إخلاء 6500 منزل بألمانيا بسبب قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
اضطرت السلطات الألمانية لإخلاء 6500 منزل في مدينة أوسنابروك من أجل إبطال قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، قبل أن تسمح لاحقا لنحو 11 ألفا من السكان بالعودة إلى منازلهم في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.
وجاء في بيان لسلطات المدينة "تم إبطال مفعول القنبلة والمفجر، الوضع آمن، يمكن للجميع العودة إلى منازلهم".
وتسببت عملية إبطال مفعول القنبلة أيضا في إغلاق محطة القطارات الرئيسية في المدينة، وبالتالي توقفت حركة القطارات منها وإليها بشكل كامل.
وعثر على القنبلة غير المنفجرة أثناء أعمال بناء في حي لوكفيرتل بالمدينة، وقررت السلطات إخلاء المناطق المجاورة فورا، وأبلغت السكان أن عملية إبطال مفعول القنبلة ضرورية لدرء الخطر.
سلوك السكانوتأخر إخلاء المنطقة المحظورة ضمن دائرة نصف قطرها ألف متر حول موقع العثور على القنبلة غير المنفجرة لساعات عدة، وانتقدت السلطات سلوك بعض السكان الذين حاولوا اختراق الحواجز أو الالتفاف حولها للعودة إلى منازلهم، وحذرتهم من أن ذلك يتسبب في تأخير أعمال إبطال القنبلة.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد سبق العثور على قنابل غير منفجرة وإبطال مفعولها في حي لوكفيرتل مرات عدة في نوفمبر/تشرين الثاني وفبراير/شباط وأبريل/نيسان الماضي، حيث يجري إنشاء منطقة حضرية جديدة في موقع محطة الشحن السابقة بالمدينة التي كانت قد تعرضت خلال الحرب العالمية الثانية لقصف عنيف.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، أبطل الخبراء مفعول 3 قنابل غير منفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، واضطر أكثر من 15 ألف شخص لمغادرة منازلهم لإتمام العملية، وعرض عليهم تخفيض على تذاكر دخول حديقة الحيوان والمتاحف وغيرها من المرافق ليوم واحد كتعويض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرب العالمیة الثانیة إبطال مفعول
إقرأ أيضاً:
الحرب على القنبلة النووية الإسلامية
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
تُخاض الحروب عادة بعناوين بعيدة عن الأهداف، على اعتبار أنَّ الأهداف عادة تُعد جزءًا من أسرار الحروب، لهذا نجد أن العناوين عبارة عن ذرائع يستغلها العدو ليوظفها في حربه لتجنب الاستثارة والاستفزاز للرأي العام وتمر ذريعة الحرب مرور الكرام.
ما يدور اليوم من فصول صراع وجودي بيننا وبين المعسكر الصهيو-أمريكي مثال صارخ على ما تقدم، فبعد أن كان الصراع صراعًا عربيًا صهيونيًا لتحرير فلسطين، تحول بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وتحجَّم إلى صراع فلسطيني صهيوني، واليوم تعالت أصوات وتصدرت عناوين أخرى جديدة لتبرير الاحتلال وجرائمه، شعارها أن الكيان الصهيوني يمارس حق "الدفاع الشرعي" عن نفسه ووجوده. كثيرة هي الشعارات والمبررات والذرائع التي سُكبت في عقولنا وفي عقول الأجيال العربية المتعاقبة، لتمرير الباطل وطلائه بالمشروعية. ولكن السؤال ماذا لو اكتشفنا بأن القضية أبعد من احتلال جغرافية فلسطين، وأن الهدف الحقيقي هو تطويع الأمة العربية وإخضاعها لسيطرة ونفوذ العدو الصهيوني ليديرها كما يشاء ويقتطع منها ما يشاء من جغرافيا وديموغرافيا وثروات ومقدرات؟!
الحقيقة الغائبة والمُغيَّبة عن عقولنا كنخب وعوام هي ما ورد أعلاه، وعلى المُطبِّعين ودعاة "اللهم اضرب الظالم بالظالم" أن يفيقوا من سُباتهم ونرجسيتهم ويدركوا بأن الأمر جللٌ، وأنهم جميعًا في مخطط التقسيم والاحتلال والهيمنة، لا فرق بين مُطبع ومقاوم في البودر السياسي الصهيو-أمريكي، فلا يحلم أحد بأنه سيخرج سالماً من هذا الصراع الوجودي الخطير.
"طوفان الأقصى" المبارك أزال الكثير من الغشاوة والضبابية عن أعيننا وأعين اللاهثين خلف التطبيع ومباركة العدو في جرائمه، كما بيَّن هشاشة العدو وحجم تستره خلف سرديات وخرافات سكبها في عقولنا طيلة عقود المحنة دون أن نختبرها أو نضعها على ميزان الحق والعقل، وحين حَصْحَصَ الطوفان انهارت جميع السرديات وانفرط عقد الخرافات وتهاوى الكيان بصورة مُرعبة، أخافت المرجفين والمطبعين ونالت من سردياتهم "الوقوعية" لتبرير انهزاميتهم أمام كيان أَوْهَن من بيت العنكبوت في حال توفرت الإرادة لمواجهته.
اليوم نعيش فصولًا جديدة من الصراع مع العدو والمتمثل في "طوفان الأقصى 2" أو كما يسمى بـ"الوعد الصادق 3"؛ حيث "توهم" العدو بأن ميدان الصراع أصبح مثاليًا له للإجهاز على آخر قلاع وحصون المقاومة والمتمثل في إيران، بعد اعتقاده بأن الجغرافيات المُقاوِمة الأخرى والمتمثلة في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق أصبحت تحت الإخضاع أو السيطرة التامة. لم يُخف العدو هذه المرة نواياه ولم يستخدم التورية في عدوانه على إيران؛ بل تطابقت الأهداف مع العناوين هذه المرة وكانت القضاء على البرنامج النووي الإيراني سواء كان سلميًا أو حربيًا.
وإلى هنا قد يبدو الأمر طبيعيًا ومنطقيًا للبعض في تفسير مغازي الحروب والصراعات، ولكن السؤال ما دخل باكستان ومصر في المخطط الصهيوني القادم بعد "القضاء" على إيران؟! والجواب هو أن الحرب الصهيو-أمريكية في حقيقتها هي حرب على القوة العربية والإسلامية أينما وجدت لتمكين الكيان وترسيخ مخططه ووظيفته في قلب الأمة.
خاض الكيان ورعاته معارك استخباراتية وقرصنات جوية لا تُحصى لقتل العلماء وتدمير المشروعات والبرامج النووية للأمة العربية، بدءًا من "مصر عبدالناصر" إلى "مفاعل تموز" بالعراق إلى ليبيا وسوريا فإيران، وجميعنا يعلم مخطط الموساد لقتل العلماء والعقول العربية النادرة بعد سقوط بغداد ودمشق لكي تبقى الأمة بلا عقول.
في حقيقة الأمر أن لُب الصراع هو حرمان الأمة بشقيها العربي والإسلامي من امتلاك سلاح ردع نووي بينما امتلاك جميع الأمم والديانات لهذا السلاح فهو بردًا وسلامًا على الكيان الصهيوني ورعاته!!
في عام 1974، التقى الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو سرًا بكل من الزعيمين هواري بومدين ومعمر القذافي، وقال لهم بالحرف الواحد: جميع الديانات في العالم (الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذوكس، اليهود، البوذيين، الهندوس) امتلكت قنبلتها النووية، ما عدا المُسلمين، فلماذا لا نتعاون لننتج القنبلة الإسلامية وتكون لنا مكانة بين الأمم؟! وتم الاتفاق حينها على أن يكون المقر بباكستان والعقل باكستاني ممثلًا في العالم النووي عبدالقدير خان، والتمويل ليبياً وتجربة القنبلة في أقصى صحراء الجزائر؛ حيث بقايا التجارب النووية الفرنسية منذ العهد الاحتلالي.
تسرَّب الاتفاق للأمريكان والتقى هنري كيسنجر بالزعيم علي بوتو وهدده من مغبة الاستمرار في المشروع، وحين رفض بوتو التهديد وأصر على اكتماله، قال له كيسنجر: "ما لم تلغِ المشروع سأجعل منك أقصوصة". لم يكترث بوتو بتهديد كيسنجر، رغم دفعه لحياته عام 1979 على يد قائد جيشه الجنرال ضياء الحق، واستمر البرنامج حتى أُنجز، ونال السُم من الزعيم هواري بومدين في آخر أيام عام 1978؛ فيما بقي معمر القذافي مُطاردًا حتى 2011 عام الربيع العبري.
تصريح النتن ياهو العلني وجهره بأنَّ باكستان هي الهدف القادم بعد إيران، والوثائق الصهيونية التي وضعت إيران اليد عليها والتي تُبرهن بأن المخطط القادم هو الإجهاز على القيادة والجيش بمصر واحتلال سيناء، جعلت باكستان تُعلن عن دعهما ومساندتها لإيران، كما ستدفع مصر إلى الإعلان عن موقفها الصريح من كامب ديفيد، واستعدادها للحرب مع الكيان ورعاته، وقبل ذلك توجيه الدعم السخي المادي والمعنوي والاستخباراتي بالسر والعلانية لكل بؤرة مقاومة ضد الكيان الصهيوني وفي أي جغرافية كانت؛ فالأمر أصبح من الجلاء "نكون أو لا نكون".
قبل اللقاء.. العدو بدأ العدوان، ولكن نهايته أصبحت بيد آخرين، وخياراته اليوم بين التصعيد والتعجيل بفنائه، أو الرضوخ وتآكله ذاتيًا من داخله.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر