لجريدة عمان:
2025-06-19@22:45:28 GMT

أتمنى ألا يأتوا مرة أخرى!

تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT

أتمنى ألا يأتوا مرة أخرى!

أسرّ الزوج إلى زوجته بعدم رضاه عن زيارة أقربائهم، ليس لأنه يكرههم أو يحقد عليهم، ولكن ما يُخلّفه أولادهم من «عبث ودمار» على مسمع ومرأى من ذويهم، مؤكدًا لها أن شعوره بالغصّة والإحباط ينبع من ذلك السرّ الدفين في أعماقه والمترسّب في شرايين قلبه.

واسترسل الزوج في حديثه قائلًا: فلا الأب الزائر ينصح أبناءه بالصمت أو الهدوء، ولا الأم بدورها تنهاهم عن حالة العداء التي يخرجونها من عقولهم بتصرفات لا تُطاق وصخب لا يُحتمل!

وفي السياق ذاته، تصوّر بأنك تنفق المئات إن لم تكن آلاف الريالات من أجل أن تعيش في بيت نظيف ومرتب، تعمل على أن تزهو أركان تفاصيله بالألوان الزاهية الجميلة، تمكث وقتًا طويلًا في اختيارات الأثاث الذي يتناغم مع المكان، ثم ترفقه ببعض المقتنيات الثمينة قيمة ومعنى، التي تُضفي على المكان راحة نفسية، ثم يأتي إليك زائر -كائنًا من يكون- وعلى حين غرة، يملأ أطفاله المكان صراخًا وإزعاجًا، بل وتدميرًا لكل ما يصل إلى أيديهم، وكأنهم جنود يدخلون في حرب ضروس يشتعل وطيسها منذ البداية ولا تنتهي إلا بالخسائر.

وبعد أن يرحل المعتدون، أي «الزائرون»، تحاول أن تُحصي حجم الخسائر التي تكبّدتها من هذه الزيارة الغاشمة على منزلك، ضمنيًا الزوج والزوجة في قرارة أنفسهم «منزعجون جدًا» مما حصل لمنزلهم، الأم الزائرة تضحك لأن صغيرها الشقي بدأ في الحركة بنشاط في المكان دون مساعدة منها، بل واستطاع أن يكسر صمته، ولا تنهاه إذا امتدت يده إلى جهاز تحكم التلفاز أو التكييف، ولا تسلبه من يديه قبل أن يبدأ في تحطيمها، فهي فخورة بأنه أصبح قويًا يعتمد على نفسه.

بعض الأطفال يمسكون بأي أداة تصل أيديهم إليها، ثم يبدأون في تشويه جدران المنزل، كل هذه السيناريوهات المخيفة والتصرفات الخاطئة تحدث في حضور «الأم والأب» اللذين يجعلان أنفسهما غير مهتمّين بما يدور حولهما، بل يستمران في حديثهما عن إنجازات أبنائهما أو طريقة تربيتهما لهم!

بينما هذه التصرفات المزعجة تحدث فعليًا عندهم في المنزل، ولا يجدون لها حلولًا أو قدرة على إيقافها، من كل ذلك أصبح الناس لا يتمنّون أبدًا زيارة الآخرين لهم لأنهم يعلمون أن لديهم أطفالًا مدمّرين ومزعجين للغاية.

الزيارة لها آداب وأصول متعارف عليها، بعض الزوار يمكثون عند ذويهم يومًا أو يومين ثم يرحلون، وبعد ذهابهم يكتشف أرباب المنزل أن هناك كوارث حدثت دون أن يتم إعلامهم بها، عملية ترميم الأشياء المكسورة والمُدمّرة تحتاج إلى وقت ومال وحالة نفسية تستطيع أن تتجاوز المشاهد المحزنة التي أصبحت جزءًا من الواقع.

فن التعامل مع الأطفال له أسس وقواعد تربوية تبدأ من الاهتمام والتوجيه والمتابعة من الوالدين للأبناء، فليس من التربية أن تدع الطفل يفعل ما يريد أن يفعله، خصوصًا في منازل الآخرين، على الأم أو الأب مسؤولية كبيرة في التحكّم بتصرفات أبنائهم والحد من مستوى الضوضاء وأعمال التخريب التي يقوم بها الأطفال، فليس من المعقول أن أي زيارة تنتهي بكارثة أو خسائر مادية وضغوطات نفسية.

أصبح بعض الناس يتذمّر عندما يتمّ مكاشفته بالحقائق، ويعتبر أن ما يفعله أطفاله هو مجرد أمر طبيعي لا يستدعي كل هذه الملاحظات أو الانزعاج منهم، لأنها تصدر بتلقائية دون قصد منهم في إحداث ضرر بالآخرين.

بكل مصداقية، نرى أن المسؤولية ليست فقط منحصرة في شقّ الأطفال، بل أيضًا الوالدان اللذان عليهما مسؤولية عظيمة ومهمة، فالطفل كما تُعوّده يعمل، ولذا من الواجب أن تكون هناك ردّة فعل مناسبة تمنع استمرار إلحاق الأذى بالآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الصحة تحذر من الولادة القيصرية غير المبرر وتكشف مخاطرها على الأم والجنين

عقدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة والمشرف على المجلس القومي للسكان، اجتماعًا تنسيقيًا بمحافظة قنا مع 85 من رؤساء وممثلي المنشآت الصحية التابعة للقطاع الخاص، لمتابعة تقدم الجهود المبذولة وتعزيز التعاون في القضايا السكانية والصحية.

شارك في الاجتماع الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات غير الحكومية والتراخيص، والدكتور محمد يوسف، مدير مديرية الشؤون الصحية بقنا، والدكتور ياسر جمال، مدير عام المتابعة بالمجلس القومي للسكان، والأستاذ أسامة عبد المنعم، مدير عام التقويم بالمجلس، إلى جانب عدد من استشاريي البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، وذلك ضمن فعاليات الجولة الميدانية التي تجريها نائب الوزير بالمحافظة. 

أشارت الدكتورة عبلة الألفي إلى الارتفاع الكبير في معدلات الولادة القيصرية غير المبررة طبيًا، والتي بلغت 72% عام 2024، مما يؤثر سلبًا على جهود الدولة، محذرة من مخاطرها الصحية على الأمهات والأطفال، مثل زيادة وفيات حديثي الولادة، والتوحد، والسمنة، وتأخر النمو، إضافة إلى مضاعفات خطيرة على الأم كالنزيف والمشيمة المتوغلة.

الولادة القيصرية غير المبررة ترفع خطر

وأوضحت نائب الوزير أن الولادة القيصرية غير المبررة ترفع خطر إصابة الأطفال بالتوحد أربعة أضعاف، وتزيد من احتمالية السمنة وتأخر النمو وضعف المناعة نتيجة حرمان الطفل من محفزات النمو الطبيعية، كما تسهم في ارتفاع وفيات حديثي الولادة،، بسبب مشاكل تنفسية ناتجة عن عدم اكتمال تحضير الرئتين، لافتة إلى أن القيصرية مسؤولة عن زيادة الولادات المبكرة في مصر، مقارنة بالنسبة العالمية البالغة 10%، أما للأمهات، فإن تكرار القيصرية يرفع خطر النزيف والمشيمة المتوغلة، ما يعرض حياة الأم للخطر،

حزمة إجراءات لحوكمة الولادات 

وأعلنت "الألفي" عن حزمة إجراءات لحوكمة الولادات تشمل إلزام المستشفيات بتطبيق نظام "روبسون" ومعايير منظمة الصحة العالمية، وتفعيل لجان مراجعة الولادات، وتوفير غرف ولادة مجهزة، مع تدريب الكوادر الطبية على الولادة الطبيعية الآمنة. كما كشفت عن إطلاق حملة إعلامية بعنوان "بداية آمنة" لمدة ستة أشهر، لإعادة الثقة في الولادة الطبيعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

أهمية التوعية بصحة ما قبل الحمل

وأكدت الدكتورة عبلة الألفي على أهمية التوعية بصحة ما قبل الحمل، وضبط الأمراض المزمنة مثل فقر الدم والسكري، وتشجيع استخدام حمض الفوليك، مع المباعدة بين الحمل من 3 إلى 5 سنوات، وتركيب وسائل تنظيم الأسرة فور الولادة، كما دعت لتنفيذ برنامج مشاركة المهام لسد عجز أطباء النساء، محذرة من المفاهيم الخاطئة حول وسائل التنظيم، وضرورة تكثيف التوعية المجتمعية ودمجها بالمناهج لتصحيح الثقافة العامة.

من جانبه، أكد الدكتور هشام زكي أهمية مشاركة القطاع الخاص بمحافظة قنا، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص بها يضم أكثر من 11 مستشفى خاص و269 مركزًا طبيًا، ما يجعله شريكًا أساسيًا في تحسين المؤشرات الصحية والسكانية، مشيدًا بالنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في محافظات أخرى مثل أسيوط والإسكندرية، داعيًا إلى نقل هذه النجاحات لقنا.

شهد الاجتماع مناقشات مثمرة حول تجارب تعزيز المبادرة الرئاسية "الألف يوم الذهبية"، وتشجيع الولادة والرضاعة الطبيعية، مع استعراض تحديات كضعف عدد استشاريي الرضاعة وطلب التخدير الكامل، وطالب المشاركون تقدير الولادة الطبيعية ماديًا وتكثيف تدريب الأطباء وتفعيل لجان المتابعة، وفي ختام الاجتماع، تم التوافق على التزام القطاع الخاص بتعزيز الولادة الطبيعية، مع استهداف خفض نسبة القيصرية إلى 50% بنهاية 2025، والالتزام بالبروتوكولات لحماية صحة المواطنين وضمان الممارسة الطبية الآمنة.

طباعة شارك وزير الصحة القطاع الخاص الألف يوم الذهبية قنا تنمية الأسرة المنشآت الصحية

مقالات مشابهة

  • بكري عن «إسرائيل التي لا تستحي»: دمرت مستشفيات غزة وتتباكى على مستشفى عسكري لعلاج قتلة الفلسطينيين
  • الصحة تحذر من الولادة القيصرية غير المبرر وتكشف مخاطرها على الأم والجنين
  • أم تعاقب طفلها الرضيع بماء مغلي ينهي حياته
  • طارق التايب: أتمنى التوفيق لـ زعيم آسيا .. فيديو
  • الصِّدق أساسُ التَّعامل بين الحاكم والمحكوم.. أبوبكر الصديق نموذجاً
  • عاجل| دونالد ترامب: أتمنى الحظ السعيد للمرشد الإيراني!
  • حبس أم ونجلها 4 أيام لإتهامهما بقتل ابنتها الطالبة بكفر الشيخ
  • سيدة تخطب المذيعة لابنها على الهواء: أدللك وما أخليك تطبخين!.. فيديو
  • مَن يحفظُ ماءَ وجهِ الأمّة؟