قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عبر تقرير لها، إنّ: حرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضد إيران، مُخطّط لها منذ وقت، وتمّ تنفيذها بتهور وتمثل خطرا على الجميع. مبرزا أنّ: "الهجمات الإسرائيلية تخاطر بتوسع العنف بالمنطقة وانتهاك القواعد القانونية، ما قد يُنهي للأبد آخر فرصة للدبلوماسية النووية".



وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، مارك ميلي، حثّ في نهاية 2020 الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على عدم مهاجمة إيران وتجاهل ضغوط نتنياهو، الذي كان يلحّ بشدة على العمل العسكر".

وتابع: "تراجع ترامب بعد أن حذر الجنرال من أنّ مهاجمة إيران ستشعل حربا، إلى جانب تعريض المسؤولين الأمريكيين  لخطر محاكمتهم "كمجرمي حرب في لاهاي". ومضت على تحذيرات الجنرال الأمريكي خمسة أعوام، وها هو رئيس وزراء إسرائيل يخوض مع طهران ما أمضى عقودا في التحضير لها، مدعوما بادعاءات ترامب بأن القانون الدولي لم يعد ساريا".

 واستفسرت الصحيفة:  في النهاية، لماذا القلق بشأن الخطوط الحمراء بينما أصدرت محكمة لاهاي بالفعل مذكرة بحقك وحلفائك الذين يتظاهرون بعدم الانتباه؟"، مبرزة: "من المفيد أن تعامل الولايات المتحدة المحكمة الجنائية الدولية كجهة مارقة. حتى أن  ترامب هاجم قضاة المحكمة والمدعي العام لجرأتهم على التدقيق في "حليفنا الوثيق" إسرائيل بشأن غزة. قواعد قانونية؟".

وأوضح: "يبدو أن هذه القواعد للأعداء لا للأصدقاء. وكما يفسر ميثاق الأمم المتحدة عادة، يسمح باستخدام القوة ضد هجوم فعلي أو وشيك دفاعا عن النفس، ولكن يجب أن يكون ضروريا ومتناسبا"، مشيرا إلى أنّه: "مع توسع  أهداف نتنياهو إلى تغيير النظام وضرب البنية التحتية للطاقة وقصف المناطق السكنية، لم يعد هذا العمل يتظاهر حتى بأنه دفاع عن النفس". 


ومضى التقرير يالقول إّنه: "ردا على ذلك، أطلقت إيران 10 موجات من الصواريخ الباليستية، مما أسفر عن مقتل مدنيين إسرائيليين واستهداف منشآت النفط والغاز التابعة لها"، مردفا: "إسرائيل تبرّر أفعالها بالقول إن طهران تحضر لبناء قنبلة نووية، ولو كان هذا صحيحا، فإن إسرائيل تعرف أكثر من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي وجدت انتهاكات لكن لا أساس قانوني للقيام بضربة".

واسترسل: "مع ذلك تقوم إسرائيل، وهي القوة النووية الوحيدة غير المعلنة بالمنطقة وغير المنضمة لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بضرب إيران لمنعها من عمل ما لم تعترف به نفسها قط".

إلى ذلك، أورد التقرير أنّ: "نتنياهو ليست لديه يفتقر القنابل الخارقة للتحصينات والقاذفات اللازمة لإلحاق أضرار جسيمة بالمواقع النووية الإيرانية المدفونة في أعماق الجبال. لذا، قد تكون الاستراتيجية هي توجيه ضربة قوية بما يكفي لإجبار إيران على الخضوع، أو إثارة رد فعل عنيف بما يكفي لجر ترامب إلى الحرب".

وتابع: "في كلتا الحالتين، تعتمد هذه الاستراتيجية على الاستفزاز أكثر من الردع"، فيما تعلّق الصحيفة: "إفلات إسرائيل من العقاب يقدم سابقة خطيرة، حيث يتصرف القوي كما يريد ويعاني الضعيف من التداعيات، وتمت السخرية من القوانين التقليدية".

وتضيف الصحيفة بأنّ: "نتنياهو ربّما  شعر بضيق خياراته، ومما أثار قلقه أن إيران قد قدمت تنازلات غير مسبوقة خلال محادثاتها مع ترامب. وسواء كان ذلك نابعا من ضعف أو حسابات، فقد كانت هناك فرصة حقيقية لصفقة. وربما كان احتمال إبرام اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بشكل محدود تحت رقابة صارمة أمرا يفوق طاقة نتنياهو". 


وترى انّ: "نتنياهو انتهازي في العادة، فبعد إضعاف حزب الله وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية وفرار شريك طهران في سوريا، بشار الأسد، مما فتح المجال أمام إسرائيل وبتنسيق مع أمريكا لتوجيه ضربة لإيران".

واختمم التقرير بالقول: "قد حصل نتنياهو على دفعة محلية في وقت كان ائتلافه على حافة الإنهيار. لكن لو توسع القتال وخرج عن السيطرة وخلق حربا أهلية في إيران أو تسبب  بصدمة اقتصادية عالمية. فمن الأفضل تبادل الكلمات لا الصواريخ، كما تعتقد إيران. ولو تم التوصل إلى أهداف واقعية وعملية تفتيش صارمة قابلة للتحقيق فالكلام سيكون أفضل من الحرب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال إيران القانون الدولي إيران الاحتلال القانون الدولي الدبلوماسية النووية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

طريقان لا ثالث لهما.. هل تُجبَر طهران على التراجع أم فتح نتنياهو أبواب الجحيم؟

يمن مونيتور/ مأرب/ ترجمة خاصة:

قال مركز صوفان للدراسات الاستخباراتية (أمريكي) إن ضربات إسرائيل على البنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية إيران، ولكن على غرار صراع غزة، لا يبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لديها خطة واضحة لإنهاء الصراع.

وأشار إلى أن مسار الصراع سيعتمد على ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستطيع تحويل الضربات إلى اتفاق دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران. حيث يسعى ترامب لاستخدام الهجمات الإسرائيلية كورقة ضغط لإجبار إيران على الموافقة على إنهاء تخصيب اليورانيوم، مع إقراره بإمكانية تصعيد إيران وتوسيع نطاق انتقامها.

ولفت إلى أن المسؤولون الأمريكيون يساعدون في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات الصاروخية الانتقامية الإيرانية، ولكن بذلك، يخاطرون بإقحام القوات الأمريكية أو الشركاء العرب في حرب مفتوحة مع إيران.

الحوثيون في مهب التحولات العسكرية الإقليمية.. تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على الحركة اليمنية الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص نهاية الصبر الاستراتيجي-خطأ إيران الفادح

يوم الخميس 13 يونيو/حزيران، وإيماناً بأن المحادثات الأمريكية مع إيران لن توقف ما تعتبره إسرائيل مسيرة إيران الحتمية نحو بناء أسلحة نووية عاملة، نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خططاً طويلة الأمد لمحاولة شل قيادة البرنامج العسكري والنووي الإيراني وتدمير المواقع النووية والصاروخية الإيرانية الرئيسية. فاجأ الهجوم الإسرائيلي النظام الإيراني. لم تتوقع طهران مثل هذه الخطوة الجريئة وسط المفاوضات النووية الجارية.

ومع ذلك، كانت العملية الإسرائيلية منسقة جيداً، وشملت أصولاً على الأرض واستهداف شخصيات قيادية رئيسية داخل الجيش والمجتمع العلمي الإيراني. تشبه الضربات حملات إسرائيل الماضية ضد حزب الله، لكن هذه المرة، تركزت مباشرة على قيادة الحرس الثوري الإيراني والبنية التحتية للقيادة.

لقد تعلمت إيران من المواجهات الماضية. ففي السابق، مارست طهران ما أسمته “الصبر الاستراتيجي”، حيث قيدت وكلاءها وتجنبت التصعيد المباشر مع إسرائيل. تُعتبر هذه السياسة الآن على نطاق واسع داخل النظام الإيراني بمثابة خطأ فادح – خاصة بعد فشلها في الرد بقوة على اغتيال شخصيات رفيعة مثل زعيم حزب الله المخضرم حسن نصر الله. أما بالنسبة لحزب الله – إذا كان لا يزال يحتفظ بقدرة تشغيلية ذات مغزى – فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيدخل الحرب الآن بالكامل؟ بالنسبة لإيران وشبكة حلفائها، قد تقترب لحظة اتخاذ القرار بسرعة. قد تكون الآن – أو لا تكون أبداً. الآن، تواجه إيران نفس الاستراتيجية التي استخدمتها سابقاً – ولكن بالعكس. فقد تم تدهور وكلائها بشكل منهجي، ووصل القتال إلى الأراضي الإيرانية. يقف النظام الآن عند مفترق طرق: هل سيحافظ استمرار الاعتماد على ضبط النفس على حكمه، أم سيسرع سقوطه، كما أظهر التاريخ مع الآخرين؟

هذه المرة، كان الانتقام الإيراني أكثر فعالية وتدميراً من الجولات السابقة. على عكس الردود السابقة التي اعتمدت على أسلحة يمكن اعتراضها بسهولة بواسطة القبة الحديدية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع المتحالفة، أفادت التقارير أن إيران استخدمت صواريخ باليستية متطورة اخترقت الدفاعات الإسرائيلية، مما تسبب فيما وُصف بـ “تدمير غير مسبوق” في عدة مدن كبرى. ضربت الضربات الإيرانية الدقيقة مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب. ومع ذلك، أصدرت وكالة الأنباء الإيرانية بياناً يفيد بأن الجيش الإيراني لم يستخدم بعد أسلحته الأكثر تطوراً واستراتيجية في العمليات ضد إسرائيل. إذا كان هذا صحيحاً، فإنه يشير إلى أن طهران قد تستعد لصراع طويل الأمد.

حدود الهجوم الإسرائيلي وهدفه

على الرغم من أن تصرف نتنياهو كان مدفوعاً بتحول في ميزان القوى لصالح إسرائيل خلال العام الماضي، إلا أنه برر الهجوم كإجراء ضروري للدفاع عن النفس. ساهم إضعاف حزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا بشكل كبير في التحول المذكور في ميزان القوى الإقليمي. وصفت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة امتلاك إيران للسلاح النووي بأنه “تهديد وجودي”، على الرغم من أن تقريراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر في 30 مايو/أيار لم يجد أي دليل على أن إيران تسعى لبناء سلاح نووي فعلي. وجاء الهجوم قبل الجولة السادسة المخطط لها من المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية المقرر عقدها في مسقط، عمان، يوم الأحد، متجاهلاً أشهر من الدبلوماسية التي قادتها إدارة ترامب بهدف إبرام اتفاق يضمن استخدام البرنامج النووي الإيراني للأغراض السلمية فقط.

قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية الأولية وعمليات الموساد داخل إيران أكثر من اثني عشر من كبار قادة الحرس الثوري الإسلامي وعلماء البرنامج النووي الذين يديرون منشآت تخصيب ومعالجة اليورانيوم الرئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان وغيرها. يقع موقع فوردو للتخصيب في معظمه تحت الأرض، وبدا أن نتنياهو، في حديثه لشبكة فوكس نيوز يوم الأحد، وكأنه يقر بأن إسرائيل قد لا تكون قادرة عسكرياً على تدمير المنشأة بمفردها. هناك بعض الأصوات داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من صقور إيران، الذين يعتقدون أن واشنطن يجب أن تشارك في ضربات مشتركة مع إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من عدم وجود التزام قوي من إدارة ترامب، بدا نتنياهو متحمساً للهجوم، واصفاً إياه ليس مجرد ضربة ضد البرنامج النووي الإيراني، بل بداية نهاية للنظام نفسه. وذهب خطابه إلى حد دعوة الشعب الإيراني للانتفاضة واستعادة بلادهم، مما يشير إلى أن الهدف قد يتجاوز الردع العسكري ويتجه نحو تغيير النظام.

المشهد بين الكيان .. وإيران. …قراءة وتحليل  “عيد الولاية” الحوثي.. معركة تطييف اليمن لترسيخ “الحق الإلهي” وتصفية الجمهورية تصاعد التوتر وتوسيع نطاق الاستهداف

حتى مع فقدان طهران لعدد من كبار الاستراتيجيين في الهجوم الإسرائيلي الأولي، شرعت إيران على الفور في تنفيذ وعد المرشد الأعلى علي خامنئي بأن إسرائيل “لن تفلت دون عقاب على هذه الجريمة”. منذ يوم الجمعة، شنت إيران عدة موجات من الهجمات الصاروخية الباليستية على إسرائيل، تتكون كل منها من عدة عشرات من الصواريخ، مستهدفة مواقع عسكرية. ومع ذلك، فقد تجنبت بعض المقذوفات الاعتراض وضربت مواقع سكانية مدنية، مما تسبب في سقوط قتلى إسرائيليين. رداً على الانتقام، وملمحاً إلى أن نية إسرائيل تتجاوز تدمير المواقع الاستراتيجية الإيرانية إلى محاولة زعزعة استقرار النظام الإيراني، خاطب نتنياهو يوم السبت “شعب إيران”، حاثاً إياهم على “الوقوف ورفع أصواتهم”، محذراً من أن المزيد من الهجمات في الطريق. قامت إسرائيل بتوسيع نطاق أهدافها لتشمل منشآت البنية التحتية الاقتصادية، مثل حقل غاز ساوث بارس عالي الإنتاج، بالإضافة إلى مصافي النفط خارج طهران، مما أثار قلق الكثيرين من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.

لقد وضع القرار الإسرائيلي بشن حملة عسكرية ضد إيران مسؤولي ترامب، وكذلك القادة الإقليميين والعالميين، أمام حالة عدم يقين كبيرة بشأن مستقبل المنطقة. بخلاف توقع أن هجماتهم قد تتسبب في انهيار النظام الإيراني – وهي نتيجة يعتبرها الاستراتيجيون الغربيون غير مرجحة – لم يفصل القادة الإسرائيليون أي خطة لإنهاء الصراع أو منعه من التوسع. يرى فريق ترامب أن تهدئة الصراع تعتمد على جهود أمريكية لتحويل الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالبنية التحتية النووية الإيرانية إلى اتفاق نووي جديد. قد لا تؤدي الجهود الدبلوماسية الناجحة من قبل مسؤولي ترامب إلى تهدئة التصعيد فحسب، بل قد تمهد الطريق أيضاً لإعادة دمج إيران الكاملة في المنطقة والمجتمع العالمي الأوسع. ستستلزم إعادة إدماج إيران بالضرورة رفع العقوبات الأمريكية الشاملة التي تسببت في صعوبات اقتصادية كبيرة للشعب الإيراني.

في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأولية مباشرة، حدد ترامب الاتجاه الاستراتيجي للولايات المتحدة من خلال التأكيد على ضرورة المضي قدماً في الجولة السادسة من المحادثات، كما هو مخطط لها، يوم الأحد. وبذلك، سعى إلى استخدام الهجوم الإسرائيلي كورقة ضغط لإجبار إيران على تقديم تنازلات رئيسية، قائلاً في أول تعليقاته بعد الضربات الإسرائيلية: “على إيران أن تبرم اتفاقاً، قبل ألا يتبقى شيء، وتنقذ ما كان يعرف ذات يوم بالإمبراطورية الإيرانية”. يبدو أن ترامب يحسب أن الهجمات الإسرائيلية ستجبر إيران على قبول المطالب الأمريكية التي رفضتها خلال خمس جولات من المحادثات الأمريكية الإيرانية التي عقدت منذ 12 أبريل/نيسان – وهي تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. عرض المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف عقد محادثات الأحد في مسقط، كما هو مقرر، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ المسؤولين العمانيين أن إيران لن تحضر الاجتماع. ومع ذلك، وإشارة إلى استعدادها لمتابعة الدبلوماسية، أبلغ عراقجي ويتكوف أن إيران مستعدة للاجتماع مرة أخرى إذا تمكن مسؤولو ترامب من إجبار إسرائيل على وقف هجماتها على إيران. تأمل إدارة ترامب أن تقبل إيران في النهاية مطالب ترامب “بصفر تخصيب” إذا استمرت إسرائيل في ضرب أهداف البنية التحتية النووية والصاروخية الرئيسية.

مخاطر التصعيد والخيارات الإيرانية

إذا رفضت إيران للدبلوماسية الإضافية، فقد تواجه الولايات المتحدة والمنطقة مستويات عالية من الصراع لأشهر قادمة. يبدو أن القادة الإيرانيين يدركون مخاطر التصعيد، وبخاصة احتمال استفزاز إيران للصراع مع الولايات المتحدة. وقد دعم المسؤولون الإيرانيون قرار المرشد الأعلى بالرد حصريًا، في الوقت الحالي، على إسرائيل، في محاولة لاستعادة الردع. يُعتقد أن إيران تمتلك أكثر من 3000 صاروخ باليستي قادرة على ضرب إسرائيل، ومن المرجح أن تستمر في إطلاق وابل من الصواريخ في محاولة لإحداث أضرار كافية وذعر يضغط على الجمهور الإسرائيلي لإجبار حكومة نتنياهو على وقف هجماتها. وحتى الآن، تم اعتراض معظم وابل الصواريخ الإيرانية بواسطة الدفاعات الصاروخية والصاروخية المتعددة الطبقات في إسرائيل. لكن هذه الصواريخ التي تجنبت الاعتراض أجبرت العديد من الإسرائيليين على اللجوء إلى الملاجئ بشكل متكرر، مما أثر على الحياة اليومية. وتعهدت إسرائيل بمواصلة حملتها الجوية بغض النظر، مما يشير إلى أنه، على الرغم من فتك وابل الصواريخ الإيرانية الأخيرة، لم تستعد طهران قدرتها على الردع بعد.

تملك إيران أيضًا خيار توسيع هجماتها لتشمل أهدافًا أمريكية وحليفة للولايات المتحدة. وفي تعبير عن نية إدارة ترامب تجنب التورط في الصراع الإسرائيلي الإيراني، أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو بياناً ليلة الخميس نيابة عن الإدارة، قائلاً إن عمل إسرائيل كان “أحادي الجانب”، مضيفاً “نحن لسنا متورطين في ضربات ضد إيران وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”.

لطالما سعى القادة الإيرانيون إلى تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، ولكن على الرغم من تصريحات روبيو وغيره من المسؤولين الأمريكيين، فقد اتهم كبار المسؤولين الإيرانيين ترامب ومساعديه بالتواطؤ في حملة إسرائيل. واستندت اتهاماتهم إلى تعليقات ترامب ومساعديه التي أقرت بأن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين، مقدماً، بنيتها في شن ضربة. وقد أقر الجيش الأمريكي بالمساعدة في اعتراض وابل الصواريخ الانتقامية الإيرانية.

تظهر في السماء آثار الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل من مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة المحاصر في 15 يونيو 2025.-AFP توقعات المستقبل

قصرت إيران حتى الآن ردها على إسرائيل، لكن قادتها استمروا في تهديد قواعد في دول الخليج العربي التي تستضيف القوات الأمريكية. سعى المسؤولون الأمريكيون للاستعداد لذلك الاحتمال من خلال نقل المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والأصول الأخرى إلى الخليج. ومع ذلك، فإن العوامل التي تثبط إيران عن توسيع حملتها الانتقامية لتشمل أهدافاً أمريكية أو مرتبطة بالولايات المتحدة تفوق بكثير الفوائد المحتملة لصناع القرار الإيرانيين. من ناحية أخرى، إذا استجاب ترامب للنداءات الإسرائيلية للانضمام إلى الهجوم، لا سيما باستخدام ذخائر “خارقة التحصينات” الأمريكية أو الكوماندوز لتدمير الموقع النووي المحصن في فوردو، فقد ينفذ القادة الإيرانيون تهديداتهم بالرد على الأهداف الأمريكية. سعياً للتركيز على الخيار الدبلوماسي بدلاً من المخاطرة بتوسيع الصراع، رفض ترامب الطلب الإسرائيلي بمهاجمة فوردو، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية. يمارس صقور إيران في الولايات المتحدة ضغطاً متزايداً على الرئيس لاستخدام خيار “خارقة التحصينات” في فوردو. في ساعات الصباح الباكر من يوم الاثنين، انتشرت شائعات على الإنترنت بأن زلزالاً بقوة 2.5 درجة، تسبب به غارة جوية إسرائيلية بالقرب من قم، كان بسبب ضرب منشأة فوردو النووية، على الرغم من أن مؤشرات أخرى أشارت إلى ضرب موقع لتخزين الذخيرة.

السؤال الرئيسي هو احتمال أن يؤدي الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى جر دول إقليمية أخرى إلى الصراع. لقد أدان حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك جميع الدول العربية تقريباً، الهجوم الجوي الإسرائيلي علناً. لقد حسنت دول الخليج العربي علاقاتها مع إيران بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وتخشى أن تؤدي الحرب الإقليمية إلى ردع الاستثمار الأجنبي الذي تعتمد عليه برامجها للتنويع الاقتصادي. لقد تحدث العديد من قادة الخليج مع قادة إيرانيين لمحاولة تهدئة الصراع، وورد أنهم شجعوا إيران على قبول شروط ترامب لاتفاق نووي. لكن العديد من القادة الإقليميين يرحبون سراً بإضعاف إيران ويفضلون أن تنهي الحملة الإسرائيلية البرنامج النووي الإيراني بشكل حاسم – أو حتى نظامها – بدلاً من إنتاج حرب غير حاسمة وغير محددة.

يخشى بعض الخبراء أن يكون المرشد الأعلى الإيراني مستعداً لاستخدام أساليب وفاعلين يتجاوزون الصواريخ والطائرات المسيرة من أجل إعادة تأسيس الردع ودق إسفين بين إسرائيل وإدارة ترامب. لقد ضعف شركاء محور المقاومة الإيراني، بمن فيهم حركة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني، لكنهم ما زالوا قادرين على ممارسة الضغط على إسرائيل من خلال ترساناتهم المتبقية من الصواريخ والقذائف. يوم السبت، أطلق الحوثيون صاروخاً آخر على إسرائيل، تم اعتراضه. تحتفظ إيران أيضاً بشبكة كبيرة من عملاء الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات والأمن في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأماكن أخرى، وقد سعوا إلى تجنيد عملاء في الولايات المتحدة نفسها لشن هجمات إرهابية واغتيالات. كما بنت إيران بنية تحتية كبيرة للهجمات السيبرانية قد يستخدمها النظام ضد الولايات المتحدة أو حلفائها.

استراتيجياً، قد تناشد إيران شركائها الأكبر، روسيا والصين، للمساعدة في الدفاع الجوي أو قدرات أخرى يمكنها من خلالها الضغط على إسرائيل بشكل أكثر اتساقاً. ومع ذلك، من المرجح أن يتردد القوتان الكبيرتان في المخاطرة بعلاقاتهما مع إدارة ترامب لمساعدة إيران، وقد قصر كلاهما ردود فعلهما على إدانة الهجوم الإسرائيلي. بينما بدأت إسرائيل هذا التصعيد من جانب واحد، يبدو أنها فعلت ذلك دون تنسيق ذي مغزى مع حلفائها الرئيسيين، وأبرزهم الولايات المتحدة. قد يثبت هذا الافتقار إلى التوافق الدولي أنه مكلف. قد يجد نتنياهو نفسه قريباً يواجه صراعاً طويلاً مع تزايد السخط الداخلي، حيث تؤثر الضربات اليومية على الاقتصاد والبنية التحتية والمعنويات العامة في إسرائيل. في غضون ذلك، يدرك النظام الإيراني أنه في مثل هذا الصراع، تمنحه جغرافيته الشاسعة عمقاً استراتيجياً تفتقر إليه إسرائيل. بالنسبة للنظام الإيراني، الانتصار يعني البقاء. بالنسبة لنتنياهو، الذي عرّف النجاح علناً على أنه تغيير النظام في طهران، فإن الهدف أعلى بكثير – ويمكن القول إنه أقل قابلية للتحقيق بكثير. هذا هو ما عليه الصراع الآن: مفتوح، تصعيدي، ولا يمكن التنبؤ بعواقبه الإقليمية والعالمية.

المصدر الرئيس

The Implications of Israel’s Attacks on Iran

مقالات مشابهة

  • فوكس نيوز .. نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
  • المستشار الألماني يعترف بدعم العدوان على إيران: “إسرائيل” تؤدي مهمة قذرة نيابة عنا جميعاً
  • السناتور بيرني ساندرز: لا يجب جر الولايات المتحدة لحرب نتنياهو
  • الغارديان: كيف تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط وتواجه عزلة متزايدة؟
  • رغم معارضة ترامب.. نتنياهو لا يستبعد اغتيال خامنئي ويقول: سنفعل ما يتعين علينا فعله
  • طريقان لا ثالث لهما.. هل تُجبَر طهران على التراجع أم فتح نتنياهو أبواب الجحيم؟
  • لماذا اختارت إسرائيل ضرب إيران الآن؟
  • تخلوا عن إسرائيل.. هكذا يُقسّم التصعيد العسكري مع إيران قاعدة ترامب
  • أبو شامة عن حرب إيران: أهداف الولايات المتحدة تختلف عن إسرائيل