محلل إسرائيلي للجزيرة: إيران لم تفقد قدراتها الهجومية والقادم سيكون أسوأ
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
عززت الضربات، القوية التي وجهتها إيران إلى عدد من المنشآت الإسرائيلية، شعورَ الإسرائيليين بأن القادم قد يكون أسوأ، وفق ما أكده الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، الذي انتقد تعامل حكومته مع قناة الجزيرة ومواصلة استهدافها.
فقد أطلقت إيران -صباح اليوم الخميس- دفعة صواريخ ومسيَّرات جديدة باتجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، ما أسفر عن إصابة 137 شخصا على الأقل، وتسبب في دمار واسع داخل تل أبيب.
ورغم حالة الهدوء النسبية التي سيطرت على الأجواء الإسرائيلية أمس الأربعاء، إلا أن هجمات اليوم العنيفة كانت متوقعة، وخصوصا بعد نقل الوزراء وعائلاتهم إلى ملاجئ متفرقة في مدن مختلفة، وفق ما قاله شتيرن في مقابلة للجزيرة.
ويتوقع الإسرائيليون مزيدا من الأيام السيئة التي ربما لن يحتملوها، وفق شتيرن الذي أعرب عن اعتقاده بأن إيران لم تفقد قدراتها الهجومية الضربات التي تعرضت لها.
الأمور تتجه نحو الأسوأ
ورغم تأييد غالبية الإسرائيليين ضرب إيران والنتائج التي حققها سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن، إلا أنهم لن يتحملوا توقف الحياة فترة طويلة لأنهم يرغبون في العمل والسفر، وفق شتيرن، الذي توقع أن تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد الذي سيضر بالجميع.
فهجمات اليوم تشير -برأي الباحث السياسي الإسرائيلي- إلى امتلاك إيران صواريخ أكثر ثقلا مما تم استخدامه خلال الأيام الماضية، ما يعني أن الاقتصاد قد لا يتحمل الأيام المقبلة ويبدو أنها تتجه نحو مزيد من السوء.
ويبدو أن الإيرانيين قرروا توجيه الضربة الأخيرة بعدما سمحت الحكومة للموظفين بالعودة لمقار عملهم القريبة جدا من اللاجئ، لأنها نفذتها تزامنا مع ذهاب الموظفين إلى أعمالهم، حسب شتيرن، الذي عزا السماح بعودة الموظفين للعمل إلى الضغط الاقتصادي الكبير بالنظر إلى اعتماد الحكومة بشكل كبير على المرافق المتوقفة حاليا.
إعلانفي الوقت نفسه، أكد الباحث الإسرائيلي تفهم غالبية الإسرائيليين أهداف الحرب على إيران، وقال إنهم راضون عما حققته حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الناس غير راضين عن طريقة الحكومة في الموازنة بين حماية الإسرائيليين ومصالحهم وبين مواجهة الخطر الإيرانية.
وتوقع أن تكون هناك كثير من الإصابات التي لم يتم الإعلان عنها جراء هذا الهجوم الذي قال، إن الإسرائيليين لم يروا أضرارا كالتي أحدثها، رغم قلة عدد الصواريخ المستخدمة فيه، مما يؤكد تراجع كفاءة المنظومة الدفاعية.
وعليه فإن وجود آلاف الإسرائيليين الذين فقدوا بيوتهم، وهم دون مأوى وتعويض كل عائلة بـ500 شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكلات)، غير مقبول داخل إسرائيل، حسب تأكيد شتيرن، الذي قال، إن هذه الحياة أزعجت الإسرائيليين الذين لم يعودوا يعرفون، ما الذي سيحدث اليوم أو غدا أو بعد أسبوع.
لذلك، شدد الباحث السياسي الإسرائيلي على ضرورة وقف هذا الصراع سواء مع إيران أو في قطاع غزة، وإنهاء المعاناة التي تعيشها كل الأطراف بمن فيهم الفلسطينيون في غزة.
تضييق متعمد
وتعليقا على تصريحات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي طالب في وقت سابق اليوم بالإبلاغ عن كل من يعمل مع قناة الجزيرة، قال شتيرن، إن هذا سلوك شعبوي متعمد ويستهدف تخويف الناس من العمل مع القناة أو الحديث معها.
ولا يعتبر شتيرن هجوم بن غفير على الجزيرة مجرد سلوك شعبوي من وزير متطرف يعرف ويتابع جيدا ما يقال عنه، ولكنه يراه خطوة أولى للتضييق على مزيد من وسائل الإعلام مستقبلا في ظل الهجوم الحكومي المستمر على هامش الحريات والديمقراطية خلال هذه الحرب، التي لا يريدون نقل نتائجها إلى العالم.
وقال إن الهجوم على قناة الجزيرة سيستمر بسبب شعبيتها وتأثيرها والخط الذي تتمسك به والذي يجعلها عرضة لانتقادات واسعة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن من حق أي طرف أن يتبنى خطا بعينه وأن يعبر عن رأيه بحرية. وشدد على ضرورة المحافظة على هذا الحق في إسرائيل وأماكن أخرى وعدم مواصلة التضييق على الحريات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها
لطالما بررت إسرائيل قصفها مستشفيات قطاع غزة بأنها تضم قواعد ومكاتب سرية لحركة حماس، من دون أن تتمكن من إثبات تلك المزاعم.
ولكن المفارقة التي كشفتها إيران اليوم هو أن الجيش الإسرائيلي يختبئ خلف المستشفيات ليخفي قواعد ومراكز ومواد حساسة.
ظهرت هذه القصة للعلن عندما أعلنت إسرائيل أن قصفا إيرانيا عطل مستشفى سوروكا في بئر السبع، متهمة طهران باستهداف المرضى.
لكن إيران بادرت إلى توضيح أن القصف استهدف مقرا عسكريا خلف المستشفى يخفي فيه الجيش الإسرائيلي جنودا ومقدرات عسكرية حساسة.
وقد أكدت طهران أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار.
واليوم الخميس، تبادل الجانبان قصفا جديدا وأصيب 147 إسرائيليا، بينهم 6 جروحهم خطيرة، جراء أقوى هجوم صاروخي إيراني منذ يومين، وفق وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت.
رقابة مشددة
وتفرض الرقابة الإسرائيلية حظرا مشددا على تحديد المواقع التي تستهدفها صواريخ إيران، وجرى استحداث دوريات شرطة لمنع البث من جانب الإعلام والأشخاص في هذه المواقع.
وادّعى الجيش الإسرائيلي -عبر منصة إكس- أنه "تم تحديد إصابات عدة نتيجة القصف الصاروخي، إحداها أصابت أكبر مستشفى جنوب إسرائيل"، من دون أن يحدد مواقع سقوط باقي الصواريخ.
وحسب هيئة البث العبرية (رسمية)، فإن الحديث يدور عن مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل.
ونقلت عن طبيب في المستشفى -لم تسمه- قوله إن المبنى المتضرر هو المبنى الجراحي القديم الذي تم إخلاؤه الأربعاء.
في المقابل، قال الحرس الثوري -في بيان- إنه "في هذه العملية استُهدف مركز القيادة والاستخبارات التابع لجيش النظام (الإسرائيلي) بدقة عالية وبضربة دقيقة قرب مستشفى".
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن البنية التحتية العسكرية المستهدفة "أُصيبت بدقة"، بينما تعرض مستشفى سوروكا لأضرار جانبية بسبب موجة الانفجار.
وبتركيزها على الأضرار الجانبية بالمستشفى وادعاءات مهاجمة أهداف مدنية، يبدو أن إسرائيل تحاول استمالة حليفتها الولايات المتحدة للانخراط إلى جانبها في الحرب على إيران، وفق مراقبين.
إدمان قصف المستشفيات
ومنذ بدء عدوانه على إيران فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، استهدف الجيش الإسرائيلي استهدافا مباشرا أكثر من مستشفى، بينها مستشفى أطفال بالعاصمة طهران.
وأمس الأربعاء، قصف الجيش الإسرائيلي محيط مبنى الهلال الأحمر الإيراني شمال طهران، وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الإيراني تصاعد الدخان من الموقع المستهدف.
إعلانكما ذكر التلفزيون الإيراني، الاثنين الماضي، أن الجيش الإسرائيلي قصف "مستشفى الفارابي" بمدينة كرمنشاه غربي البلاد.
واستهدفت غارات إسرائيلية مستشفى "حكيم" للأطفال في طهران، وفق وزارة الصحة الإيرانية السبت الماضي.
وبدعم أميركي ضمني، بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بمقاتلات جوية، فقصفت مباني سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بسلسلة هجمات بصاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغت عدد موجاتها 14، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.
وفي غزة، دمرت إسرائيل معظم المستشفيات والمراكز الصحية، وقتلت وأصابت واعتقلت كثيرا من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة والأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
وعبر إغلاقها المعابر، تمنع تل أبيب إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى غزة، وترفض إخراج جرحى ومصابين للعلاج بالخارج، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالقطاع المحاصر.
ومنذ 18 عاما، تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني -من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع- بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتشن إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 186 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.