جدل بإسرائيل بعد منع عائلات من دخول الملاجئ أثناء إطلاق الصواريخ الإيرانية
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
لطالما سعت الحكومات الإسرائيلية، منذ احتلال فلسطين، إلى تصدير صورة متماسكة عن وحدة الشعب الإسرائيلي وتضامنه، معتبرة إياه "الشعب الأمثل" في المنطقة.
لكن هذه الرواية بدأت تتآكل منذ عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكريي لحركة المقاوة الإسلامية (حماس)، أواخر عام 2023.
ومع اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل وما صاحبها من إطلاق صواريخ إيرانية اتجاه العمق الإسرائيلي، باتت صفارات الإنذار تدوي في مختلف المدن، مما دفع الإسرائيليين للهرع إلى الملاجئ وفق تعليمات الجبهة الداخلية.
غير أن مشهدا كشف عنه الصحفي الإسرائيلي دانيال عمرام عبر منصة "إكس" أظهر حقيقة مغايرة تماما للسردية الرسمية حول تلاحم المجتمع الإسرائيلي.
فقد وثق مقطع فيديو سكان أحد المباني في بتاح تكفا وهم يرفضون السماح للعائلات التي لديها أطفال بالدخول إلى الملجأ أثناء صفارات الإنذار، معللين ذلك بأنه "ليس نقصا في المساحة، بل هو مسألة مبدأ".
وذكر عمرام أن الشرطة حضرت إلى الموقع دون أن تتخذ أي إجراء، في وقت ظل فيه سكان المبنى مصرين على موقفهم وهددوا بمنع دخول الغرباء خلال أي إنذار قادم.
"גורשנו מהמקלט באמצע האזעקות״: דיירי בניין עם מקלט מסרבים להכניס משפחות עם ילדים: הלילה בפתח תקווה באמצע האזעקות משפחות עם ילדים מצאו את עצמן בחוץ באמצע האזעקות, כי דיירי הבניין ממול החליטו שהם לא מאפשרים יותר לדיירים שלא מהבניין להכנס למקלט. ״זה לא שאין מקום זה עניין עקרוני״.… pic.twitter.com/38OikOyPg2
— daniel amram – דניאל עמרם (@danielamram3) June 18, 2025
هذا المشهد أثار موجة غضب وجدلا حادا بين الإسرائيليين على منصات التواصل الاجتماعي. وعلق بعض المغردين بأن ما حدث "صادم".
وقالوا "منذ تأسيس الدولة، روِجت لنا روايات عن القوة والوحدة والتضامن، وعن جيش لا يقهر وشعب يجتمع وقت الشدة. لكن في لحظة الحقيقة، ظهرت صورة أخرى: بدأنا بالنضال من أجل إعادة المخطوفين، واليوم نترك الناس في الشارع خلال الإنذارات يبحثون عن مأوى".
وكتب آخرون "ما الذي يدفع الناس للتمسك بهذا العناد؟ المسألة دقائق من الانزعاج، حتى لو كانت صعبة نفسيا، لكنها أقل قسوة من طرد الجيران في لحظة خطر".
إعلانكما تساءل بعض الإسرائيليين "إذا اضطررنا يوما للقتال على كيس دقيق، فإلى أي مدى سيبقى الإحساس المزيف بالتفوق؟".
وأشار آخرون إلى أن هذه الظاهرة ليست فردية، بل تنتشر في عدة أماكن، مما بدأ يتسبب بشرخ كبير في المجتمع، على حد تعبيرهم.
وكتب أحد الإسرائيليين "يا للعار! في ملجئنا نسمح لأي شخص بالدخول ونترك الباب مفتوحا. ليس الجميع لديهم مأوى، ويجب مراعاة ذلك. ما حدث يعرض حياة الإسرائيليين للخطر، إنها فضيحة حقيقية".
يذكر أن مشاهد طرد الإسرائيليين لبعضهم بعضا متنوعة، إذ أظهر مقطع فيديو آخر فتاة أوكرانية في تل أبيب تؤكد أن الإسرائيليين منعوها وآخرين من دخول الملاجئ أثناء دوي الإنذارات.
لم يسمح الإسرائيليون للأوكرانيين
بالدخول إلى الملاجئ!
سيدة أوكرانية في تل أبيب تقول:
"تلقينا إشعار الإنذار وانطلقنا إلى الملاجئ وعند وصولنا قالوا لنا لن يسمح لكم بالدخول ولسنا مضطرين للسماح لكم لأن الملاجئ لا تكفي لكم هذا هو التضامن الإسرائيلي".. pic.twitter.com/kMwCdsfUgw
— ميثم الحمدي (@MaithamAlhmdy) June 18, 2025
كما وثقت مشاهد أخرى إغلاق مستوطنين أبواب الملاجئ لمنع دخول آخرين بحجة منع الاكتظاظ، في ظل تصاعد التوتر العسكري بين تل أبيب وطهران.
مستوطنون إسرائيليون يغلقون باب أحد الملاجئ لمنع دخول آخرين إليه، بذريعة منع الاكتظاظ، في ظل حرب مشتعلة بين تل أبيب وطهران. pic.twitter.com/KWwgK2kSk0
— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) June 18, 2025
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أمن الملاجئ وتصريح وزيرة يثيران غضب الإسرائيليين بمنصات التواصل
في خضم التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، لم تعد صفارات الإنذار وحدها ما يؤرق الإسرائيليين، بل اتسع نطاق القلق ليشمل ما يفترض أن يكون ملاذا آمنا وهو الملاجئ.
فبعد مقتل 4 أشخاص في بيتاح تكفا إثر اختراق صاروخ باليستي إيراني لملجأ بشكل مباشر، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة غضب افتراضية، تجسد فيها هلع الداخل الإسرائيلي من هشاشة الجبهة الداخلية.
وحمل تقرير مراسلة الجزيرة فاطمة الخميسي مزيجا من المشاهد والانفعالات التي عكست عمق القلق الإسرائيلي، خصوصا بعد انتشار مقاطع مصورة من مدينة بني براك قرب تل أبيب، يُظهر أحدها امرأة تصرخ متهمة السلطات بالفساد والتقاعس عن فتح ملجأ عام لجأت إليه دون جدوى.
وفي مقطع آخر أكثر دلالة، يظهر ملجأ عام وقد تحول إلى مستودع تكدست فيه الصناديق، فيما ما بدا تجسيدا واضحا لتآكل الثقة بالبنية التحتية المفترض أن توفر الحماية وقت الحرب.
ومع تزايد هذه المشاهد، تعمّق السجال المجتمعي داخل إسرائيل، ودخلت وسائل إعلامها خط الجدل، فأفردت تغطيات إخبارية مكثفة، استضافت خلالها مختصين نفسيين ونشرت تعليمات الدفاع المدني، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد.
غزة والأسرىورغم انشغال الإعلام بالتصعيد الإيراني، لم تغب غزة عن الأفق، فقد ظل ملف الأسرى حاضرا بقوة في البرامج الحوارية، كأنه الجرح المفتوح الذي يرفض الالتئام.
وقد قال ضيف إحدى القنوات الإسرائيلية بوضوح "لا يمكن الحديث عن الحصانة الوطنية بينما المختطفون ما زالوا في غزة، دون استعادة هؤلاء لا أمل في تعافي المجتمع الإسرائيلي".
ولم يقتصر الغضب الشعبي على أداء الحكومة في تأمين الجبهة الداخلية، بل تمدد نحو تصريحات وزيرة المواصلات ميري ريغيف التي أثارت جدلا واسعا بعد دعوتها لمنع الإسرائيليين من مغادرة إسرائيل.
أما رسالتها لمن هم بالخارج فكانت أوضح ما تكون استفزازا "استمتعوا بأوقاتكم، اغتنموا الفرصة" وهي كلمات أشعلت مواقع التواصل، ودفعت إحدى الناشطات للتساؤل بمرارة "هل تدرك الوزيرة أن بعض الإسرائيليين عالقون في الخارج ولا يملكون ثمن العودة؟".
إعلانووسط هذه العاصفة من الانتقادات، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن جبهة موازية لا تقل ضراوة، تدور خلف شاشات الحواسيب.
فالهجمات الإلكترونية على إسرائيل -وفق الصحيفة- ارتفعت بنسبة 700% بالتزامن مع القصف الإيراني، في ما يبدو أنه امتداد رقمي للحرب، يستهدف المفاصل السيبرانية.