عوائد أعلى بعشرة أضعاف لاستثمارات التكيف مع المناخ
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
كشف باحثون في معهد الموارد العالمية أن كل دولار يتم إنفاقه على التكيف مع المناخ يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية تفوق 10 دولارات، لكن خبراء ومنظمات بيئية ينتقدون التركيز على التكيف على حساب حلول جذرية وحاسمة للحد من الاحتباس الحراري.
وقامت الدراسة التي أجراها معهد الموارد العالمية بتقييم الفوائد الناجمة عن 320 استثمارا للتكيف في 12 دولة بين عامي 2014 و2024 في قطاعات تشمل الزراعة والمياه والبنية الأساسية والصحة.
وحسب تعريف منظمة الأمم المتحدة، يشير مفهوم التكيف مع التغير المناخي إلى التعديل في النظم الطبيعية أو البشرية بما يسمح بالتصدّي للمؤثرات المناخية الفعلية أو المتوقع حدوثها، وإلى آثار هذه المؤثّرات، مما من شأنه تخفيف الضرر أو الاستفادة من الفرص المفيدة.
ويختلف التكيف عن مفهوم التخفيف المناخي الذي تعرّفه وكالة البيئة الأوروبية بكونه التدابير التي تهدف إلى الحد من تغير المناخ عن طريق منع أو خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
ويرى الخبراء أن الاستثمارات في التكيف مع المناخ لا تحقق فوائد اقتصادية فحسب، بل تحقق أيضا فوائد اجتماعية وبيئية، وفي بعض الحالات تحقق فوائد تخفيفية مشتركة.
وحسب البحث، سجلت استثمارات التخفيف في قطاع الصحة عوائد أكبر فاقت 78%، مدفوعة بفوائد حماية الناس من التأثيرات المرتبطة بالمناخ، مثل الإجهاد الحراري وانتشار الأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك.
وأفاد معهد الموارد العالمية بأن التكيف غالبا ما يُنظر إليه على أنه وسيلة لتجنب الخسائر المرتبطة بالمناخ، إلا أنه قد يُحقق أيضا عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية.
وفي المتوسط، حققت هذه الاستثمارات عائدا سنويا بنسبة 27% من خلال انخفاض معدل الوفيات، وتعزيز الاقتصادات المحلية، وزيادة مرونة البنية التحتية. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن هذا الرقم يُحتمل أن يكون أقل من التقديرات الحقيقية نظرا لعدم استغلال العديد من الفوائد نقدا.
إعلانوعادة يرتبط الحديث عن تحقيق التكيف والتخفيف بالتمويل المناخي، الذي يساعد البلدان على اتخاذ الإجراءات المرتبطة بهما، وحتى الآن لم يحقق العالم التوازن بينهما.
وينتقد العديد من الخبراء الفجوة الكبيرة بين التمويل المخصص للتخفيف على حساب المخصّص للتكيف، والذي يمثل حتى الآن نسبة صغيرة فقط من تمويل المناخ، ويرون أنه لابد من وجود إجراءات حازمة وجذرية لتقليل الانبعاثات الكربونية وليس التخفيف من آثارها لاحقا أو التكيف معها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ التکیف مع
إقرأ أيضاً:
دراسة: التلوث الكيميائي يشكل تهديدا مماثلا لتغير المناخ
حذّر علماء من أن التلوث الكيميائي يشكل تهديدا لازدهار البشر والطبيعة، وهو تهديد مماثل للاحتباس الحراري وتغير المناخ، لكنه لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام والوعي العام، ولا تتخذ تدابير جدية لاحتوائه.
وأفادت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة "ديب ساينس فينتشرز" (DSV) بأن الاقتصاد الصناعي قد أوجد أكثر من 100 مليون مادة كيميائية جديدة، أي غير موجودة في الطبيعة، منها ما بين 40 ألفا و350 ألفا تعتبر قيد الاستخدام والإنتاج التجاري على نطاق واسع.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: تلوث البلاستيك يؤثر على ذاكرة النحل وعسلهlist 2 of 4هل يدفع التونسيون ثمن تلوث الماء والهواء؟list 3 of 4التلوث الضوئي يهدد مدننا بشكل لم نتصورهlist 4 of 4تلوث التربة "قاتل صامت" في نظامنا البيئيend of listولا تحظى الآثار البيئية والصحية لهذا التلوث الواسع النطاق للمحيط الحيوي باهتمام كبير حسب الدراسة، على الرغم من تزايد الأدلة التي تربط السمية الكيميائية بمسببات أمراض كثيرة، من بينها العقم والسرطان.
وقال هاري ماكفيرسون، كبير الباحثين في شؤون المناخ في "ديب ساينس فينتشرز" لصحيفة الغارديان: "أعتقد أن هذه هي المفاجأة الكبرى بالنسبة لبعض الناس".
وفقا للتقرير، يوجد في أجسام البشر أكثر من 3600 مادة كيميائية صناعية من المواد الخاصة بإعداد الأطعمة، وهي المواد المستخدمة في تحضير الطعام وتغليفه، من بينها 80 مادة مثيرة للقلق على نحو شديد.
ويُستخدم أكثر من 16 ألف مادة كيميائية في البلاستيك، الذي يستخدم لحفظ الأغذية غالبا بما في ذلك الحشوات والأصباغ ومثبطات اللهب والمثبّتات، وقد قُدِّر الضرر الصحي الناجم عن 3 مواد كيميائية بلاستيكية فقط، وهي ثنائي الفينيل متعدد الكلور، وثنائي الفينول "أ"، وثنائي إيثيلين هيدروكلوريد (DEHP) بنحو 1.5 تريليون دولار سنويا.
وعُثر على مركبات "المواد الكيميائية الدائمة" (PFA) في جميع البشر الذين خضعوا للاختبار تقريبا، وهي الآن منتشرة في كل مكان حتى أن مياه الأمطار تحتوي في العديد من المواقع على مستويات تُعتبر غير آمنة للشرب.
وفي الوقت نفسه، يتنفس أكثر من 90% من سكان العالم هواء يخالف إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن التلوث. وعندما تُلوِّث هذه المواد الكيميائية الهواء وأجسام البشر فقد تكون النتائج كارثية، حسب الدراسة.
إعلانوكشفت الدراسة وجود علاقة ارتباطية أو سببية بين المواد الكيميائية المُستخدمة على نطاق واسع وتأثيرات تُصيب الأجهزة التناسلية، والمناعية، والعصبية، والقلبية، والتنفسية، وكذلك وظائف الكبد، والكلى، والأيض لدى البشر.
وقال ماكفيرسون: "من أبرز النتائج التي برزت بقوة هي الروابط بين التعرض للمبيدات الحشرية ومشاكل الإنجاب. لقد رصدنا روابط قوية بين الإجهاض وصعوبة الحمل لدى بعض الأشخاص".
وتضاف نتائج الدراسة إلى النتائج السابقة لمعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، والتي تُشير إلى أننا تجاوزنا بالفعل الحدّ الآمن للكوكب فيما يتعلق بالملوثات البيئية، بما في ذلك البلاستيك بأنواعه وخصوصا الجسيمات الدقيقة منه.
وقبيل مفاوضات دولية حول وضع "معاهدة البلاستيك" تجري في جنيف بسويسرا، حذّر تقرير آخر من أن العالم يواجه "أزمة بلاستيك"، تُسبب الأمراض والوفيات من الطفولة إلى الشيخوخة، وسط تسارع هائل في إنتاج البلاستيك.
وسلطت الدراسة الضوء أيضًا على أوجه القصور الحرجة في أساليب تقييم السمية والبحث والاختبار الحالية، وكشفت عن الطرق التي تفشل فيها الضوابط والتدابير الحالية في حماية صحة الإنسان والكوكب.
وقال ماكفيرسون: "إن الطريقة التي أجرينا بها الاختبارات عادةً أغفلت الكثير من التأثيرات". وأشار تحديدًا إلى تقييم المواد الكيميائية المُعطِّلة للغدد الصماء، وهي مواد تتداخل مع الهرمونات، مُسببةً مشاكل تتراوح من العقم إلى السرطان. وقد وُجد أن هذه المواد تُدحض الافتراض التقليدي بأن الجرعات المنخفضة تُقلل من التأثيرات حتمًا.
ولا تحظى السمية الكيميائية بالاهتمام كقضية بيئية، أو مقارنة بالتمويل المخصص لتغير المناخ، وهو تفاوت يرى ماكفيرسون أنه ينبغي تغييره. وقال: "من الواضح أننا لا نريد تمويلا أقل للمناخ والغلاف الجوي. لكننا نعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من التقدير والاهتمام".