يشير الخطاب الإعلامي في كل من إسرائيل وإيران إلى أنهما تخوضان صراعًا يُوصف أحيانًا بأنه "وجودي"، ويبرز في هذا السياق تأثير المعتقدات الدينية التي تسهم في تشكيل الروايات المتعلقة بـ"معارك آخر الزمان"، والتي يعتقد البعض أنهما يخوضانها. اعلان

ويلعب التيار الديني اليهودي في إسرائيل والتيار الإسلامي الشيعي في إيران دورًا في تعزيز هذه الإسقاطات، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيرها على طبيعة الصراع بين الجانبين.

منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة روح الله الخميني عام 1979، ظهر الخطاب الديني كعنصر أساسي في تشكيل سياسات الدولة.

وقد ارتكز هذا الخطاب على رؤية مفادها أن "الإسلام ليس مجرد دين روحي، بل نظام شامل ينظم شؤون الحياة"، بما في ذلك السياسة والحكم.

وكان واضحًا مدى انعكاس هذه الرؤية على سياسات الجمهورية الإسلامية، خاصة في تشكيل العقيدة العسكرية للحرس الثوري الإيراني، الذي حملت فرقه أسماء ذات طابع ديني، مثل "وحدة خاتم الأنبياء" و"وحدة الإمام الحسين"، وكذلك على الإيديولوجيات.

وتشير أدبيات الحرس الثوري إلى أنه يهدف، باعتقاده، إلى "تمهيد الأرض لظهور المهدي المنتظر"، وهو شخصية من نسل النبي محمد، يؤمن الشيعة والسنة بظهوره، ويعتقدون أنه سيحارب الظلم و"سيملأ الأرض عدلا بعدما مُلئت جورا". وتُعتبر هذه العقيدة محركًا كبيرًا للسياسات الإيرانية، خاصة في تعزيز قدراتها العسكرية ودورها الإقليمي.

Relatedإيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفرط صوتي.. ماذا نعرف عنه؟ما موقف الرأي العام الأمريكي من انضمام واشنطن لإسرائيل في الحرب ضد إيران حرب بلا نيران.. الفضاء السيبراني وجهٌ آخر من أوجه الصراع بين إيران وإسرائيل

كما يشترك السنة والشيعة في الإيمان بعودة المسيح الذي سيكون له دور في دعم إقامة دولة العدل. ومع ذلك، يرى الشيعة أن "التمهيد لظهور المهدي" كما يعبرون، يتطلب بناء قدرات عسكرية قوية، وهو ما ينعكس في سياسات إيران الحالية.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد عبّر عن تلك الأيديولوجية بقوله: "نريد اليوم العمل والسعي لتحقيق حكومة الإمام المنتظر وينبغي علينا أن نتحرك تمهيدًا لقيام حكومة العدل الإلهي بقيادة الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً.“

إسرائيل والخطاب الديني

على الجانب الآخر، تعزز بعض الروايات الدينية اليهودية في إسرائيل سردية الصراع كجزء من "معارك نهاية الزمان". واحدة من هذه الروايات ترتبط بما يُعرف بـ"لعنة العقد الثامن"، التي تشير إلى أن الدول اليهودية في التاريخ لم تتجاوز فترة 80 عامًا قبل انهيارها.

ومع مرور 77 عامًا على تأسيس دولة إسرائيل الحديثة، تنبعث هذه المخاوف لدى بعض الفئات المتدينة، مما يضيف ضغطًا نفسيًا ودينيًا على النقاش السياسي في البلاد.

ففي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت: "تفككت دولتنا سابقاً مرتين بسبب الصراعات الداخلية؛ الأولى عندما كان عمر دولتنا 80 عاماً، والثانية عند 77 عاماً. نحن نعيش في حقبتنا الثالثة ونقترب من العقد الثامن، وجميعنا أمام اختبار حقيقي. فهل نتمكن من الحفاظ على دولتنا؟"

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب الإسلام الحرس الثوري الإيراني يهود السياسة الإسرائيلية النبي محمد إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني حروب البرنامج الايراني النووي روسيا بنيامين نتنياهو علي خامنئي أوكرانيا قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في مؤتمر دولي ببنغازي.. حماد ينتقد سياسات أوروبا تجاه الهجرة غير النظامية

افتتاح مؤتمر علمي دولي حول الجرائم العابرة للحدود في بنغازي


ليبيا – شارك رئيس الحكومة الليبية في بنغازي أسامة حماد، الأربعاء، في افتتاح المؤتمر العلمي الدولي بعنوان: “الجرائم العابرة للحدود وتداعياتها على الأمن القومي الليبي”، الذي نظمته وزارة الداخلية لتعزيز التعاون الأمني والعلمي في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.

مشاركة واسعة محلية ودولية
المؤتمر، الذي أقيم في مدينة بنغازي، شهد حضور عدد من أعضاء مجلس النواب ووزراء الحكومة ووكلاء الوزارات والقيادات العسكرية والأمنية، إلى جانب ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، وخبراء وأكاديميين ناقشوا أوراقًا علمية ودراسات لتطوير الرؤى والاستراتيجيات الأمنية الوطنية.

تحذيرات من التهديدات الإقليمية
حماد أكد في كلمته أن الجرائم العابرة للحدود من أخطر التهديدات التي تواجه ليبيا والمنطقة، في ظل بيئة إقليمية مضطربة وحدود مفتوحة، مشيرًا إلى استغلال خطوط الهجرة غير النظامية في تنقل العناصر الإرهابية.

انتقادات لموقف الاتحاد الأوروبي
أبدى رئيس الحكومة استغرابه من موقف الاتحاد الأوروبي الذي وصفه بغير الجاد في مواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية، خاصة في دول المتوسط مثل اليونان وإيطاليا، معتبرًا أن سياسات هذه الدول تتأثر بعصابات منظمة تسيطر على القرار السياسي فيها، وداعيًا إلى إعادة النظر في السياسات الحالية ومحاسبة الكيانات والأشخاص المستفيدين ماديًا من هذه القضية.

دعوة لتعاون دولي حقيقي
شدد حماد على ضرورة التعاون مع دول المنبع والعبور، معتبرًا أن قضية الهجرة أصبحت دولية وتتطلب تنسيقًا حقيقيًا يتجاوز الشعارات، مؤكدًا دعم حكومته لتكامل الأدوار بين وزارة الداخلية والقوات المسلحة وكافة المؤسسات الأمنية والعدلية، ضمن استراتيجية وطنية موحدة تستجيب للتحديات المتغيرة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • في مؤتمر دولي ببنغازي.. حماد ينتقد سياسات أوروبا تجاه الهجرة غير النظامية
  • نسبة الرسوب بلغت 80%.. تحرك برلماني لتغيير سياسات القبول بكليات الطب
  • تفاصيل حول روزبه وادي الذي أعدمته إيران بتهمة التجسس لصالح الموساد
  • خبراء الأمم المتحدة: سلاح التجويع الذي تستخدمه إسرائيل في غزة جريمة بموجب القانون الدولي
  • إيران تحذر دول الجوار من استغلال إسرائيل لأراضيها للإضرار بأمنها القومي
  • هل تؤثر التغيرات المناخية في تسارع دوران الأرض؟
  • وسط معارك متواصلة وتدهور إنساني حاد.. البرهان يتعهد بتحرير كل أراضي السودان
  • إيران تعدم مواطن قالت أنه سرب معلومات أدت الى اغتيال إسرائيل عالم نووي كبير
  • عائلات الأسرى: توسيع القتال في غزة استكمالا لفشل لم نشهد خلاله نصرا ولا نهوضا طوال قرن من الزمان
  • إيران تعدم شخصا مدانا بالتجسس لصالح إسرائيل