أين استخدمت أمريكا قنابلها الخارقة للتحصينات وما أبرز أنواعها؟
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
لا زال الغموض يلف الموقف الأمريكي بشأن المشاركة في الحرب على إيران، رغم الدعوات الإسرائيلية، ومحاولات الضغط التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو لدفع واشنطن إلى الانخراط، تحت ذريعة وقف خطر البرنامج النووي الإيراني.
وحال مشاركة أمريكا فعليا في هذا العدوان، فإن التعويل ينصب على استخدام الجيش الأمريكي قنابل خارقة للتحصينات، بهدف الوصول المنشآت النووية الإيرانية، والتي بنيت في أعماق الجبال، كمحطة "فوردو" النووية.
ويدور الحديث أساسا عن قنبلة إستراتيجية خارقة للتحصينات، تملكها أمريكا فقط، ويقال إنها الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرضية، وهي "جي بي يو-57" (GBU-57) التي تزن 13 طنا وتستطيع اختراق عشرات الأمتار قبل أن تنفجر.
قنابل أمريكا الخارقة
استخدمت الولايات المتحدة القنابل الخارقة للتحصينات في العديد من الحروب والنزاعات، بهدف ضرب منشآت محصنة بشدة. كما طورت قنابل أقوى مثل "MOP" لمواجهة التهديدات المستقبلية ضد المنشآت النووية أو التحصينات العميقة.
القنابل الخارقة للتحصينات، هي نوع من القنابل المصممة لاختراق التحصينات الأرضية العميقة، مثل المخابئ تحت الأرض والمواقع المحصنة بشدة. استخدمت الولايات المتحدة هذه القنابل في مواقع وأحداث متعددة لاستهداف منشآت عسكرية أو نووية يُعتقد أنها محصنة بشكل كبير.
أين استخدمت أمريكا قنابلها الخارقة؟
حرب الخليج الثانية (1991): أثناء عملية عاصفة الصحراء، استخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف مواقع القيادة والسيطرة العراقية، ومراكز الاتصالات التي كانت مخبأة في أعماق الأرض.
وفي هذا القصف استخدم الجيش الأمريكي قنابل مثل GBU-28، وهي قنابل موجهة بالليزر ومصممة خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة.
أفغانستان (2001): خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، استخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف كهوف ومخابئ طالبان والقاعدة، خصوصا مجمعات الكهوف في منطقة تورا بورا، حيث كان يُعتقد أن قادة القاعدة يختبئون فيها.
واستخدمت أمريكا قنابل موجهة مثل GBU-28 وGBU-37 لاختراق الكهوف والتحصينات الجبلية.
غزو العراق (2003): أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، استُخدمت القنابل الخارقة للتحصينات لاستهداف منشآت القيادة العراقية ومخابئ الأسلحة.
ويدور الحديث هنا على استخدام قنابل خارقة مثل GBU-28.
ليبيا ( الإطاحة بنظام القذافي 2011): خلال الحملة الجوية التي قادها حلف الناتو ضد نظام معمر القذافي، استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف منشآت عسكرية تحت الأرض، منها مستودعات للأسلحة، ومراكز قيادة.
سوريا (2014 - الحرب ضد تنظيم الدولة): في إطار العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة استُخدمت القنابل الخارقة للتحصينات لتدمير مراكز القيادة والأنفاق تحت الأرض التي يستخدمها التنظيم.
استخدم الجيش الأمريكي قنابل أكثر تدميرا من ذي قبل، مثل GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP).
ما هي أنواع القنابل الخارقة للتحصينات:
GBU-28: قنبلة موجهة بالليزر، طُورت أثناء حرب الخليج الثانية، وهي قادرة على اختراق أكثر من 6 أمتار من الخرسانة المسلحة أو 30 مترًا من الأرض.
GBU-37: نسخة محدثة من GBU-28، موجهة عبر الأقمار الصناعية (GPS).
GBU-57: قنبلة خارقة للتحصينات فائقة القوة، مصممة لاختراق التحصينات العميقة جدًا، وهي قادرة على اختراق أكثر من 60 مترًا من الخرسانة المسلحة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية القنابل الخارقة امريكا النووي الايراني القنابل الخارقة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استخدمت الولایات المتحدة قنابل خارقة للتحصینات تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
أمريكا فقط مع إسرائيل
قلما يتدخل سفراء الدول في الشؤون السياسية للدول المضيفة، وغالباً ما يلتزمون بمهمتهم وهي تحسين العلاقة بين بلدهم والبلد المضيف، وغالباً ما يتحدث السفراء، ان اضطروا للحديث مع الإعلام والصحافة، بما يسمى باللغة الدبلوماسية، أي اللغة التي فيها الكثير من المجاملة والتورية وعدم الإفصاح، وغالباً ما يتجنبون ذلك أصلاً، لدرجة أن بعض السفراء يمكثون في مناصبهم سنينَ طويلة، ومع ذلك لا احد يسمع بأسمائهم او يرى صورة لهم هنا أو هناك.
مع ذلك وفي ظل ظروف خاصة، وربما في «دولة» ليست ككل الدول، في كل شيء، نقصد إسرائيل بالطبع، نجد سفراء بعض الدول، ينخرطون في حديث السياسة المحيطة بإسرائيل، كما لو كانوا وزراء خارجية او حتى رؤساء دول، تتباين مواقفهم بين الدفاع عن سياسة بلادهم تجاه اسرائيل، وما بين الدفاع عن سياسة اسرائيل نفسها، كما لو كانوا اسرائيليين، بل كما لو كانوا اسرائيليين يديرون شؤون سفارة دولتهم في تل أبيب أو القدس.
ويبدو أن حرب الابادة الإسرائيلية كانت ضرورية من زاوية ما لكشف عمق التطرف والوحشية التي يتمتع بها كثير من الاسرائيليين، ممن وصلوا لمواقع المسؤولية الرسمية، بحيث صاروا وزراء ونواباً في الكنيست الخامس والعشرين الحالي، فمنهم من دعا علانية لاستخدام قنبلة يوم القيامة، أي القنبلة النووية التي تمتلكها اسرائيل دون شك، ومنهم من دعا ومارس قطع الدواء والغذاء والهواء عن مليوني مواطن، ومنهم من دافع عن حرق القرى الفلسطينية، ومن دعا الى التهجير القسري، وباختصار معظم وزراء ونواب الائتلاف الحاكم الحالي متورطون في حرب الإبادة الإسرائيلية، التي لم تعد بما تتضمنه من جرائم حرب صريحة ومكتملة الأركان، خافية على أحد، حتى بات يعترف بذلك الكثير من الاسرائيليين انفسهم، ولا ندري بالطبع، ان كانت هذه الحرب هي التي تسببت في كشف ما كان مستوراً من توحش رسمي اسرائيلي، أو ان ذلك التوحش الذي كان مختبئاً خلف رداء التطرف اليميني هو الذي تسبب بالحرب.
أياً يكن، فإن حرب الإبادة الإسرائيلية، باتت بعد عامين تقريباً من مواصلتها، موضع خلاف ليس بين إسرائيل وفلسطين، ولكن بين إسرائيل ومعظم العالم، دولاً وشعوباً، ومن بين هؤلاء من كانوا حتى وقت قريب أصدقاء وحلفاء إسرائيل، بل ان دول غرب أوروبا، التي أقامت دولة إسرائيل قبل ان تتولى أميركا من ضمن ما تولته من قيادة شؤون الغرب الإمبريالي، حماية ورعاية دولة إسرائيل، تلك الدولة التي أنشأتها بريطانيا العظمى، أولاً بقرار وعد بلفور، ثم برعاية الهجرة اليهودية الى فلسطين، ومساعدة أولئك المهاجرين بعد ان وصلوا «أرض الميعاد» على تشكيل المجموعات المسلحة التي سيطرت على ثلاثة ارباع فلسطين عام 48، ومن ثم شكلت الجيش الاسرائيلي، أي ان بريطانيا تولت رعاية مشروع اقامة «دولة اسرائيل» طوال ثلاثة عقود ما بين عامي 1917_1948.
أما فرنسا فإنها كانت من اهم واكثر الدول التي ساعدت إسرائيل عسكريا بعد ذلك، ولم تكن فقط شريك اسرائيل وبريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر وغزة عام 1956 وحسب، بل أنها هي التي ساعدت اسرائيل على إنشاء مُفاعل ديمونة وعلى امتلاك القنابل النووية، قبل ان تدخل أميركا على الخط الإسرائيلي، بل ودون علم واشنطن في ستينيات القرن الماضي، وكان سلاح الجو الاسرائيلي الذي تفوّق في حرب عام 1967، وجلب لها الانتصار، في معظمه مستوردا من فرنسا.
وكانت اسرائيل تمتلك في تلك الحرب مائتي طائرة فقط، كانت معظمها ميراج وميستير واوراغان الفرنسية الصنع، كما ان في فرنسا ثالث اكبر تجمع يهودي في العالم بعد يهود اميركا ويهود اسرائيل، يقترب من نصف مليون يهودي يكنّون تأييداً طبيعياً لإسرائيل، وهم مواطنون فرنسيون بالطبع.
وقد ظهر جلياً خلال الأيام الأخيرة، تزايد الفجوة بين الموقف الإسرائيلي ومواقف دول الغرب الأوروبي، ومن بين هذا الغرب دولتا فرنسا وبريطانيا، وفي حقيقة الأمر، لم يكن التحول في موقف بريطانيا وفرنسا فجائياً، أو أنه تأثر بمصلحة هنا أو هناك، بل انبعث كدافع أحلاقي، بعد ان تأكد لكل أعمى وبصير في العالم، بأن اسرائيل بحكومتها الفاشية الحالية، مصرّة على مواصلة حرب الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، كما لم تفعل اية دولة من قبل، حيث تمارس اسرائيل فعل القتل الجماعي العشوائي المباشر للمدنيين بمن فيهم الصحافيون والأطباء والمسعفون، وبأغلبيتهم من الأطفال والنساء، حتى آخر فصل من فصول الجريمة الوحشية بتجويع البشر في غزة، كما يظهر لكل العالم، اي بإصرار على قتل كل الناس، وتدمير كل مظاهر الحياة.
وفي تعبير المسؤولين الدوليين عن غضبهم مما تمارسه اسرائيل من توحش متواصل منذ عامين، ودون اهتمام بكل ما صدر عن القضاء الدولي وعن المنظمات الدولية من قرارات ومواقف، رد المسؤولون الاسرائيليون بكل صفاقة، ومن يستعرض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين قد يصدم او على الأقل يتفاجأ من درجة ومستوى الصفاقة التي يتمتع بها هؤلاء، لكن المفاجأة تتبدد بالطبع، حين نستذكر المثل الذي يقول «ليس بعد الكفر ذنب»، وما دام هؤلاء يمارسون الابادة الجماعية وجرائم الحرب، فإنه من الطبيعي جداً بالنسبة لهم ان يكونوا وقحين لا يحترمون احداً.
الغريب ان حرب الابادة الاسرائيلية، لم تجعل من كل فلسطين فقط هدفاً لها، ولا من كل الفلسطينيين عدواً مستهدفاً بالقتل والتهجير والقهر والتجويع، لكنها جعلت من كل العالم تقريباً عدواً للحكومة الإسرائيلية، حتى لا نقول عدواً لإسرائيل، وكل من رفع الصوت ضد هذه الحرب الإجرامية صار معادياً للسامية، وهنا ندلل على اكثر من موقف لجلعاد أردان تجاه أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، ومسؤولي ومنظمات المنظمة الدولية، بما فيها الأونروا بالطبع، الذين وصفهم بمعاداة السامية، وطالب بإقالتهم، كذلك لو ألمحنا فقط الى ما قاله الوزير الفاشي ايتمار بن غفير ضد بريطانيا، حين رد على وزير خارجيتها الذي طالب بوقف الحرب قبل فترة، بأن عهد الانتداب قد انتهى، والأكثر وقاحةً كان ما قاله أكثر من مسؤول اسرائيلي بمن فيهم وزير الخارجية جدعون ساعر، بحق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خاصةً بعد ان اعلن خلال رئاسة فرنسا مع السعودية للمؤتمر الأممي في نيويورك حول فلسطين، عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول القادم.
ورغم كل الوقاحة وانعدام الدبلوماسية الإسرائيلية، أكد السفير الفرنسي في إسرائيل فريدريك جون لإذاعة «كان» العبرية على الصداقة الفرنسية الإسرائيلية حتى وهي تعترف بدولة فلسطين، لأن في ذلك مصلحة إسرائيل، وكصديق لإسرائيل قال بأن افضل الخيارات لها هو السلام، ونصحها بعدم التورط في احتلال قطاع غزة، وكان صريحاً بإعلانه انه ضد حرب إسرائيلية لا نهاية لها، وكان واضحاً وهو يميز بين إسرائيل الدولة التي أقامها الغرب الأوروبي، وبين حكومة اليمين الفاشي الحالية، التي تقود إسرائيل لإقامة إسرائيل الكبرى والسيطرة على الشرق الأوسط.
على النقيض من السفير الفرنسي كان السفير الأميركي، والحقيقة ان اميركا _ترامب وحدها ما زالت تقف مع مجرمي الحرب الاسرائيليين دوناً عن العالم كله، وبعد خروج الغرب الأوروبي، بما في ذلك المانيا وكندا بعد فرنسا وبريطانيا واسبانيا، فستيف ويتكوف يتفاوض مع نتنياهو فقط، وليس وسيطاً أبداً، بل انكر وجود مجاعة في غزة، أما ترامب نفسه فإنه ما زال يمارس الكذب بإطلاقه عبارات «إنسانية» عن «الجوع في غزة»، ويكذب حين يقول بتقديم أميركا لملايين الدولارات لمؤسسة غزة الإنسانية المريبة، بل هو نفسه ما زال يقول بالتهجير، وبوضع اليد على وطن الفلسطينيين في غزة، ولم يكن الإمر ينقص إلا رئيس مجلس النواب الجمهوري ليزور المستوطنات التي تعتبر الذروة الاحتلالية ودليل الخروج على القانون الدولي، حتى دون ان يلجأ ارهابيوها الى كل هذا القتل والتدمير وحرق البيوت والسيارات وتخريب المزروعات، ولكن إيضا ليطلع على «خرائط الضم» الإجرامية.
أما السفير الأميركي في إسرائيل فيواصل الاصطفاف لجانب بن غفير وسموتريتش، كما لو كان مستوطناً، وليس دبلوماسياً، وآخر ما نطق به متهكماً على ماكرون، بوصفه الدولة الفلسطينية بالوهمية، كان تسميته إياها فرانس أون ستاين، وكان من قبل قد طالب الدول الإسلامية بتقديم جزء من أراضيها لإقامة الدولة الفلسطينية.
الأيام الفلسطينية