رغم أزماتها الداخلية، تمكنت إسرائيل من توحيد جبهتها السياسية والعسكرية في مواجهة إيران، حيث تراجعت الخلافات الداخلية لصالح "المعركة الوجودية" ضد طهران. اعلان

في لحظة اشتدت فيها النيران بين إيران وإسرائيل، وارتفعت فيها وتيرة التصعيد العسكري إلى مستويات غير مسبوقة، وجدت تل أبيب نفسها – وللمفارقة – أكثر تماسكًا من أي وقت مضى، رغم كل الأزمات التي كانت تنخر جبهتها الداخلية قبل اندلاع هذه الحرب.

فقد تبدلت الأولويات وتوارت الخلافات، ليُعاد تشكيل الإجماع السياسي الإسرائيلي تحت عنوان واحد: المعركة الوجودية ضد إيران.

ففي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تواجه أزمات تهدد استقرار حكومتها وتدفع نحو انتخابات مبكرة، جاء قرار الحرب كعامل غيّر المعادلة. وبدلًا من أن يكون التصعيد مع طهران عبئًا إضافيًا على الائتلاف الهش الذي يقوده بنيامين نتنياهو، ساهم في ترميمه ولو مؤقتًا، مُعززًا فكرة "الوحدة في مواجهة العدو المشترك".

امرأة تحمل صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال احتجاج خارج القصر الرئاسي في نيقوسيا، قبرص، يوم الاثنين 26 مايو/أيار 2025. AP Photoتجميد الانقسامات... وتوحيد الصفوف

مؤشرات هذا التماسك بدت واضحة: تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد، وتعليق النقاش الحاد بشأن تجنيد المتدينين اليهود، وهما ملفان كادا يفجران أزمة سياسية عميقة. ومع دخول الصواريخ الإيرانية إلى العمق الإسرائيلي، لم يعد أحد يتحدث عن الانقسامات الداخلية، أو عن حرب غزة التي طال أمدها دون تحقيق أهداف واضحة. توارت هذه الملفات خلف "العدو الإيراني"، الذي أجمع الإسرائيليون – على اختلاف اتجاهاتهم – أنه يمثل التهديد الأكبر.

إنها لحظة أعادت رسم المشهد السياسي الإسرائيلي، وإن مؤقتًا. فقد تحوّل نتنياهو من زعيم مأزوم ملاحق قضائيًا إلى قائد في زمن الحرب، يسعى إلى تحقيق نصر قد يعيده من بوابة الانتصار العسكري إلى ساحة الشرعية السياسية.

Relatedهل تتدخل روسيا إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل أم أن للسياسة حسابات أخرى؟حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخول أمريكا على الخطواشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي في الصراع؟أهداف بعيدة... وخطر التآكل البطيء

ورغم أن الضربات الإيرانية أوجعت تل أبيب وتسببت بخسائر في الأرواح والممتلكات، فإن قدرة إسرائيل على تحويل هذه اللحظة إلى فرصة سياسية داخلية ما زالت قائمة. إلا أن ذلك مرهونٌ بمدى تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة، وعلى رأسها تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

وإذا طالت الحرب دون نتائج ملموسة، فقد يبدأ الجمهور الإسرائيلي بمراجعة الحسابات. وحينها، قد تعود الأسئلة الثقيلة إلى الواجهة: هل كانت هذه الحرب ضرورة أمنية حقيقية، أم مغامرة سياسية للهروب من الأزمات الداخلية؟

ربما تنجح إسرائيل في تحقيق مكاسب مؤقتة، أو ربما تنزلق نحو مأزق استراتيجي، لكن المؤكد أن وحدتها، في لحظة الخطر، منحتها أوراق قوة لا يمكن إنكارها.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي حروب بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة علي خامنئي تل أبيب

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الإيراني وإيران لا تزال قادرة على استهداف الجبهة الداخلية

 

القدس المحتلة – وكالات

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن إيران ما زالت تملك القدرة على استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، رغم الضربات التي وجهتها القوات الإسرائيلية إلى عدد من المواقع الإيرانية، في أعقاب الهجمات الصاروخية المتبادلة بين الطرفين.

وأوضح المتحدث في تصريحات صحفية أن الجيش الإسرائيلي شنّ هجمات على منصات صواريخ أرض-أرض ومستودعات تابعة للحرس الثوري الإيراني داخل إيران، مضيفًا أن هذه الضربات أسفرت عن مقتل رئيس أركان الحرب الإيراني، دون تقديم تفاصيل إضافية حول هويته أو ملابسات العملية.

وأضاف المتحدث أن إيران أطلقت، اليوم وحده، نحو 20 صاروخًا باتجاه إسرائيل، تم اعتراض معظمها، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت قد استعدت مسبقًا لهذا السيناريو، وأن الجيش في حالة تأهب كاملة منذ فترة طويلة.

كما أشار إلى أن الهجوم طال مقر "سلطة البث الإيرانية" التي قال إنها كانت تُستخدم لدعم عمليات الحرس الثوري الإيراني، معتبرًا أن هذا المقر جزء من البنية الإعلامية العسكرية لطهران.

واختتم المتحدث تصريحاته بالتأكيد على التزام إسرائيل بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مشددًا على أن "المعركة مستمرة ولن نسمح بأي تهديد استراتيجي لأمننا القومي".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: اغتيال نصر الله بداية تحوّل تاريخي في مواجهة إيران
  • شحنة «زهور نتنياهو» تفجر الغضب في الداخل الإسرائيلي
  • ملك الأردن: هجمات إسرائيل على إيران تشكل تهديداً للناس في كل مكان
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا رئيس أركان الحرب الإيراني وإيران لا تزال قادرة على استهداف الجبهة الداخلية
  • نتنياهو يتوعد إيران: “نقضي عليهم واحدًا تلو الآخر”
  • سمير فرج: نتنياهو و5 ملايين في الملاجئ بسبب صواريخ إيران.. وهدف إسرائيل لم يتحقق
  • وزير خارجية إيران يطلب من واشنطن "اتصال هاتفي واحد"
  • بريطانيا: إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها.. والحرب لن تقضي على إيران النووية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: قرار التحرك ضد إيران تاريخي وصعب