وقال في رسالة موجهة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية: "إن العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، حيث تحرك حكومة الاحتلال دوافع الانتقام جراء الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية الأخرى التي تتمثل في سعي كيان الاحتلال إلى فرض هيمنته على المنطقة من خلال إضعاف مراكز القوة فيها، مستغلا الدعم الواسع الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هالتها الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، ومن ثَم أطلقت يد حكومة نتنياهو المتطرفة لاستعادة الأمن المفقود، بغض النظر عن مستوى التوحش اللازم لتحقيق ذلك".



وأضاف عبدالحق في الرسالة التي نشرها حساب "الإخوان المسلمون" على منصة "اكس": إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حدٍّ سواء. فنيران الاحتلال وداعميه لا تفرق بين أعراقنا ولا بين مذاهبنا، وهي إذ تسعى بصورة حثيثة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ فإنها تدرك أن هذا الهدف الخبيث غير ممكن مالم يتوسع العدوان ليشمل حاضنة المقاومة، سواء كانت هذه الحاضنة دولة مركزية مثل الجمهورية الإسلامية، أو الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون.

وأردف: ولهذا، فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم شك في أن عدوَّنا واحد، وهو الكيان الصهيوني، وأن سلاحنا الأول الذي يجب أن نتمسك به هو وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على جمع إرادة قواها الحية والفاعلة وتوحيد جهودها في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار السنوات الماضية التي نالت من وحدة الأمة وصرفت بعض جهودها لصراعات داخلية، كان -دائما- المستفيد الرئيسي منها هم أعداء الأمة.

وأشار إلى "إن التضحيات العزيزة التي تقدمها الأمة اليوم في فلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران؛ تضع علينا مسؤولية كبرى في أن نبذل كل جهد من أجل وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتكامل الجهود".

وأعرب عن ايمانه "بأن الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، تتجسد في رسالة خاتمة، ووحي خالد، وحضارة ناصعة بنتها الشعوب المسلمة التي تنوعت أعراقها لكن وحَّدت الرسالة والوحي بين قلوبها وغايتها".

وأكد "أن الإخوان المسلمين اليوم متمسكون بدعوة الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث حدد نهجنا تجاه كافة الهيئات والجهات الإسلامية قائلا: إننا "نحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين مختلف الفكر توفيقاً ينتصر به الحق في ظل التعاون والحب. ولا يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو خلاف مذهبي، فدين الله يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه"

وأعرب عبدالحق عن اعتقاده "أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الأسماء والألقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية، وتحل محلها وحدة عملية تجمع صفوف الكتيبة المحمدية، حيث لا يكون هناك إلا إخوة مسلمون، للدين عاملون، وفي سبيل الله مجاهدون".

وتتعرض إيران منذ فجر الجمعة لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، وتتواصل الهجمات الإيرانية منذئذ ردا على العدوان.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

الحرب على القنبلة النووية الإسلامية

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تُخاض الحروب عادة بعناوين بعيدة عن الأهداف، على اعتبار أنَّ الأهداف عادة تُعد جزءًا من أسرار الحروب، لهذا نجد أن العناوين عبارة عن ذرائع يستغلها العدو ليوظفها في حربه لتجنب الاستثارة والاستفزاز للرأي العام وتمر ذريعة الحرب مرور الكرام.

ما يدور اليوم من فصول صراع وجودي بيننا وبين المعسكر الصهيو-أمريكي مثال صارخ على ما تقدم، فبعد أن كان الصراع صراعًا عربيًا صهيونيًا لتحرير فلسطين، تحول بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وتحجَّم إلى صراع فلسطيني صهيوني، واليوم تعالت أصوات وتصدرت عناوين أخرى جديدة لتبرير الاحتلال وجرائمه، شعارها أن الكيان الصهيوني يمارس حق "الدفاع الشرعي" عن نفسه ووجوده. كثيرة هي الشعارات والمبررات والذرائع التي سُكبت في عقولنا وفي عقول الأجيال العربية المتعاقبة، لتمرير الباطل وطلائه بالمشروعية. ولكن السؤال ماذا لو اكتشفنا بأن القضية أبعد من احتلال جغرافية فلسطين، وأن الهدف الحقيقي هو تطويع الأمة العربية وإخضاعها لسيطرة ونفوذ العدو الصهيوني ليديرها كما يشاء ويقتطع منها ما يشاء من جغرافيا وديموغرافيا وثروات ومقدرات؟!

الحقيقة الغائبة والمُغيَّبة عن عقولنا كنخب وعوام هي ما ورد أعلاه، وعلى المُطبِّعين ودعاة "اللهم اضرب الظالم بالظالم" أن يفيقوا من سُباتهم ونرجسيتهم ويدركوا بأن الأمر جللٌ، وأنهم جميعًا في مخطط التقسيم والاحتلال والهيمنة، لا فرق بين مُطبع ومقاوم في البودر السياسي الصهيو-أمريكي، فلا يحلم أحد بأنه سيخرج سالماً من هذا الصراع الوجودي الخطير.

"طوفان الأقصى" المبارك أزال الكثير من الغشاوة والضبابية عن أعيننا وأعين اللاهثين خلف التطبيع ومباركة العدو في جرائمه، كما بيَّن هشاشة العدو وحجم تستره خلف سرديات وخرافات سكبها في عقولنا طيلة عقود المحنة دون أن نختبرها أو نضعها على ميزان الحق والعقل، وحين حَصْحَصَ الطوفان انهارت جميع السرديات وانفرط عقد الخرافات وتهاوى الكيان بصورة مُرعبة، أخافت المرجفين والمطبعين ونالت من سردياتهم "الوقوعية" لتبرير انهزاميتهم أمام كيان أَوْهَن من بيت العنكبوت في حال توفرت الإرادة لمواجهته.

اليوم نعيش فصولًا جديدة من الصراع مع العدو والمتمثل في "طوفان الأقصى 2" أو كما يسمى بـ"الوعد الصادق 3"؛ حيث "توهم" العدو بأن ميدان الصراع أصبح مثاليًا له للإجهاز على آخر قلاع وحصون المقاومة والمتمثل في إيران، بعد اعتقاده بأن الجغرافيات المُقاوِمة الأخرى والمتمثلة في غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق أصبحت تحت الإخضاع أو السيطرة التامة. لم يُخف العدو هذه المرة نواياه ولم يستخدم التورية في عدوانه على إيران؛ بل تطابقت الأهداف مع العناوين هذه المرة وكانت القضاء على البرنامج النووي الإيراني سواء كان سلميًا أو حربيًا.

وإلى هنا قد يبدو الأمر طبيعيًا ومنطقيًا للبعض في تفسير مغازي الحروب والصراعات، ولكن السؤال ما دخل باكستان ومصر في المخطط الصهيوني القادم بعد "القضاء" على إيران؟! والجواب هو أن الحرب الصهيو-أمريكية في حقيقتها هي حرب على القوة العربية والإسلامية أينما وجدت لتمكين الكيان وترسيخ مخططه ووظيفته في قلب الأمة.

خاض الكيان ورعاته معارك استخباراتية وقرصنات جوية لا تُحصى لقتل العلماء وتدمير المشروعات والبرامج النووية للأمة العربية، بدءًا من "مصر عبدالناصر" إلى "مفاعل تموز" بالعراق إلى ليبيا وسوريا فإيران، وجميعنا يعلم مخطط الموساد لقتل العلماء والعقول العربية النادرة بعد سقوط بغداد ودمشق لكي تبقى الأمة بلا عقول.

في حقيقة الأمر أن لُب الصراع هو حرمان الأمة بشقيها العربي والإسلامي من امتلاك سلاح ردع نووي بينما امتلاك جميع الأمم والديانات لهذا السلاح فهو بردًا وسلامًا على الكيان الصهيوني ورعاته!!

في عام 1974، التقى الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو سرًا بكل من الزعيمين هواري بومدين ومعمر القذافي، وقال لهم بالحرف الواحد: جميع الديانات في العالم (الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذوكس، اليهود، البوذيين، الهندوس) امتلكت قنبلتها النووية، ما عدا المُسلمين، فلماذا لا نتعاون لننتج القنبلة الإسلامية وتكون لنا مكانة بين الأمم؟! وتم الاتفاق حينها على أن يكون المقر بباكستان والعقل باكستاني ممثلًا في العالم النووي عبدالقدير خان، والتمويل ليبياً وتجربة القنبلة في أقصى صحراء الجزائر؛ حيث بقايا التجارب النووية الفرنسية منذ العهد الاحتلالي.

تسرَّب الاتفاق للأمريكان والتقى هنري كيسنجر بالزعيم علي بوتو وهدده من مغبة الاستمرار في المشروع، وحين رفض بوتو التهديد وأصر على اكتماله، قال له كيسنجر: "ما لم تلغِ المشروع سأجعل منك أقصوصة". لم يكترث بوتو بتهديد كيسنجر، رغم دفعه لحياته عام 1979 على يد قائد جيشه الجنرال ضياء الحق، واستمر البرنامج حتى أُنجز، ونال السُم من الزعيم هواري بومدين في آخر أيام عام 1978؛ فيما بقي معمر القذافي مُطاردًا حتى 2011 عام الربيع العبري.

تصريح النتن ياهو العلني وجهره بأنَّ باكستان هي الهدف القادم بعد إيران، والوثائق الصهيونية التي وضعت إيران اليد عليها والتي تُبرهن بأن المخطط القادم هو الإجهاز على القيادة والجيش بمصر واحتلال سيناء، جعلت باكستان تُعلن عن دعهما ومساندتها لإيران، كما ستدفع مصر إلى الإعلان عن موقفها الصريح من كامب ديفيد، واستعدادها للحرب مع الكيان ورعاته، وقبل ذلك توجيه الدعم السخي المادي والمعنوي والاستخباراتي بالسر والعلانية لكل بؤرة مقاومة ضد الكيان الصهيوني وفي أي جغرافية كانت؛ فالأمر أصبح من الجلاء "نكون أو لا نكون".

قبل اللقاء.. العدو بدأ العدوان، ولكن نهايته أصبحت بيد آخرين، وخياراته اليوم بين التصعيد والتعجيل بفنائه، أو الرضوخ وتآكله ذاتيًا من داخله.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: وعي المصريين الحصن الحقيقي أمام شائعات الإخوان
  • رشاد عبد الغني: وعي المصريين يهدم شائعات وأكاذيب الجماعة الإرهابية
  • المغاربة يستعدون لمسيرة وطنية شعبية في الرباط شعارها وحدة الأمة ضد العدوان
  • رسالة الإخوان لمرشد إيران بتأييدهم ضد الكيان
  • الإخوان في رسالة لخامنئي: العدوان على إيران استهداف للمقاومة بأكملها
  • جماعة الإخوان المسلمين تؤكد دعمها الكامل لإيران في مواجهة العدوان الاسرائيلي
  • الحوثيون: سنتدخل لدعم إيران ضد الاحتلال.. ننسق مع طهران ردنا العسكري
  • باحث في شئون التنظيمات الإسلامية: الإخوان ضد مفهوم الدولة الوطنية وأداة رئيسية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • الحرب على القنبلة النووية الإسلامية