يمانيون / تحليل / خاص

في جلسة مشحونة عقدها مجلس الأمن، كشفت المندوبة الأمريكية عن موقف أمريكي لا يكتفي بدعم العدو الصهيوني  سياسياً وعسكرياً، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، عبر تبنّي سردية إسرائيلية بالكامل وتحميل إيران ومحور المقاومة مسؤولية التوتر الإقليمي المتصاعد.

ففي تصريحات مباشرة، اتهمت المندوبة الأمريكية الحكومة الإيرانية بتحريض حزب الله على فتح جبهة ضد إسرائيل من جنوب لبنان، معتبرة أن هذا السلوك يُعد “خطراً على أمن المنطقة”.

وزعمت أن إيران كررت دعواتها لتدمير إسرائيل، ونفذت اعتداءات على المدنيين، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها.

ولم تقف التصريحات عند هذا الحد، بل أضافت أن الحكومة الإيرانية تواصل التصعيد ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذّرة من أن هذا النهج “لن يُكسب إيران شيئاً”، وداعية طهران إلى التخلي النهائي عن طموحاتها لامتلاك السلاح النووي، في إشارة مباشرة إلى نية واشنطن استخدام ملف البرنامج النووي كورقة ضغط سياسية وأمنية.

هذه التصريحات تأتي في سياق  التنسيق الأمريكي- الصهيوني واضح المعالم، يُنفّذ من خلال مجلس الأمن وبدعم من عدد من الدول الغربية، بهدف محاصرة إيران سياسياً، وتهيئة المناخ الدولي لتبرير أي تحرك عسكري محتمل ضدها أو ضد حلفائها في المنطقة، لا سيما حزب الله في لبنان أو الفصائل المقاومة في غزة.

وتكشف النبرة التصعيدية المستخدمة في الخطاب الأمريكي عن محاولة لخلق إجماع دولي ضد إيران، عبر تحميلها مسؤولية أي تفجّر عسكري على الحدود اللبنانية أو في الجبهة السورية أو حتى في العراق واليمن، ضمن سياسة أميركية-صهيونية هدفها النهائي إضعاف محور المقاومة وإنقاذ إسرائيل من أزماتها الأمنية والسياسية.

إن ما يُطبخ في أروقة مجلس الأمن هذه الأيام لا يبدو أنه يستهدف حماية المدنيين أو استقرار المنطقة، بل يندرج ضمن خطة شاملة لتضييق الخناق على إيران وعزلها دوليًا، باستخدام أدوات دبلوماسية مغلّفة بلغة القانون الدولي وحقوق الإنسان، لكنها في جوهرها تدعم الاحتلال وتشرعن جرائمه.

ختاما ً .. هذه التطورات تضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تتلاقى الأهداف الغربية والصهيونية ضمن سياسة محاور واضحة، تتجاوز لغة الدبلوماسية نحو فرض أمر واقع جديد قد يُشعل مواجهة واسعة إذا ما تمادت إسرائيل في عدوانها، بدعم أمريكي مكشوف.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مقرر سابق للأمم المتحدة: الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا للتحرك دون مساءلة

اتهم مايكل لينك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في فلسطين، الولايات المتحدة بتوفير دعم ممنهج لإسرائيل، يساهم في تعزيز نفوذها الإقليمي ومنع محاسبتها دوليًا على انتهاكاتها المستمرة.

الحريديم يتوعّدون الحكومة في إسرائيل ويطالبون بتدخل البيت الأبيضالسفير الفرنسي في إسرائيل: لا تحتلوا غزة واستغلوا فرصة الاتفاق

وقال لينك، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية”، إن الدعم الأمريكي لا يقتصر على المساعدات العسكرية والاقتصادية، بل يشمل أيضًا غطاءً دبلوماسيًا دائمًا داخل مجلس الأمن الدولي، ما يسمح لإسرائيل بتنفيذ سياساتها دون التعرض لمساءلة حقيقية.

وأضاف أن هذا الواقع يعزز من شعور إسرائيل بالحصانة الدولية، ويمنحها مساحة أوسع للتحرك بحرية، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في مختلف أنحاء المنطقة العربية، في ظل غياب ضغط دولي حقيقي.

طباعة شارك إسرائيل حقوق الإنسان فلسطين المساعدات العسكرية الدعم الأمريكي

مقالات مشابهة

  • تأجيل جلسة مجلس الأمن بشأن خطط إسرائيل لاحتلال غزة إلى الأحد
  • مجلس الأمن ينعقد غدا لمناقشة خطط إسرائيل في احتلال قطاع غزة
  • مجلس الأمن يجتمع السبت لبحث خطة إسرائيل في غزة… وموجة الإدانات الدولية مستمرة
  • مجلس الأمن يعقد اجتماعا السبت بشأن خطة إسرائيل لاحتلال غزة
  • تصعيد خطير.. جلسة خاصة لمجلس الأمن غدا لبحث قرار إسرائيل باحتلال غزة
  • المندوب الفلسطيني: مجلس الأمن قد يعقد جلسة طارئة لإيقاف إسرائيل
  • مقرر سابق للأمم المتحدة: الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا للتحرك دون مساءلة
  • ضبط شحنة أسلحة خطيرة في ميناء عدن كانت في طريقها لمليشيا الحوثي
  • إيران تنفي الادعاءات الغربية بشأن تزويد روسيا بالأسلحة
  • روسيا تُحذر إيران من هجوم عسكري (أمريكي-إسرائيلي) قريب .. تفاصيل