين القوى في كل جولة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الجماهير تكسر صمت العالم ضد إبادة غزة وتبتكر أدوات مواجهة للعدوان.. دليل ميداني

أصدرت منصة "نقف إلى جانب غزة" دليلاميدانيا تحت عنوان "يقظة الجماهير ضد الإبادة والتجويع"، ترصد فيها موجة الغضب الشعبي العالمي المناهض للعدوان، وتقترح أدوات ضغط مدنية مبتكرة تهدف إلى تعطيل ماكينة الإبادة وكسر التواطؤ الدولي مع الاحتلال.

الدليل، الذي تداولته أوساط الحراك التضامني مع فلسطين في أوروبا وأمريكا اللاتينية، يعتبر أن الجماهير باتت "اللاعب الأكثر يقظة وتأثيرًا في معركة كسر الصمت العالمي"، مشيرا إلى أن استدامة التظاهر وتنوع أشكاله أصبح ضرورة استراتيجية لمواجهة الانحدار الإنساني المستمر في غزة.

من الصمت إلى الفعل.. الجماهير تصعد

يستعرض الدليل نماذج متعددة من أشكال التظاهر النوعي، مثل: مظاهرات "الجلوس والارتماء" في الأماكن العامة كناية عن الضحايا، تظاهرات "بلا متظاهرين"، باستخدام مقتنيات تمثل الشهداء كالأحذية والدمى والكوفيات، محاكاة رمزية لحصار غزة أمام برلمانات أوروبا، كما فعلت منظمة أوكسفام، قرع الآنية وتعتيم الأضواء والوقوف الصامت في أماكن عامة.

ويشير الدليل إلى أن هذه الوسائل تمنح الجماهير صوتًا مؤثرًا دون الحاجة إلى صدام مباشر، وتحوّل التظاهر إلى أداة إبداعية تتجاوز القيود الرسمية والرقابية.

تحويل التضامن إلى تكلفة على الاحتلال وداعميه

يدعو الدليل إلى توسيع دائرة الضغط الشعبي ضد الجهات التي تدعم الاحتلال أو تتواطأ معه سياسيًا أو اقتصاديًا، ويشدد على أن التظاهر وحده لا يكفي ما لم يرتبط بمطالب واضحة.

ومن أبرز ما يقترحه: مطالبة بوقف تصدير السلاح لدولة الاحتلال، ملاحقة مزدوجي الجنسية ممّن خدموا في جيش الاحتلال، الضغط الشعبي لإنهاء اتفاقيات الشراكة والتعاون مع إسرائيل، حملات مقاطعة اقتصادية وإعلامية ضد المؤسسات والشركات المتواطئة.

نماذج ملهمة من الفعل الجماهيري

يرصد الدليل أحداثًا رمزية حملت تأثيرًا عالميًا، مثل: فعالية "الخط الأحمر" أمام محكمة لاهاي، تظاهرات الباسك في إسبانيا التي استدعت مأساة "غرنيكا" لمحاكاة إبادة غزة، حملة "حياة الفلسطينيين مهمة" في بروكسل، التي جمعت 4500 زوج من الأحذية لتمثيل شهداء فلسطين.

كما تثني الورقة على جهود ناشطات عالميات، من بينهن غريتا تونبرغ، التي ربطت قضايا العدالة البيئية بقضية الإبادة في غزة، رغم التضييق السياسي والإعلامي الذي واجهته.

الدعوة إلى تجاوز الرتابة والانخراط الميداني

يخلص الدليل إلى أن مواجهة العدوان الحالي تستدعي كسر أنماط الاعتياد والتظاهر الروتيني، والانتقال إلى احتجاجات نوعية تصعّد الضغط وتمنح الجماهير القدرة على التأثير، وتزيد كلفة الاحتلال على من يوفر له الغطاء والدعم.

وتشدد الورقة على أن "السكوت لم يعد حيادًا، بل مشاركة في التواطؤ"، وتدعو إلى استعادة الشارع كمساحة أخلاقية وسياسية للرفض والمساءلة، وتوسيع شبكة التأثير الجماهيري عالميًا.

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله: أمريكا شريك مباشر في المجازر.. ومراكز مساعداتها في غزة تحوّلت إلى مصائد موت جماعي
  • محلل سياسي: المملكة تتخذ الحلول الدبلوماسية نهجًا ثابتًا لمعالجة الأزمات
  • العدو الصهيوني يعترف: تعاملنا مع 14583 حالة ضرر مباشر جراء ضربات إيران
  • كرة اليد في اليمن اللعبة التي ماتت واندثرت
  • الجماهير تكسر صمت العالم ضد إبادة غزة وتبتكر أدوات مواجهة للعدوان.. دليل ميداني
  • محلل إسرائيلي: إيران تضرب بدقة غير مسبوقة.. والجيش لا يستطيع المواجهة!
  • محلل رياضي: استراتيجية ريبيرو كانت ناجحة قبل تدخل القرارات الفردية
  • إيران: سيتم تعويض الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء العدوان الصهيوني
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم