معارك "آخر الزمان": كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
يشير الخطاب الإعلامي في كل من إسرائيل وإيران إلى أنهما تخوضان صراعًا يُوصف أحيانًا بأنه "وجودي"، ويبرز في هذا السياق تأثير المعتقدات الدينية التي تسهم في تشكيل الروايات المتعلقة بـ"معارك آخر الزمان"، والتي يعتقد البعض أنهما يخوضانها. اعلان
ويلعب التيار الديني اليهودي في إسرائيل والتيار الإسلامي الشيعي في إيران دورًا في تعزيز هذه الإسقاطات، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيرها على طبيعة الصراع بين الجانبين.
منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة روح الله الخميني عام 1979، ظهر الخطاب الديني كعنصر أساسي في تشكيل سياسات الدولة.
وقد ارتكز هذا الخطاب على رؤية مفادها أن "الإسلام ليس مجرد دين روحي، بل نظام شامل ينظم شؤون الحياة"، بما في ذلك السياسة والحكم.
وكان واضحًا مدى انعكاس هذه الرؤية على سياسات الجمهورية الإسلامية، خاصة في تشكيل العقيدة العسكرية للحرس الثوري الإيراني، الذي حملت فرقه أسماء ذات طابع ديني، مثل "وحدة خاتم الأنبياء" و"وحدة الإمام الحسين"، وكذلك على الإيديولوجيات.
وتشير أدبيات الحرس الثوري إلى أنه يهدف، باعتقاده، إلى "تمهيد الأرض لظهور المهدي المنتظر"، وهو شخصية من نسل النبي محمد، يؤمن الشيعة والسنة بظهوره، ويعتقدون أنه سيحارب الظلم و"سيملأ الأرض عدلا بعدما مُلئت جورا". وتُعتبر هذه العقيدة محركًا كبيرًا للسياسات الإيرانية، خاصة في تعزيز قدراتها العسكرية ودورها الإقليمي.
Relatedإيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفرط صوتي.. ماذا نعرف عنه؟ما موقف الرأي العام الأمريكي من انضمام واشنطن لإسرائيل في الحرب ضد إيران حرب بلا نيران.. الفضاء السيبراني وجهٌ آخر من أوجه الصراع بين إيران وإسرائيلكما يشترك السنة والشيعة في الإيمان بعودة المسيح الذي سيكون له دور في دعم إقامة دولة العدل. ومع ذلك، يرى الشيعة أن "التمهيد لظهور المهدي" كما يعبرون، يتطلب بناء قدرات عسكرية قوية، وهو ما ينعكس في سياسات إيران الحالية.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد عبّر عن تلك الأيديولوجية بقوله: "نريد اليوم العمل والسعي لتحقيق حكومة الإمام المنتظر وينبغي علينا أن نتحرك تمهيدًا لقيام حكومة العدل الإلهي بقيادة الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً.“
إسرائيل والخطاب الدينيعلى الجانب الآخر، تعزز بعض الروايات الدينية اليهودية في إسرائيل سردية الصراع كجزء من "معارك نهاية الزمان". واحدة من هذه الروايات ترتبط بما يُعرف بـ"لعنة العقد الثامن"، التي تشير إلى أن الدول اليهودية في التاريخ لم تتجاوز فترة 80 عامًا قبل انهيارها.
ومع مرور 77 عامًا على تأسيس دولة إسرائيل الحديثة، تنبعث هذه المخاوف لدى بعض الفئات المتدينة، مما يضيف ضغطًا نفسيًا ودينيًا على النقاش السياسي في البلاد.
ففي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت: "تفككت دولتنا سابقاً مرتين بسبب الصراعات الداخلية؛ الأولى عندما كان عمر دولتنا 80 عاماً، والثانية عند 77 عاماً. نحن نعيش في حقبتنا الثالثة ونقترب من العقد الثامن، وجميعنا أمام اختبار حقيقي. فهل نتمكن من الحفاظ على دولتنا؟"
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب الإسلام الحرس الثوري الإيراني يهود السياسة الإسرائيلية النبي محمد إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب البرنامج الايراني النووي روسيا بنيامين نتنياهو علي خامنئي أوكرانيا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإماراتي: نحذر من خطوات متهورة قد تتعدى حدود إيران وإسرائيل
حذر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، من مخاطر القيام بخطوات غير محسوبة العواقب ومتهورة قد تتعدّى حدود إيران وإسرائيل.
وأضاف، (في بيان) «لذلك لابد من التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة»، مشيرا إلى أن الإمارات التي أدانت منذ الساعات الأولى الاستهداف العسكري الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى بعد خمسة أيام على هذه المواجهة العسكرية الخطيرة ضرورة إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين للتهدئة وإنهاء المواجهة ومنع انزلاقها إلى منحنيات غير مرغوب بها وغير محمودة.
وأوضح أنّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات قام باتصالات دبلوماسية ومكثفة تركزت على سُبل تعزيز الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتجنب اتساعه، من منطلق الحرص على تغليب الدبلوماسية والحوار كخيار وحيد بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وضمن أسس شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة لشعوب المنطقة.
وأشار وزير الخارجية الإماراتي، إلى أن بلاده تشدد في هذه المرحلة الحساسة والخطرة على أن المنطقة التي تعتبر قلب العالم والتي أرهقتها الصراعات المتواصلة والتي لا تتحمّل المزيد من التوترات والمواجهات تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة.
وأضاف: أن دولة الإمارات تؤمن بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة، وتحث الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تحمل مسؤولياتهما الكاملة في منع المزيد من التصعيد، واتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين.
الإمارات: ما تشهده المنطقة يحتّم تحركاً إقليمياً – دولياً منسّقاً لوقف التصعيدhttps://t.co/Rtako0iBTX pic.twitter.com/2iOgpzjzVy
— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) June 17, 2025 الإماراتإيرانإسرائيلأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.